"الشيوخ" يناقش آليات الحكومة لمكافحة ظاهرة التنمر    تنسيق الجامعات 2025.. تعرف على تفاصيل الالتحاق بكلية التكنولوجيا والتعليم بجامعة حلوان    ارتفاع أسعار الفاكهة اليوم بأسواق الإسكندرية.. البرقوق ب55 جنيها للكيلو    بسبب قوة الدولار.. تراجع الذهب عالميا ليسجل أدنى مستوى عند 3347 دولارا للأونصة    الحجر الزراعي: استيراد 4.9 مليون طن قمح منذ بداية العام وحتى الآن.. و6.6 مليون طن ذرة صفراء وفول صويا    مسجلا 4810 جنيها للجرام.. تراجع أسعار الذهب في مصر متأثرا بانخفاضه عالميا    وزير الإسكان يوجه بسرعة إنهاء مشروعات تطوير البنية الأساسية والخدمات بقرى مارينا السياحية    خبير اقتصادي: غلق مضيق هرمز بداية كارثة اقتصادية عالمية غير مسبوقة    ألمانيا تحث إيران على «التفاوض المباشر» مع الولايات المتحدة    بوتين: العدوان المستفز ضد إيران لا يستند إلى أي مبررات أو أعذار    جروسي: إيران أبلغتني 13 يونيو باتخاذ «تدابير خاصة» لحماية المعدات والمواد النووية    ترامب: أضرار جسيمة لحقت بالمواقع النووية الإيرانية على عمق كبير تحت الأرض    بعد انتهاء الجولة الثانية لمونديال الأندية.. تعرف على الفرق المتأهلة لدور ال16    صباح الكورة.. ديانج يعلق على مواجهة الأهلي وبورتو و4 أندية تبحث عن مدربين جدد لموسم 2025    مدرب إنتر ميامي: مواجهة بالميراس لحظة تاريخية    كأس العالم للأندية.. تشكيل الأهلي المتوقع ضد بورتو البرتغالي    تاجر مخدرات.. حقيقة ادعاء سيدة باقتحام الشرطة لمنزلها وضبط زوجها دون وجه حق بالدقهلية    بالاسم ورقم الجلوس.. اعرف نتيجة الشهادة الإعدادية بكفر الشيخ    ضبط متهمين بالاستيلاء على بيانات بطاقات الدفع الإلكتروني للمواطنين في المنيا    المعاينة الأولية لعقار شبرا شبرا المنهار: خالي من السكان.. وتسبب في تهشم 4 سيارات بالشارع    تامر حسني يحافظ على المركز الثاني بفيلم "ريستارت" في شباك تذاكر السينمات    د.حماد عبدالله يكتب: عصر "الكتاتيب"،"والتكايا!!"    البحوث الإسلامية: إنصاف الأرامل واجب ديني ومجتمعي لا يحتمل التأجيل    رئيس جامعة جنوب الوادي يناقش خطة الخدمات الطبية المتكاملة المقدمة    الصحة السورية: ارتفاع ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس إلى 25 قتيلا و63 مصابا    المتهم بالتعدى على الطفل ياسين يصل للمحكمة لنظر جلسة الاستئناف على الحكم    الزمالك: الإعلان عن المدير الفني الجديد خلال الأسبوع الجارى    وزير الري يتابع حالة المنظومة المائية بمحافظتى بني سويف والمنيا خلال فترة أقصى الاحتياجات المائية    الطائفة الإنجيلية بمصر تنعى شهداء «مار إلياس» بدمشق    محافظ أسيوط يسلم ماكينات خياطة وتطريز للصم وضعاف السمع    المجموعة الخليجية بالأمم المتحدة تحذر من تداعيات استمرار التصعيد بالشرق الأوسط    ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر: مرض السرطان تحديًا صحيًا عالميًا جسيمًا    رئيس جامعة قناة السويس يتابع امتحانات كلية الألسن    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الاثنين    «التضامن» تقر عقد التأسيس والنظام الداخلى لجمعية العلا التعاونية للخدمات الاجتماعية    شركات الطيران العالمية تراجع خططها فى الشرق الأوسط بسبب حرب إيران وإسرائيل    رغم تذبذب مستوي محمد هاني .. لماذا يرفض الأهلي تدعيم الجبهة اليمنى بالميركاتو الصيفي؟ اعرف السبب    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 23-6-2025 في محافظة قنا    كوريا الشمالية تندد بالهجوم الأمريكي على إيران    الحبس والحرمان، عقوبة استخدام الطلبة اشتراك المترو بعد انتهاء العام الدراسي    في القاهرة والمحافظات.. مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 23 يونيو 2025    حظك اليوم الإثنين 23 يونيو 2025 وتوقعات الأبراج    «متقللش منه».. مشادة على الهواء بين جمال عبدالحميد وأحمد بلال بسبب ميدو (فيديو)    روبي بعد تصدر "ليه بيداري" الترند مجددًا: الجمهور بيحبها كأنها لسه نازلة امبارح!    حكم الشرع في غش الطلاب بالامتحانات.. الأزهر يجيب    دونجا: أداء الأهلي في كأس العالم للأندية سيئ.. والفريق يلعب بطريقة غير واضحة مع ريبيرو    مأساة في البحيرة.. طفلان خرجا للهروب من حرارة الصيف فعادا جثتين هامدتين    ثورة «الأزهرى».. كواليس غضب الوزير من مشاهير الأئمة.. وضغوط من "جميع الاتجاهات" لإلغاء قرارات النقل.. الأوقاف تنهى عصر التوازنات وتستعيد سلطاتها فى ضبط الدعوة    الأزهر للفتوى يحذر من الغش في الامتحانات: المُعاونة على الإثم إثم وشراكة في الجريمة    ما حكم تسمية المولود باسم من أسماء الله الحسنى؟.. أمين الفتوى يجيب    حقيقة تحديد 4 نوفمبر المقبل موعدا لافتتاح المتحف المصري الكبير    بالصور.. خطوبة نجل سامي العدل بحضور الأهل والأصدقاء    شديد الحرارة والعظمى في القاهرة 35.. حالة الطقس اليوم    نيللي كريم تكشف عن مواصفات فتى أحلامها المستقبلي (فيديو)    السبكي: الأورام السرطانية "صداع في رأس" أي نظام صحي.. ومصر تعاملت معها بذكاء    مندوب إيران بمجلس الأمن: أمريكا الوحيدة تاريخيا من استخدمت أسلحة نووية    18 يوليو.. هاني شاكر يلتقي جمهوره على مسرح البالون في حفل غنائي جديد    وشهد شاهد من أهله .. شفيق طلبَ وساطة تل أبيب لدى واشنطن لإعلان فوزه أمام الرئيس مرسي!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العالم المصري محمد الصوان أستاذ الطاقة النووية بجامعة وسكانسن الأمريكية ل »الأخبار« : أكثر من ألف عالم نووي مصري يعيشون بالخارج ونحن رهن إشارة الوطن
نشر في أخبار الأدب يوم 25 - 07 - 2018


العالم المصري محمد الصوان أثناء تكريمه
إذا وقع انصهار في مفاعل الضبعة سينغلق ذاتياً لمدة 72 ساعة بدون تدخل بشري
الأمريكيون أثنوا علي تصميم »روساتوم»‬ ويعتبر الأفضل في العالم
الحلم النووي المصري طار مع نكسة 67 وتوقف لأسباب سياسية 50 سنة
أكثر من ألف عالم ومهندس مصري نووي يعيشون في مختلف دول العالم..بعضهم بالفعل يترأس مشروعات نووية ناجحة.. والبعض الآخر يعمل في مجال الأبحاث والتدريس الجامعي أو في شركات لها علاقة بالطاقة النووية..الحلم النووي المصري بدأ في الستينيات بتأسيس أول قسم للهندسة النووية بجامعة الإسكندرية.. للأسف طار الحلم وتعطل مع عام النكسة في 1967 وطار بعده مئات من العلماء المصريين النوويين إلي خارج البلاد بحثاً عن وظيفة او لاستكمال دراساتهم وأبحاثهم..اليوم وبعد 51 عاماً بدأت الدولة المصرية من خلال سفاراتها في مختلف أنحاء العالم بجمع بيانات هؤلاء العلماء استعداداً للتواصل معهم مستقبلاً وعقب بدء المشروع النووي المصري والذي سيدشن بإنشاء المفاعل الكهرونووي بمدينة الضبعة.. »‬الأخبار» حاورت العالم المصري محمد الصوان أحد أهم طيور مصر المهاجرة بالخارج وأستاذ الطاقة النووية بجامعة ويسكونسون بالولايات المتحدة الأمريكية والأستاذ بقسم الهندسة النووية بجامعة الإسكندرية..