كتابان عن الناقد البحريني محمد البنكي. صدرا في الاحتفالية التي أقيمت لتأبينه، الأول بعنوان "البنكي مفككاً" ويضم مجموعة من دراسات ومقالات الراحل، والثاني "إرجاء مغاير" ويضم مجموعة دراسات حول أعمال البنكي النقدية. في الكتاب الأول الذي صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، تنشر مقالات:"هل يوجد تفكيك في هذه الغرفة؟"، و"الأسلوبية والأسلوب..تأملات نظرية"، و"الثقافة النقدية"، و"النقد النقد..يرحمكم الله"، و"سيميولوجيا الآخرية"، "كنت معه في الغرفة منذ لحظة..وهاهو الآن ميت" وكلها مقالات تدور حول النقد بشكل مباشر، وأيضا حول المفكر الراحل جاك دريدا. يكتب البنكي في المقال الذي يحمل عنوان "كنت معه في الغرفة" ما الغياب؟ ما الموت؟ ما السيرة؟ وما الحضور تحت الشطب؟ هذه الأسئلة تكتنفني الآن لا بإملاء من دريدا أو فرادة انصبابه علي النصوص والقضايا الماثلة للتفكير، وإنما للمفارقة المرعبة، أتلقنها من التنضيد البارد لحروف جريدة الصباح:"رحيل الفيلسوف الفرنسي جاك دريدا واضع منهج التفكيكية". القسم الثاني من الكتاب والمعنون ب"تحوم كالطيف" يضم المقالات التي كتبها البنكي حول بعض النماذج أو الظواهر في الأعمال الإبداعية العربية، وحتي في النظريات النقدية، فيكتب عن "الرواية التسعينية في مصر"، و"القصيدة الكويتية خلال العقدين الأخيرين"، و"قوي الطرد والجذب في نقد مصطفي ناصف". في القسم الثالث "حكايات وتمثيلات" تنشر المقالات التي تناول البنكي فيها قراءة في تاريخ البحرين المعاصر مثل "صموئيل..شريفة..خطط المنامة"، و"زويمر المنشطر"، و"بلجريف وهولمز..وأميرة القطيف السوداء"، و"التفسير المطبخي لتاريخ البحرين"، و"أبو النفط في البحرين..صورة قلمية". في قسم الكتاب الرابع "سيرة الدلالة" فتنشر المقالات التي تتناول سوسيولوجيا المجتمع البحريني يكتب البنكي:"في تاريخنا الاجتماعي الكثير مما يستحق المناقشة، والعديد من القضايا التي تتطلب الإفراد بالتأليف. لا أبالغ إذا قلت إننا أمام تاريخ لم يكتشف بعد. وأخاف علي هذا التاريخ من ظلم الذين لم يهتموا به أو أنهم ساهموا في تبديده. لكنني أخاف عليه أكثر من أولئك الذين ارتدوا أقنعة المؤرخين ثم كتبوا تاريخا علي هواهم". أما الكتاب الثاني "إرجاء مغاير" ففيه يساهم مجموعة من الكتاب والمثقفين في تحليل الدراسات النقدية التي كتبها البنكي منهم: محمد شوقي الزين، عبدالله الغدامي، عبد السلام بنعبد العالي، ضياء الكعبي، عبدالله بريمي، علي حرب، ادريس الخضراوي، نادر كاظم، حسام نايل، محمد جودات، رشيد بوطيب، سمير مندي. قدم الكتاب رنده فاروق وكتبت أن قرار اختيار الذهاب في طريق البحث في فكر الناقد البحريني محمد أحمد البنكي (1963- 2010) كان بالإجماع من قبل شباب "التاء" الشباب الذين أسس تجمعهم، وتماسوا معه عن قرب وخبروا أسلوبه في تحفيزهم والتحدث بأسلوبهم، هادفا الارتقاء بفكرهم بصورة تدريجية عبر لغته الرشيقة وتعاملاته الراقية في التواصل معهم، "وبعد أن تم اجتياز _ولو جزئياً- مرحلة الرثاء والحزن علي الفراق والفقد، كان لزاما التبحر في تناول فكره والأسلوب النقدي الذي آمن به واتبع مضامينه". صدر الكتاب ضمن سلسلة "أطياف" التي تصدرها وزارة الثقافة في البحرين.