عن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ( الأليكسو) صدر كتاب مرجعي هام، تصل صفحاته نحو (12000صفحة) عن تاريخ الأمة العربية، يحتوي علي تأريخ شامل لمراحل تطور الأمة العربية من مختلف الجوانب: السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية. يركز الكتاب _ أيضا- علي الجانب الإنساني في تاريخ العرب، وبيان دورهم في بناء الحضارة الانسانية، مع ضغط التفاصيل السياسية والتركيز علي إبراز الأحداث الحضارية والاجتماعية والاقتصادية والفنية، والنظر إلي التطورات التاريخية علي أنها تطور مجتمعات انسانية ذات روح حضارية واحدة. الكتاب صدر في طبعته الأولي في عددة مجلدات تناولت الجذور والبدايات والإسلام وبناء الدول العربية، الأمة العربية في مرحلة الأوج والأزدهار، الأمة العربية والعثمانيون، الأمة العربية: التحديث والأخطار الخارجية، ثم الأمة العربية خلال القرن العشرين. أهمية هذا السفر الضخم أنه يرسم بشكل موثق مسيرة الأمة العربية، التي مرت بعصور من التخلف والتدهور، كما أنها شهدت عصور إزدهار حضاري، ولكنها في الحالتين لم تنقطع عن تاريخها، ولم تتوقف عن إنتاجها المعرفي. الكتاب يستعرض التاريخ العربي وتأثير المدنيات القديمة عليه، فقد ورث العرب المدنيات التي رست معالمها في وادي الرافدين، وسواحل البحر الأبيض المتوسط وفي وادي النيل، ناهيك عن شواطئ البحر الأحمر والبحر العربي والمحيط الهندي، واقتبسوا عن الأغريق والرومان والهنود والفرس القيم من مآثرهم، ثم أضافوا كثيرا مما ابتدعوه ثم نقلوا حضارتهم وثقافتهم إلي أوروبا التي كانت تعيش عصورها المظلمة فمنحوها قدرة التطلع إلي بزوغ فجر يقظتها العلمية التي لم يزل العالم الغربي ومنه أمريكا يتمتع حتي اليوم بمعطياتها الرائعة، ولعل من أروع ما حافظ عليه العرب من تراث، أفكار أرسطو وأفلاطون التي انتقلت عن طريقهم إلي رواد النهضة الأوروبية الحديثة، ولم يقتصر عمل العرب علي النقل، بل تعداه إلي شرح المعارف القديمة وتبوبيها وتحليلها وتفسيرها والتعليق عليها، من هنا تأتي أهمية هذا المجهود الكبير، الذي يبين الجوانب المختلفة للحضارة العربية. فمن الموضوعات التي يتاولها هذا المرجع: الوطن العربي في عصور ما قبل التاريخ، الوطن العربي منذ فجر التاريخ إلي ظهور الإسلام، مكةالمكرمة، السيرة النبوية، الخلفاء الراشدين، الدول العربية ( الأموية) التحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، اسهامات العرب في الحضارة. الكتاب شارك في إعداده 23 أستاذاً ومتخصصاً في الأثار والتاريخ والتراث.