أنت لا تعرفني قطعا. بعبارة أخري، أنت لا تعرفني كما أعرفك، فأنا أعرف عنك الاسم والعنوان، مثلما أعرف أصلك وفصلك، وميولك وهواياتك، والفنادق والنّوادي الّتي ترتادها، والأماكن الّتي تقّضي فيها عطلك وأنواع سيّاراتك، وأصحابك وعشيقاتك. أعرف أسماء زوجتك وأبنائك وحتّي كلبك السّيتّر ( أميلكار، أليس كذلك ؟ ولم لا يكون صدربعل أو حنّبعل مادامت الأسماء بالنّسبة إليك وإلي أمثالك ليست محملا لحضارة عريقة بل هي مجرد نعوت تطلق علي الحيوانات المدلّلة ؟ ). قد ينتابك قلق شديد من حصول شخص تجهله علي مثل هذه المعلومات، فأنت، كسائر من يحوم في فلك السّلطة ويغنم مزاياها بغير وجه حقّ، تعاني غالبا من ذهان هذياني يجعلك ترتاب من كلّ ما يجري حولك، وتشعر بأنّ لك أعداء يتربّصون بك في كلّ مكان. تتمثّل لي في هذه اللّحظة وأنت تذرع الصّالون في قصرك الفاخر بحدائق سُكْرة، أو في مكتبك الفخم علي ضفاف البحيرة، وتتساءل في حيرة : "من يكون هذا الشّخص ؟ وكيف يعرف عنّي كلّ هذا ؟ ومن أين له هذه المعلومات الّتي تمسّ حياتي الخاصّة ؟". لتعلم ألاّ شيء يمكن أن يتخبّأ في هذه البلاد، حتّي ما يعدّ من الأسرار، فالوقت والمال كفيلان بهتك المستور والنّفاذ إلي الحقائق الخافية. وأنا لي الوقت، كلّ الوقت، ولي ما يكفي من المال لحلّ عقدة الألسن، ألسُن من تأتمنهم علي أسرارك، السّطحيّة منها والغائرة علي حدّ سواء، فالّذين تستطيع أنت شراءهم بالوعود والرّشاوي هم كبضائع السّوق يقتنيها كلّ من يقدر علي دفع الثّمن. أضف إلي ذلك نصيبا من حسن التّدبير الّذي لا غني عنه للقيام بعمليّة تقصٍّ متشعّبة طويلة النّفس. وأنا، والحمد لله، لا أعدم نباهة ولا طول نفَس. ثمّ لا بدّ ممّا ليس منه بدّ من أن يكون وراء العمليّة نوع من المصلحة، فمن غير مصلحة ذاتيّة يصبح الوقت الّذي نقضّيه في البحث والتّقصّي رتيبا يبعث علي السّأم وقد يؤدّي بصاحبه إلي الاستسلام. لا شكّ أنّك الآن نهب لسؤال لجوج : "أيّ مصلحة يجدها هذا الغريب في تسقّط أخباري ؟ ولماذا يسلّط نفسه عليّ أنا بالذّات ؟ " ويبقي أكثر الأسئلة إلحاحا : "من يكون هذا الّذي يزعج راحتي، ويفسد عليّ يومي ؟" فليس أشدّ وقعا علي المرء من رسالة لا يعرف باعثها، أو مكالمة يخفي صاحبها رقم جوّاله، أو طرق علي باب خال من عين سحريّة، تلك العين الّتي نتلصّص من خلالها ليس علي الزّائر وحده بل علي الجيران وزوّارهم أيضا. أليس هذا دأبك منذ الصّغر ؟ أدرك جيّدا ما يحتدم داخلك وسوف أريحك بجواب، وإن كنت غير واثق من أنّ إفشاء اسمي سينير لك السّبيل، فأن أكون أحمد أو عمر أو عثمان أو معاوية فذلك لن يفيدك في شيء، وإن كانت تلك الأسماء كلّها لا تنصرف علي رأي النّحاة، أي أنّها في مثل عنادي وصّحة رأسي ورفضي الامتثال لما تمتثل له جموع لاثمي أقدام أسيادك. لا شكّ أنّك الآن قد توقّفت عن قراءة رسالتي، بعد أن علا نبضك ونشف ريقك وتوتّرت أعصابك، لتملأ لك كأسا من شرابك المفضّل، الجلينفيدّيش المجلوب لك خصّيصا من سبيسايد شمال شرق اسكتلندا، شراب الوجهاء ذوي الذّوق الرّفيع. قد تكون مللت الوقوف، فجلست تسترخي في طراوة أريكة صالونك الجلديّة المستوردة، وتستأنف تصفّح ما كتبه هذا المجهول الّذي يزعم أنّه مواطن عاديّ. نعم. أنا مواطن عاديّ، أصرّ علي هذا التّعريف، مواطن من عامّة الشّعب، الشّعب الّذي هبّ بكلّ فئاته يقاوم الاستعمار أملا في الحرّيّة والاستقلال والحياة الكريمة، ثمّ جاء انتهازيّو الوقت الضّائع كما يقول هواة الكرة، ليجهضوا أحلامه ويستحوذوا علي ماضيه وراهنه ومستقبله، ويدَعوه لقمة سائغة للجور والإقصاء والبطالة والتّشرّد والجوع، وأحمد الله أنّ والدي، رحمة الله عليه، ترك لي ما يحفظ لي ماء الوجه، ويحول بيني وبين التّهاوي إلي ذلّ السّؤال، سؤال رجل مثلك. قطعة أرض صغيرة خارج العمران فيها عيشي وسكني، أقتات وأسرتي من ثمرها ونشرب من ماء بئرها، ونستظلّ في المساء تحت زيتونة حذوها. كنت قانعا بعيشي علي بساطته لا أرجو له تبديلا، بعد أن طُردت من الوظيفة لأسباب لا تهمّك، حتّي جاء يوم قرّرت فيه قطع الشّجرة لتوسيع مسكني وبناء ما يشبه بيتا صغيرا له مدخل خاصّ يأوي إليه ابني الأكبر وخطيبته بعد زواجهما. قلت لنفسي أقنعها : "زيتونة هرمة ما عادت تثمر، ولو أنّ لي تحت فيئها ذكريات لا تزول." من هنا، بدأت المشاكل. قيل لي لا بدّ لك من تصريح من وزارة الفلاحة، فلمّا حضر من لدنها خبير تلكّأ. رجل بدين عظيم العجيزة مدلوق البطن من أكل مال السّحت، لا يني ينشّف العرق المتفصّد من جبينه بمنديل حال بياضه. بدأ بالشّكوي من مشقّة الوصول إلي هذا المكان ذي الثّنايا الوعرة، ثمّ من منحة النّقل الزّهيدة الّتي تصرفها له الوزارة، ثمّ من تضاؤل الرّاتب نفسه أمام غلاء المعيشة المطّرد، ولَمّا أيقن أنّي لا أستجيب لرغبته المفضوحة في دفع رشوة، جعل يعيب عليّ نيّة قطع شجرة معمّرة لها تاريخ قد يعود إلي العهد الحفصيّ وربّما إلي العهد الفاطميّ وحتّي إلي العهد الأغلبيّ. قلت له ممازحا : "لم لا تكون الكاهنة نفسها هي الّتي غرستها ؟". استاء من مزحتي كثيرا وقال في ما يشبه العتاب : "لا يمكن أن أسمح لك بالقضاء علي زيتونة. ألا تعلم أنّها شجرة مباركة ورد ذكرها في كتاب الله المجيد ؟" قلت : "ما جدوي بقائها الآن وقد مات فيها النّسغ وما عادت تنجب ؟" اعترض علي قولي بشدّة : "أنا الّذي يقرّر إن كانت تنجب أم لا بوصفي خبيرا في هذه