الاشعرية مذهب سني عقائدي ينتسب الي مؤسسه الإمام أبي علي الحسن الاشعري ويعرف أتباعه بالاشعرية أو الاشاعرة والاشعرية اسماً للمذهب والاشاعرة اسماً لاتباعه. ومن خصائصه : التوسط والاعتدال بين المناهج المختلفة والآراء المتناحرة في مكونات الاعتقاد ومن ذلك الجمع بين النقل - النصوص الشرعية: القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة- والعقل مما يعطي تأصيلا في الاستدلال والاستنباط والتوسط بين الجبر والاختيار في أفعال العباد. السير علي منهج السلف الصالح الحقيقيين فيقوم علي اخذ اقوال الصحابة والتابعين وشروح اكابر تقاة العلماء في أصول الدين والاجتهاد بشروطه دون التقول علي النبي محمد- صلي الله عليه وسلم- ما لم يقله أو نسبة ما لا واقع له الي الصحابة- رضي الله عنهم- كما يفعل الوهابية المتسلفة من نسبة آرائهم علي غير الحقيقة الي رسول الله- صلي الله عليه وسلم- انتحالاً وإلي الصحابة - رضي الله عنهم- تدليساً. ومن المعروف ان العقيدة علم ركن أو مكون الايمان كما ان الفقه ركن أو مكون الشريعة وان الاخلاق علم ركن أو مكون الاحسان فالعقيدة فهم بشري للنصوص الشرعية كاجتهاد بشري مؤداه الاستدلال والاستنباط. وللأشعرية وجهات نظر في أمور عقائدية فمن ذلك : الله- عز وجل- عالم بعلم، قادر بقدرة، حي بحياة مريد بإرادة، متكلم بكلام، سميع بسمع، بصير ببصر سبحانه بخلاف الجنوح والشطط الوهابي من انه بصير بعين أو أعين.. إلخ وبخلاف المعتزلة القائلين ان الصفات الالهية ليست عين الذات بل خارجة عن الذات. يعتقد الاشاعرة ان صفاته ازلية قائمة بذاته- سبحانه- لا يقال هي هو ولا هي غيره ولا لا هي هو، ولا ليست هي غيره، وان علمه واحد يتعلق بجميع المعلومات وقدرته واحدة تتعلق بجميع ما يصح وجوده ما يقبل الاختصاص وكلامه واحد فيه أمر ونهي وخبر واستخبار ووعد ووعيد وهذه الوجوه راجعة الي اعتبارات في كلامه لا إلي نفس الكلام، والالفاظ المنزلة علي لسان الملائكة - عليهم السلام- إلي الانبياء- عليهم السلام- دلالات علي الكلام الازلي فالمدلول كالقرآن ان المقروء قديم أزلي، والدال كالعبارات والقراءات والتلاوات لها مخلوقة محدثة فالكلام الالهي معني قائم بالنفس، والعبارة دالة علي ما في النفس. تعتقد الاشعرية وجوب تنزيه الله- جل شأنه- عن الاتصاف بصفات مخلوقين لقوله- عز وجل : »لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ»- الآية 11 من سورة الشوري-، ولذلك فالسائد الشائع عندهم تأويل الالفاظ الموهمة للتشبيه كاليد واليدين المبسوطتين والايدي وكلتا يديه يمين »حسبما ورود هذه الالفاظ في نصوص شرعية» علي وجوه محتملة معينة مراعاة للسياق الذي وردت فيه الالفاظ ومغزاها ودلالتها ومقاصدها وفراراً من تشبيه الخالق بالمخلوق فالغرض التنزيه، وهذه الالفاظ ليست اوصافاً، فصفات البارئ - سبحانه وتعالي- الاجمالية الرئيسية الجلال والكمال والجمال، تنظم فيها عشرون صفة تفصيلا: نفسية، وسلبية ومعان معنوية »الوجود، الوحدانية، القدم، البقاء، القيام بالنفس، المخالفة للحوادث، والقدرة والإرادة، العلم، الحياة، السمع، البصر، الكلام، كونه قادراً مريداً عالماً حياً سميعاً بصيراً متكلماً». وفي الاشعرية من لا يتأول الالفاظ الموهمة للتشبيه ويفوضون التفويض المطلق »الله أعلم بمراده سمعنا وآمنا وأطعنا»- وأعتقد ذلك. تعتقد الاشعرية ان الله- سبحانه وتعالي- اراد الكائنات خيرها وشرها ونفعها وضرها. وأن جميع افعال العباد مخلوقة مبدعة من الله سبحانه وتعالي مكتسبة للعبد.