الأول "جامعيين": التحاقي بالقوات المسلحة كان حلم الطفولة وشرف العمر    وزير الاتصالات: تنفيذ عدد من المشروعات لتوظيف تكنولوجيا المعلومات وتقنيات الذكاء الاصطناعى فى إدارة الموارد المائية    ترامب يغادر البيت الأبيض بعد قليل متجها إلى الشرق الأوسط    نتنياهو: الحرب لم تنته لأن جزءًا من أعدائنا يبني قدراته ويستعد للهجوم علينا    الخارجية الفلسطينية تؤكد أهمية ربط خطة ترمب للسلام بمرجعيات القانون الدولي    الصحفي الذي لم يغادر الميدان إلا شهيدًا.. من هو صالح الجعفري الذي اغتيل على يد ميليشيات مسلحة في غزة؟    منتخب مصر يتقدم على غينيا بيساو بهدف نظيف في الشوط الأول    تدريبات تأهيلية لثلاثي الزمالك خلال مران اليوم    تريلا تدهس توك توك أعلى كوبري بدمياط ومصرع شخص جراء الحادث    "السياحة": منصة رحلة تتيح زيارة 112 موقع أثري في مقدمتها الأهرامات والمتحف الكبير    عضو بالحزب الجمهوري الأمريكى: السيسي أنقذ الشعب الفلسطيني من التهجير    وائل جسار يُحيى حفلا غنائيا فى لبنان الأربعاء المقبل    وكيل صحة سوهاج: انطلاق الفحص الطبى الشامل لطلاب المدارس لمدة 3 أشهر    تعرف على تشكيل كرواتيا ضد جبل طارق بتصفيات المونديال    «مدبولي» يتلقى مكالمة هاتفية من نظيره الجزائري لمتابعة تحضيرات اللجنة العليا المصرية الجزائرية المشتركة    التحريات تكشف تفاصيل جديدة في حادث سقوط السقالة بمدينة السادات في المنوفية    أحمد موسي: كانت هناك محاولات لإفشال مفاوضات شرم الشيخ لكن ترامب ضغط لإجرائها    خطوات إضافة مواليد على بطاقة التموين 2025    نتائج اليوم الثاني لمنافسات الكبار ببطولة العالم لرفع الأثقال البارالمبي بالعاصمة الإدارية    بيحبوا يصحوا بدري.. 5 أبراج نشيطة وتبدأ يومها بطاقة عالية    هل التدخين يبطل الوضوء؟ أمين الفتوى: يقاس على البصل والثوم (فيديو)    أسامة الجندي: القنوط أشد من اليأس.. والمؤمن لا يعرف الإثنين أبدًا    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : أول الحذر..ظلمة الهوى000؟!    إصابة أولمو تربك حسابات فليك قبل مباراة جيرونا    قافلة طبية بجامعة الإسكندرية لفحص وعلاج 1046 مواطنًا بالمجان في الكينج مريوط (صور)    بسبب عدم مشاركته ضد بلغاريا.. حارس تركيا يترك المعسكر دون إذن    قيادات وأساتذة جامعات بقائمة المعينين بمجلس الشيوخ.. بالأسماء    بعد حادث الوفد القطري.. رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري يستقبل سفير مصر في الدوحة    تأجيل إستئناف المتهم الرئيسي ب " تظاهرات الألف مسكن "    أوسكار عودة الماموث.. فيلم يخطو نحو الإبهار البصري بقصة إنسانية مؤثرة    20 أكتوبر.. انطلاق جولة «كورال وأوركسترا مصر الوطني» بإقليم القناة وسيناء    الخريف.. موسم الانتقال والحنين بين دفء الشمس وبرودة النسيم    تأجيل الدعوى المقامة ضد إبراهيم سعيد لمطالبته بدفع نفقة ابنه    رئيس وزراء لبنان يطلب من الخارجية تقديم شكوى ضد إسرائيل في مجلس الأمن    رئيس منطقة مطروح الأزهرية يكرم الطالبة هاجر إيهاب فهمي لتفوقها في القرآن والخريدة البهية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم 12-10-2025 في محافظة الأقصر    دمياط: فصل المياه في بعض المناطق منتصف الليل حتى الثامنة صباحا    مصر تدين