محمد صبحى: تقدم الجامعات المصرية بالتصنيفات الدولية بلورة لتوجيهات القيادة السياسية    وزير الصحة يفتتح الدورة التدريبية عن «الإدارة المعاصرة»    مسابقة 18 ألف معلم 2025.. اعرف شروط وخطوات التقديم    أصول البنك المركزي المصري تقترب من 6 تريليونات جنيه بنهاية أبريل    هيئة الاستشعار عن بُعد تستقبل وفدا صينيا لتعزيز التعاون في مجال بيانات الأقمار الصناعية    محمد الباز: مصر تحملت ما لا يتحمله بشر فى إدارة مفاوضات صفقة الرهائن    أحمد أيوب ل"هذا الصباح": ثبات موقف مصر تجاه فلسطين أقوى رد على أكاذيب إسرائيل    البطل التاريخي.. 6 مباريات رسمت طريق مانشستر سيتي نحو لقب الدوري الإنجليزي    موعد نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 بورسعيد    الشركات توقفت عن إنتاج ألف صنف دوائي والمرضى لا يجدون العلاج في زمن الانقلاب    تطهير شبكات ومواسير المياه بقرية الأبطال في الإسماعيلية    العمل تنظم فعاليات "سلامتك تهمنا" بالمنشآت الحكومية في المنيا    «المالية»: نصف مليار جنيه تمويلًا إضافيًا لدعم سداد أجورالعاملين بالصناديق والحسابات الخاصة بالمحافظات    عاجل| مصدر رفيع المستوى يستنكر تعمد الإساءة إلى الجهود المصرية لوقف النار بغزة    باحثة سياسية: دور أمريكا أساسي لترسيخ الاعتراف بالدولة الفلسطينية    مصدر مصري رفيع المستوى يستنكر الاتهامات المغرضة للأطراف الوسيطة في أزمة غزة    رئيس الوزراء: برامج التعاون مع البنك الدولي تستهدف دعم القطاع الخاص    عاجل..توني كروس أسطورة ريال مدريد يعلن اعتزاله بعد يورو 2024    "لحصد المزيد من البطولات".. ليفاندوفسكي يعلن البقاء في برشلونة الموسم القادم    هاني شكري: الكاف المسؤول عن تنظيم نهائي الكونفدرالية ونتمنى فوز الأهلي بدوري الأبطال    البنوك الرقمية تُحدث نقلة نوعية في القطاع المصرفي المصري    تأجيل محاكمة طبيب نساء شهير وآخرين بتهمة إجراء عملية إجهاض بالجيزة    المشدد 7 سنوات للمتهم بقتل ابن زوجته بالقليوبية    ترقب المصريين لموعد إجازة عيد الأضحى 2024: أهمية العيد في الحياة الثقافية والاجتماعية    انتقاما من والده.. حبس المتهمين بإجبار شاب على توقيع إيصالات أمانة بالمقطم    المتحف القومي للحضارة يحتفل باليوم العالمي للمتاحف    أدعية الحر.. رددها حتى نهاية الموجة الحارة    كيفية الحفاظ على كفاءة التكييف في فصل الصيف    افتتاح ورشة "تأثير تغير المناخ على الأمراض المعدية" في شرم الشيخ    غادة عبد الرازق تعود للسينما بعد 6 سنوات غياب، ما القصة؟    «مواني البحر الأحمر»: تصدير 27 ألف طن فوسفات من ميناء سفاجا ووصول 742 سيارة لميناء بورتوفيق    جوارديولا: أود مشاركة جائزة أفضل مدرب بالدوري الإنجليزي مع أرتيتا وكلوب    تريزيجيه جاهز للمشاركة في نهائي كأس تركيا    لمواليد برج القوس.. اعرف حظك في الأسبوع الأخير من شهر مايو 2024    بروتوكول تعاون بين نقابة السينمائيين واتحاد الفنانين العرب و"الغردقة لسينما الشباب"    « وتر حساس » يعيد صبا مبارك للتليفزيون    الأزهر