تجتمع غدا " الأثنين" أمانة أدباء مصر في أول إجتماع لها بتشكيلها الجديد، حيث أكتفت الأمانة في الإجتماع الأول، الذي حضره المنتخبون من محافظات مصر، في تحديد سبع شخصيات نقدية وإعلامية، ليكتمل عدد الأمانة، التي من المقرر أن تنتخب غدا الأمين العام لهذه الدورة، والأمينين المساعدين. أهمية هذه الدورة أنها تجيئ وسط أصوات تري أن المؤتمر فقد جدواه، وأن الأهداف الرئيسية منه تحققت عبر دوراته المختلفة، مثل المكاسب التي حصل عليها أدباء الأقاليم في مجال النشر، وعدد المؤتمرات المتنوعة التي تقام طوال العام، وأن المؤتمر أستنفد أغراضه بالمقارنة بميزانيته التي تجاوزت ال600 ألف جنيه في الدورة الماضية. في حين يري البعض الآخر اهمية هذه الدورة التي سيتم فيها الإحتفال باليوبيل الفضي للمؤتمر، وهناك دعوة من وزير الثقافة في أن تستضيف القاهرة هذه الدورة، من أجل أن يتم الإعداد الجيد لها وأن تستمر لمدة لا تقل عن خمسة أيام، بالإضافة إلي انها ستشهد _أيضا- ميلاد الجائزة الجديدة التي أعلن عنها وزير الثقافة وقيمتها ( 250) ألأف جنيه، توزع علي خمسة فروع. من هنا توجهت اخبار الأدب إلي ثلاثة من أعضاء الأمانة للتعرف علي رؤيتهم لهذه الدورة. من جانبه أختار سمير الفيل أن تجيئ أجابته تحت عنوان ( مؤتمر الأدباء: من العيب أن يكون باب النجار مخلع) فيقول:المتابع الأمين لفعاليات مؤتمر أدباء مصر في دوراته المتتالية يدرك أهمية العكوف علي تحديث الآداء ، وتطوير توجهات أمانته العامة بحيث تقوم بجهد رئيس في حل مشاكل العمل الثقافي في مختلف المحافظات ، وألا يقتصر عملها علي التجهيز للمؤتمر ، ومراجعة محاوره وأبحاثه، واختيار رئيسه وضيوفه . المؤتمر بحاجة ماسة إلي تقديم خدمات عصرية مختلفة ، والاشتباك مع القضايا الملحة التي تمس فكرة التثاقف ذاتها ، وهو ما حدث في الدورات الثلاث الأخيرة ففي دورة البحر الأحمر تناول المؤتمر قضية الأدب وأسئلة المصير ، ثم عاد إلي فكرة التخصص فناقش في دورة مرسي مطروح أسئلة السرد الجديد ، وعالج في دورة الأسكندرية الأخيرة وضعية الشعر المصري الراهن ، مع نشر الكتاب العلامة " ثورة الشعر الحديث" للدكتور عبدالغفار مكاوي ، وهو يحتاج حاليا وقبل كل شيء البحث في المشاكل الميدانية للشأن الثقافي فهناك انفضاض حقيقي عن الثقافة بمفهومها التقليدي وتغليب لثقافة الصورة ، وهناك تسييد لقيمة المال والثروة في مقابل تبدد الفن الرفيع والذوق والأبعاد الجمالية في مجتمعنا الذي نعيشه . لا ينبغي أن نحمل مؤتمر نوعي كل الخطايا المجتمعية ويكفيه شرفا مواصلة الدور المهم الذي بدأه مع مؤتمر المنيا 1984 حين دخل عش الدبابير ، وطالب بوجود مجلة للإبداع ، وبسلسلة لنشر الكتب تحولت فيما بعد لإدارة كاملة للنشر، وحرص علي مواقفه الوطنية العادلة كرفض التطبيع مع الصهاينة ، وحق الكاتب في اعتناق ما شاء من فكر ، والكتابة دون رقابة أو مصادرة . إذن معني ما تقوله أن المؤتمر لديه أهداف يسعي لتحقيقها؟ اجاب سمير: نعم فالمؤتمر حقق بعض أهدافه وعلي الأمانة التي تأخذ مقاعدها بالانتخاب أن تحرص علي إسقاط الهامشي والعابر لكي تتقدم في العمق ونحو الجوهر لمناقشة القضايا الملحة في عالم الثقافة المصرية ، ويضيف أعترف بوجود جوانب قصور كثيرة وهذا بالطبع ليس معناه التفكير في إلغاء المؤتمر أو تحجيمه بل أن الطبيعي هو البحث عن أدوار جديدة تليق بالمرحلة وعدم إهدار خبرة سنوات طويلة من العمل الثقافي الجاد وهذا يحتاج إلي نزاهة في المقصد ومرونة في الفكر وإلي رغبة حقيقية في عملية الإنقاذ التي تبدو صعبة لكنها ليست مستحيلة بحال! ويتفق الدكتور جمال التلاوي مع الرأي القائل بأن أمانة هذا المؤتمر لديها تحديات كبيرة: فيقول (لا شك ان مؤتمر أدباء مصر أصبح يشكل معلما هاما في تاريخنا الثقافي في الربع قرن الاخير . و استطاع بجهود ادباء و مسؤلين بهيئة قصور الثقافة علي مدي ربع قرن ان يقدم الكثير من الايجابيات و لا ننكر جهود اعضاء امانات متعاقبة اضافت الكثير و هذا ما يجعل مهمة الامانة الحالية صعبة حيث أمامها الكثير من التحديات المتمثلة في طموحات أدباء مصر خاصة من هم خارج العاصمة الذين وضعوا ثقتهم في أمانته التي جاءت بالانتخاب الحر , و انا اتصور ان اعضاء الأمانة الحاليين لديهم من الطموحات و القدرات التي تجعلهم علي مستوي الحدث و المسؤلية وبأمل شديد أضاف د. التلاوي : إن الدورة الخامسة و العشرون تمثل عيدا للثقافة المصرية و المثقفين المصريين- و لابد من تكاتف الجميع لانجاحها ). في حين يري الأديب سمير معوض أن الأمانة يجب أن تكون هي المحرك الأساسي لمجموعة من الأفكار التي تدفع بالعمل الثقافي في الفترة القادمة، وأن تناقش القضايا الفكرية والأدبية التي ترتكز علي مجمل التيارات والإتجاهات الفكرية، ولذي قناعة بأن هذه الأمانة التي تمتد لمدة عامين، ستتبني مفاهيم أكثر جدة وتسعي إلي تقديم جميع المبدعين والمثقفين علي قدم المساواة. أخيراً أعتقد أن المحك الأساسي في هذه الدورة هو الإجابة علي هذا السؤال: هل ستلعب الأمانة دورا رقابيا بمعني ان تكون همز ة الوصل بين مايحدث في الاقاليم من عقبات ورئاسة الهيئة.