قدم الدكتور أشرف رضا عدة دروس لجمهور الفن التشكيلي، ورواد الجناح المصري ببينالي فينيسا الدولي، أول هذه الدروس هو الغباء الوظيفي..حيث رفع اسم الفنان أحمد بسيوني من غلاف كتالوج المشاركة المصرية بالدورة الرابعة والخمسين من البينالي الدولي. وربما كان رضا يريد تخليد اسمه بكونه صاحب أقوي حركة استفزازية. . الرجل يبحث عن حظه من الشهرة، تلك ال15 دقيقة التي كتب عنها كونديرا، القدر الذي يصيب كل إنسان مرة واحدة في العمر حسب الروائي التشيكي. المشاركة الرسمية كانت لبسيوني، رغم رحيله تطوع عدد من الفنانين التشكيليين لدفع مركب الموتي نحو فينيسا، ليولد "30 يوماً من الركض في المكان" من جديد، شادي النشوقاتي، علية الطرعي، وحسام هدهد، وآخرون.. كل هذا لم يرض رضا، الذي لا يفهم الرموز، ولا الدلالات.. تحجج رضا بأن المشاركة المصرية تشترط وضع اسم مصر علي الغلاف. أداء يذكرنا بشو "سمعة مصر"، لأن الموظف المحدود لم يفهم أن بسيوني صار رمزاً، صار معبراً عن مصر، وثورتها، وعمله لفن الفيديو يعبر عن ثلاثين عاماً من الاستبداد. هناك غضب حقيقي بين التشكيليين، لوجود رضا في منصبه، الرجل المحسوب علي "سياسات" الحزب الوطني المنحل، لا يبالي بالغضب، لا يبادر بتحويل القطاع لخدمة الفن بشكل أحدث، من خلال أداء رسمي يخلو من نكهة البيروقراطية الظالمة، بل يمارس الاستفزاز، هكذا يستبق التقديم والتعريف بالفنان، المكتوب في حوالي 20 صفحة، بمقال يترجمه لعدة لغات.. الدرس الثاني. كان من الأولي برضا أن يقدم فلسفة جديدة لا تجعل للموظف أولوية عن الفنان ، ربما يعرف أن لحظات شهرته، وخلوده ستكون قصيرة، فترة تعيينه كرئيس للقطاع، ثم سيذهب للنسيان..شهرة سريعة مثل احتراق سريع. سيكون اسمه في خفة الإعلانات، يولد ساخناً وما يلبث أن يبرد، لهذا أتفهم تماماً رغبته في المزاحمة بلحظة خلود بسيوني . احتكاك لإثبات الوجود. بالفعل لم يحظ أشرف مثل سابقه محسن شعلان بالشهرة، وخلود الاسم، شعلان سيظل هو الفنان الرسمي الأول في تاريخ البيروقراطية التشكيليلة الذي وضع نفسه في جملة مقارنة مع فان جوخ.. شعلان المتهم بتبديد "زهرة الخشخاش"، كان ملهماً لخليفته، الذي كان أكثر وطنية وحباً لاسم مصر من شهيد جمعة الغضب في ثورة يناير.. وهذا الدرس الثالث. وضع أشرف بصمته علي كتيب الفن، لكن هل ستستمر البصمة؟ هذا ما ننتظره من تحقيقات يجريها د.عماد أبو غازي في الواقعة، الذي أكد أنه لن يحاسب مسئولاً لشخصه، وإنما لأفعاله.. وهذا ما تقدم من المسئول أشرف رضا، ونحن ننتظر الحساب، ربما نستطيع أن نرد له الدروس التي قدمها لنا.