القوات التركية في قاعدة الريان بقطر منذ إعلان مصر والسعودية والإمارات والبحرين عن مقاطعة قطر, سارعت الدوحة إلي تركياوإيران ليكونا شريكين بدلا من اشقائها العرب, وهي فرصة استغلتها طهران وأنقرة لوضع قدم إضافية في المنطقة العربية وتعزيز مصالحهما اقتصاديا واستراتيجيا. بعد اغلاق الحدود السعودية مع قطر أصبحت المنتجات الإيرانية الأقرب للأسواق القطرية, حيث ارتفع التبادل التجاري بين البلدين 120% خلال أشهر من بدء المقاطعة, وبلغ حجم الصادرات الإيرانيةلقطر خلال 7 أشهر فقط نحو 100 مليون دولار, معظمها من المواد الغذائية ومواد البناء, كما عززت طهران من تعاونها في مجال النقل ووقعت اتفاقيات في أكتوبر من العام الماضي لإنشاء ممرين بحري وجوي مع قطر, واستأنف البلدان عقد اللجنة الاقتصادية المشتركة بعد 13 عاما من التوقف, وأعلنت الدوحة عن رغبتها في رفع حجم التبادل مع طهران من نحو مليار دولار إلي 5 مليارات دولار, وسط تقارير عن رغبة الشركات الإيرانية في الدخول في مشاريع الإنشاءات تحضيرا لكأس العالم بقطر 2022 في ظل رغبة الدوحة للاسراع للانتهاء من مشاريع المونديال المرتقب. وعلي الصعيد الثلاثي, وقعت قطروتركياوإيران في نوفمبر من العام الماضي اتفاقية لتسهيل نقل البضائع التجارية والعبور, ومنح تسهيلات لقطاعات النقل البحري والبري, ووفقا للاتفاقية, فإن إيران تعتبر البلد الذي سيوفر التسهيلات الخاصة بالعبور والنقل التجاري بين تركياوقطر. كما شارك الحرس الثوري الإيراني في معرض ومؤتمر الدوحة الدولي للدفاع البحري »ديمدكس 2018», في مارس الماضي, وقام وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بزيارة إلي الدوحة في مارس الماضي لأول مرة منذ 3 أعوام, وقدم الأمير تميم بن حمد الشكر للرئيس الإيراني حسن روحاني في اتصال هاتفي الشهر الماضي لموقف بلاده من الأزمة القطرية. أما تركيا فقد وجدت في الأزمة القطرية فرصة لجني أرباح عديدة كان أولها المسارعة بالتصديق علي اتفاقية ارسال قوات إلي قاعدة الريان التركية في قطر, بعد 3 أيام فقط من المقاطعة العربية, في تحد للدول الأربع واستقواء واضح من قطر بأنقرة, وتجاهلت الدولتان مطالب دول المقاطعة باغلاق القاعدة التركية ووقف التعاون العسكري بينهما, ونفذت القوات البرية والبحرية التركية والقطرية مناورات مشتركة في أغسطس من العام الماضي, كما تعددت خلال عام المقاطعة زيارات المسئولين العسكريين الأتراك للدوحة, اخرها في مارس الماضي بزيارة رئيس أركان الجيش التركي خلوصي آكار ووزير الدفاع نور الدين جانيكلي.أما علي الصعيد الاقتصادي, فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين تركياوقطر في نهاية العام الماضي 1.3 مليار دولار مسجلاً ارتفاعًا بأكثر من 46 % مقارنة ب2016, كما بلغ حجم التبادل التجاري خلال الربع الأول من 2018 ما يزيد علي 200 مليون دولار بارتفاع بنسبة تتراوح ما بين 20 و30 % مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.