يطلق صفحة مستقلة بفيس بوك لوحدة بيان لمواجهة الإلحاد والفكر اللادينى    فدوى مواهب تخرج عن صمتها وترد على حملات المهاجمين    الأكبر سنا والمربع السكني.. قرارات هامة من «التعليم» قبل التقديم للصف الأول الابتدائي 2024    بإجمالي 37.3 مليار جنيه.. هيئة قناة السويس تكشف ل«خطة النواب» تفاصيل موازنتها الجديدة    الصحة: برنامج تدريبي لأعضاء إدارات الحوكمة في مديريات الشئون الصحية ب6 محافظات    لمدة يومين.. انطلاق قافلة طبية إلى منطقة أبوغليلة بمطروح    حفظ التحقيقات حول وفاة طفلة إثر سقوطها من علو بأوسيم    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 22-5-2024 في المنيا    تعديلات جديدة على قانون الفصل بسبب تعاطي المخدرات    صدمه القطار.. مصرع تلميذ أثناء عبوره «السكة الحديد» بسوهاج    رئيس جهاز مدينة 6 أكتوبر يتابع أعمال التطوير بالقطاعين الشرقي والشمالي    سيدة «المغربلين»    هكذا تظهر دنيا سمير غانم في فيلم "روكي الغلابة"    طلاب جامعة القاهرة يحصدون المركزين المتميز والأول فى مسابقة جسر اللغة الصينية    5 نصائح غذائية للطلاب خلال فترة الامتحانات من استشارية التغذية    دبلوماسي سابق: الإدارة الأمريكية تواطأت مع إسرائيل وتخطت قواعد العمل الدبلوماسي    رئيس نادي إنبي يكشف حقيقة انتقال محمد حمدي للأهلي    قرار جديد من الاتحاد الإفريقي بشأن نهائي أبطال إفريقيا    مأساة غزة.. استشهاد 10 فلسطينيين في قصف تجمع لنازحين وسط القطاع    هل تقبل الأضحية من شخص عليه ديون؟ أمين الفتوى يجيب    الحكومة العراقية تطالب بإنهاء بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق «يونامي»    هل ملامسة الكلب تنقض الوضوء؟ أمين الفتوى يحسم الجدل (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حقيقة المليارات الضائعة في .. »القراءة للجميع«!
نشر في أخبار الأدب يوم 29 - 05 - 2011


معرض الكتاب تم تأجيله هذا العام ثلاثة
أيام حتي يعطي أنس الفقي لدار الشروق
فرصة لإصدار كتاب " السيدة الأولي وحفيدها"!
لا أحد يعرف مصير5 ملايين دولار تبرع بها القذافي
لمكتبة الأسرة نظير نشر روايته " الأرض الأرض"
التي صدرت في طبعة فاخرة خارج المشروع!
من الناشر؟
السؤال كان محورا لحديث الوسط الثقافي في الأيام الماضية بعد تفجر قضية " مليارات القراءة للجميع" وبدء التحقيق في البلاغ الذي تقدم به الصحفي مصطفي بكري ضد عدد من المسئولين السابقين في قضية الاستيلاء علي أموال مهرجان القراءة للجميع.
الجميع كان يسأل ، بمن فيهم ناشرون كبار، ومثقفون في حين أن التحقيقات نفسها لم يذكر فيها سوي اسم إبراهيم المعلم صاحب دار الشروق، وزوجته الناشرة أميرة ابوالمجد التي كانت عضوا في اللجنة العليا لمشروع القراءة للجميع، وعضوا في مجلس إدارة جمعية الرعاية المتكاملة، وأيضا عضو المجلس المصري لكتب الأطفال.. والثلاث جمعيات برئاسة سوزان مبارك ... ولأن التحقيقات لم تنته حتي الآن ، تظل الاتهامات مجرد اتهامات حتي تنتهي جهات التحقيق من عملها، ويتم إثبات أو نفي الاتهامات!
