محرر »الأخبار« مع البدو في وادى الحشيفى علي الرغم من تضرر بعض محافظات مصر من السيول والأمطار ويعتبرها الكثيرون كارثة إلا أن البدوي البسيط في قلب صحراء مصر الغربية ينتظر موسم الأمطار بفارغ الصبر ويتضرع الي الله عز وجل بالدعاء لنزول المطر الغزير لاعتماده الرئيسي علي مياه الأمطار في الشرب والزراعة والرعي طوال العام من خلال تخزينها في الآبار والسدود. انتقلت »الأخبار» في رحلة إلي وادي الحشيفي ووادي رقبة الجارية علي بعد 35كيلو مترا غرب مدينة مرسي مطروح وبعمق 15كيلو في قلب الصحراء لترصد استعدادات أهل البادية »لموسم الخير» وفصل الأمطار الغزيرة . يقول الحاج هيبة ابوقوية العشيبي إن البدوي في قلب الصحراء يستعد لموسم الأمطار بشكل مختلف من خلال بناء السدود الترابية والاسمنتية لحجز مياه الأمطار وحفر الآبار التي تتراوح سعتها التخزينية ما بين 150و300متر مكعب للاستفادة منها في الزراعات الموسمية وأعمال الرعي طوال العام . ويضيف الحاج عبد المعطي سنوسي نقيب الفلاحين بمطروح ان المحافظة تسعي من خلال التعاون مع وزارة الزراعة والمنظمات الدولية، إلي تعظيم الاستفادة من مياه الأمطار، وحصادها من خلال احتجازها خلف السدود في الوديان أو تخزينها في خزانات عملاقة وآبار، لاستخدامها في الزراعة والشرب وتربية الأغنام والماشية. وأكد الدكتور أحمد القط مدير مركز التنمية المستدامة لموارد مطروح أن هناك متابعة أعمال استصلاح الوديان الصحراوية والاستعداد لحصاد الأمطار حيث تم مؤخراً تنمية 2 كيلو متر بوادي الخروبة، جنوبي مدينة مرسي مطروح، مؤكداً أن تنمية الوديان أحد أنواع أساليب حصاد مياه الأمطار لاستغلالها في الزراعة. وأشار إلي أن اتجاه سريان المياه المتجمعة من سقوط الأمطار يأتي من الجنوب وينحدر إلي الشمال في اتجاه البحر بسبب طبيعة الأرض، وقبل تنمية الوديان كانت مياه الأمطار تجرف معها التربة الخصبة وتحملها إلي البحر.. وأوضح مدير مركز التنمية المستدامة، أنه قبل بداية تنمية الوديان يتم عمل دراسة للمناسيب الأرضية، بعدها تبدأ أعمال التسوية من بداية الوادي، وتقسيم الوادي إلي مساحات بمستويات مدرجة، يفصل كل مستوي سد يتم إنشاؤه بعرض الوادي، ويتم عمل فتحة بمنتصف السد »مفيض» يسمح بمرور المياه الزائدة عن الحاجة إلي المساحات والسدود التالية،وحتي نهاية الوادي، وبذلك يكون تم حصاد كميات كافية للزراعة من مياه الأمطار، قبل ذهاب الفائض إلي البحر. وأضاف القط، أن النوع الثاني من حصاد مياه الأمطار، هو حفر الآبار والخزانات لتجميع وتخزين المياه، وكشف أن البئر النشو يتم حفرها بسعة من 100 إلي 150 مترا مكعبا، ويكون موقعها في اتجاه الميل ومجري المطر، ويتكلف إنشاء البئر الواحدة من 50 إلي 75 ألف جنيه. وكشف مدير تنمية موارد مطروح، أن زراعة التين والزيتون في مطروح تشتهر عن باقي المنتجات في محافظات الجمهورية، بعدم استخدام أي مواد كيماوية في عمليات التسميد. إضافة إلي زراعة البطيخ البعلي علي مياه المطر، وهو يعطي عائداً سريعاً. وأكد الدكتور نعيم مصلحي رئيس مركز بحوث الصحراء أن المركز يقوم علي مدار ثلاث سنوات بداية من منتصف 2016 حتي منتصف 2019 بإقامة مشروع إنشاء وتنمية وديان جديدة وإعادة تأهيل وديان قديمة