"بروكلين هايتس" تجربة روائية جديدة للكاتبة ميرال الطحاوي المقيمة حاليا في الولاياتالمتحدةالأمريكية، تودع فيها بطلات ميرال صورة الفتاة البدوية في أعمالها السابقة:"الخباء"، "الباذنجانة الزرقاء" و"نقرات الظباء" لنري امرأة شابة مع طفلها في لقاء من الغرب، لا يشبه لقاءات الكتاب العرب الرجال، من يحي حقي إلي توفيق الحكيم وسهيل إدريس والطيب صالح. هنا، لا توجد لذة الاكتشاف، ولا متعة المغامرة العاطفية أو الجنسية، بل الوحدة والخوف في عالم غريب، ولغة غريبة لا تكاد الأم البطلة تتقنها، بينما يبدو الذكر الطفل ذكراً في قدرته علي الاستيعاب والتطور والتطلع إلي الاندماج. هل الفرق هنا في الجنس أم أن السن هو الذي يحدد القدرة علي التكيف؟ تقول البطلة إذ تعرف بنفسها:" "اسمي... جئت من القاهرة -لا اعرف بالضبط لماذا ؟_ أحاول تعلم الإنجليزية. احب اللغة العربية. اكتب بها، ادرسها اشعر فقط أنها لم تعد كافية، اشعر بخجل كلما كان عليّ أن أتكلم بالإنجليزية". رواية يبدو فيها الصوت الخفيض لألم الغربة في اللغة وفي المكان، ليس فقط بسبب الارتحال من القاهرة إلي نيويورك، بل بسبب التباين الشديد بين البيوت التي سكنتها في مصر والعلبة الضيقة، غرفتها في نيويورك.