خمس فعاليات ثقافية وفنية تقام يومياً في خيمة ملتقي الإبداع بمعرض الكتاب، تبدأ الندوة الأولي في الواحدة ظهراً وتأتي تحت عنوان »في ديوان الشعر« وتتضمن مناقشة لأحد الدواوين الشعرية وتستمر حتي الثانية والنصف بعد الظهر. عن ديوان »الجميلة سوف تأتي« للشاعر أسامة جاد تحدث الشاعر عاطف عبد العزيز عن امتلاك الشاعر لأدواته في بناء قصيدته وإدراكه لمفهوم وماهية التعبير الوجداني الذي يعد وسيلة مضمونة لنقل الشعر إلي الوجدان، كما أوضح أن أسامة في ديوانه قدم طرحاً وتناولاً مغايراً للأنثي وأولي عناية خاصة للصور البصرية التي تتناسب والمضمون، أيضاً نوَّه عبد العزيز إلي أنه يخشي علي الشاعر من شدة ذكائه ذلك لأن الشعر يتطلب المعرفة وأيضاً النسيان كي تنمو وتنضج التجربة الإبداعية. في ديوان »غرفة إنعاش« للشاعر عمرو المصري تظهر نرجسية الشاعر وهي نرجسية محببة للقاريء بحسب كلام الدكتور حسام عقل الذي قال إن الشاعر يري كل الكائنات مسجونة بشكل أو بآخر حيث تعاني نوعاً من القهر خفياً كان أو ظاهراً، والهاجس المسيطر عليه هو هاجس الحريات، ويري عقل أن قصيدة الشاعر عمرو المصري مأخوذة من مفردات الحياة اليومية مثل »حبل غسيل« و"علية كبريت" ولكنه يعمل علي إضفاء صبغة شعرية علي هذه المفردات. في ديوان ثالث بعنوان »نسيج يستيقظ« للشاعرة غادة خليفة قال الدكتور بهاء عبد المجيد أن الديوان ينتمي لفئة أدب الاعتراف تحكي الكاتبة عبر القصائد حكاياتها اليومية وتمزج بين المرئي والذهني حيث تتمتع بالقدرة علي فعل ذلك، ونوه عبد المجيد إلي ضرورة تأثر الشاعرة بكونها فنانة تشكيلية حيث يظهر في القصائد تدفق للألوان ونوع ما من الرسم بالكلمات الذي يميل أكثر إلي الاتجاهات الشعرية المعاصرة التي تعتمد علي الإيقاع الشعري أو المجاز وتعتمد في الصورة الشعرية علي الصدمة وتستخدم إيقاعاً داخلياً بديلاً عن الإيقاع الخارجي الذي يعتمد علي القافية. في ديوان آخر بعنوان »حرب الردة« للشاعر ميسرة صلاح الدين قال الناقد أحمد حسن عوض أن العنوان يعتبر أحد المداخل الهامة لقراءة الديوان حيث يثير هذا العنوان ذكريات تاريخية وأشار عوض إلي أن الشعر الحديث بمنطقه الجديد لا يستخدم الكلمات بدلالاتها التاريخية ولكنه يحاول استخدامها بشكل مغاير، وأوضح عوض أن دلالة الردة في ديوان ميسرة يمكن أن تكون إشارة إلي الفعل الثوري العظيم في يناير 2011، هذا إلي جانب أن الديوان بنائي وليس تراكميا بمعني أن الشاعر في ديوانه يتبني مشروعاً مترابطة قصائده فيما بينها وليس محض ديوان اجتمعت فيه عدد من القصائد التي تنتفي بينها العلاقة. من الثانية والنصف ظهراً ولمدة ساعة يلتقي أحد الشعراء الشباب بصحبة أحد العازفين في فقرة تحت عنوان »أصوات شعرية« ويلقون علي الحضور عدداً من القصائد المعزوفة. من الثالثة والنصف عصراً وحتي الخامسة، تدور الفقرة الثالثة »علي مائدة السرد« والتي تتناول بالعرض والتحليل إحدي الروايات أو المجموعات القصصية. كانت المجموعة القصصية »ما لن تقوله شهرزاد« للكاتبة فاطمة وهيدي إحد الأعمال التي نالت إستحسان النقاد الذين امتدحوا المهارة اللغوية والدقة في اختيار اللفظ والمعني والتي تعد من الميزات الكبري عند الكاتبة بحسب كلامهم، وقالت الناقدة بهيجة حسين أن الكاتبة تكتب كتابة جديدة ومتميزة في البناء السردي والقصصي وتتعامل مع الأدوات الاجتماعية من خلال حكايات قصيرة تظهر انعكاسات حيوية عالمية علي واقع الحياة التي يتعامل معها الكاتب والمبدع، من جانبه قال الناقد أسامة البحيري أنه يأخذ علي الكاتبة السرد الزائد عن الحد والإهتمام بالتفاصيل الخاصة بالشخصيات والذي قد يضر بالقصص بحسب كلامه لأنها تقوم علي عامل التكثيف. في رواية »منتصر« للأديب محمد زهران تحدثت الدكتورة فاتن حسين عن صعوبة تلخيص هذه الرواية والتي تعبر عن قفزات زمانية ومكانية ليست متتابعة كما أن هناك تواريخ علي بعض الصفحات وهذه التواريخ غير مرتبة زمنياً لكنها تسير بحسب أهمية وتأثير الحدث. تدور الرواية في إطار ذوبان الفرد المصري في الجماعة عند الشعور بالخطر،هذا لم يمنع فاتن من انتقاد الرواية حيث عابت علي الكاتب الخلط بين الفصحي والعامية في الكتابة،ومن جهته قال الكاتب إن الرواية مزج بين الماضي والحاضر وتعتبر توثيقاً للثورة والأحداث وعلاقة الحقيقة بالخيال. منذ الخامسة وحتي تمام الثامنة مساءً تنظم فقرتان بالملتقي، واحدة بعنوان »شاعر وفنان« يلتقي فيها أحد كبار الشعراء مع أحد العازفين، تتبعها الفقرة الأخيرة التي يتباري فيها عدد من شباب الشعراء في كل ليلة تحت عنوان »الليالي الشعرية«.