بعد ثلاث سنوات من صدور قرار بتأسيسه في عام 2015، عقد مجلس ادارة مركز الدراسات الفلسفية أول اجتماع له في يوليو 2018، بإدارة الدكتورة هالة أبوالفتوح، ورئاسة د. أحمد الشربيني عميد كلية الآداب، جامعة القاهرة. وعن سبب تأخير عقد أول اجتماع لمدة ثلاث سنوات، قالت د. هالة أبوالفتوح، إن ذلك يرجع إلي عدم وجود مقر للمركز كما المراكز الأخري التابعة للجامعة!! وعن المغزي من إنشاء هذا المركز قالت: المسئولية التنويرية الملقاة علينا، قسم الفلسفة، ومحاولة الوصول بها إلي المجتمع، وفي نفس الوقت ربط القضايا الفلسفية في مصر بركب قضايا الفلسفة العالمية، وكما تعلمين أن هدف الفلسفة علي اختلاف مواطنها، واحد وهو اعداد المفكر المثقف والمنظر المستنير، القادر علي تكوين رؤية شمولية في القضايا المحلية والعالمية، فضلا عن تبسيط الفلسفة والخروج بها من قاعات الدراسة إلي المجتمع والنزول بها إلي رجل الشارع، وتنمية مهارات القائمين علي تدريس الفلسفة وتوعيتهم بأهمية الدور الملقي علي عاتقهم للنهوض بالوعي الفردي والجماعي، ونقل العقلية الناقدة من خلال البحث الفلسفي. وأوضحت، أننا خلال طرح هذه الفكرة كنا حريصين علي أن يقوم المركز ضمن رسالته بتقديم دورات وورش عمل في الدراسات الفلسفية المختلفة بمواصفات عالمية، والتدريب علي البرامج والمناهج العلمية الحديثة في المجالات الثقافية المختلفة، والتأكيد علي التواصل مع بقية المراكز البحثية في كلية الآداب، وكليات الجامعة المختلفة، عن طريق عقد ندوات مشتركة في موضوعات تتعلق بمشاكل وقضايا المجتمع. وعن الفئات المستهدف قيام المركز بتنويرها قالت د. هالة: استهدفنا أكثر من مستوي، حسب النشاط الذي يقوم به المركز، ففيما يخص النشاط الحر، وهو المعني به خدمة المجتمع، فنحن بصدد برامج تنويرية لفئات التعليم العام فيما يخص خدمة المجتمع، وثمة مستوي آخر خاص بطالب الفلسفة الجامعي، ومستوي ثالث خاص بطالب الدراسات العليا، والمفاجأة في أنه ضمن استراتيجيتنا صناعة منتج لتوصيل الفلسفة للأطفال، وهذا يتطلب من وزارة التعليم تغيير في خططها الخاصة بالمناهج، كل هدفنا هو عمل توافق بين هدفنا التنويري وتطوير المناهج. كل هذه الأمنيات تستهدف تنظيم دورات مبسطة لنشر الوعي الفلسفي لتعريف المواطن البسيط بالفلسفة، مع تنظيم دورات وورش عمل في أحدث المجالات الفلسفية، عقد اتفاقيات بحثية مع المراكز الفلسفية العالمية، ويأتي ضمن الأنشطة أيضا- تحرير حولية فلسفية بلغات مختلفة، إلي جانب العربية تلتزم بالمعايير العالمية. وأوضحت د. هالة أن مجلس ادارة المركز يتشكل من: د. أحمد الشربيني رئيسا لمجلس الادارة، د. رجاء أحمد علي، نائبا للرئيس، د. هالة أبوالفتوح، مديرا للمركز، وعضوية: د. حسن حنفي، د. مراد وهبه، د. ماهر عبدالقادر، د. أنور مغيث، د. ياسر قنصوة، د. هالة أحمد فؤاد، د. هيثم السيد. وأضافت د. هالة، أن في الاجتماع الوحيد الذي عقد بعد ثلاث سنوات، تساءل د. حسن حنفي عن الإطار الذي سيعمل المركز تحت مظلته، فأجبته بأن المركز وحدة ذات طابع خاص، وليس تابعا لقسم الفلسفة، بل يندرج تحت مظلة كلية الآداب، ولهذا لاتمانع الكلية في الموافقة علي أية نشاط أو ندوات تعقد تحت اسم المركز التابع للكلية شرط ألا يتعارض مع امتحانات الكلية أو ندوات أخري في نفس الموعد، وهنا عقب الدكتور مراد وهبه بضرورة الخروج بالمركز إلي المجتمع، وعدم الانشغال بالواقع الأكاديمي، لأن المجتمع في حالة واهية تستلزم تواجد مثل هذا المركز، وفي هذا الاجتماع- أيضا- أكد الدكتور ماهر عبدالقادر علي ضرورة وجود مجلة علمية محكمة تخضع لمواصفات النشر الدولي، سواء من حيث الشكل أو المضمون، وأضاف د.