صديقي المسيح

صديقي المسيح
سلامٌ يانعٌ كعشبِ البيوتِ
وعميقٌ كتجاعيد الألم
مازالت الريح تدور في الزوايا
وتسقط
والأرض تتمايل كالسفن
ومازلنا نحتاج منْ يحملُ عنّا خطايانا
منْ يرتدي إكليلَ شوكٍ
ويسير كحكمةٍ في غير زمانها
ستسيرُ مدهشاً
كفكرةٍ شاهقةٍ
تولد في الظلام
وجميلاً كزهرِ التفاح
وسنرقبك بعيونٍ "مزمومةٍ" كالفُوَّهات
تحت أجراس الكنائس
ونحن نعدُّ المراثي لموتكَ البهيْ
ونُشرِّبُها باليخضورِ
لتطولَ تحت شمسٍ نُصَفّيها من دمكَ
سنسقيها بدموعٍ مازوخيةٍ
وأكفّنا أكفانٌ راعشة
لن نصغيَ لحِكَمِكَ أو شِعاراتِكَ الثوريةِ
لكننا سنلمّ أحلامك عن التراب الرطب
نُجَفّفها
ونعلّقها علي جدران البيوت
أيقوناتِ أملْ
ستسير
جميلاً وحافياً كقمر صيفي
وألمُك يطفو أسماكاً ملونة
نحيطها بشباك أرواحنا المحكمة
وسنعلي لك قبراً من لحم أمهاتنا
المهم الآن أن تسيرَ
وتموتَ كما عهدناك
رقيقاً وصافياً
كإلهٍ طيب
ستنزف طيبتك
وتمنحنا نظرةً أخيرةً قبل أن تموتَ
أو تصعدَ للسماء
( لا فرقَ مادامتْ جثتُك أمامنا
بكل بهائها الملحمي)
وبعد أن تموتَ
سنعلي صليبكَ
حتي نثقب السماء
ثم نفرد المسامير أسلاكاً شائكةً
في لحمك المَشاع
ونزيّنُها برموشنا الصفراءِ
ونظرات الأسي
سينقر الغرابُ ذاتُه
(أو آخرُ من ليل قلوبنا)
عينَكَ الودودةَ
وأنت مشدود كوتر
أو كرايةٍ ممزقةْ
وبعد حزنٍ راكدٍ
سننزلك بهدوءٍ
ونلفك بمراثينا ولحاف الضجر
وندفنك بصمتٍ جليلٍ
في قبور أمهاتنا
ثم نسير متفرقين
نبحث عمن سنصلبه بعدك
يا صديق.