حصد العديد من الجوائز العلمية المهمة منها جائزة الإنجاز المتميز من الجمعية النووية الأمريكية وجائزة الإسهام المتميز والدور القيادي في مشروع مفاعل الاندماج النووي ITEک من وزارة الطاقة الأمريكية وجائزة التقدير للتفوق البحثي من جامعة ويسكونسون الأمريكية..الصوان يترأس حاليا فريقا بحثيا مكونا من 5 أساتذة بينهم مصرية و10 طلاب دراسات عليا بينهم مصري أيضا في أكبر مشروع لتكنولوجيا الاندماج النووي (ITEک) يشترك فيه 7 مجموعات من دول الاتحاد الأوروبي وأمريكا وروسيا والصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان بتكلفة 15 بليون دولار لإقامة اول مفاعل نووي تجريبي لدراسة الاندماج النووي في فرنسا...والاندماج النووي هو »‬الكأس المقدسة» وحلم أحلام المستقبل بالنسبة للكثير من علماء دول العالم حاليا..فمن يمتلك هذه التكنولوجيا الجديدة سيستطيع أن يغير الكثير من موازين القوي في العالم والتي تعتمد علي الطاقة التقليدية مثل البترول والغاز.
في البداية سألته..علماء الذرة المصريين في الخارج يوجه إليهم اللوم بأنهم لايقدمون خبراتهم إلي بلادهم؟
خريجو الهندسة النووية من المصريين علي مدار الخمسين عاما الماضية اصبح يعمل عدد كبير منهم في امريكا وكندا وأوروبا ومعظمهم علي قدر عالٍ من الخبرة ويشغلون أهم المناصب في مواقع مثل الهيئة الدولية للرقابة علي الطاقة الذرية بالوكالة الدولية للطاقة الذرية وهيئات الرقابة علي المفاعلات بأمريكا وكندا بالإضافة إلي خبرتهم في مجال إنشاء المحطات وتشغيلها. وعندما تخرجت في الستينيات كان هناك أمل وحلم ببدء البرنامج النووي لإنشاء محطات نووية لإنتاج الكهرباء في مصر. لكن تعطل البرنامج النووي بعد النكسة في 67 واضطر معظم المهندسين النوويين للعمل بالخارج. وبالنسبة لنا كان بناء اول محطة نووية في الضبعة بمثابة حلم طال انتظاره وفور دخول البرنامج النووي المصري مجال التنفيذ عرضنا المساهمة بخبراتنا لمساعدة مصر في الدخول في هذا المجال.
دعوة علماء مصر
هل تم أي تواصل بينكم وبين الجهات الرسمية في مصر؟
مؤخرا تم دعوة جميع العلماء المصريين المتخصصين في المجال النووي بالخارج لملء استمارات في السفارات المصرية تشمل الكفاءات والإمكانيات ومجال العمل والفترات التي يمكننا العمل بها والأوقات المناسبة لنا..استعدادا لتجهيز قاعدة بيانات بمعظم العلماء المهاجرين لمساعدة الدولة علي الاستفاده من خبراتهم...ونحن جميعا رهن اشارة الوطن لكن للاسف لم ير هذا التعاون النور حتي الآن ومعظم الجيل الاول من المهندسين النوويين وصل إلي مرحلة التقاعد وقلنا مرارا في اللقاءات والمؤتمرات التي حضرتها في مصر اننا علي استعداد للمساعدة عن طريق التواصل مع الأجيال الجديدة بدون مقابل مادي. ما أقوم به الآن هو حضور مؤتمرات في مصر وإلقاء المحاضرات العامة في الجامعات ومراكز الأبحاث في مصر اثناء زياراتي كذلك التواصل المستمر مع طلبة واساتذة قسم الهندسة النووية بجامعة الاسكندرية وقضاء وقت طويل بالقسم. أنا مجالي أكاديمي في التدريس والابحاث ولكن هناك الكثيرين من العلماء المصريين الذين يعملون بمحطات نووية او هيئات نووية دولية ويرغبون في المساهمة بخبراتهم ومستعدون لتقديم يد العون.