الهجوم على مركز لإيواء النازحين بمدينة الفاشر السودانية    الخريف موسم الانتقال... وصراع المناعة مع الفيروسات الموسمية    بالأسماء.. الرئيس السيسي يُصدر قرارا بتعيينات في مجلس الشيوخ    نجوم الأهلي في زيارة حسن شحاتة بالمستشفى للاطمئنان على حالته الصحية    سويلم يلتقى نائب وزير البيئة والزراعة السعودى ضمن فعاليات أسبوع القاهرة الثامن للمياه    "سلامة الغذاء" تنفذ 51 مأمورية رقابية على السلاسل التجارية في أسبوع    إصابة 5 فى تصادم سيارة ملاكى وتوك توك وتروسكيل بطريق برج نور أجا بالدقهلية    مستشفيات مطروح تقدم 38 ألف خدمة طبية وتجرى 206 عمليات جراحية خلال أسبوع    رئيس الضرائب: التعامل بالفاتورة الالكترونية والإيصال الإلكتروني يعزز الشفافية    تنفيذ ورش تدريبية مجانية لدعم الحرف اليدوية للمرأة في الأقصر    "الوطنية للانتخابات" تواصل تلقي طلبات الترشح لانتخابات مجلس النواب 2025 لليوم الخامس    الداخلية تضبط أكثر من 106 آلاف مخالفة مرورية في 24 ساعة    محافظ أسوان يتابع استكمال تشغيل المراكز الطبية ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل    مدارس التكنولوجيا تعيد رسم خريطة التعليم الفنى    محمود ياسين من نادى المسرح فى بورسعيد إلى ذاكرة الوطن    مراكز خدمات «التضامن» تدعم ذوى الهمم    مصر تتسلم رئاسة المنظمة الدولية للتقييس "أيزو" لمدة 3 أعوام بعد فوز مشرف ومستحق    غدًا.. عرض أفلام مهرجان بردية السينمائي في ضيافة المركز القومي للسينما بالهناجر    «كفى ظلمًا».. حسام المندوه: أدخلنا للزمالك 800 مليون جنيه    وزير الأوقاف فى الندوة التثقيفية بالإسماعيلية: الوعى أساس بناء الوطن    استبعاد معلمي الحصة من حافز ال 1000 جنيه يثير الجدل.. خبير تربوي يحذر من تداعيات القرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العالم المصري محمد الصوان أستاذ الطاقة النووية بجامعة وسكانسن الأمريكية ل »الأخبار« : أكثر من ألف عالم نووي مصري يعيشون بالخارج ونحن رهن إشارة الوطن
نشر في أخبار الأدب يوم 25 - 07 - 2018


العالم المصري محمد الصوان أثناء تكريمه
إذا وقع انصهار في مفاعل الضبعة سينغلق ذاتياً لمدة 72 ساعة بدون تدخل بشري
الأمريكيون أثنوا علي تصميم »روساتوم»‬ ويعتبر الأفضل في العالم
الحلم النووي المصري طار مع نكسة 67 وتوقف لأسباب سياسية 50 سنة
أكثر من ألف عالم ومهندس مصري نووي يعيشون في مختلف دول العالم..بعضهم بالفعل يترأس مشروعات نووية ناجحة.. والبعض الآخر يعمل في مجال الأبحاث والتدريس الجامعي أو في شركات لها علاقة بالطاقة النووية..الحلم النووي المصري بدأ في الستينيات بتأسيس أول قسم للهندسة النووية بجامعة الإسكندرية.. للأسف طار الحلم وتعطل مع عام النكسة في 1967 وطار بعده مئات من العلماء المصريين النوويين إلي خارج البلاد بحثاً عن وظيفة او لاستكمال دراساتهم وأبحاثهم..اليوم وبعد 51 عاماً بدأت الدولة المصرية من خلال سفاراتها في مختلف أنحاء العالم بجمع بيانات هؤلاء العلماء استعداداً للتواصل معهم مستقبلاً وعقب بدء المشروع النووي المصري والذي سيدشن بإنشاء المفاعل الكهرونووي بمدينة الضبعة.. »‬الأخبار» حاورت العالم المصري محمد الصوان أحد أهم طيور مصر المهاجرة بالخارج وأستاذ الطاقة النووية بجامعة ويسكونسون بالولايات المتحدة الأمريكية والأستاذ بقسم الهندسة النووية بجامعة الإسكندرية..