لأول مرة في تاريخ الجامعة تطالب جامعة عين شمس نظيرتها جامعة القاهرة رسميا باجراء التحقيق مع عدد من أساتذة جماعة 9 مارس متهمة إياهم باقتحام الجامعة وتوزيع منشورات واثارة الطلاب.. جاء ذلك اثر احداث العنف والشغب التي شهدتها جامعة عين شمس يوم الخميس 4 نوفمبر »عيد الحب«، عندما قام مجموعة من أعضاء جامعة 9 مارس لاستقلال الجامعات بزيارة زملائهم من جامعة عين شمس وبعض الطلاب، لاطلاعهم علي قرار المحكمة الادارية العليا بالغاء الحرس الجامعي. وطالب د. ماجد الديب رئيس جامعة عين شمس في شكواه للدكتور حسام كامل رئيس جامعة القاهرة بالتحقيق مع كل من د.عبدالجليل مصطفي (الاستاذ بكلية الطب، وصاحب دعوي الغاء الحرس الجامعي)، د.ليلي سويف (كلية العلوم) واخرين، عما حدث منهم من تجاوز يمس استقلال الجامعة، ويدعو الي زعزعة أمن الطلاب وعرقلة العملية التعليمية. وفي بيان له أدان رئيس جامعة عين شمس ما قام به أساتذة 9 مارس موضحا فيه تعديهم علي حرم الجامعة، ثم قيامهم بتوزيع منشورات خاصة بموضوع إلغاء الحرس الجامعي، دون الحصول علي تصريح مسبق من ادارة الجامعة. ومشيرا في بيانه الي ان طلبة جامعة عين شمس الغيورين علي هيبة جامعتهم قد اعترضوا علي هذا التجاوز الخارجي من قبل أشخاص ليست لهم صلة بالجامعة مما ادي الي تعدي هؤلاء الغرباء علي الطلاب بالسباب والتطاول ومحاولة احداث قلاقل وفتنة داخل الجامعة. ومن جانبه اتهم د.هاني هلال وزير التعليم العالي أساتذة 9 مارس بالاعتداء علي طلبة جامعة عين شمس، ومحاولة النيل من الحرس الجامعي واشاعة الفوضي والبلطجة. وردا علي ما سبق أكد الدكتور عبدالجليل مصطفي ان جماعة 9 مارس مستمرة في فعاليات تعريف طلاب الجامعات بحكم المحكمة الادارية العليا، الذي يقضي بالغاء تواجد الحرس الجامعي في الجامعات وبالنسبة لامر التحقيق معه وعدد من الاساتذة في جامعة القاهرة بشأن ما ادعته جامعة عين شمس، قال ان الجامعة، لم تخطره بأي نوع من التحقيقات، وأن ادعاءات جامعة عين شمس تعبر عن فهم مغلوط للحرية الأكاديمية والبحث العلمي. وقالت د.ليلي سويف ان تصريحات الوزير لاتستحق الرد عليها الا من خلال ساحات المحاكم. وأكد د. محمد أبوالغار ان الشكوي المقدمة من جامعة عين شمس الي رئيس جامعة القاهرة ليست لها قيمة لان جامعة القاهرة عريقة، ولاتسمح بحدوث مهاترات مثل التي تحدث في جامعة عين شمس، كما ان رئيس جامعة القاهرة لا سلطة له الا علي ما يحدث داخل اسوار جامعته فقط. مشيرا الي ان التدخلات الأمنية في الجامعة وخضوع كبار المسئولين في الجامعة لأوامر الأمن يؤدي الي انحدار الحريات الأكاديمية. وأوضح د. ابوالغار: نود ان نوضح للرأي العام، ان بعض أساتذة 9 مارس عندما ذهبوا لجامعة عين شمس، دخلوا من باب الجامعة في هدوء ولم يركبوا دبابات حتي يقال انهم اقتحموا الجامعة، والتقوا بالزملاء أعضاء هيئة التدريس، والأبناء من الطلاب لاعطائهم صورة من حكم أكبر وأعلي سلطة قضائية في مصر، وللأسف تدخل البلطجية الموجودين بصفة دائمة داخل الجامعة والمسلحين بالمطاوي