بعد طرده له أصر هو علي عدم الرجوع لمنزل العائلة مرة اخري. الأب لم يكن راضيا عن تلك الزيجة، فالزوجة فقيرة ولم تكن ذات نسب رفيع. استأجر غرفة فوق السطوح بمنافعها. الحمام مشترك لكن في السطح متسع به كراكيب تستخدم أحيانا للجلوس. مع بزوغ أشعة الشمس يتعلق بالعربة الكارو. يلف الحبل حول وسطه المربوط بعريش العربة يجرها يحمل عليها كل شيء. لايلتفت لسخرية الجالسين علي المقهي. وضعت المرأة طفلها في سبت من المقاش معلق أسفل العربة الكارو. تقوم بارضاعه في ساعات الراحة فهي لاتكل ولاتمل من جمع قوالب الطوب من انقاض البيوت المتهدمة. ظلا يجمعان الطوب. يحمل هو الطوب علي العربة ثم يتعلق بعريشها ويجر، وعندما يغلبه التعب يستريح للحظات. طلبت منه أن تجر العربة مكانه. رفض بشدة لأن هذا يمس هيبته كرجل صعيدي فكيف تجر امرأته العربة وهو يمشي بجانبها. جمع الطوب رصه في قطعة الأرض الفضاء التي اشتراها من بيع مصاغ زوجته ومبلغ قد اقترضه من أخيه. بعد جمع الطوب اآي بالطمي. الزوجة تعجن الخلطة المكونة من التراب والماء حتي تصير عجينة طيعة تضيف اليها قش الأرز حتي تكون متماسكة. تناول العجين وهو يرص قوالب الطوب، يبني الجدار وراء الجدار، واثناء عملية البناء سقط قالب من الطوب علي قدمه فجرحه جرحا غائرا. بكي الطفل عندما سمع صراخ أمه. نهرها فالأمر عنده مجرد جرح لايستدعي هذا العويل. صبت الماء لتغسل مكان الجرح. أخذت تلف قطعة القماش المقطوعة من الطرحة التي تغطي بها رأسها. اخذ القالب الذي جرحه وأتي بمسمار وبدأ في نقش كلمات للذكري، كتب أسفلها تاريخ الحدث. بعد الانتهاء من بناء البيت أخذ القالب ووضعه أعلي باب البيت مكان الرخامة التي يكتب عليها اسم صاحب البيت.