تحريات الجهات الرقابية كشفت حصول سوزان ثابت زوجة الرئيس السابق حسني مبارك، وفاروق حسني وزير الثقافة الأسبق، وأنس الفقي وزير الإعلام السابق، علي 1.5مليار جنيه كمنحة من الدول الأجنبية لدعم المهرجان. كما كشفت التحريات العديد من المخالفات التي ترتب عليها اهدار المال العام وان هؤلاء المسئولين تلقوا مبالغ مالية طائلة كتبرعات ومنح من جهات ودول خارجية قاموا بالاستفادة منها لأنفسهم وصرف بعضها لغيرهم دون الخضوع لاي جهات رقابية سواء من الجهاز المركزي للمحاسبات أو هيئة الرقابة الادارية.. وتبين بأنه تم تحويل اموال طائلة لاحدي دور النشر التي تم اختيار صاحبها للعمل عضوا باللجنة التي كانت ترأسها زوجة الرئيس السابق الخاصة بمشروع القراءة للجميع وكانت هذه الدار تتولي نشر كتب الاطفال الخاصة بهذا المشروع وان دار النشر حصلت علي قروض بأموال طائلة من بعض البنوك بزعم تمويل تنفيذ طباعة الإصدارات الخاصة بمشروع القراءة للجميع واستخدمت دار النشر هذه الاموال لاغراض اخري لاستثمارها عن طريق شركات السمسرة المالية التي يشارك فيها ابنا الرئيس السابق علاء وجمال مبارك
بكري قدم بلاغا آخر يتهم فيه المسئولين بتلقي 5 ملايين دولار من القذافي نظير نشر روايته "الأرض الأرض " في المشروع ولكن هذه الأموال لم تصل إلي مكتبة الأسرة؟!
الرواية التي كتبها الرئيس الليبي صدرت في هيئة الكتاب عام 1996 عندما كان سمير سرحان رئيسا للهيئة، لم تنشر في مشروع " مكتبة الأسرة" ولكنها صدرت في طبعة فاخرة خاصة وناقشها عدد من النقاد في معرض الكتاب في ندوة نقلت للقذافي عبر الأقمار الصناعية!
التحقيقات تفتح باب الأسئلة،وعلامات الاستفهام حول المشروع الذي يعتبره البعض " أعظم المشروعات الثقافية في مصر في السنوات الأخيرة" ؟
ولكن في البداية علينا أن نفرق بين ثلاثة مشروعات ..تدعيم مكتبات المدارس بالكتب بدعم من المعونة الأمريكية هذا المشروع بمبلغ (2.7) مليار دولار واستفاد به عدد قليل من الناشرين. ومشروع القراءة للجميع بندواته والذي شارك فيه عدد كبير من الجهات والوزارات. وأخيرا مكتبة الأسرة الذي يعتبر جزءا صغيرا من " القراءة للجميع«. والرابط الأساسي في المشروعات الثلاثة هو " جمعية الرعاية المتكاملة" التي ترأسها سوزان مبارك!
تأسست الجمعية عام 1978، وكانت سوزان لاتزال زوجة للنائب، وقد كانت الجمعية بداية لخلاف بين جيهان السادات (زوجة الرئيس)، وسوزان ( زوجة النائب) كما يتردد، و كان الغرض من تأسيس الجمعية "تشييد المكتبات في الأحياء الفقيرة". وقد بدأت الجمعية نشاطها بتطوير بعض المكتبات المدرسية.
وقد بدأت مشروع " القراءة للجميع" في يونيو1991 بمكتبة عرب المحمدي تحت عنوان " كتاب لكل طفل" ، وحمل في العام الذي يليه عنوان " طفل القرية".. وفي عام 1994 بدأ مشروع " مكتبة الأسرة الذي كان يحصل علي تمويل من وزارت: الثقافة والتربية والتعليم، والإعلام والشباب (مليون جنيه لكل جهة من الجهات) فضلا عن وزارة التعاون الدولي (كانت تموله ب 10 ملايين جنيه سنويا)..وبلغت قيمة التبرعات حوالي 15 مليون جنيه كانت تدخل جميعها في ميزانية " جمعية الرعاية المتكاملة". ولم تكن له لجنة ثابتة في البداية، كانت الأعمال تقريبا تخضع لاختيارات الدكتور سمير سرحان ، وقد لاقي المشروع في ايامه هجوما شديدا ، وتم توجيه اتهامات له بالتربح إذ كان يحصل علي مكافأة ثابتة عن نشر كل كتاب ، فضلا عن اختفاء مبلغ 5 ملايين دولار منحة من القذافي، ودفع مبالغ كبيرة نظير نشر كتب لرؤساء مجالس إدارات الصحف القومية وتحديدا (إبراهيم نافع، إبراهيم سعده، وسمير رجب ) كانت تصل إلي 50 الف جنيه، وكذلك كتب عدد من المسئولين الدبلوماسيين والثقافيين ، رغم أنها مجرد تجميع مقالات.
