تكدس المرضي فى مستشفى أسيوط الجامعى بالرغم من أن مستشفيات جامعة أسيوط تعد من أكبر الصروح الطبية وأهم المقاصد العلاجية في صعيد مصر حيث يعمل بها اكثر من الفي عضو هيئة تدريس وطبيب وقرابة 15الفا من هيئات التمريض والعمال والاداريين. إلا أن هذه المستشفيات التي صنعت ثراء وشهرة اساطير الطب في صعيد مصر بدأت اسهمها في الانهيار بسبب سوء الخدمة و المعاملة من بعض الاطباء وكأنهم يجبرونهم علي القطاع الخاص وقائمة الانتظار التي تصل الي ستة شهور وانتظار اتمام العمليات في بعض التخصصات لمدد تصل الي عام كامل ناهيك عن ان المرضي يشترون الادوية من الخارج ويقومون بعمل الاشعة والتحاليل خارج المستشفي بسبب تعطل الاحهزة بفعل فاعل بل ان اسعار هذه الخدمة ارتفعت بشكل كبير لدرجة تقارب المستشفيات الخاصة. وقد كشف التقرير الذي اعلنتة جمعية انقاذ مرضي الصعيد وقامت به كلية التمريض عن نسبة الرضا عن اداء المستشفيات عامة في محافظاتاسيوطوالمنياوسوهاج فقد بلغت 22 % من المرضي بينما بلغت نسبة رضاء الاطباء 8%. وكشف الدكتور حسن صلاح نائب رئيس جامعة أسيوط السابق ورئيس جمعية انقاذ مرضي صعيد مصر عن نتائج دراسة قام بها فريق بحثي من كلية التمريض والتي قدمت دراسة ميدانية لقياس مستوي الخدمة الصحية المقدمة داخل 34 مستشفي تقع في محافظاتالمنياوأسيوط ،و سوهاج والتي شملت 3 مستشفيات جامعية.أظهرت النتائج كذلك عدم رضا 84% منهم عن أداء التمريض .وكشفت نتائج الدراسة كذلك عن عدم الرضا التام ل 45% من المرضي عن الخدمة الصحية المقدمة لهم بعد خروجهم ، ورضا 22% منهم فقط بينما تراوحت النسبة الباقية ما بين عدم الرضا والرضا النسبي . يقول علي شاكرالبالغ من العمر 40 عاما ويعمل مدرساً ان مرضي الصعيد يعانون من سوء تعامل الاطباء معهم وكأنهم في عزبتهم الخاصة وليس مستشفي ملك الدولة .. والكل يرفع شعارا واحدا لدخول المستشفي »انت تبع الدكتور مين» هي كلمة تترد في دخول أي مريض لهذه المستشفيات لاجراء الاسعافات العاجلة ولاعطاء المريض حقه في العلاج ما دون ذلك ينتظر المريض حتي ينظر له بعين العطف ليأخذ حقه في العلاج. لعدم توافر عدد كاف من الغرف في اغلب اقسام المستشفي وبخاصة في قسم الاصابات ينام المرضي في طرقات المستشفي والمرافقون انتظاراً، للدخول إلي غرفة لاتمام العلاج وعدم وجود اسره تكفي وعدم توفير غرفة مناسبة إلا اذا كانت هذه الغرفة في القسم الخاص الذي يصل مبلغ الليلة فيه إلي أكثر من 200 جنيه، حيث تحولت الاقسام لتجارة مثل الفنادق الخاصة. ويشتكي عبد الرحمن إبراهيم مرافق أحد المرضي بقسم الاصابات إننا دخلنا المستشفي واحتجنا دم وكان المريض بمفرده يحتاج إلي اسعاف سريع بنقل دم ورفض صرف دم له من بنك الدم إلا بوجود أحد اقاربه من الدرجة الاولي ولولا العناية الالهية لمات المريض قبل أن يأتي أحد من اشقائه، و جاءت مريضة في حادث محولة من مستشفي أبوتيج واستمر نزيفها إلي ان ماتت لانه لايوجد معها قريب من الدرجة الاولي ورفض نقل دم لها من المستشفي بل ورفض نقل دم من أكثر من متبرع كانوا معها لاينتمون لها وماتت وتعد هذه مأساة يومية يواجهها رواد المستشفي. ويضيف طاهر أمين جئت مع عمي من محافظة المنيا لاجراء عملية تفتيت حصوة وذهبت إلي الادارة لاتمام الحجز وابلغتني الموظفة ان اجراء العملية يستغرق 3 أشهر، وأخبرتني إنني لو لي علاقة بأحد اطباء المستشفي من الممكن أن يقوم بتقديم موعد العملية في وقت اقرب بكثير هل من المنطق أن ينتظر مريض لمدة 3 شهور لاجراءالعملية في مستشفي أسيوط الجامعي، وبالفعل تواصلت مع الطبيب المختص فاخبرني أن اتواصل مع أحد كبار اطباء المستشفي لانهاء العملية في اقل من شهر. اعترف الدكتور طارق الجمال نائب رئيس جامعة اسيوط و عميد كلية الطب بوجود مشاكل تعيق تقديم الخدمة الصحية العالية في المستشفيات الجامعية واخطر هذه المشكلات عدم وجود عدد كاف من الممرضات حيث يوجد عجز يقدر بألفي ممرضة في جميع المستشفيات الجامعية باسيوط بينما هناك زيادة تقدر بسبعة الاف ممرضة في مستشفيات ووحدات مديرية الصحة بأسيوط وبرر الجمال ذلك بعدم وجود مميزات مالية للممرضات في المستشفيات الجامعية علي عكس مستشفيات وزارة الصحة التي تصرف بدلات وحزافز لممرضاتها مما جعل اللمرضات يحجمن عن العمل في المستشفيات الجامعية ورغم موافقة رئيس الوزراء علي تطبيق الحد الادني للمرضات في الجامعة الا انه لم يتم تطبيقه فعليا حتي الان . وفي مواجهة العجز الصارخ في التمريض يوجد ترهل في الكادر الاداري حيث يقدر عدد الموظفين الاداريين بحوالي 11500 موظف بمعدل3.4 موظف لكل مريض حيث ان عدد الاسرة في جميع المستشفيات حوالي 3500 سرير. وللاسف هذا العدد يضر بالخدمة الصحية حيث ان مكافات ومنح وحوافر هؤلاء الموظفين يتم صرفها من صندوق تحسين الخدمة الطبية واقل منحة تزيد عن 2.5 مليون جنيه .لذا نواجه صعوبات مالية في تطوير العنايات والحضانات حيث نحتاج ممرضة لكل سرير في العناية وممرضة لكل 8 اسرة في القسم الداخلي.