بمحافظة مطروح وذلك تحت رعاية وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي ومحافظة مطروح والممول من برنامج الاتحاد الأوربي والمنفذ من خلال مركز بحوث الصحراء. وأشار » مصلحي»إلي أن الهدف الرئيسي للمشروع هو زيادة الإنتاج الزراعي المستدام من خلال زيادة مساحة الأرض المزروعة وتحسين إنتاجيتها والاستفادة من مياه الأمطار بصورة أفضل للأراضي المزروعة الجديدة والحالية، والذي يستهدف تحسين الحياة الاجتماعية والاقتصادية للسكان المحليين الذين يعيشون بالمناطق الريفية مع التركيز بصورة خاصة علي الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية وهي التربة والمياه، بالإضافة الي تقليل حدة الفقر في المنطقة المستهدفة خاصة بين الشباب والنساء والمزارعين الاكثر احتياجا، مع زيادة الإنتاج الزراعي المستدام من خلال زيادة مساحة الأرض المنزرعة وتحسين إنتاجيتها والاستفادة من مياه الامطار بصورة أفضل للأراضي المنزرعة الجديدة والحالية والتي تستهدف أكثر من 2000 أسرة بتلك المناطق .. بينما أكد الدكتور حمدي عبدالعزيز المنسق المحلي للمشروع ومدير مركز التنمية المستدامة بموارد مطروح السابق أن النتائج المتوقعة من خلال المشروع هي إعادة تأهيل 35 كم من الوديان القديمة وتنمية 15 كم من الوديان الجديدة بإجمالي 50 كيلو مترا بالإضافة الي إنشاء ما يقرب من 100 بئر نشو سعتها التخزينية من 100 الي 150 م3 مع زراعة حوالي 200 فدان من الوديان الجديدة، أشجار الفاكهة والمحاصيل الزراعية، بالإضافة الي تأهيل حوالي 450 فدانا من أرضي الوديان القديمة مع خلق 1000 فرصة عمل خاصة للشباب والنساء مع دعم وتحسين الخدمات الزراعية للوديان . واضاف عبدالعزيز أن المشروع يهدف إلي استصلاح عدد 13 واديا خلال السنة الاولي من فوكه شرقا حتي السلوم غربا ومن المتوقع استصلاح مساحة جديدة تصل إلي 200 فدان تقريبا تمت زراعتها بالزيتون والتين، بالإضافة إلي الزراعات البعلية مثل البطيخ والشمام التي تشتهر بهما محافظة مطروح، وتم زراعتهما بوادي الضباع ووادي الحشيفي الغربي ووادي رقبة عويشة ووادي رقبة أم الرجوم بمركز النجيلة، بالإضافة إلي وادي الكبش بسيدي براني. وأوضح عبدالعزيز أن المشروع قام خلال السنة الثانية بإعادة تأهيل وديان بطول 17 واديا بمساحة تصل إلي 340 فدانا للحفاظ علي زراعة أشجار التين والزيتون، ومنها أودية المنشاوي ورثمه والطاجة ورتيم بمركز رأس الحكمة، ووادي الباكور والحلازين بمركز مرسي مطروح، والهلوبة التابع لمركز النجيلة، ووادي المسيد والحريقة وأبو مرزوق وسدرة ورقبة سعيد بمركز سيدي براني. ومن جانبه أكد اللواء مجدي الغرابلي، محافظ مطروح أن المحافظة تشهد خلال المرحلة المقبلة طفرة كبيرة في مجال التنمية الزراعية باستثمارات زراعية بقيمة 61 مليون دولار وذلك بالتعاون مع مركز بحوث الصحراء والتي تشمل العديد من المشروعات منها بالمجال الزراعي، والاستفادة من مياه الأمطار بدلا من إهدارها، وتعظيم كفاءة استخدامها وحصادها وإنشاء الآبار، وتحسين المراعي والزراعات الموسمية للشعير وتنمية الوديان وتنمية المراعي والثروة الحيوانية وتنمية المرأة، وكذلك استخدام مياه الصرف الزراعي بواحة سيوة للتوسع في الزراعة بمناطق الكثبان.