فيصل يونس "مهمته تنوير الجزيرة". تكشف الجملة السابقة سخرية المثقفين من نخبوية المركز القومي للترجمة وضعف تأثيره في الشارع، فالتوزيع يقتصر علي نقاط محدودة جداً بالقاهرة! يقول الدكتور فيصل يونس مدير المركز إنه يسعي لإيصال كتبه لأكبر شريحة في المجتمع، لذلك جدّد منذ أسبوعين عقداً مع هيئة الكتاب تكون بموجبه منفذاً لبيع إصدارات المركز. وأشار إلي أنه يحاول التنسيق مع وزارة التعليم العالي لتصل الكتب إلي مكتبات الجامعات أيضاً، كما أنه أرسل عدداً من الإصدارات لمكتبات هيئة قصور الثقافة. ويعترف يونس بارتفاع سعر الكتاب مقارنة بإصدارات الهيئات الحكومية الأخري، ويرجع ذلك للمصروفات التي تنفق حتي يخرج الكتاب للنور، وفي نفس الوقت يؤكد علي أن المركز جهة خدمية غير ربحية، وهو ما يعني بالضرورة إعادة النظر في الأسعار حتي يتم الرواج ويتحقق الهدف من النشر، الاستفادة من الثقافات العالمية. وعن مجلس الأمناء الذي يضم رجل الأعمال نجيب ساويرس، قال:"مهمة المجلس تكمن في تحديد توجهات المركز بشكل عام، بما في ذلك التسويق نفسه، و"كل مجالس الأمناء في العالم كله تضم أحد رجال الأعمال، بالإضافة لكون ساويرس مثقفاً وصاحب جائزة أدبية مهمة". كما يضم المركز "هيئة استشارية تتكون منها لجان المكتب الفني وهم مجموعة من الكتاب والمترجمين وأصحاب الفكر". ونفي يونس أن تكون لديه أية نية لترجمة أعمال من العربية إلي لغات أجنبية بالتعاون مع دور نشر أجنبية خاصة أو حكومية، وأكد أن نشاط المركز يجب أن يتركز في نقل ثقافات العالم إلي العربية. وفيما يخص جائزة المركز في الترجمة، والتي تأخرت هذا العام لظروف عامة، أوضح أنه سيقترح علي لجنة الأمناء ألا تقتصر علي إصدارات المركز فقط، بل تشمل أيضاً ما صدر عن الدور الحكومية والخاصة في مجال الترجمة، علي أن يكون ذلك ابتداءً من دورتها القادمة. وأضاف:"كان الغرض منها في البداية تشجيع المترجمين للتعاون مع المركز، والآن وقد تحقق ذلك، ينبغي أن تكون الجائزة للترجمة الجيدة وبشكل أعم". وفيما يتعلق بتوسيع دور المركز قال يونس إنه يسعي لتدعيم دور النشر الخاصة للنهوض بعملية الترجمة لكنه لم يصل بعد للصيغة النهائية التي يتم بها هذا التعاون، هل يتم بالتمويل أم بالحصول علي موافقات الناشرين؟ وأضاف أن المركز سيواصل تنظيم ورش للترجمة الأدبية والعلمية. وأكد أن المركز"ليس فقط للنشر، بل أيضاً لدعم فكرة الترجمة ونشرها والعمل علي النهوض بها". وفي النهاية، تطرق يونس للحديث عن الرقابة علي الكتب، وأكد أنه "لا رقابة علي الكتب الصادرة عن المركز، ومع ذلك فهناك هيئة استشارية يمكن اللجوء إليها في حالة الاختلاف علي نص ما"، وأضاف:"أنا أراعي رغم كل شيء معايير أخلاقية خاصة بالمجتمع، وأن المركز يهتم بنشر الفكر التنويري منذ بدايته، في حدود المسموح به".