المسائل، وفي رأيي أنّ ماءها لم يجفّ، وقطعها سوف يُعدّ جريمة، في وقت نحن أحوج ما نكون إلي صيانة المناطق الخضراء، ولم لا تشجير الأراضي الجرداء." وأضاف وهو يمدّ لي ورقة رفضت التّوقيع عليها : "لو تنفّذ ما في رأسك فسوف تندم !" واستدار في غضب يخطو نحو سيّارته "الرّينو كلييو" الزّرقاء القديمة خطو من خاب مسعاه. لعلّك تقول الآن : "هذا منطق لا يستقيم بحال من الأحوال، إذ كيف يدّعي هذا المجهول رفض الاستجابة للخبير، وهو الّّذي اعترف منذ قليل بشراء ذمم كلّ من هم حولي ؟". هذا صحيح في وجه من الوجوه، ولكنّ لي منطقي الخاصّ. كان يمكن أن أدفع لذلك المرتشي بعض المال لأحقّق أربي، ولم أفعل، لأنّي بصراحة أحبّ دائما أن أدفع برغبتي، وأكره أن أرغَم علي ذلك أيّا ما يكن الظّرف. حتّي يوم أن رُفعت ضدّي قضّية أمام المحكمة لتجاوزي قرار الخبير، وإقدامي علي قطع أشجار ( لاحظ أنّ المفرد صار في تقدير وزارتنا الموقّرة وخبيرها الألمعيّ جمعا، إمعانا في تضخيم التّهمة )، رفضت من جاء يستميلني لدفع مبلغ محدّد للقاضي. قال لي : "اعتبرها غرامة، تدفعها وتُحفظ القضيّة من أساسها." ذلك أن القضيّة تطوّرت، فبعد قطع الزّيتونة، بدأت في توسيع البيت لبناء مسكن لابني وخطيبته، خصوصا أنّ زواجهما كان يقترب بخطي حثيثة لم أعد أملك معها فسحة للتّأخير. لم أكن بحاجة إلي ترخيص لأنّي، كما قلت لك، أقيم خارج العمران، ليس لي جيران من حولي كي أطلب إذنهم، ولا طريق عامّة سوف أمنع المارّة من السّير فيها. وفيما أنا منشغل ببناء البيت، أقبل أعوان من البلديّة وآخرون من المعتمديّة وفريق ثالث من الحرس الوطنيّ مدجّجين بالمعاول، مسلّحين بقرار هدم. وفي لحظة، قوّضوا ما بنيت وزيادة، حتّي جدار البيت القديم، فبات بيتي مشرعا للعابرين، علي قلّتهم، وبعض العملة الفلاحيّين. أتصوّرك تشرب من كأسك جرعة، وتشعل السّيجار الهافاني الغليظ، فتعبّ منه أنفاسا تتقلّص لها عضلات فكّيك ويتكوّر خلالها فمك الصّغير بشكل مضحك، فيبدو مثل أست دجاجة توشك أن تبيض. يهيج هائجك لهذا التّشبيه، فتشتمني بكلام سمج تستلهمه من قاموس البذاءات الّتي نشأت عليها في حواري المدينة، وتهمّ بتمزيق الرّسالة، ولكنّ الفضول يغلبك، فتهدّئ ثورتك بجرعة أخري من كأسك، وتودّ لو أكون ماثلا أمامك كي تسألني في لهجة من برم من سماع كلام فارغ : "وما ذنبي أنا في كلّ ما جري لك ؟". ذنبك ! ذنبك أنّ الهدم كان مقدّمة لعمليّة ضخمة تقف أنت وراءها، فقد زارني في سيّارة "نيسان 4_4" رجل لا يوحي مظهره بغير النّصب والاحتيال، يعرض عليّ مبلغا من المال لترك البيت والسّانية الّتي أعيش من ثمارها وخضرها. رفضت طبعا، فهل يعقل أن يهجر المرء تربته ومورد رزقه والمكان الّذي نشأ فيه وتعلّم في أرجائه تسمية تفاصيل هذا العالم المصغّر لأوّل قادم ؟ عاد في اليوم التّالي في السّيّارة نفسها مدعوم الجناح برجلين شديدي البأس، تلمع في نظراتهما شهوة البطش، وعرض عليّ مبلغا أكبر مشفوعا بتهديد : "إمّا أن تقبل، أو يحملك التيّار بلا رحمة، فتخسر ما أمامك وما وراءك." رددت عليه ماله فتوعّدني بغضب جارف لم يتأخّر ظهوره أكثر من أسبوع، حيث أفقت ذات فجر علي هدير المنساحات والجرّافات تقتلع كلّ قائم، الزّرع والنّبت والشّجر، دون حاجة لخبير أو وزير هذه المرّة. حاولت التّصدّي لهم بما استطعت من صراخ وتلويح باليدين ووقوف في طريق العملة، فعنّفني الرّجلان اللّذان رافقا صاحب العرض في اليوم الثّاني، وعنّفا زوجتي وأبنائي، فيما واصل العمّال المهمّة الّتي جاؤوا من أجلها. توجّهت إلي مركز الحرس متظلّما، واستظهرت بشهادة طبّيّة، فنهروني. قالوا لي : "لا حقّ لك في الاعتراض علي مصادرة لفائدة الصّالح العامّ، لصالح الدّولة." سألت ببلاهة : "ومتي كانت الدّولة تستعين بالأوشاب لفرض القانون ؟" أجابوني : "ذلك ليس من شأنك." أصررت علي تسجيل محضر، وانتدبت للدّفاع عنّي محاميا من المحامين الّذين لا تشوبهم شبهة، فنصحني، بعد أيّام من الوعود بكسب القضيّة واسترداد حقّي، بسحب الدّعوي. يومئذ قال لي : "لو كانت الدّولة خصمنا، لوجدنا معها حلاّ يرضيك." سألته وأنا تائه حائر لا أعرف إلي من أتوجّه : "ومن الخصم إذن ؟" تلفّت يمنة وشِمالا، فنظرت إلي حيث ينظر دون أن تقع عيناي علي ما يثير خوفه، قبل أن يهمس لي في ذعر باد في عينيه وفي اختلاج شفتيه : "غريمك رجل خطير لا نقدر عليه." ورفع حاجبيه إلي فوق بإشارة تغني عن الكلام. ليلتها، بتّ كمن يتقلّب علي الجمر، أسائل نفسي عمّن وراء العمليّة، وقد غدا تدمير سانيتي ومصادرة أرضي للصّالح الخاصّ، لفائدة فرد وُصف بالخطير، وعن درجة خطورة هذا الفرد، وعن موقعه من طبقات الحاكمين بأمرهم في أملاك النّاس ومصائرهم، هذا الموقع الّّذي يجعله اليوم فوق القانون، ولم يبزغ الفجر إلاّ وقد اعتزمت أمرا لم يثنني عنه أحد، لا زوجتي ولا أبنائي. كان لا بدّ أن أعرف خصمي، وأعرف عنه نقاط قوّته لأتحاشاها، ونقاط ضعفه لأُعمل فيها سلاحي. بدأت البحث، ورصدت له جهدي ومالي وصبرا لا يقدر عليه إلاّ مظلوم يسعي لاسترجاع حقّه أو ثائر يريد إطفاء غلّه. استغرق البحث أسابيع عديدة، عرفت خلالها أنّ الخصم وغد بلا دين ولا خلق، نذل لا يتورّع عن هتك الحرمات وترويع النّاس وتدمير بيوتهم ومحلاّتهم، فضلا عن الاستيلاء علي أملاك الغير، فقد تبيّن لي أنّي واحد من مئات كانوا ضحاياه، بسطاء درج علي انتزاع عقّارهم بمبلغ زهيد، أو