ما (ع) يشمِّش واللي (ع) يشمّ أصبح كلب ماشي ورا حاسته مدمن رماد وكسته النايمة في آخر الدرب.. عالم يشبه كلب (ع) يشرب دم البراءة ويستمتع بدفن الإضاءة عالم آخر حداقة (ع) يطلِّع العفن من قلوب الورد.. ويبدر المحبة في نيران الحرب ويلعب كما المعاتيه ببراءة الطيبين لعب.. عالم زي طلوع الجبال واعر، وداعر، وصعب.. عالم رعب.. ومين يداويه؟! ويطفي سعرته ويداوي العقد اللي فيه؟! ويرحمني من الليل اللي (ع) يجري ورايا والصراخ اللي هايرميني في بحور عمايا.. عالم حرباية.. شيِّب الحلم قبل مايتولد ورقص عريان للجنون والجشع واللي (ع) يختْرف.. عالم يقرف.. مافالحش غير يمسح دهشة العيون اللي (ع) تحضن رنة خطاوي الخيول اللي (ع) تنطلق (م) القلب.. عالم مغرم بالسواد زي الكرب.. يرسم الوش الحنيِّن عشان يصيد غنوة العصافير عشان يخلِّي عيدان الود تركع للمسامير عالم لعب الكورة بالضمير ورفع علم المصلحة ونفخ في نار مليون مدبحة ويوم ما فكَّر يعمل خير نصب خيام للرعاة فوق الكرنك المكسور وعلَّق حناجر الشعرا أجراس عشان يخوِّف بيها القمري والزرزور ويكسر مناخير الأصيل والسَّبع.. عالم لامؤاخذة ضبع.. بتجنّنه بنت (ع) ترقص (ع) التراب حافية وما تتهزلوش شعره لو ملايين انطفت في الحرب لو ماتت العشة قُدّام سعرة القصر لو لطم الفلاحين علي شقاهم اللي بيتنهب كل ثانية لو ساح الحابل بالنابل لو ذوات العيون الخضر سرقوا بابل لو اتكسر قلب بنات جبال ليبيا قدام جهالة الدِّقن لو تفاح الشام استسلم للبكا لو عشق الجنوبي للألوان أصبح نحيب.. عالم عجيب لا (ع) يستحي ولا (ع) يحسّ بندم.. ولا له مبدأ تعرفه بيه ولا في مرَّة مع نفسه انسجم.. عالم بجم.. يدمِّر في مرة تمثال لطاغية ويصنع بعدها عشرين صنم.. عشان يضحك بيهم (ع) الطيبين الشقيانين الكاوعين علي حجارة المناجم والقاعدين تحت الشَّجر (ع) يحلموا بميزان الدّنيا يتعدل زي الميزان اللي رسمه ربنا فوق ضي القمر.