حصد العديد من الجوائز العلمية المهمة منها جائزة الإنجاز المتميز من الجمعية النووية الأمريكية وجائزة الإسهام المتميز والدور القيادي في مشروع مفاعل الاندماج النووي ITEک من وزارة الطاقة الأمريكية وجائزة التقدير للتفوق البحثي من جامعة ويسكونسون الأمريكية..الصوان يترأس حاليا فريقا بحثيا مكونا من 5 أساتذة بينهم مصرية و10 طلاب دراسات عليا بينهم مصري أيضا في أكبر مشروع لتكنولوجيا الاندماج النووي (ITEک) يشترك فيه 7 مجموعات من دول الاتحاد الأوروبي وأمريكا وروسيا والصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان بتكلفة 15 بليون دولار لإقامة اول مفاعل نووي تجريبي لدراسة الاندماج النووي في فرنسا...والاندماج النووي هو »‬الكأس المقدسة» وحلم أحلام المستقبل بالنسبة للكثير من علماء دول العالم حاليا..فمن يمتلك هذه التكنولوجيا الجديدة سيستطيع أن يغير الكثير من موازين القوي في العالم والتي تعتمد علي الطاقة التقليدية مثل البترول والغاز.
في البداية سألته..علماء الذرة المصريين في الخارج يوجه إليهم اللوم بأنهم لايقدمون خبراتهم إلي بلادهم؟
خريجو الهندسة النووية من المصريين علي مدار الخمسين عاما الماضية اصبح يعمل عدد كبير منهم في امريكا وكندا وأوروبا ومعظمهم علي قدر عالٍ من الخبرة ويشغلون أهم المناصب في مواقع مثل الهيئة الدولية للرقابة علي الطاقة الذرية بالوكالة الدولية للطاقة الذرية وهيئات الرقابة علي المفاعلات بأمريكا وكندا بالإضافة إلي خبرتهم في مجال إنشاء المحطات وتشغيلها. وعندما تخرجت في الستينيات كان هناك أمل وحلم ببدء البرنامج النووي لإنشاء محطات نووية لإنتاج الكهرباء في مصر. لكن تعطل البرنامج النووي بعد النكسة في 67 واضطر معظم المهندسين النوويين للعمل بالخارج. وبالنسبة لنا كان بناء اول محطة نووية في الضبعة بمثابة حلم طال انتظاره وفور دخول البرنامج النووي المصري مجال التنفيذ عرضنا المساهمة بخبراتنا لمساعدة مصر في الدخول في هذا المجال.
دعوة علماء مصر
هل تم أي تواصل بينكم وبين الجهات الرسمية في مصر؟
مؤخرا تم دعوة جميع العلماء المصريين المتخصصين في المجال النووي بالخارج لملء استمارات في السفارات المصرية تشمل الكفاءات والإمكانيات ومجال العمل والفترات التي يمكننا العمل بها والأوقات المناسبة لنا..استعدادا لتجهيز قاعدة بيانات بمعظم العلماء المهاجرين لمساعدة الدولة علي الاستفاده من خبراتهم...ونحن جميعا رهن اشارة الوطن لكن للاسف لم ير هذا التعاون النور حتي الآن ومعظم الجيل الاول من المهندسين النوويين وصل إلي مرحلة التقاعد وقلنا مرارا في اللقاءات والمؤتمرات التي حضرتها في مصر اننا علي استعداد للمساعدة عن طريق التواصل مع الأجيال الجديدة بدون مقابل مادي. ما أقوم به الآن هو حضور مؤتمرات في مصر وإلقاء المحاضرات العامة في الجامعات ومراكز الأبحاث في مصر اثناء زياراتي كذلك التواصل المستمر مع طلبة واساتذة قسم الهندسة النووية بجامعة الاسكندرية وقضاء وقت طويل بالقسم. أنا مجالي أكاديمي في التدريس والابحاث ولكن هناك الكثيرين من العلماء المصريين الذين يعملون بمحطات نووية او هيئات نووية دولية ويرغبون في المساهمة بخبراتهم ومستعدون لتقديم يد العون.
