فريق مشروع تعريب صيغ مارك 21 لحُسن الحظ، كانت الشمس ساطعة في مدينة الأسكندرية يومي السبت والأحد الماضيين، بعد موجة أمطار قوية كادت - إن استمرت - أن تؤجل القمة العالمية الرابعة للكتاب، التي تستضيفها عروس البحر تحت عنوان (الكتاب والقراءة والتكنولوجيا)، وتُعقد لأول مرة في أفريقيا والوطن العربي، حيث أُقيمت من قبل في واشنطن وسنغافورة وباريس خلال الثلاثة أعوام الماضية. وهي في الأساس مبادرة أطلقتها مكتبة الكونجرس - برعاية من اليونسكو- للتأكيد علي أهمية الكتاب والمكتبات في الحفاظ علي الهويات الثقافية الوطنية، والحضارة الإنسانية. تهيأت مكتبة الإسكندرية لاستقبال القمة يوم السبت. المنظمون يرحبون بالضيوف. الأجانب كلهم حرصوا علي المجيء. المصريون غالبيتهم من الصحفيين والشخصيات الثقافية البارزة. لا ثمة عامة في المكان. توسط الدكتور اسماعيل سراج الدين، مدير المكتبة، قاعة الأوديتوريوم (المدخل الرئيسي)، والتف حوله الجميع، افتتح القمة بحفل إطلاق الطبعة العربية الكاملة من مارك 21، قائلاً: "من الضروري الحديث عما جد في الساحة العربية وهو ظهور هذا الكتاب"، تاركاً لرحاب عوف، مدير مشروع تعريب صيغ مارك 21، شرح كواليس العمل. تكون فريق العمل تحت إشراف الدكتور فتحي عبد الهادي، أستاذ علم المكتبات والمعلومات في جامعة القاهرة، وبدعم مادي ومعنوي من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي في دولة الكويت. هذه الطبعة تعد الأولي من نوعها، التي تُقدم للمُفهرسين العرب، عن النسخة الإنجليزية لعام 1991. ويعتمد مارك 21 علي المواصفة الامريكية Z39.2 وهي الخاصة بتبادل البيانات الببليوجرافية، ويعتمد أيضاً علي المعيار الدولي الصادر عن الايزوISO (2709:1996) والخاص بتبادل البيانات، وتستخدمه كُبري المكتبات العالمية. بعد ساعة من الاحتفال بمارك 21، بدأت الجلسة الافتتاحية للقمة، بحضور جينفير نيكسلون أمين عام الاتحاد الدولي لجمعيات المكتبات (الإفلا (IFLA، وخالد الحلبي، رئيس الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات، وجون تسيبي رئيس الاتحاد الأفريقي للمكتبات والمعلومات، والسفير عبد الرؤوف الريدي رئيس مجلس إدارة مكتبة مصر العامة، ورؤوف هلال رئيس الإدارة المركزية لدار الكتب المصرية، وكان من المفترض أن يكون حلمي النمم وزير الثقافة موجوداً من البداية، لكنه حضر نهاية الجلسة نتيجة تعطله في الطريق من القاهرة إلي الأسكندرية، لسوء الطقس. وأدار الدكتور اسماعيل سراج الدين الجلسة، مؤكداَ في البداية علي أهمية الكتاب في كل صوره، سواء المطبوع أو الإلكتروني، وعلي أهمية دور المكتبيين في العصر الحالي في تنظيم الكم الهائل من المعرفة المتاح الآن بشكل رقمي. في حضرة الكتاب بدأت جينفر نيكسلون الحديث بتهنئة مكتبة الإسكندرية علي دورها الريادي في مجال إتاحة ونشر المعرفة في مصر والعالم. وقالت: "الإفلا تسعي إلي تشجيع وتمكين المكتبات حول العالم لإتاحة المعلومات والمعرفة والثقافة، ودعم الإبداع والابتكار، إذ تضم في عضويتها 1500 مكتبة ومؤسسة ثقافية من 150 دولة". مضيفة أن المكتبات واحة للقراءة والتعليم وتوثيق التراث، لذلك لابد من التفكير في تطويرها، كي تساهم في القضاء علي الأمية، وللأمم المتحدة 17 هدفا لتعزيز دورها ومساعدتها في