كواليس وأسرار شهدتها بعثة الاهلي خلال ال 96 التي سبقت المباراة ولعل هذه هي البطولة الاصعب في تاريخ الاهلي بسبب ما يحدث حول المباراة فالشكل الذي ظهرت به بعثة الاهلي، منذ تجمعهم في مطار القاهرة متجهين لتونس لمواجهة الترجي ، و حتي العودة في فجر السبت يثبت انهم كوماندوز في مهمة خاصة حيث تحول المعسكر لثكنة حربية ، فكانت غالبية التعبيرات التي تسمعها الاذان توحي بذلك ، مثل إجراءات امنية مشددة ، فرض الحصار ، معركة كروية.. »أخبار الرياضة»كانت مع البعثة لحظة بلحظة شاهدة علي أجواء كل ما حدث في تونس من خلال السطور القادمة. في الساعات الاولي لمغادرة بعثة الاهلي أرض الوطن، كانت ساعة الصفر في الخامسة فجراً حيث بدء تجمع افراد البعثة كلاً بطريقتة، و بالوسيلة التي فضلها، فهذا بسيارته تقودها زوجتة و اطفاله نائمون في المقاعد الخفية، وهذا بواسطة شركة انتقالات التي ترعي الاهلي ، و هذا شقيقة و هكذا، و اتوبيس فارغ الا من موظفين من الاهلي يحملون فيه المهمات و ادوات التدريب ، و حقائب الجهاز الطبي ، و بعض الأطعمة . 4 ساعات طائرة الاهلي خلال السفر كانت اشبه بخندق لا حديث مطلقاً مع اي من افراد البعثة ، بل ان مقاعد اللاعبين و الجهاز تكاد تبقي منطقة محظورة ، ومسيجة باسلاك شائكة ، و برغم هذا فان الحديث بين مسؤلي الاهلي ، و اللاعبين و بعضعهم البعض كان بعيد عن المباراة تماما كما طالب افراد الجهاز الفني بمنع الشد العصبي ، و عند الهبوط في مطار تونس الدولي انتهت الاجراءات بمنتهي السرعة، و لكن تفريغ الحقائب من الطائرة اخذ وقتا طويلا مما اصاب افراد البعثة بالضجر ، من الانتظار، و مع تأخر وصول البعثة للفندق حسب الجدول الزمني اعتقد البعض ان جماهير الترجي هي التي تسببت في هذا الامر ، و انها عطلت حافلات البعثة، و حاصرتها، و لكن هذا لم يحدث تماماً تشديدات امنية قام الامني التونسي بإجراءات امنية مشددة ، فارضها علي مسيرة حافلات البعثة ، حتي وصلت للفندق بهدوء و بانسيابية حيث افرغ الشوارع من اي ارتباك مروري،بشكل تصل البعثة مباشرة مما سهل الامر ، و انهي مسحه الغضب من الانتظار في المطار ، و لكن سماح الامن بتواجد جماهير الترجي في المطار في استقبال بعثة الاهلي اثار علامات استفهام ، و ان كان الامر لم يخرج عن كونه تشجيع جماهير متحمسة لفريقها ، مع بعض الخروجات احيانا عن السياق . ما سهل الامر هو استقبال السفير نبيل الحبشي ورجال السفارة المصرية للبعثة في المطار ،و قاموا بمجهودات كبير لتذليل كل الصعوبات كما كان في استقبال الفريق سمير عدلي مدير العلاقات الخارجية الذي سافر قبل البعثة بيوم لإنهاء كافه ترتيبات معسكر الاهلي. مشكلة شهدت ملاعب تدريب الاهلي مشكلة اصابت البعض بالغضب نتيجة لحدوث ارتباك في احد الملاعب التي حجزها الاهلي للتدريب عليها خلال تواجده في تونس ، و لكن كان فريق تونسي سبق و حجز التدريب، و رفض ترك الملعب للاهلي ، مما اضطر البعثة لحجز الملعب الفرعي لملعب رادس ، للمران عليه و هو امر صعب نتيجة لابتعادة عن مقر البعثة بنجو الساعة، و وهو ما تسبب في عدم اجراءا اللاعبين عملية الاستشفاء عقب المران، فكان اللاعبون في الاتوبيس غير مرتاحين حتي الوصول للفندق . حل المشكلة قام سمير عدلي مكوك الاهلي بحل المشكلة ، بينما قام افراد الجهاز الفني بقيادة الفرنسي باتريس كارتيرون بالتركيز علي التدريب وسط معنويات عالية ، وحرص علي فرض سرية تامة علي التدريبات خوفا من وجود جواسيس