والسنج والسيوف التي كانت واضحة علي شاشات التليفزيون والصحف المصرية، وهؤلاء البلطجية يعملون تحت نظر رئاسة جامعة عين شمس، وحرس الجامعة ووظيفتهم الأساسية، هي ارهاب الطلاب من جميع الفئات السياسية ومنعهم من ابداء أي رأي داخل ساحة الجامعة، وقد قامت هذه الفئة بعمل اضافي في ذلك اليوم بالاعتداء علي الزملاء وعلي الصحفيين المتواجدين، وما حدث لايسيء الي جامعة عين شمس فقط، وانما يسيء الي الجامعات المصرية بأجمعها. وأكد د. أبوالغار ان بعض ترزية القوانين يريدون الالتفاف حول قانون الجامعات واضافة مادة عليه تلزم وزارة الداخلية بالتواجد داخل الجامعة وهو امر مخالف لجميع الاتفاقيات الدولية التي وقعتها مصر ومخالف -ايضا- للدستور المصري. ويري الدكتور احمد زايد، استاذ علم الاجتماع السياسي، ورئيس نادي اعضاء هيئة التدريس، ان الكرامة مكفولة للمواطن المصري، وليس لاستاذ الجامعة فقط، كما يجب احترام الحوار مع الآخر حتي ولو كنت اختلف معه، وان ما حدث من عنف لايؤدي إلا الي مزيد من العنف . اما فيما يخص موقف نادي اعضاء هيئة التدريس بجامعة القاهرة فانني كنت علي سفر أثناء تلك الأحداث وسنجتمع قريبا لمناقشة هذا الموضوع واتخاذ قرار فيه. كما يري د. مصطفي لبيب -الاستاذ بكلية الأداب جامعة القاهرة ان الجامعات المصرية مفتوحة للطلاب والأساتذة علي السواء وذلك بحكم طبيعتها للاطلاع علي الأنشطة ومقابلة الزملاء دون استئذان، ولا يستطيع احد ان يحاسبهم، وما حدث ان د. عبدالجليل مصطفي وزملاءه تحدثوا في امور جامعية وان ما تم توزيعه هو كلام منشور في كل الصحف قبل ذهابهم والجميع يعلمه، وانهم لم يقتحموا الجامعة بالقوة ولا توجد شبهة اقتحام في دخولهم جامعة عين شمس، وان ما ظهر من اسلحة وجنازير في يد الطلاب لايتفق مع روح الجامعة، وان مشاكل الجامعة تحل بالحوار لا بالمطاوي كما ان دخول اي جامعة لايستدعي اذنا للدخول لانها ليست مقرا حزبيا او معسكرا، كما انه لايصح النظر الي الأساتذة او الطلاب بمنظور امني او حزبي. وفي السياق ذاته يري د.حسين علي (آداب عين شمس) ضرورة تحويل هؤلاء الطلبة البلطجية الي مجلس تأديب، موضحا ان القضاة واعضاء مجلس الشعب والدبلوماسيين لهم حصانة ومن هنا فان استاذ الجامعة ليس اقل منهم في ان تكون له حصانة داخل اي حرم جامعي داخل مصر، انا ضد ما تعرض له الاستاذ الجليل الدكتور عبدالجليل مصطفي ومن معه وان ظهور هذه الأسلحة داخل الجامعة جريمة في حق الجامعة. د. يسري العزب (أداب الزقازيق) معلقا علي ما حدث بقوله: البلطجة اصبحت مقننة في كل ظواهر الواقع ولم يعد هناك قيمة للعلم او النبوغ او الثقافة وهذا يرجع الي فقدان الثقة في الحاضر ومن ثم في المستقبل، واصبح شعار المرحلة (اخطف واجري، واللي تكسبه العب به)، هذا شعار المرحلة الأخلاقي، حيث اصبح من السهل ان يتعرض الانسان او استاذ الجامعة للاهانة حتي في الحرم الجامعي المقدس الذي كان يعد المثل الأعلي للرقي الأخلاقي والحضاري. انا مع تنحية الحرس الجامعي الي خارج الجامعة والمجتمع الجامعي كفيل بحماية نفسه.