علمنا أنك تعمل مع فريق بحثي يضم مصريين منذ سنوات علي أكبر مشروع لتكنولوجيا الاندماج النووي(ITEک)..الي ماذا انتهي هذا المشروع ؟ وماهي تكنولوجيا الاندماج النووي؟
انا اعمل في مجال طاقة الاندماج النووي منذ حوالي 40 عاما حتي الآن واذا نجحت مفاعلات الاندماج النووي ستصبح طفرة علمية حقيقية وستحقق خيرا كثيرا للبشرية واقود حاليا فريقا من العلماء المصريين والاجانب من جامعة ويسكونسون الامريكية لتصميم مفاعلات الاندماج ونبني حاليا اول مفاعل تجريبي يعمل بطاقة الاندماج النووي في جنوب فرنسا بمدينة مارسيليا وسيكون اول اختبار عملي لاستخدام طاقة الاندماج في انتاج الكهرباء ولو نجحنا واثبت فعاليته فسيكون قفزة كبيرة للبشرية وممكن ان تحل مكان الوقود الاحفوري مثل البترول والفحم والغاز وطاقة الرياح والطاقة الشمسية ويعمل علي هذا المشروع 6 دول من الاتحاد الاوروبي بالاضافة إلي امريكا والصين وروسيا واليابان والهند وكوريا الجنوبية واكثر من نصف سكان العالم يمثلون ذلك المفاعل الاندماجي وكل دولة تقوم ببناء جزء من المفاعل وتم بالفعل انشاؤه منذ حوالي 5 سنوات وسينتهي 2025 وسيعمل بقدرة كاملة في 2035 بعدها سنقوم بتحليل نتائج هذا المفاعل ومدي فاعليته للعالم لانتاج الكهرباء بسعر معقول وطريقة آمنة.
ماهي تكنولوجيا الاندماج النووي؟
عملية الاندماج النووي هي عكس عملية الانشطار النووي التي تعتمد عليها كل المفاعلات النووية الموجودة في العالم حاليا التي تعتمد علي تحطيم الذرات وانشطار اليورانيوم لتنتج عنه طاقة كبيرة اما الاندماج النووي فيعتمد علي دمج الذرات معاً واندماج ذرات الهيدروجين لتتحد مع بعضها البعض لينتج عنها الهليوم وطاقة كبيرة جدا وهي عكس عملية الانشطار وتمتاز مفاعلات الاندماج بانها آمنة تماما ولاتنتج عنها نفايات نووية مشعة طويلة العمر مثل التي تنتجها المفاعلات النووية الحالية كما ان تلك النفايات الاندماجية ليست خطيرة إذا ما قورنت بتلك الناتجة من تفاعلات الانشطار...كما ان وقود المفاعلات الاندماجية لانهائي تقريبا ولاتحتاج إلي شرائه لانه ببساطة يمكن استخراجه بسعر معقول من مياه البحر كما انه لايمكن ان تتعرض مفاعلات الاندماج لاي نوع من الحوادث الخطيرة الناتجة عن التسرب الاشعاعي والتلوث البيئي لان التفاعلات التي تحدث بداخله تماثل تماما التفاعلات التي تحدث في الشمس والتي تعتبر اكبر مفاعل اندماجي في الكون حيث تقع في مركز المجموعة الشمسية تسحق العناصر التي داخلها تحت الكثير من الضغط (الذي تتسبب فيه جاذبية الشمس الهائلة) وتندمج ذرات الهيدروجين لتكوّن الهليوم وتطلق الحرارة والضوء.