علمنا أنك تعمل مع فريق بحثي يضم مصريين منذ سنوات علي أكبر مشروع لتكنولوجيا الاندماج النووي(ITEک)..الي ماذا انتهي هذا المشروع ؟ وماهي تكنولوجيا الاندماج النووي؟
انا اعمل في مجال طاقة الاندماج النووي منذ حوالي 40 عاما حتي الآن واذا نجحت مفاعلات الاندماج النووي ستصبح طفرة علمية حقيقية وستحقق خيرا كثيرا للبشرية واقود حاليا فريقا من العلماء المصريين والاجانب من جامعة ويسكونسون الامريكية لتصميم مفاعلات الاندماج ونبني حاليا اول مفاعل تجريبي يعمل بطاقة الاندماج النووي في جنوب فرنسا بمدينة مارسيليا وسيكون اول اختبار عملي لاستخدام طاقة الاندماج في انتاج الكهرباء ولو نجحنا واثبت فعاليته فسيكون قفزة كبيرة للبشرية وممكن ان تحل مكان الوقود الاحفوري مثل البترول والفحم والغاز وطاقة الرياح والطاقة الشمسية ويعمل علي هذا المشروع 6 دول من الاتحاد الاوروبي بالاضافة إلي امريكا والصين وروسيا واليابان والهند وكوريا الجنوبية واكثر من نصف سكان العالم يمثلون ذلك المفاعل الاندماجي وكل دولة تقوم ببناء جزء من المفاعل وتم بالفعل انشاؤه منذ حوالي 5 سنوات وسينتهي 2025 وسيعمل بقدرة كاملة في 2035 بعدها سنقوم بتحليل نتائج هذا المفاعل ومدي فاعليته للعالم لانتاج الكهرباء بسعر معقول وطريقة آمنة.
ماهي تكنولوجيا الاندماج النووي؟
عملية الاندماج النووي هي عكس عملية الانشطار النووي التي تعتمد عليها كل المفاعلات النووية الموجودة في العالم حاليا التي تعتمد علي تحطيم الذرات وانشطار اليورانيوم لتنتج عنه طاقة كبيرة اما الاندماج النووي فيعتمد علي دمج الذرات معاً واندماج ذرات الهيدروجين لتتحد مع بعضها البعض لينتج عنها الهليوم وطاقة كبيرة جدا وهي عكس عملية الانشطار وتمتاز مفاعلات الاندماج بانها آمنة تماما ولاتنتج عنها نفايات نووية مشعة طويلة العمر مثل التي تنتجها المفاعلات النووية الحالية كما ان تلك النفايات الاندماجية ليست خطيرة إذا ما قورنت بتلك الناتجة من تفاعلات الانشطار...كما ان وقود المفاعلات الاندماجية لانهائي تقريبا ولاتحتاج إلي شرائه لانه ببساطة يمكن استخراجه بسعر معقول من مياه البحر كما انه لايمكن ان تتعرض مفاعلات الاندماج لاي نوع من الحوادث الخطيرة الناتجة عن التسرب الاشعاعي والتلوث البيئي لان التفاعلات التي تحدث بداخله تماثل تماما التفاعلات التي تحدث في الشمس والتي تعتبر اكبر مفاعل اندماجي في الكون حيث تقع في مركز المجموعة الشمسية تسحق العناصر التي داخلها تحت الكثير من الضغط (الذي تتسبب فيه جاذبية الشمس الهائلة) وتندمج ذرات الهيدروجين لتكوّن الهليوم وتطلق الحرارة والضوء.