استغلال التكنولوجيا وتحديث المصادر التعليمية المحلية، وحفظ ورقمنة التراث. ثم جاءت كلمة خالد الحلبي الذي رأي أن المكتبات في حالة تطوير تلقائية، ويشهد التاريخ أن العرب اهتموا بها حتي صارت تسمي المكتبة ب "دار الحكمة". مضيفاً: "الاحتفال الأكبر والأحق هو أن يحتفل العالم ليس بالكتاب كرمز لكن بما يعكسه علي العقل والفكر الإنساني من الحكمة.. استطيع أن أقول أنني وزملائي المكتبيين نساهم في نشر الحكمة". أما جون تسيبي قال: "إننا نحمل رسالة تتمثل في ضرورة اتحاد الكتب والتكنولوجيا لإتاحة المعلومات والمعرفة في كافة أشكالها لأكبر عدد من الأفارقة، فيسعي الإفلا دائماً إلي دعم المكتبات وتطوير خدماتها، وفقًا لأجندة التنمية في إفريقيا وأهداف الأممالمتحدة للتنمية المستدامة التي تصل إلي 169، فنحن نمثل 40 دولة أفريقية ولدينا رؤية فعالة لدعم وتمكين المكتبات". وقال هلال رؤوف: "هذه القمة سوف تساهم في حل كثير من المشكلات المتعلقة بقضايا الكتاب والقراءة في ظل عصر الإتاحة الرقمية". وسرد دور دار الكتب المصرية في الحفاظ علي الهوية المصرية والحضارة الإنسانية، حيث يودع بها 22 ألف كتاب سنويًا، ويبلغ رصيدها أكثر من 2 مليون و80 ألف مخطوطة من أندر المخطوطات في العالم، وأكثر من 20 ألف خريطة وستة آلاف دورية عربية، إضافة إلي مخزون ضخم من التراث الموسيقي. مضيفاً أن العالم يشهد تغيرًا كبيرًا في طرق الحصول علي المعلومات، ولهذا تخطو دار الكتب خطوات واسعة لإتاحة مقتنياتها من خلال قاعة للخدمات الرقمية، والتي تُتيح 12 ألف كتاب من أوائل المطبوعات و20 ألف خريطة ونماذج مختارة من المخطوطات والتراث الموسيقي والدوريات، بصورة رقمية. انتهت هذه الجلسة ولم يمكن الوزير حلمي النمنم قد وصل، ليأتي دور صلاح خليل مؤسس ومدير ماكات العالمية المحدودة، الأممالمتحدة، في إلقاء خطابه ليتحدث عن "ماكات"، وهي مكتبة رقمية تفاعلية تغطي 14 مادة دراسية في العلوم الاجتماعية من خلال منصة متكاملة متعددة الوسائط. وتعد ضمن المبادرات التي تُعلن عنها من خلال القمة. قال صلاح خليل إن فكرته قائمة علي العدالة الاجتماعية في إتاحة محتوي متفوق وسهل الاستعمال للأساتذة وطلبة العلم في جميع أنحاء العالم، مع مراعاة تكييف المحتوي حسب احتياجاتهم الخاصة. حيث تغطي "ماكات" 14 مجالا دراسيا يضم كل مجال حوالي 100:400 كتاب. ويتضمن شرح كل كتاب فيديو تبسيطي مدته خمس دقائق، وتحليل مبسط للكتاب، وعرض رأي أحد العلماء والمختصين للكتاب، وخريطة تفاعلية لمحتوي الكتاب. لافتاً إلي أن منهج "ماكات" تم اختباره علي مجموعة من الطلاب من خلال بحث أجرته جامعة كمبريدج، والذي أثبت أن هذا المنهج يزيد من قدرة المتلقي علي التفكير النقدي بنسبة 20٪. دخل الوزير القاعة، واعتذر الدكتور سراج الدين عن تأخره بالنيابة عنه، وبدأ حلمي النمنم حديثه بأنه سعيد وفخور باستضافة هذا الحدث العالمي، خصوصاً في مكتبة الإسكندرية، قائلاً: "لست بحاجة إلي سرد أهمية الكتاب، لأنه ليس مجرد مادة ورقية، بل هو المعرفة والمعلومة والفكرة والخيال والحياة والحضارة والتقدم والإنسانية. رغم ذلك لدينا مشكلة كبيرة في مصر والوطن العربي بسبب تدني مستويات القراءة، فهناك تقارير تشير إلي أن المواطن يقرأ لمدة سبع ساعات فقط في السنة، فالقراءة ليست