والغريب أن نيابة الأموال العامة عندما طلبت من هيئة الكتاب ملفات المشروع منذ تأسيسه، لم تكتشف غياب الكثير من ملفات الفترة الأولي للمشروع الخاصة بفترة سمير سرحان.
ولكن ما دور الهئية اساسا في المشروع؟
يجيب حلمي النمنم نائب رئيس الهيئة
السابق : " كنا مجرد مطبعة، وكنا نتلقي مقابلا ماديا نظير طبع الكتب ، ولم يتجاوز دورنا أي شيء آخر".
ويوضح النمنم أن اللجنة العليا للنشر ضمت في عضويتها أسماء مثل : " صفوت الشريف، أنس الفقي، فاروق حسني، أميرة ابوالمجد، ووزراء التربية والتعليم ومحافظ القاهرة، والدكتور فوزي فهمي". أسأله عن عدد النسخ المطبوعة من كل كتاب: " لم نكن نطبع عددا ثابتا، أحيانا نطبع 10 آلاف نسخة، ومرات الفي نسخة ". ومن المسئول عن محاسبة الناشرين والمؤلفين؟:" جمعية الرعاية المتكاملة كانت هي التي تمدنا بالمكافآت الخاصة بالطباعة والناشرين . ورغم ذلك يشك النمنم في أن تكون الأرقام الواردة في البلاغات بالمليارات : " أعرف أن المشروع في سنواته الأخيرة كان يواجه ضائقة مالية شديدة".
اللجنة العليا لمشروع القراءة للجميع تختلف تماما عن اللجنة العليا لمشروع مكتبة الأسرة، هذا ما أوضحه عضو في اللجنة رفض أن يذكر اسمه :" اللجنة كانت تضم سامي خشبة، ويونان لبيب رزق، وأحمد زايد وهشام الشريف ويرأسها الدكتور فوزي فهمي، وتجتمع مرة في العام من اجل اختيار العناوين التي سيتم طباعتها، ومخاطبة الناشرين بترشيحاتهم، وليست لنا علاقة بميزانية المشروع وأمواله". وكان من مهام اللجنة إيقاف نزيف الأموال التي كانت تصرف، وبالتالي لم يتم اختيار أي من إصدارات رؤساء التحرير في المؤسسات القومية كما كان يحدث من قبل". رغم أن اللجنة لم تكن مهمتها سوي اختيار العناوين هل كان يتوقع عضو اللجنة أن تكون الأموال بهذه الضخامة؟!. يصمت: ربما حدث خلط بين أموال المعونة الأمريكية التي كانت تأتي لتطوير مكتبات المدارس وبين مشروع القراءة للجميع.
قبل أيام من ثورة يناير اثيرت أزمة المعونة الأمريكية لتطوير التعليم بمبلغ 2.7 مليار دولار، وصلت الأزمة إلي قبة البرلمان. الجانب الأمريكي علق اتفاقية المساعدة المعروفة ب" مبادرة أوباما" حتي يقوم الجانب المصري بتقديم تقارير مفصلة عن الإنفاق السنوي علي المشروعات التي حددتها الوكالة، وطالبت ببيان شامل عن رواتب المستشارين والمتدربين، وشككت في إنفاق الوزارة 100 مليون دولار علي مكتبات المدارس، رغم تدني مستوي القراءة والكتابة عند التلاميذ، وتسرب أعداد كبيرة من التعليم. واعترضت لجنة التعليم بمجلس الشعب قيام الوزارة بتعديل أهداف الاتفاقية المخصصة لتحسين نتائج التعليم قبل الجامعي في 7 محافظات، هي: القاهرة والإسكندرية والفيوم وبني سويف والمنيا وقنا وأسوان، وانتقد النواب إنفاق 40 مليون جنيه علي تدريب مديري الإدارات التعليمية. من جانبه قال وزير التعليم وقتها أحمد زكي بدر أنه سيقدم تقريرا شاملا ودقيقا للمجلس يشمل تفاصيل كثيرة لكل "مليم" تم صرفه وبالمستندات، موضحا أن التقرير يكشف عن حقائق مهمة، يأتي في مقدمتها: أن أموال المنح الأمريكية المخصصة لتنفيذ المشروعات بالمدارس والإدارات التعليمية لا يصرف منها أي شيء إلا من خلال الوكالة الدولية للمعونة الأمريكية.