حلم يتحقق
ما تقييمك لمشروع الضبعة النووي؟
مشروع الضبعة الكهرونووي هو حلم بدأ يتحقق وسيلعب بالتأكيد دورا هاما في تنمية مصادر الطاقة في مصر وسيعمل علي منحنا خبرات محلية في بناء وتشغيل مثل تلك المحطات التي لامحالة انها ستكون البديل لمحطات انتاج الكهرباء من البترول والغاز والفحم وستساهم في تقليل التلوث البيئي واعتقد ان مشروع الضبعة يسير بخطوات جيدة بعد طول انتظار وكان لدينا مشاريع كثيرة لبناء محطات كهرونووية منذ الستينيات وكان مخططا بناؤها في منطقة سيدي كرير وبرج العرب ثم انتهت الدراسات إلي ان افضل مكان لوجود هذه المفاعلات في منطقة الضبعة وفي الثمانينيات توقف المشروع تماما لاسباب سياسية والان لابديل امام مصر سوي الحصول علي الطاقة النووية ونقلل من اعتمادنا علي البترول او الفحم او الغاز الطبيعي لان كل هذا الوقود الاحفوري يساهم في زيادة بيئتنا الملوثة..والسد العالي كان عند بداية انشائه يمنح مصر نصف احتياجاتها من الكهرباء الان لاتمثل طاقته سوي 6 % فقط من حجم الكهرباء في بلادنا نظرا لتوسع الرقعة السكانية والانشائية وزيادة استهلاك الطاقة. وبالتالي كان لابد من ادخال الطاقة النووية النظيفة إلي منظومة مصادرنا في الحصول علي الكهرباء في مصر وأري ان علينا في ان نقوم بتنويع مصادرنا في الحصول علي الطاقة النظيفة لتكون الطاقة النظيفة من المصادر المائية والشمس والرياح والنووية أساسا متكاملا لتوليد الطاقة الكهربية.
البعض ينتقد قيام مصر ببناء محطات كهرونووية في حين انها تمتلك مخزونا جيدا من الغاز الطبيعي خاصة مع الاكتشافات الجديدة ؟
هذه رؤية محدودة لاتري المستقبل ولننظر حولنا لنجد دولة مثل الامارات قامت بالفعل بالتعاقد علي بناء اربع مفاعلات كهرونووية واولي تلك المحطات سيعمل هذا العام بالرغم من توفر البترول والغاز لديهم بوفرة كبيرة لكنهم قرأوا المستقبل وعرفوا انهم لابد ان يستثمروا في مجال الطاقة النووية لتنويع مصادرهم من الطاقة وتكوين كوادر قادرة في المستقبل علي ادارة مثل تلك النوعية من المحطات النووية.
ضغوط سياسية
إذن لماذا لاتزال بعض الدول ترفض الاستثمار في محطات الطاقة النووية الجديدة بل وحتي تقوم بإغلاق المحطات القائمة...رغم مزاياها المعروفة ؟
هذا صحيح هناك بعض الدول تقوم باغلاق محطاتها النووية وتقليل اعتمادها عليها ولاسباب مختلفة مثل المانيا التي اضطرت بضغوط سياسية من حزب الخضر لاغلاق بعض محطاتها النووية للاعتماد علي الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية والاعتماد علي استيراد الكهرباء النووية من جارتها فرنسا لكن نجد دولا اخري تتوسع في بناء المحطات النووية فمثلا فرنسا تعتمد في 80% من انتاج الكهرباء بها علي المحطات النووية وتتوسع في بناء المزيد منها وكذلك امريكا يوجد بها 104 محطات نووية تعمل حاليا وتوقفت عن بناء المزيد عقب حادثة وقعت لاحد مفاعلاتها في أواخر السبعينيات وحاليا يعملون علي بناء محطات جديدة وفي المقابل بدأت دول في العالم تخطط لبناء محطات نووية مثل تركيا والاردن والسعودية وبنجلادش. والهند والصين تتوسعان في بناء المحطات النووية خاصة الصين التي ترغب بشدة في التحول من الاعتماد علي انتاج الكهرباء من الفحم الذي تسبب في مشاكل بيئية ضخمة بالبلاد والصين حاليا تقوم ببناء محطة كهرونووية بمعدل محطة كل شهر وخريطة بناء المفاعلات النووية بالعالم في ازدياد وليست في تناقص.