حلم يتحقق
ما تقييمك لمشروع الضبعة النووي؟
مشروع الضبعة الكهرونووي هو حلم بدأ يتحقق وسيلعب بالتأكيد دورا هاما في تنمية مصادر الطاقة في مصر وسيعمل علي منحنا خبرات محلية في بناء وتشغيل مثل تلك المحطات التي لامحالة انها ستكون البديل لمحطات انتاج الكهرباء من البترول والغاز والفحم وستساهم في تقليل التلوث البيئي واعتقد ان مشروع الضبعة يسير بخطوات جيدة بعد طول انتظار وكان لدينا مشاريع كثيرة لبناء محطات كهرونووية منذ الستينيات وكان مخططا بناؤها في منطقة سيدي كرير وبرج العرب ثم انتهت الدراسات إلي ان افضل مكان لوجود هذه المفاعلات في منطقة الضبعة وفي الثمانينيات توقف المشروع تماما لاسباب سياسية والان لابديل امام مصر سوي الحصول علي الطاقة النووية ونقلل من اعتمادنا علي البترول او الفحم او الغاز الطبيعي لان كل هذا الوقود الاحفوري يساهم في زيادة بيئتنا الملوثة..والسد العالي كان عند بداية انشائه يمنح مصر نصف احتياجاتها من الكهرباء الان لاتمثل طاقته سوي 6 % فقط من حجم الكهرباء في بلادنا نظرا لتوسع الرقعة السكانية والانشائية وزيادة استهلاك الطاقة. وبالتالي كان لابد من ادخال الطاقة النووية النظيفة إلي منظومة مصادرنا في الحصول علي الكهرباء في مصر وأري ان علينا في ان نقوم بتنويع مصادرنا في الحصول علي الطاقة النظيفة لتكون الطاقة النظيفة من المصادر المائية والشمس والرياح والنووية أساسا متكاملا لتوليد الطاقة الكهربية.
البعض ينتقد قيام مصر ببناء محطات كهرونووية في حين انها تمتلك مخزونا جيدا من الغاز الطبيعي خاصة مع الاكتشافات الجديدة ؟
هذه رؤية محدودة لاتري المستقبل ولننظر حولنا لنجد دولة مثل الامارات قامت بالفعل بالتعاقد علي بناء اربع مفاعلات كهرونووية واولي تلك المحطات سيعمل هذا العام بالرغم من توفر البترول والغاز لديهم بوفرة كبيرة لكنهم قرأوا المستقبل وعرفوا انهم لابد ان يستثمروا في مجال الطاقة النووية لتنويع مصادرهم من الطاقة وتكوين كوادر قادرة في المستقبل علي ادارة مثل تلك النوعية من المحطات النووية.
ضغوط سياسية
إذن لماذا لاتزال بعض الدول ترفض الاستثمار في محطات الطاقة النووية الجديدة بل وحتي تقوم بإغلاق المحطات القائمة...رغم مزاياها المعروفة ؟
هذا صحيح هناك بعض الدول تقوم باغلاق محطاتها النووية وتقليل اعتمادها عليها ولاسباب مختلفة مثل المانيا التي اضطرت بضغوط سياسية من حزب الخضر لاغلاق بعض محطاتها النووية للاعتماد علي الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية والاعتماد علي استيراد الكهرباء النووية من جارتها فرنسا لكن نجد دولا اخري تتوسع في بناء المحطات النووية فمثلا فرنسا تعتمد في 80% من انتاج الكهرباء بها علي المحطات النووية وتتوسع في بناء المزيد منها وكذلك امريكا يوجد بها 104 محطات نووية تعمل حاليا وتوقفت عن بناء المزيد عقب حادثة وقعت لاحد مفاعلاتها في أواخر السبعينيات وحاليا يعملون علي بناء محطات جديدة وفي المقابل بدأت دول في العالم تخطط لبناء محطات نووية مثل تركيا والاردن والسعودية وبنجلادش. والهند والصين تتوسعان في بناء المحطات النووية خاصة الصين التي ترغب بشدة في التحول من الاعتماد علي انتاج الكهرباء من الفحم الذي تسبب في مشاكل بيئية ضخمة بالبلاد والصين حاليا تقوم ببناء محطة كهرونووية بمعدل محطة كل شهر وخريطة بناء المفاعلات النووية بالعالم في ازدياد وليست في تناقص.