عادة متأصلة، حتي الكتاب المقدس نسمعه ولا نقرأه". وأضاف النمنم: "علي الرغم من ذلك فإن حال الكتاب في مصر والعالم العربي يسير إلي الأفضل، فهناك عدد متزايد من الكتب التي تُطبع وعدد أكبر من الكُتاب الشباب الذين يقومون بنشر كتبهم. لكن هناك مشكلات كثيرة، منها تركيز الناشرين علي المواد الأدبية كدواوين الشعر والقصص، وعزوفهم عن النشر في الفنون المعرفية الأخري ومجالات البحث العلمي المختلفة. في العام الماضي تم تسجيل 23 ألف عنوان جديد في دار الكتب، معظمهم في التخصصات الأدبية". مشيراً إلي أن مكتبة الإسكندرية تقع في مشكلة أيضاً، وهي أنها تقدم الطبعة الواحدة بنسخ قليلة ، ثم نكتشف بعد أشهر قليلة أن الكتاب وصل إلي الطبعة العاشرة، ما يخدع القارئ والمسئول فيما يسمي بالأكثر توزيعاً. كما تحدث النمنم عن أهمية دعم الحرية في مجال البحث العلمي والأكاديمي وتسهيل البحث داخل الجامعات، حيث إن نسبة النشر في المجالات العلمية لا تتناسب مع العدد الضخم من الطلاب والباحثين والدارسين في الجامعات المصرية. مشدداَ علي ضرورة زيادة عدد المؤسسات الثقافية في المحليات والتوسع كمًا وكيفًا في حركة النشر للتغلب علي فكرة مركزية النشر في القاهرة. التكنولوجيا والمخطوطات والمطبوع انتهي اليوم الأول من القمة بجلسة عن "التكنولوجيا والمخطوطات"، حيث تحدث مايكل فيلبس، المدير التنفيذي للمكتبة الإلكترونية للمخطوطات القديمة، الولاياتالمتحدةالأمريكية، عن التطبيقات الفنية للتصوير الطيفي لمخطوطات من القرن الرابع حتي القرن التاسع عشر. أما الدكتور جون فان أودينارين؛ مدير المكتبة الرقمية العالمية WD، تناول تطورات وتحديثات المكتبة الرقمية العالمية، التي تساهم فيها مكتبة الإسكندرية باعتبارها أحد الأعضاء المؤسسين لها؛ حيث تعد من أهم مزودي الخدمات التقنية للمشروع، إضافة إلي إثرائها لمحتوي المكتبة الرقمية. وقال إن المكتبة تضم حاليًا 12.465 مادة، تم جمعها من 128 مؤسسة من 57 دولة، وقد تصفحها ستة ملايين زائر حول العالم العام الماضي، مبينًا أن المكتبة الرقمية تهدف إلي رقمنة المواد التراثية وإتاحة إرث وإنجازات الشعوب بصورة رقمية مجانًا علي الانترنت. بدأت فعاليات اليوم الختامي للقمة بجلسة "الكتاب والتبادل الثقافي" برئاسة سهير الشامي، أستاذ اللغة الفرنسية في جامعة الإسكندرية، وتناولت الجلسة في مجملها دور الترجمة في بناء الدولة القومية في مصر الحديثة منذ القرن التاسع عشر، وعن عدم إمكانية إيقاف التقدم الثقافي والعلمي. وتحدث فيها الدكتور أحمد يوسف، عضو المجمع العلمي المصري، عن شخصية الشيخ المسيري السكندري في مراسلات بونابرت في مصر. قائلاً: "اكتشف هذا الموضوع بالصدفة عندما كنت أعمل علي رسائل نابليون بونابرت. فعائلة المسيري ترجع أصلها إلي القرن السادس عشر بمحافظة البحيرة، وتوجد أيضًا في تونس والمغرب، وكان تعمل في التجارة مع الأجانب. والشيخ المسيري عالم الأزهر كان يعيش في منزل صغير وهو موجود حتي الآن في شارع وكالة الليمون". وأوضح أن نابليون بونابرت كان يود أن يضع شيخا أو إماما لديوان علماء الإسكندرية، وكان كل شيوخ الأزهر اقترحوا عليه أن يذهب هو إلي الإسكندرية ويرأس الديوان بنفسه حتي استقبل خطاب كليبير عن شخصية المسيري وعن علمه وشجاعته؛ فقرر أن يعين