تنقل تفصيل مران الفريق للمنافس ورفض الفرنسي تواجد اي شخص خلال مران الفريق . تكتيك ومخاوف ركز افراد الجهاز الفني للاهلي علي علي تجهيز كل اللاعبين قبل المواجهة ، لاستخام كافة الاسلحة المتاحة له في التوقيت الذي يراه مناسباً، وركز كارتيرون علي تنفيذ بعض الجمل التكتيكية التي سيحتاجها خلال المباراة ، وظلت حيرة الجهاز الفني قبل المباراة بساعات بين امرين ، هل يخوض مواجهة رادس بتشكيل مباراة الذهاب علي ان يشهد مشاركة محمد هاني بديلا لاحمد فتحي الذي أصيب و غاب عن رحلة الفريق في تونس ، او تعديل الخطة وخوض اللقاء بثلاث لاعبين في خط الوسط بالدفع بكريم نيدفيد كلاعب وسط علي ان يدفع بوليد سليمان في الجانب الايمن لمساعدة محمد هاني في التغطية الدفاعية وكان هناك اتجاة قوي الاتجاه بعدم الدفع بندفيد خوفا من عدم قدرته تحمل الضغوطات في ظل غيابه عن المباريات منذ فترة طويلة اجتماعات الفرنسي و خلال الساعات ال 96 عقد كارتيرون العديد من الاجتماعات مع لاعبيه فور حول ضرورة تحقيق الفوز واقتناص لقب دوري أبطال افريقيا للمرة التاسعة وطالب اللاعبين بضرورة نسيان نتيجة مباراة الذهاب والتفكير فقط في كيفية تحقيق الفوز في مباراة الجمعة القادمة كما حذرهم من الانسياق وراء الأزمات التي قد يفتعلها لاعبون في الترجي لإبعاد لاعبي الاهلي عن تركيزهم خلال المباراة .وتحدث كارتيرون مع اللاعبين علي الجوانب الفنية حيث شرح لهم اهم الأخطاء التي وقعوا فيها خلال مباراة الذهاب . مجلس فوق العادة. و مع محمود الخطيب رئيس مجلس الادارة الذي اصر علي التواجد كرئيس للبعثة ، حضر علي نفقنة الخاصة العامري فاروق ، خالد الدرندلي أمين الصندوق وأعضاء المجلس خالد مرتجي والدكتور محمد سراج الدين ،و محمد الدماطي ، ومحمد الجارحي ، و انضم لهم طاريق قنديل كان موجود رئيس بعثة تنس الطاولة ، و ذلك لدعم الفريق و الشد من ازره . تمثال للجماهير تستحق جماهير النادي الاهلي ان يصنع لها تمثال بجوار النصب التذكاري لشهداء الاهلي ،في قلب النادي خاصة بعد الوقفة الرجولة التي ليست بغريبة عليه ، بوقوفهم خلف الفريق في هذا المنحني الصعب للغاية ، فلم يفقدوا ثقتهم في فريقهم برغم من تراجع المستوي الفني بعض الشيء ، و لم يخافوا من تعرضهم لاذي و تمسكوا بالسفر خلف فريقهم لعمه و مؤازرته، في هذا التحدي الكبير . جماهير الاهلي التي رسمت صورة رائعة في استاد برج العرب خلال مباراة الذهاب راسمين تابلوها رائعاً من الجمال و الوفاء و الحب و الاخلاص و الفداء ، ظلوا فاتحين صفحاته ، بدفعهم مدخاراتهم للسفر خلف الفريق ، لمؤازتهم للاعبيهم في مهمتهم الخاصة امام الترجي في رادس ، و ظلت طائرات الشركة الوطنية تحمل رحلات من الجماهير ، فمع الساعات الاولي لوصول البعثة ، كانت مفاجئة رائعة للاعبين ان يجدو 15 مشجعاً فدائياً حول الملعب الفرعي لرادس لتشجيعهم مع اول مران ، عازفين سمفونية رائعة بتشجيعهم كل لاعب باسمه. لوحة رائعة لافتة رائعة قامت بها بعثة الاهلي برئاسة محمود الخطيب رئيس مجلس الادارة بطلبه من السفارة المصرية بقيادة السفير نبيل حبشي بالتواصل مع الامن التونسي لفرض كافة اساليب الامان ، بل و طلب بيبو ان يغادر جمهور الاهلي مع الفريق مباشرة عقب المباراة التي كشفت عن الفائز بالاميرة الافريقية ، و الذي يمثل القارة السمراء في كأس العالم بالامارات. وبعد انتهاء المباراة كانت نفس الرحلة للقاهرة وسط متاعب كبيرة جدا للجميع خلال هذه الرحلة الشاقة.