والغريب أيضا أن الوزير أقال بعد هذا التصريح الدكتور حسن البيلاوي مستشار الوزارة، والمسئول عن ملف المعونات الأجنبية للوزارة، بعد أن اكتشف وجود مخالفات مالية بالمشروعات التعليمية التي تقوم المعونة الأمريكية بدعمها؛ ومنها مشروع تحسين التعليم الأساسي، وتفعيل لا مركزية التعليم. ولكن لم تتم مناقشة الموضوع ولم يقم الوزير بتحويل المخالفات للتحقيق واكتفي فقط بتصريحات صحفية يعلن فيها إقالته لمستشاره!
ولكن ما علاقة هذا الأمر بمشروع القراءة للجميع؟
أحد مسئولي السفارة الأمريكية أكد أن مشروع " برنامج الكتاب العربي" الذي تتبناه السفارة منذ الخمسينيات ( كان وقتها تحت اسم مشروع فرانكلين) لا يدعم دور النشر مباشرة وإنما يدعم الكتاب، وأن السفارة تشتري فقط 1000 نسخة من الكتاب المتفق عليه مع دور النشر. المسئول الذي رفض ذكر اسمه قال أننا نترجم 8 كتب في العام فقط وتعاونا مع خمس دور نشر هي الشروق والشروق الدولية ، الأهرام للنشر، نهضة مصر ، الدار الدولية للاستثمار الثقافي.
وأشار إلي أن نفس هذه الشروط نفذناها مع دار الشروق في مشروع القراءة الكبري والذي طبعنا بالتعاون معهم ثلاثة عناوين لتشجيع المصريين علي قراءة الأدب الأمريكي وهي أعمال لجون شتاينبك في مقابل نشر رواية " اللص والكلاب " لنجيب محفوظ وتوزيعها في المكتبات الأمريكية!
وأوضح المسئول أن هناك فرقاً بين اموال المعونة الأمريكية وأموال السفارة لدعم الكتاب.
يقول أحد الناشرين ( رفض ذكر اسمه) أن المعونة الأمريكية كانت تدخل مباشرة إلي جمعية الرعاية المتكاملة، التي اعلنت عن رغبتها في تمويل المكتبات بكتب للأطفال، وقد بدأ المشروع بكتب الحضانة والتعليم الإبتدائي ، وحصلت دار" نهضة مصر " وحدها علي التمويل في المرة الأولي ، أما في المرة الثانية فتقاسمته مع دار الشروق ، وفي المرة الثالثة اتيح لجميع الناشرين التقدم بكتبه. الناشر يشير إلي أن نهضة مصر والشروق كليهما تقاسما مع بعض الدور الأخري إمداد مكتبات المدارس بالكتب ، في إطار ما سمي وقتها " حلف" وهو ما اشارت إليه داليا إبراهيم مدير " نهضة مصر" في حوار صحفي معها منذ عدة شهور في جريدة اليوم السابع ..قالت ردا علي سؤال:
- تواجه نهضة مصر المنافسة من الكبار الآخرين خصوصا علي المشروعات الكبري مثل مشروع المنحة الأمريكية الأخير الذي فزتم به؟
بالنسبة لهذه المشروعات، كان أمامنا خيار من اثنين، إما اتحاد العمالقة الكبار، وننسي الناشرين الصغار، وهذا الخيار كان سيضمن لنا المنحة مائة في المائة، لكن والدي محمد إبراهيم رئيس مجلس الإدارة أصر علي ألا يتجاهل الناشرين الصغار، وقرر أن يجمعهم، ويعطيهم نصيبهم، وهذا هو ما تم، وطلب من الناشرين أن يعطوه كتابا جيدا من حيث المحتوي، وتكفلنا نحن بشراء الورق، وأخذ المخاطرة، والطباعة، وتحملنا حتي توزيع الكتب علي المدارس، وتسليم الناشرين أموالهم.
وبررت في حوارها أن " خدمة زملاء المهنة هي الهدف الرئيسي".
