"فيزيك" هو عنوان المجموعة القصصية الأخيرة للكاتب اللبناني حسن داوود الصادرة عن دار الساقي. المجموعة تضم تجربة فريدة، إذ تحتوي قصتان منها، هما "كاميرا قديمة من 1944" و"أول ليلة طرب" علي صور فوتوغرافية، سرعان ما يتحدث الكاتب عنها في نصه المكتوب. القصة الأولي، يحكي فيها الكاتب تاريخ علاقة أبطاله بالكاميرا، فيبدأها قائلاً: "سميح الشيخ اشتري آلة التصوير سنة 1944. الذين هم كبار الضيعة الآن كانوا صبياناً آنذاك، أو أكبر من الصبيان بقليل. "شوف هادا علي جَويد"، يقول لي، الآن في 2010. ثم يأخذ إصبعه إلي الصبي الآخر الذي يقف ملتصقا بعلي جواد "وهادا الحج نعيم". مع بعض التحديث كان يمكنني أن أعرفهم بنفسي، واحداً واحداً، غير أن سميح لا يقبل إلا أن تبقي الصور بين يديه، يقلبها ويسمي من فيها بحسب وتيرته ومزاجه". وكما يلوح من المقطع السابق، فالسخرية الموجودة في القصص هي سخرية مضمرة، شفافة، غير زاعقة. من ذلك مثلا تجربة وصول الصبي إلي مرحلة المراهقة، يحكي الكاتب عنها في بداية قصته "جناحا الرجولة الثقيلان": "منذ أن بدأ يخشن فوق شفتيّ الوبر الناعم صرت، كلما نظرت إلي المرآة، أري نفسي بشارب تام مكتمل".