ما تقييمك لشركة روساتوم الروسية المسئولة عن بناء مفاعل الضبعة؟
روساتوم الروسية هي من افضل الشركات العالمية في مجال بناء المحطات الكهرونووية في العالم ولها مشاريع بناء في مختلف انحاء العالم كما ان نوع المفاعلات الذي تم الاتفاق علي بنائه في مصر يعتبر من افضل واحدث المفاعلات الآمنة من الجيل الثالث المعدل ونسبة الامان بها مرتفعة للغاية ومعظم المحطات التي وقعت بها حوادث من قبل تعتبر من الجيل الاول او الثاني وتم الاستفادة من الدروس والاخطاء التي وقعت بهما وتجاوزهما في الجيل الثالث والجيل الثالث المعدل وما يهمني كمهندس نووي ان تصميم مفاعلات الجيل الثالث الروسية تضمن عدم وجود اي تدخل بشري لمدة 72 ساعة في حالة وقوع اي مشكلة بالمفاعل وستقوم باغلاق نفسها ذاتيا ذلك بالاضافة لخواص أمان اخري تفوق الموجود في المفاعلات الأخري. وهو امر مهم للغاية في زيادة فعالية الامان بالمفاعل وهي ميزة كبيرة حتي ان العلماء الامريكيين الذين تحدثت اليهم اكدوا لي ان تصميم المفاعل الروسي لروساتوم يعتبر من افضل التصميمات الموجودة في العالم والاكثر امنا حاليا وكان ذلك مؤشرا بالنسبة لي ان الاختيار المصري لتلك الشركة لم يأت من فراغ بل من واقع دراسة للشركات الدولية المصممة والمنفذة.
آمنة تماما
هل الحياة بجوار المفاعلات تمثل خطرا علي السكان المحليين او عائقا للسياحة أو الزراعة مستقبلا ؟
رأيت بعيني مفاعلات كهرونووية في الولايات المتحدة ومحاط بها مساحات كبيرة من المزارع النباتية والحيوانية ولم تتأثر البيئة المحيطة بها وبالتالي فهي آمنة علي البيئة حولها ولاتوجد خطورة منها ومن ضمن الوسائل التي اقوم باستخدامها في محاضراتي لشرح المخاطر ابعاد الاقامة بجوار تلك المحطات الكهرونووية ان الاشعاع الناتج عن تلك المحطات اقل 100 مرة من الاشعاع الذي قد يتعرض له الانسان عندما يقوم بمشاهدة التليفزيون او التعرض للاشعة الكونية الصادرة عن الشمس لانه ببساطة الوقود النووي داخل المحطة يكون محاطا بحواجز خرسانية وفولاذية سميكة للغاية والمعلومة العلمية التي قد لا يعرفها الكثيرون ان من يقيم بالقرب من محطة تعمل علي انتاج الكهرباء بالفحم يتعرض لاشعة نووية اكثر 10 مرات من المواطن الاخر الذي يقيم بالقرب من محطة كهرونووية والسبب ان الفحم به شوائب نووية والاغرب ان بعض المدن الاوروبية حاليا تتنافس علي اقامة المحطات الكهرونووية فيها لانها ستتحول فيما بعد إلي مزار سياحي يتوافد عليه الناس كذلك تؤدي إلي انتعاش اقتصاد المنطقة. فضلا عن كميات الطاقة الضخمة التي ستعمل علي زيادة التنمية في تلك المدينة وتنفيذ المشروعات مما يؤدي إلي انتعاش اقتصادي لهذه المدينة.
أين يذهب هؤلاء الخريجون من قسم الهندسة النووية بمصر حاليا ؟ وهل هناك اهتمام بهم؟
قسم الهندسة النووية بجامعة الإسكندرية أنشئ في الستينيات علي امل ان تدخل مصر مجال الطاقة النووية لكن للاسف تخرجت مع الدفعة الاولي لهذا القسم عام 1967 حيث تعرضنا للنكسة وتوقف معها البرنامج النووي وبناء المفاعل النووي..وبالتالي قام معظم الخريجين - وانا منهم - بالسفر إلي الولايات المتحدة وكندا وأوروبا لاستكمال دراساتهم والبحث عن عمل ولكني بعد عدة سنوات قررت العودة إلي التدريس بجامعة الاسكندرية ثم جاءتني فرصة للتدريس بجامعة ويسكونسون الامريكية في مجال الهندسة النووية وبالفعل سافرت واكملت ابحاثي ودراساتي هناك ولم تنقطع صلتي بجامعتي في الإسكندرية وكل عام اقوم بزيارة للقسم بالكلية وألقي محاضرات للطلاب والزملاء حول آخر ما توصل له العلم في مجال الهندسة النووية وهذا القسم يقوم بتخريج من 20 إلي 30 طالبا سنويا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.