أنور مغيث بضرورة تفعيل التعاون بين مركز الدراسات الفلسفية والمركز القومي للترجمة، الذي يرأسه، مشيرا إلي أهمية عقد بروتوكول لتأكيد ذلك التعاون الذي سوف ينطلق بعقد ورشة للتدريب علي ترجمة النص الفلسفي. وقد ألمح د. ياسر قنصوة إلي ضرورة وجود فريق من الشباب ضمن اللجنة التنفيذية، كقوة فاعلة في نشاط المركز، كما أشار إلي ضرورة البدء بإنشاء صفحة للمركز علي مواقع التواصل الاجتماعي، وعقبت د. هالة فؤاد علي ما سبق بضرورة ربط الفلسفة بالمجالات البينية، مشيرة إلي أهمية أن يشرع المركز في عقد سلسلة من الندوات تناقش علاقة الفلسفة بالقضايا والمجالات المعرفية، التي قد يبدو للوهلة الأولي أنه لاتوجد علاقة بينهما. وخرج المجتمعون في هذا الاجتماع بعدة توصيات أولاها، ضرورة عقد مؤتمر صحفي يتم خلالها دعوة رجال الاعلام والصحافة لتدشين عمل المركز والتعريف به، مع الإسراع في انشاء صفحة علي الانترنت وتزويدها برسالة المركز وأهدافه، والانفتاح علي المجتمع بورش وكورسات تزيل ذلك الجمود الذي يحيط بالفلسفة دون إغفال عن الدور الأكاديمي داخل اطار الجامعة الذي يمكن أن يقدمه المركز لدارسي الفلسفة، مع الحرص علي أن تكون مفاهيم التعددية الثقافية هي أول المحاور التي ينشغل بها المركز في محاضرات قد تستمر لمدة فصل دراسي واحد، بواقع ساعتين أسبوعيا. كما أوصي بالبدء بعقد ندوات علي علاقة الفلسفة بالفن، الأدب، التكنولوجيا، علم الاجتماع، علم النفس، قضايا التعليم والتعلم. وفي هذا الاجتماع قدم الدكتور أشرف منصور، أستاذ الفلسفة بآداب الاسكندرية مقترحا بمشروع بحثي بعنوان (الثقافة الفلسفية خارج الجامعة.. دراسة في انتشار المعرفة الفلسفية بين غير المتخصصين في المجال الثقافي العام)، أشار فيه إلي ازدياد عدد المهتمين بالفلسفة من القراء، رغم أنهم لم يتلقوا تعليما فلسفيا أكاديميا، وأرجع ذلك إلي أن الفلسفة أشبعت لديهم احتياجا فكريا معينا، وأن الهدف من مشروعه هو رسم الخطوط العريضة لدراسة استقصائية تحاول اكتشاف انتشار الفلسفة بين غير المتخصصين وأن هذه الظاهرة حدثت تلقائيا، وهي منتشرة في الغرب أكثر من انتشارها عندنا، مشيرا إلي أن الفلسفة تحتاج إلي أن يتدرج القاريء غير المتخصص في قراءته لها ويتطور عبرها حتي يكون لنفسه خلفية فلسفية. يذكر أن المركز قد تم صدور قرار تأسيسه برقم 1010، عام 2012، أصدره الدكتور معتز عبدالله عميد الكلية السابق، بادارة الدكتورة هدي الخولي، ومجلس ادارة ضم كلا من : د. عبدالوهاب جعفر، د. مراد وهبه، د. حمدي زقزوق، د. حمدي ابراهيم، د. مصطفي لبيب، د. مصطفي النشار، د. رجاء أحمد علي، د. ايفجيلوس موتسربولوس (رئيس جامعة أثينا سابقا)، د. كريستوفورس فاسيلوبولوس (أستاذ العلوم السياسية بجامعة كاليفورنيا).