وكيل شباب الفيوم يستقبل لجنة هيئة تعليم الكبار لتفعيل مبادرة "المصريون يتعلمون"    نائب رئيس الوفد: لا تنمية دون عدالة اجتماعية.. وقانون العمل ليس نهاية الطريق    البورصات الأوروبية تغلق على تباين وسط ترقب توترات الشرق الأوسط    ننشر موازنة اتحاد الغرف السياحية.. 54 مليون جنيه إيرادات و26 مصروفات    محافظ الأقصر يتفقد المرحلة السابعة من مشروع سترة السكني    وزير الدفاع الأمريكي: البنتاجون قدم ل ترامب خيارات محتملة بشأن الصراع الإسرائيلي-الإيراني    الرئيس الصيني: يحيط بإيران 20 قاعدة أمريكية بينما يحيط بنا 300    أستاذ علوم سياسية: إسرائيل تمارس «هندسة إبادة جماعية» بحق الفلسطينيين وسط صمت دولي    مورينيو يتحرك لضم سون من توتنهام إلى فنربخشه    بعد شائعات الخلاف مع ميدو.. عبد الواحد السيد يكشف ل"أهل مصر" كواليس طلبه الحصول على إبراء ذمة مالية    مشاجرة انتهت بكارثة.. قرار قضائي ضد المتهم بطعن طالب في الأميرية    قرار قضائي بشأن محاكمة 43 متهمًا في "حزب الاستقلال" الإرهابي    الفنان طارق دسوقي: "الملك لير" تحدٍ كبير وسعيد بوجودي على خشبة القومي    فيروز مكي عن تصاعد المواجهة بين إيران وإسرائيل: هل اقتربت حرب كسر العظام؟    مينا مسعود يروج لحلقته مع منى الشاذلي بعد عرض فيلمه «في عز الضهر» (مواعيد وقنوات العرض)    من الطفولة للحظات الأخيرة قبل الانهيار.. نور الشريف يتصدر الترند بسبب المنزل الذي نشأ فيه    خالد الجندي يوضح الفرق بين قول "بإذن الله" و"إن شاء الله"    مفتاح أسوان ل «مجدى يعقوب»    بعد الإقلاع عن التدخين- إليك طرق تنظيف الرئتين من النيكوتين    نقيب المحامين يحذر حكومة الانقلاب : «الرسوم القضائية» غير قانونية وتمثل عبئًا غير محتمل على المواطنين    بيراميدز يقترب من خطف صفقة الأهلي والزمالك (تفاصيل)    إيران تمدد تعليق الرحلات الداخلية والدولية حتى فجر غد الخميس    انطلاق تصوير مسلسل "ما تراه ليس كما يبدو" خلال الأيام المقبلة    الحرب الإسرائيلية الإيرانية تنعكس على الفاعليات الثقافية    مان سيتي ضد الوداد.. عمر مرموش يقود تشكيل السيتي في كأس العالم للأندية    قبول دفعة جديدة من المجندين بالقوات المسلحة مرحلة أكتوبر2025    جيهان مديح: مصر ستظل دائمًا القادرة على جمع الصف العربي والإسلامي    مصطفى يونس يهاجم ريبيرو بسبب زيزو.. ماذا قال؟    سقوط ديلر مخدرات شبرا الخيمة في قبضة مباحث القليوبية    الإعدام لربة منزل لاتهامها بقتل أم ونجلها بالقليوبية    ضبط 15 ألف عبوة مواد غذائية غير صالحة للاستهلاك الآدمي بكفر الشيخ    لتصوير السيدات داخل دورة المياه.. القبض على عامل بكافيه في الدقي    منتخب مصر يفوز على السعودية في افتتاح بطولة العالم لشباب اليد    محافظ الأقصر يتفقد المرحلة السابعة من مشروع «سترة» بعد تسليمه للمستفيدين    الحكومة توافق على إنشاء منطقة جرجوب الاقتصادية    ملتقى القضايا المعاصرة بالجامع الأزهر: الأمة اليوم أحوج ما تكون إلى استعادة تماسكها وتوحيد كلمتها    حصريا ولأول مرة.. قناة النيل للأخبار في هيئة الرقابة النووية المصرية    تعرف علي ضوابط إصدار تراخيص إنشاء المواقع الإلكترونية    مدينة الدواء تطلق الموجة الثانية من برنامج Partners في الزقازيق    لأصحاب برج الأسد.. اعرف حظك في النصف الثاني من يونيو 2025    تقديم خدمات طيبة علاجية مجانية ل 189 مريضا من الأولى بالرعاية بالشرقية    ضبط 79 مخالفة تموينية متنوعة خلال حملات مكثفة على الأسواق بالفيوم    خبيرة الطاقة: «الساعة الذهبية قبل مغرب الجمعة» طاقة روحانية سامية    حماة الوطن: منفتحون على التحالف مع غيرنا من الأحزاب    فليك يجتمع مع شتيجن لحسم مصيره مع برشلونة    محافظ القليوبية يعقد لقاء المواطنين الأسبوعي للتواصل معهم وحل مشاكلهم بشبين القناطر    ما حكم الصلاة الجهرية بالقراءات الشاذة؟.. الإفتاء تجيب    محافظ المنوفية: مليار و500 مليون جنيه استثمارات في قطاع التعليم قبل الجامعي خلال ال6 سنوات الأخيرة    حكم ضمان ما تلف فى يد الوكيل من أمانة.. دار الإفتاء تجيب    الأمم المتحدة تدين إطلاق النار على مدنيين يبحثون عن الطعام في غزة    التشكيل المتوقع لقمة ريال مدريد ضد الهلال السعودى في كأس العالم للأندية    بعد الموافقة