في الصراع الدائر بين ألمانيا وإسرائيل حول تركة كافكا وما إذا كانت من حق الأرشيف الألماني بمرباخ بوصفه كاتبا ألمانيا - أو المكتبة القومية في إسرائيل بوصفه يهودياً ثار جدل مستعر مؤخرا في صحيفة هاآرتس الإسرائيلية حول يهودية إبداع كافكا. كتب الناقد الأدبي شمعون زندبنك في الجريدة يتناول الهوية اليهودية لكافكا ويحكي قصة هجرة ماكس برود وكيل كافكا - لإسرائيل ومعه مخطوطات الكاتب الكبير قائلا إن كلا من كافكا وبرود قد رحلا عن عالمنا فلا يجوز سؤالهما عن هوية كافكا: "انتماء هذا الرجل - وهو موضوع العراك، ومن أعظم العظماء في أدب القرن العشرين ومن شكل عالمنا الداخلي بشكل لا مثيل له لهذا البلد محاط بعلامات استفهام كبيرة". في كتاب "فرانز كافكا. سؤال الهوية اليهودية" لسارة لايف علي سبيل المثال يرد أن كافكا كتب في رسالة لأخته قائلا: "فهمت أنه إذا كان بإمكاني مواصلة الحياة، فعلي أن أقوم بشيء ما متطرف وأن أهاجر إلي فلسطين"، وأضاف لها: "أنا شبه متأكد أنني لست قادرا علي فعل هذا"، واختلف المفسرون لماذا لا يقدر علي فعل هذا، هل هو بسبب حالته الصحية المتدهورة أم رفضه لفكرة الهجرة ل "أرض الميعاد، كما أن كافكا علي الناحية الأخري كان مهتما بإلغاء أي أثر يهودي في إبداعه الأدبي، كما تشهد عمليات الشطب التي قام بها في روايته "القلعة" بمكتبة اكسفورد. والنقاش التلمودي في روايته "المحاكمة" يتم علي لسان قسيس وليس حاخاما. كما يبدو في يومياته ورسائله، إلي جانب اهتمامه الكبير بيهوديته، اغتراب كامل عن الشعب اليهودي. فقد كتب قائلاً: "مالي واليهود!" ولكن هذه المقالة أثارت رد فعل عاصفا من المؤرخة عنات بري التي دافعت عن "الطابع اليهودي" لإبداع كافكا وأشارت في مقالها ب »هاآرتس« إلي أنه في عام 1917 نشر المفكر اليهودي مارتن بوبر في دورية Der Jude قصة كافكا "عرب وأبناء أوي" و"تقرير للأكاديمية". في القصة الأولي يظهر اليهود علي هيئة أبناء آوي، وفي الثاني يظهر اليهودي علي هيئة قرد، يتخلص بفضل أسره من شكله كقرد يهودي ويحصل علي "ثقافة أوروبية متوسطة". يصعب، في رأي بري، أن نجد قصة أكثر يهودية من قصة كافكا "جوزفينا المغنية أو شعب العناكب"، فالقصة تستهزأ بكلام فاجنر في إبداعه "اليهودية في الموسيقي"، القائل بأن اليهود غير مؤهلين للغناء. هذه قصص نشرها كافكا في حياته في دوريات وبعدها نشرها في كتب. وفي ردها علي زندبنك تكتب بري: "يمكن للبروفيسور زندبنك أن يؤيد موقف الأرشيف الأدبي الألماني في مرباخ، الذي يطالب باستلام تركة ماكس برود ومخطوطات كافكا، ولكن ليس له الحق في أن يصف إبداع كافكا بشكل مشوه لهذه الدرجة، يضلل القراء غير الخبيرين في إبداعه، وأن يدعي أنه ليس في إبداعه أي عنصر يهودي." وتختتم مقالها ب: "هناك بلا شك أماكن عدة ينتمي لها كافكا وبرود، وأرشيف المكتب الألماني في مرباخ ليس واحدا منها".