في رثاء وفاء: توأم عمري حين كانت خيوط النهار الأولي تتجمع في كبد السماء كنت وحدك ...... تمر السيارات مسرعة تسابق الزمن و المجهول ورذاذ من ندي الصبح يتساقط علي رؤوس البسطاء العابرين للمسافات و الخطر وكنت وحدك ...... أطفال في انتظارك هناك تحملين إليهم الخبز والفرحة تسرعين وصوتهم يناديك وكنت وحدك ...... نسيتي في زحمة من حولك أن اليوم هو ذكري ميلادك لم يهنئك أحد ولم يتصل بك أحد ولم يكن معك أحد وكنت وحدك ...... تتحرك خطواتك الحنونة المسرعة. المترددة .. الخجولة وكنت وحدك ...... من بين العتمة والعماء ينطلق ذئب الموت.. واللامبالاة . وسط عشرات من العابرين للطريق والباحثين عن عيش الكفاف لم يعر اهتماما للمسرعين والمنادين علي وسيلة للوصول وكنت وحدك ...... سرينة الموت تملأ المكان وصرخات المارة تستحلف الرحمة صرخة واحدة وملأ صمتك عمق القلب والعين قذف بك الذئب عدة أمتار ودهسك وكنت وحدك ...... خطواتك المسرعة للعطاء لهفتك علي أخوتك اندفاعك الحنون إلي صدري وقت شدتي .. ووحدتي . كنت السلوي والملجأ والملاذ وكنت وحدك ...... تقرئين الجريدة في الصباح . وتهاتفين : » قرأت مقالاتك .. في الجريدة المعارضة « وكنت أقربهم إلي قلبي وعقلي وكنت في لحظتك الأخيرة وحدك ...... لم تتأخري لحظة عن أغاثه من يطلبون .. ومن يلهثون .. أخوتك وأصدقائك وجيرانك وكل من طلب معونتك وكنت أنت وحدك ...... تتقاسمين معهم اللقمة والقروش القليلة في حقيبتك وفي لحظتك الأخيرة تركناك وحدك