بالعنف كما في واقع حالتي، ثمّ يوضّبه ويقسّمه ويبيعه بالملايين. وعرفت أيضا أنّه أمّيّ أو يكاد لم يتجاوز تعلّمه المرحلة الإعداديّة، وأنّه بلغ ما بلغ بفضل ما بين فخذي أخته، عشيقة مسؤول كبير، ومنها يستمدّ نفوذه وقدرته علي التّرويع والإساءة والنّهب، حتّي صار مهابا من رجال الأعمال ورجال الأمن والسّلطة... أكاد أجزم أنّك، هنا، في هذه الفقرة من الرّسالة، لم تعد تملك أعصابك، قد يكون ركبك غضب أسود وأنت تدرك أنّك الوغد المقصود، فتلقي بالكأس وما تبقّي فيها علي الجدار، تتكسّر شظايا، ويتناثر قزازها علي السّجّاد الإيرانيّ المستورد، الّذي تفضّله علي زرابيّ القيروان. تكمّش الأوراق بكلّ قوّتك وترمي بها حيثما اتّفق تحت وابل من الشّتائم المقذعة، تجلس لتملأ لك كأسا أخري من شرابك الأثير بيد ترتجف من الحنق، وتعيد إيقاد السّيجار المنطفئ أمامك في منفضة الكريستال، المستوردة هي أيضا، فكلّ ما في قصرك قادم من بلاد الغرب، بما فيها الكتب الّتي لم تفتحها ولو مرّة واحدة، ولا أحسب أنّك، بأمّيتك الضّاربة المستشرية في أصولك، تفقه منها حتّي العناوين. تتردّد لحظات تنظر خلالها شزرا إلي الورق المكمّش كما يرقب القطّ فأرة، ويعاودك فضولك المعتاد، فتنهض لتنقضّ عليها بحركة متشنّجة. كان لا بدّ أن تمضي إلي نهايتها لتعرف ما أريد. لا أخفي عنك أنّي أريد قتلك، لأخلّص البشر من شرورك، فأنت رمز الشّرّ بامتياز. حتّي الحرفان الأوّلان من اسمك ولقبك ش. ر. دليلان علي سوء طويّتك، وخسّة معدنك، ودناءة أصلك. لن تصل إليّ لأنّي هجرت بيتي مكرها منذ مدّة، ولا يُعرف لي مقرّ، ولن تطول أسرتي فهي في منَعة منك، في مكان آمن لن يهتدي إليه زبانيتك. أمّا أنت، فكلّ جحورك معروفة بالنّسبة إليّ، أعرفها جحرا جحرا، ولا تدري في أيّ منها أصيبك. اطمئنّ، لن أمدّ يدي إلي أيّ فرد من أفراد أسرتك، فلا ذنب لزوجتك وعيالك في جرائمك وإن كانوا يدينون لها بحياة الدّعة الّتي يحيونها ؛ ولتستعدّ لقدرك المحتوم، فلن يهنأ لك منذ اللّحظة بال، ولن تنعم بعد اليوم بما جمّعت من مال النّهب والسّلب. سأجعل لياليك عذابا مشتعلا، وسأطلع عليك من حيث لا تتوقّع. قد آتيك اللّيلة وأنت تكابد الأرق والخوف، وقد أباغتك غدا أو بعده وأنت تغادر بيتك، أو عند لقائك بإحدي عشيقاتك، أو لدي دخولك إلي مكتبك، أو حين تكون في سيّارة من سيّاراتك. احترس من الآن، فقد تكون فراملها معطّلة، أو يكون مقودها معطوبا، وقد تكون مفخّخة... من يدري. شيء آخر، لتعلم أنّي سأكون حاضرا في كلّ مكان، لأنّي في الواقع لست وحيدا. قد نكون اثنين، وربّما ثلاثة، وربّما عشرة، وربّما أكثر من ذلك بكثير، فضحاياك هم من الكثرة بحيث لا يحصيهم عدّ.