داخل حزب التجمع، كانت هناك ملصقات عملاقة تحمل صورة المستشار الذي أسس تيار الاستقلال في القضاء. البسطويسي لم يكن حاضراً في الحزب، لكن الجلسات حول برنامجه كانت حاضرة في الحزب اليساري العجوز. خلال حديثي مع محمد فرج المستشار الثقافي للمستشار هشام البسطويسي، المرشح للرئاسة عن حزب التجمع، كان فرج يسرد تاريخ هشام والتجمع، الذي كان عضو أمانة الشباب بالجيزة، والذي تجمدت عضويته داخل الحزب التقدمي حتي يأخذ طريقه في سلك القضاء، لكنه "لم يتخل عن مبادئ الحزب أبداً، وأخير التقينا مرة أخري" يقول فرج مبتسماً. هناك تصور كامل لدور الثقافة في البرنامج الرئاسي، لكننا لم نطبعه بعد، يقول فرج، لهذا كان علينا أن نتكلم حول هذا التصور غير المطبوع. ربما يكون البرنامج الثقافي الخاص بالمرشح هشام البسطويسي هو التصور الأقرب لجماعة المثقفين، حيث ينطلق البرنامج من الرفض التام للرقابة، حتي أن المستشار الثقافي للمرشح يطالب صراحة بإلغاء الرقابة، بل وتعديل وفك مركزية وزارة الثقافة. المستشار الثقافي للمرشح هو الكاتب محمد فرج، وهو أحد مثقفي حزب التجمع، وشاعر كذلك، لهذا فإن التصور الذي طرحه للثقافة في البرنامج يعد مختلفاً. البسطويسي يري أن حرية الفكر والإبداع الثقافي والأدبي والفني متاحة بلا شروط، كما أن المرشح مؤمن بحرية البحث العلمي ونشر ثقافة التفكير العلمي والنقدي والإبداعي، ويرفض البرنامج كل أشكال الرقابة والمنع والمصادرة، ونشر قيم وثقافة الديمقراطية والحوار وحق الاختلاف في الفكر والرأي والاعتقاد، ورفض كل أشكال وأدوات التمييز والتكفير والطائفية والإرهاب وتأكيد ثقافة المواطنة وحرية الرأي والتعبير، .هذه هي الأفكار المتاحة داخل البرنامج المطبوع، أما أحلام وتصورات المستشار الثقافي تتعدي تلك الأفكار، لمهام أخري للدولة في الملف الثقافي حيث ستقوم الدولة بدعم الإنتاج، سواء بالنشر والترجمة، وكذلك إنتاج العروض المسرحية والسينمائية، كما ستقوم الدولة بإلغاء الرقابة، والتفكير في بديل لوزارة الثقافة. هذا التصور الجديد سيكون مطروحا عبر التعاون مع جماعات المثقفين، ودور النشر الخاصة، وكذلك المؤسسات المستقلة. أسأله كيف ستلغي الرقابة؟ أولا سنلغي الرقابة الإدارية، بمعني أنه لن يكون هناك جهاز بيروقراطي يمارس الرقابة علي الإبداع، خاصة أننا ننوي أن ندخل في صراع مع كافة سلطات الدولة، البرنامج الرئاسي الخاص بنا يطرح تصورا لمؤسسة رئاسية بها أربعة نواب، وستكون سلطة هذه المؤسسة أقل من السلطات الممنوحة في النظام الرئاسي، حيث يري البسطويسي أن الصلاحيات ستكون مقسمة بين الحكومة والرئاسة، لهذا فإن محمد فرج لا يستبعد حدوث صراعات مع السلطة التنفيذية من أجل طرح شكل بديل لوزارة الثقافة، بالتعاون مع المبدعين والجماعة الثقافية ككل، لهذا ستغيب معايير الرقابة البيروقراطية، كما سيتم وضع ضوابط لحماية حرية الإبداع، بالتأكيد علي وجود مواد تنص علي ذلك صراحة في الدستور، كما سيتم وضع ضوابط أخري لمنع تدخل الرقابة غير الرسمية، "ستقف ضد اي استخدام للمعايير الدينية في تقييد الإبداع"، هناك رقابة غير رسمية أيضا، كيف سيكون التعامل معها؟ أسأله فيجيب: "يقال دائماً إن هناك ثوابت للأمة وأخلاقيات عامة واحترام الأديان.. هذه المسائل محل احترام، ولكنها في الإبداع محل نظر وفرز للجيد والرديء، لأن الثوابت والتراث كذلك ليسا من المقدسات، وذلك سيتحدد من خلال نصوص دستورية تدافع عن حرية الإبداع، مع مراعاة عدم ازدراء الأديان، لأن الدين لله والإبداع للجميع"..هذه بعض الأفكار التي يطرحها المرشح بسطاويسي في إطار البرنامج الثقافي.