توفي الفنان من أصل مصري ، الفاتن العظيم و الممثل الموهوب، يوم الجمعة الماضي، عن عمر يناهز 83 عاماً . هو صاحب الأداء الأسطوري في "دكتور جيفاجو " ومايرلينج وغيرها من الأدوار. سافر الممثل المصري كثيرًا طوال حياته ومسيرته الفنيه، إلا أنه قضي نحبه في موطنه الأصلي، يوم الجمعة الماضي عن عمر يناهز 83. "مات بعد ظهيرة الجمعة إثر أزمة قلبية في القاهرة. كان في مستشفي خاص بمرضي الألزهايمر"، وفقًا لما أعلنه وكيل أعماله من مدينة لندن. أمير عربي، امبراطور نمساوي، غازي منغولي، دكتور روسي، بطل حرب عصابات ، الخ.... لم يمنعه بنيانه الجسماني الذي يؤهله لأدوار الفتي الأول بامتياز من الخوض في أكثر الأدوار تنوعًا، والتي لا تنسي في كثير من الأحيان. اسمه الأصلي هو ميشيل شلهوب، ولد في مدينة الاسكندرية في 10 ابريل من عام 1932 ، في عائلة من أصل سوري. وصرح بأنه كان يتمني دائمًا أن يصبح ممثلًا. عمل كهاو في مسرح مدرسة فيكتوريا كوليدج، وبعد انهاء دراسته في الرياضة والفيزياء في جامعة القاهرة، التحق بعمل عائلته في تجارة الأخشاب الفاخرة. ولأن الشاب لم يكن يمتلك موهبة التجارة، انتهي الحال بوالده بالإذعان لرغبته. أرسل عمر بطلب التحاق وتسجيل في الأكاديمية الملكية للفنون الدرامية في لندن. وقبل أن يتلقي الرد التقي صدفة بالمخرج يوسف شاهين ليعرض عليه أول أدواره في فيلم شيطان الصحراء و صراع في الوادي اللذان ظهرا في عام 1954. فأصبح اسم ميشيل شلهوب هو عمر الشريف. في عام 1956، كان الفيلم الثالث مع يوسف شاهين، العيون السود. هذه المرة انتقل الي الصف الأول مباشرة وشارك النجمة المصرية الكبيرة آنذاك، فاتن حمامة الأفيش، والتي تزوجها في عام 1955. وقد تحول إلي الاسلام بسبب هذا الزواج. انفصل الزوجان بعد أن رزقا بابن في عام 1968 حين أصبح عمر الشريف نجماً عالمياً، وتم الطلاق في عام 1974. اسند اليه ديفيد لين في عام 1962 دور الشريف علي بن الخريش في فيلم لورانس العرب، رفيق درب لورانس الذي جسد دوره بيتر اوتول. تسلم الممثل المصري، الذي بسّط اسمه ليصبح عمر شريف، جائزة جولدن جلوب عن احسن دور ثان كما ترشح للاوسكار. استقر الممثل متعدد اللغات ذ فهو يتحدث العربية والانجليزية والفرنسية واليونانية والايطالية- في هوليوود ومثّل ثلاثة أفلام لا تمثل علامات، إلي ان التقي ديفيد لين مرة خري في دكتور جيفاجو مع جولي كريستي. وحصل عمر الشريف علي جائزة جولدن جلوب لأفضل ممثل إلا أن الاوسكار أفلتت منه. في عام 1968، اجتذبه تيرينس يونج في منطقة روائية مختلفة في فيلم مايرلينج مع كاترين دي نيف. . "شريف .. زير النساء " ربما يمكن اعتبار دور الماجور جرو الذي أدّاه في " ليلة الجنرالات 1967- لأناتول ليتفاك هو الأكثر متعة. أثناء الحرب العالمية الثانية، ضابط ألماني يلاحق بلا كلل جنرالاً قام بدوره بيتر أوتول الذي كان سفاحا للعاهرات. ولعب الماجور دور المفتش كولومبو ذ كان عنيدًا مثله لكن دون روح الدعابه الشهير بها- مؤكدين أن أوروبا هي التي ابتدعت جريمة الجماهير. حاول عمر الشريف في عام 1968 أن يؤدي الكوميديا الموسيقية من خلال فتاة مرحة لويليام ويلر. كان علي الشاشة كما كان في المدينة، وعاش حبا كاملا لأربعة أشهر مع شريكته النجمة بربرا سترايسند. اكتسب سمعته كمغوٍ، من العبارة الشهيرة "شريف ..زير النساء "والتي لم تكف الصحافة الفنية عن استخدامها. "أشاعوا عني مغامرت عديدة، كما صرح في لو فيجارو في عام 1982، فيما أنني لم أعش علاقة مستقرة ومنتظمة مع أي امرأة. أنا لست إلا دون جوان اسطوريا. وفي الحقيقة، حياتي عبارة عن فشل." "في الحقيقة، حياتي عبارة عن فشل" عمرالشريف في"فيجارو"عام1982 إلي جانب السينما والنساء، فإن حبه الأكبر هو لعب البريدج. منذ سنوات الستينيات، شارك في بطولات دولية، و أصبح مسئولاً عن باب خاص به في الصحف . "فيلم لأسدد به ديوني المتأخرة" قال محدثًا ديان ساينجر الذي حقق سيرته الذاتية في عام2006: "انت تمثل لتستشعر شعوراً ، لتقاتل الملل والوحدة. هذا كل ما في الأمر."أعاد صنع نفسه بفضل السينما وقرر أن يقبل أدوارًا بغض النظر عن أهميتها. "حين كنت أمثل كثيرًا، كنت مفلسًا طوال الوقت. كان هناك فيلم دائمًا أسدد به ديوني المتأخرة."في عام 2003، محا تلك الأفلام الاستهلاكية حين مثّل دور البقال الفيلسوف في السيد ابراهيم وزهور القرآن، من اخراج فرانسوا دوبيرون المأخوذ عن رواية لإيريك ايمانويل شميت. ففاز الفنان الكبير بجائزة سيزار لأفضل ممثل.