ولكن تبدو " نهضة مصر " من خلال التقارير السنوية الصادرة عن " جمعية الرعاية المتكاملة" هي أكثر الدور استفادة ونشاطا وتعاونا مع الجمعية . التقارير تكشف: في تقرير عام 2007 : لا يوجد ذكر لأي من دور النشر المصرية التي تتعامل مع الجمعية سوي دار نهضة مصر، فقد قامت الجمعية بترشيح إحدي الكتب الصادرة عن الدارللحصول علي جائزة هانز أندرسون لأدب الأطفال، وقامت الدار نفسها بالتعاون مع الجمعية بإنجاز ملف الترشيح (لا يذكر التقرير ما المعايير التي يتم علي اساسها الترشيح للجائزة؟ وهل يتم مخاطبة كل دور النشر لترشيح ما لديها من كتب ؟ أم يتم الاكتفاء بالمتعاونين مع الجمعية؟). أما جائزة سوزان مبارك لكتب الأطفال فقد ذهبت في العام نفسه إلي ثلاثة كتب من إصدارات "نهضة مصر" أيضا. والمدهش أن الجائزة التي بدأت 1988 ينظمها ويمنحها المجلس المصري لكتب الأطفال بالتعاون مع هيئة الكتاب والمركز الإقليمي لتكنولوجيا المعلومات وهندسة البرامج ، المجموعة الثقافية المصرية ( التي يملكها أنس الفقي) ودار نهضة مصر نفسها (أي أن الجائزة تقدمها الدار سنويا لكتابها.
وفي العام ذاته كانت " نهضة مصر" الراعي الرسمي لمشروع القراءة للجميع عام 2007 ، ولم تستطع الحصول علي الرعاية في العام الذي يليه، اكتفت بطباعة عدد كبير من الكتب في مبادرة " المليون كتاب" التي أعلنت عنها السيدة الأولي وقتها.
في عام 2009 وقعت الجمعية عشرين اتفاقية تعاون مع مؤسسات مختلفة مثل :" الوكالة الألمانية للتعاون الدولي"، " الجمعية الكندية لتنمية المهارات"، " المجلس العالمي لكتب الأطفال".." القسم الثقافي بالسفارة الأمريكية"وكانت إحدي الاتفاقيات بين الجمعية وبين " شركة نهضة مصر للصحافة والإعلام" وتنص الاتفاقية علي أن تقوم الشركة " بتوفير إهداءات الكتب والمجلات والاسطوانات للجمعية، وإعداد وتنفيذ رحلات لأعضاء الجمعية إلي مطابع الشركة، وإقامة الحفلات الترفيهية، وعمل المعارض المشتركة للمنتجات، وإدراج مواقع الجمعية في المطبوعات والوسائل الدعائية". وفي هذا العام أيضا بدأ ظهور دار الشروق التي كانت تطبع العديد من البوسترات للجمعية ، وتم التعاون بينها وبين سوزان مبارك حتي أن أشهر صور سوزان تصدرت كتيبات الجمعية وهي ممسكة بأحد مجلدات الأعمال الكاملة لنجيب محفوظ الصادرة عن دار الشروق. ولكن الأهم استمرار التعاون بين الدار وجمعية سوزان مبارك حتي أن معرض الكتاب الأخير تم تأجيله ثلاثة أيام و قيل وقتها إن قرار التأجيل هدفه "منح الوقت لمزيد من الاستعدادات، لكي يخرج المعرض في أفضل صورة، بعد نقله إلي مقره الجديد بمركز المؤتمرات بمدينة نصر، وليس أرض المعارض كما جرت العادة". حسبما صرح الدكتور صابر عرب رئيس هيئة الكتاب، ولكن الحقيقة أن التأجيل كان بسبب وزير الإعلام الذي فؤجيء أن دار نشر الجامعة الأمريكية، ودار الشروق كلتيهما لم ينتهيا من طباعة كتاب " السيدة الأولي" وقتها بالطبع سوزان مبارك والذي يحمل عنوان " إقرا لي كتابا: قصة السيدة الأولي وحفيدها". الفقي منح داري النشر فرصة للانتهاء من الكتاب في الأيام الثلاثة حتي يكون الكتاب بين يديها في افتتاح المعرض!
الحكاية مشهورة في أوساط عدد من الناشرين المصريين وتم تأكيدها من أكثر من مصدر ..ولكن المفارقة أن " ثورة " الشعب لم تكتف بتأجيل " المعرض" وإنما أنزلت "السيدة الأولي" من عرشها، لدرجة أن إبراهيم المعلم صاحب دار الشروق اعتذر في 30 يناير أي بعد يومين من " جمعة الغضب" عن طبع الكتاب وطرحه في الأسواق!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.