محمد عبد المطلب يداعب الشحرورة صباح في قلب كل شخص ركن لا يفلت المحبة، يعيش بها لسنوات حتي وإن فارق محبوبه، وواحد من فناني الزمن الجميل، لم تفلت قلوبنا محبته، ولم يخسر ود عشاقه بعد أن فارق دنيانا قبل 38 عامًا. محمد عبد المطلب عبد العزيز، ابن محافظة البحيرة، ولد في مثل هذا اليوم؛ في 13 أغسطس عام 1907 بقرية «شبراخيت»، تعلم القرآن الكريم، ولم يلتحق بالتعليم سوي فترة قصيرة بكتاب القرية. عشق عبد المطلب، صوت الجرامافون الموجود في مقهي القرية، واستمع إلي اسطوانات المشاهير في ذلك الوقت، مثل عبد اللطيف البنا، وعبد الحي حلمي، وصالح عبد الحي، وبدأ مشواره الفني ككورال مع الموسيقار داود حسني، حيث تعلم أصول الغناء والمقامات الشرقية، وانتقل إلي القاهرة ليبحث عن فرصته وذلك في شهر أكتوبر 1925. وكأمثاله من أبناء الريف المصري أدهشته القاهرة بكبرها وزحمتها لدرجة أنه تاه في حواريها، وتعرض لحادث أثناء ركوبه الترام لأول مرة فأصيب بجرح في رأسه وكاد أن يقرر العودة ولكن إصراره علي النجاح جعله يتغلب على خوفه من المجهول. تميزت موسيقاه بالحداثة حيث ابتكر أساليب جديدة في الغناء العربي، وأصبحت فيما بعد نموذجًا يحتذى به الكثير من فناني الأجيال المتعاقبة، كما تأثر بموسيقى «سيد درويش»، و«داود حسني»، و«أبو العلا محمد»، و«إبراهم القباني»، و«محمد عبد الوهاب». تتلمذ على يد الملحن الكبير داود حسني، حيث تعهده ووضع له الكثير من الألحان التي سجلت على أسطوانات مثل «أنا في غرامك شفت عجايب» . بدأ «عبدالمطلب» مشواره الفني بفرقة «محمد عبد الوهاب» الذي اشترك في بعض اسطواناته ومنها أغنيات «أحب أشوفك كل يوم»، و«بلبل حيران»، ثم عمل بصالة «بديعة مصابني» وكازينو الراقصة «فتحية محمود» بالإسكندرية، وحقق شهرة بالمواويل حيث بلغ رصيده ما يزيد عن ألف أغنية. ومن بين أهم تلك الأغنيات؛ أغنية «يا حاسدين الناس»، التي أبدع طلب، في غنائها حيث إنه كان في الواقع يخشى الحسد والحساد الذين يتدخلون في تفاصيل حياة الآخرين.