ما تقييمك لشركة روساتوم الروسية المسئولة عن بناء مفاعل الضبعة؟
روساتوم الروسية هي من افضل الشركات العالمية في مجال بناء المحطات الكهرونووية في العالم ولها مشاريع بناء في مختلف انحاء العالم كما ان نوع المفاعلات الذي تم الاتفاق علي بنائه في مصر يعتبر من افضل واحدث المفاعلات الآمنة من الجيل الثالث المعدل ونسبة الامان بها مرتفعة للغاية ومعظم المحطات التي وقعت بها حوادث من قبل تعتبر من الجيل الاول او الثاني وتم الاستفادة من الدروس والاخطاء التي وقعت بهما وتجاوزهما في الجيل الثالث والجيل الثالث المعدل وما يهمني كمهندس نووي ان تصميم مفاعلات الجيل الثالث الروسية تضمن عدم وجود اي تدخل بشري لمدة 72 ساعة في حالة وقوع اي مشكلة بالمفاعل وستقوم باغلاق نفسها ذاتيا ذلك بالاضافة لخواص أمان اخري تفوق الموجود في المفاعلات الأخري. وهو امر مهم للغاية في زيادة فعالية الامان بالمفاعل وهي ميزة كبيرة حتي ان العلماء الامريكيين الذين تحدثت اليهم اكدوا لي ان تصميم المفاعل الروسي لروساتوم يعتبر من افضل التصميمات الموجودة في العالم والاكثر امنا حاليا وكان ذلك مؤشرا بالنسبة لي ان الاختيار المصري لتلك الشركة لم يأت من فراغ بل من واقع دراسة للشركات الدولية المصممة والمنفذة.
آمنة تماما
هل الحياة بجوار المفاعلات تمثل خطرا علي السكان المحليين او عائقا للسياحة أو الزراعة مستقبلا ؟
رأيت بعيني مفاعلات كهرونووية في الولايات المتحدة ومحاط بها مساحات كبيرة من المزارع النباتية والحيوانية ولم تتأثر البيئة المحيطة بها وبالتالي فهي آمنة علي البيئة حولها ولاتوجد خطورة منها ومن ضمن الوسائل التي اقوم باستخدامها في محاضراتي لشرح المخاطر ابعاد الاقامة بجوار تلك المحطات الكهرونووية ان الاشعاع الناتج عن تلك المحطات اقل 100 مرة من الاشعاع الذي قد يتعرض له الانسان عندما يقوم بمشاهدة التليفزيون او التعرض للاشعة الكونية الصادرة عن الشمس لانه ببساطة الوقود النووي داخل المحطة يكون محاطا بحواجز خرسانية وفولاذية سميكة للغاية والمعلومة العلمية التي قد لا يعرفها الكثيرون ان من يقيم بالقرب من محطة تعمل علي انتاج الكهرباء بالفحم يتعرض لاشعة نووية اكثر 10 مرات من المواطن الاخر الذي يقيم بالقرب من محطة كهرونووية والسبب ان الفحم به شوائب نووية والاغرب ان بعض المدن الاوروبية حاليا تتنافس علي اقامة المحطات الكهرونووية فيها لانها ستتحول فيما بعد إلي مزار سياحي يتوافد عليه الناس كذلك تؤدي إلي انتعاش اقتصاد المنطقة. فضلا عن كميات الطاقة الضخمة التي ستعمل علي زيادة التنمية في تلك المدينة وتنفيذ المشروعات مما يؤدي إلي انتعاش اقتصادي لهذه المدينة.
أين يذهب هؤلاء الخريجون من قسم الهندسة النووية بمصر حاليا ؟ وهل هناك اهتمام بهم؟
قسم الهندسة النووية بجامعة الإسكندرية أنشئ في الستينيات علي امل ان تدخل مصر مجال الطاقة النووية لكن للاسف تخرجت مع الدفعة الاولي لهذا القسم عام 1967 حيث تعرضنا للنكسة وتوقف معها البرنامج النووي وبناء المفاعل النووي..وبالتالي قام معظم الخريجين - وانا منهم - بالسفر إلي الولايات المتحدة وكندا وأوروبا لاستكمال دراساتهم والبحث عن عمل ولكني بعد عدة سنوات قررت العودة إلي التدريس بجامعة الاسكندرية ثم جاءتني فرصة للتدريس بجامعة ويسكونسون الامريكية في مجال الهندسة النووية وبالفعل سافرت واكملت ابحاثي ودراساتي هناك ولم تنقطع صلتي بجامعتي في الإسكندرية وكل عام اقوم بزيارة للقسم بالكلية وألقي محاضرات للطلاب والزملاء حول آخر ما توصل له العلم في مجال الهندسة النووية وهذا القسم يقوم بتخريج من 20 إلي 30 طالبا سنويا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.