النهائية من «الإسكان».. تفاصيل عقود الإيجارات القديمة التي تطبق عليها التعديلات    الصحة: إصدار أكثر من 18 مليون قرار علاج على نفقة الدولة خلال 5 سنوات    الأرصاد تكشف عن ارتفاع درجات الحرارة ابتداء من الجمعة    وكيل لاعبين: الزمالك أهدر 300 مليون جنيه من صفقة انتقال "زيزو" ل نيوم السعودي    ترامب يجتمع بكبار المستشارين العسكريين لبحث تطورات الصراع الإسرائيلي الإيراني    كاد يكلف صنداونز هدفا.. تطبيق قانون ال8 ثوان لأول مرة بكأس العالم للأندية (صورة)    أطفال الغربية تتوافد لقصر ثقافة الطفل بطنطا للمشاركة في الأنشطة الصيفية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإفطار الأخير: أزمة انهيار الأخلاق
نشر في أخبار الأدب يوم 28 - 04 - 2016

في روايته الأولي" الإفطار الأخير"صنع الكاتب هشام شعبان علاقات شديدة التشابك بين الأبطال. وبالرغم من أن الرواية قصيرة نسبيا. إلا أنه كما اجاد رسم شخصيات تشعر وأنت تقرأ أنهم بشر من لحم و دم، أو أنك صادف وقابلتهم ذات يوم. لكنه اكتفي في أحيان كثيرة بوصف التكوين الجسدي للأبطال دون أن يتوغل في حالتهم النفسية ودوافعهم الشخصية لكل التصرفات المشينة التي قاموا بها، وهو ما أفقد النص جزءاً من بريقه. فتجد "ليلي" زوجة "محمود" تخونه مع "حسن" بينما "وعد" خطيبة "حسن" تخونه مع "محمود". إمام الجامع" الشيخ عيسوي" يخون زوجته مع "فتحية".
نحن إذا أمام نص يقوم معظم أبطاله بفعل الخيانة الجسدية، بينما قام الشيف "عبده" بخيانة إنسانيته حين اهتم بتوفير المال من وراء حفل الإفطار الذي يقيمه "محمود بيه" فاشتري لحما مسموما قتل به أهل القرية جميعا دون إستثناء. يبقي"محمد عبده" ابن اخت "محمود بيه" الشخصية الوحيدة التي سقطت من النص دون ان يكون لها دور حقيقي سوي امداد الشيخ بالمال من اجل انجاز حفل الإفطار الرمضاني.
الفكرة الأساسية للرواية شديدة الواقعية وشديدة القتامة، فشخصية رجل الأعمال "محمود" الذي زور شهادة دكتوراه ويمتلك قناة فضائية، يسعي لأن يبقي كرسي البرلمان حكرا عليه. هي شخصية حية وموجودة بكل ما بداخلها من قسوة وغرور. الرجل الذي مات قلبه وتحالف مع الشيطان من أجل تحقيق أهدافه، العقل الذي دبر عملية دفن" داليا" صديقة ابنه وجدتها دون تردد. الرجل الذي علم بخيانة زوجته لكنه فضل أن يتمم خطة الوصول لأهل دائرته عن طريق " اطعم الفم تستحي العين".
لكن بعض التفاصيل تبدو بالنسبة لي غير منطقية إطلاقا، أحيانا يقوم أبطال الروايات بتصرفات غير منطقية يبررها الكاتب لكن هشام شعبان لم يقدم أي شيء للقارئ بهذا الشأن، علي سبيل المثال كيف استطاعت "ليلي" أن تستدعي عشيقها "حسن" بينما لم يمر سوي وقت قصير جدا علي وفاة ابنها خالد!؟
هناك بعض المشاهد التي يمكننا أن نتوقف عندها، مثل مشهد انتحار "خالد" ابن "محمود" جاء مؤلما وكاشفا لشعوره بالذنب إذ تسبب في موت "داليا" صديقته أثناء عملية إجهاض "و صورة ضحيته تلوح في أفقه وتحاصره زنزانة صماء." ومشهد تلقي "محمود" و"ليلي" العزاء فيه، أحاديث الناس في السرادق إذ لا يكفون عن "الفتي" بسرد حكايات وهمية عن قصة موت الشاب.
اللافت أن جميع الشخصيات الرواية كانت "شريرة" فلم يقدم شعبان نموذجا موازيا لتلك الشخصيات. بل إن الراوي كان يقوم بالحكم الأخلاقي علي الشخصيات في بعض المواقف مثل "اغتسل بالخمر مثلما عاش مدمنا له ولشهواته." و" حائر في إنهاء مهمته أو التأني للإستمتاع بمشهد ضعاف النفوس من المذنبين والضحايا، تجار فسدة وإنتهازيون، بغاء عاشوه لاهين، وغش في الأثمان والأسعار، الموبقات السبع التي حذرهم الكاتب منها." و بالرغم من أن الكاتب أراد أن يقوم بدور الناصح الداعي للفضيلة والمنذر من سوء الخاتمة، إلا أن النص غارق في الحديث عن العلاقات الحميمية ووصف الأجساد.
استخدم الكاتب تقنية الراوي العليم في روايته ليضمن سردا متدفقا ومتقنا، كما اتسمت اللغة بالبساطة واكتفي كاتبها ببعض جمل العامية المصرية لتفصل النص السردي عن عن الحوار بين الشخصيات في روايته "الإفطار الأخير" التي صدرت عن مؤسسة شمس للنشر والتوزيع وتقع في 96 صفحة. الرواية هي الكتاب الثاني للصحفي هشام شعبان بعد مجموعته القصصية الأولي "رجل العباءة" الصادرة عن نفس الدار عام 2014 .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.