مواصلة لحديث السفه الذي بدأه من يدعو نفسه «الفنان محسن شعلان» في رده علي مقالي عن أيام عبدالحكيم قاسم، والذي نشرته كاملا في الأسبوع الماضي، أقول له مجددا إن للوحة فان جوخ المسروقة والتي وصفها في «زلة لسان» وليس «ذلة لسان» كما يكتب الفنان الذي لا يجيد مبادئ الإملاء، بأنها «زبالة» قيمتين: قيمة اللوحات الأولي المهمة في مسيرة فان جوخ وبحثه الدؤوب عن تقنيات خاصة به في الرسم والتعامل مع الضوء واللون، وقيمة امتلاك مصر الباكر لها، شكرا لوزراء الزمن القديم من أمثال محمد محمود خليل، وليس وزراء هذا الزمن الردئ ونواب الوزراء الذين بددوا ثروة مصر وأضاعوا تراثها. لكنه وقد استخف بفقدان اللوحة التي لاتقدر بثمن، يقول أن القضاء لم يقل كلمته بعد في اتهامه بالإهمال، وأنه ليس مكلفا بالبحث عنها وتكاسل. من المكلف إذن؟ أهي اجهزة المباحث التي تبذل جهودا كبيرة في الوصول إلي اللوحة والسارق؟ كما يقول لنا؟ ثم يقول محسن شعلان» لافض فوه، «وادهشني انك عشت في اوروبا، ولم تنتبه أن أعتي المتاحف هناك تسرق ومنذ أن عرف الإنسان كلمة متحف ... ومع ذلك لا أعتقد أن إعتبر (كذا) أحد كتابهم أن نائب الوزير هناك سفيها (كذا)! ولم نسمع أيضا عن حبس وكيل أول وزارة بتهمة الإهمال بعد سرقة لوحة أو أربعة معا في بعض الأحيان. والله هذا سفه بعينه إذا أعجبتنا كلمة سفه.» ها هو مرة أخري لا يفهم ما يقرأ. ويعتبر أنني وصفته بالسفه لأنه أضاع اللوحة، وليس لأنه وصفها هذا الوصف الذي لايصدر ألا عن سفيه بأنها «زبالة». فخلط الأوراق وتشويه الحقائق من صفات مسؤولي هذا الزمن الردئ، من «الوزير الفنان» إلي «نائب الوزير الفنان». وها هو يستخف بجريمة ضياع اللوحة، ويستنكر سجنه، عبر تأكيده بأن اللوحات تضيع من كل المتاحف! لكن ما لايعرفه أنه حينما يحدث هذا الأمر في الخارج فإن الوزير يستقيل، أو يقال، ونائب الوزير يحاكم! ولا يفرج عنه بكفالة ويذهب لصلح الوزير الذي يعد بإخراجه من الورطة كالشعرة من العجين! كما حدث مع محسن شعلان. فحينما تسرق لوحة بهذا القدر من الأهمية يستقيل الوزير، ويستقيل «وكيل أول الوزارة» المسؤول، فالناس هناك لم يفقدوا بعد كل إحساس بالكرامة، ولا يتعاتبان ويتصالحان ويبقيان متشبثان بكراسيهما كما هي الحال عندنا في زمن التردي والهوان! ثم يقول لافض فوه: «وسفه وحماقة أن ندعي حزننا علي لوحة غربية لمجرد عقدة الخواجة بينما لوحات محمود سعيد سرقت وكذلك حامد ندا. غير آثارنا المكدسة في المتاحف العالمية والمتحف البريطاني بالتحديد أيها اللندني الغيور علي لوحات الغرب ولم يهتز ضميرك للوحات رائد الفن المصري وشيخ المصورين الراحل محمود سعيد!» مؤكدا بحق سفهه وهي يتهمني بالسفة والحماقة وعقدة الخواجة، ويزعم، دون أي دليل، أنني أدافع من مقري اللندني، الذي لا يخفي استخفافه حسده لي عليه، عن لوحات الغرب ولا أهتم بضياع لوحات محمود سعيد أو حامد ندا. من أين أتي مادح نفسه بهذا اليقين، وقد بح صوتي في كشف الفساد والإهمال في وزارته؟ والتأكيد علي أن قيمة كل أثر فني مصري أو عالمي تمتلكه مصر هو إثراء لقيمة مصر نفسها، وأي تبديد له هو تبديد لثروتها القومية. وأسأل هنا بناء علي اعترافه، لماذا لم يحاكم هو، وهو المسؤول عن المتاحف، أو وزيره أو أي مسؤول آخر علي تبديد لوحات محمود سعيد وحامد ندا؟ أرجو أن يقرأ هذا المقال علي أنه بلاغ للنائب العام للتحقيق في ضياع تلك اللوحات أيضا، والتي يعترف المسؤول الأول عن المتاحف بسرقتها. ثم يخلط مادح نفسه الأوراق حينما يخلط السرقة بالتجريب الفني، فحينا صور دالي الجيوكاندا بشوارب كان هذا ضمن مسعي فني له فلسفته التي قد لايعرف السيد وكيل أول الوزارة مغزاه، لأنه يعبره استخفافا باللوحات الكبري، كما استخف هو بلوحة فان جوخ. كما أنه وقد استنكف وصفي لتصريحه بأن لوحة فان جوخ «زبالة» بالسفه، لا يتورع عن أن يجزم بأن افتراضاته الشائهة عني حقيقة ثم يختم رده عليّ متعجبا «أما الدكتور صبري اللندني فنجده متأففا من كلمة زبالة ... أنظر حولك يادكتور!» يبدو أنه نسي أنني في لندن، وهي من أكثر مدن العالم نظافة، وأن الزبالة التي يتحدث عنها ليست حولي، وإنما حوله هو وتحيط به من كل الجهات. فأين السفه إذن أيها الفنان، فما قلته أنا عن تصريح لك منشور في أكثر من مكان وتصفه أنت بأنه «ذلة» لسان، وما أذل من يزل لسانه بهذه الطريقة! أما أنت فإن ردك كله واتهاماتك ليس لها أي أساس! وأرجو أن يكون هناك من يقرأ هذا، وأن تحال من جديد للمحاكمة بشأن لوحات محمود سعيد وحامد ندا. [email protected]