الشيخ المسيري رئيسًا لديوان علماء الإسكندرية. مشيراً إلي أن المشكلة التي كانت بين الشيخ المسيري ونابليون بونابرت تكمن في أن المسيري كان ينتمي إلي عائلة تهتم بالتجارة والتعامل مع الإنجليز، وأن نابليون بونابرت قد أمر كليبير بمراقبة الشيخ المسيري، وأن الشيخ المسيري وضح لنابليون بونابرت أهمية التبادل التجاري والثقافي مع الأجانب والإنجليز، وأن الإسلام لا يمكن أن يكون وسطيًا ومعتدلاً إلا من خلال التعامل مع أوروبا من خلال التبادل التجاري والثقافي. تلت هذه الجلسة واحدة أخري بعنوان "الكتاب الإلكتروني أم الكتاب المطبوع"، والتي تناولت خصائص الكتاب الإلكتروني التفاعلي، وتغيّر واجهات القراءة. تحدثت فيها الدكتورة إيلينا ريليان - الجامعة الأوروبية، عن الاعتبارات النفسية والتربوية في استخدام الكتاب الرقمي وتطوره، والتي قالت إن العولمة و تكنولوجيا المعلومات والاتصالات قامت بإدخال تغييرات في التعليم، لذلك يجب أن تدريب الأطفال والمدرسين علي استخدام الكتب الرقمية، بالإضافة إلي الاعتماد علي أفضل الممارسات في وضع المناهج. وأشارت إلي أن أحدي المشاكل التي تواجه الكتاب الرقمي هي الكتاب المتعدد الأنماط؛ فهناك الكثير من المصطلحات التي تسبب الالتباس بالنسبة للكتب الإلكترونية يجب إزالتها. فالكتب الرقمية هي عبارة عن مزج من كتب المراجع وكتب الحالات وكتب التمرين وكتب إعطاء الإرشادات والتي تتضمن أنماطا متعددة. حرية الإبداع وتحت عنوان "قضايا الكتاب في العالم العربي" أُقيمت حلقة نقاشية، التي قال فيها الشاعر محمد علي فرحات، رئيس تحرير جريدة الحياة - مكتب لبنان، إن الكتاب في صورة الشعب وفي صورة الأمة، وصورة الروح الجماعية الحرة للشعب في عمله ونضاله وذكرياته وأخلاقه واحتفاله بالحياة، أي أن الكتاب هو ثقافة الأمة وصورتها أمام نفسها والعالم. والكتاب العربي نتاج فرد أكثر مما هو نتاج جماعة، فهو كتاب فرد ليقرأه فرد، فإذا قرأته جماعة وأعادت قراءته جيلاً بعد جيل فهي تقدس وضع الكتاب وتمنع نقده، وتضم صاحب الكتاب إلي الاولياء الصالحين الذين لا يأتيهم الخطأ، والذين تصلح أفكارهم للاعتماد في زمان ومكان. وأضاف أن الكتاب العربي يخضع لثلاث رقابات؛ رقابة ذاتية من المؤلف والناشر، وحكومية من لوائح الدولة، وشعبية من التيارات الجماهيرية السائدة والأمينة، والأخطر فيهم هي الرقابة الذاتية التي تحد من شخصية الكاتب؛ فيصير محترف تأليف ويتراجع ابداعه ونقده، وربما يتساوي هنا حضوره وغيابه. ورقابة الناشر تراعي شروط توزيع الكتاب وتوصيله إلي القارئ كأنه سلعة لابد أن تعبر الجمارك لتصل إلي السوق، ورقابة الحكومة والشعب القارئ متسامحة، وأن الخطر يكون من رقابة الذات المبدعة والناشر المحافظ. أكد خالد عزب، رئيس قطاع المشروعات والخدمات المركزية بمكتبة الإسكندرية، علي صناعة الكتاب تواجه صعوبات منذ العام 2011 حتي الآن، وإن كانت شهدت نموًا مطردًا في دولة كالجزائر نتيجة برنامج وزارة الثقافة الجزائرية الذي يدفع بحركة النشر بصورة كبيرة خاصة عند الاحتفاء بمدن كالجزائر وتلمسان وقسنطينة كعواصم ثقافية أو عبر تحفيز القراءة علي الصعيد الوطني أو من الجامعات الجزائرية التي باتت معنية بحركة التزويد. وقال: "هناك إشكالية في حركة النشر في العالم العربي تتمثل في العلاقة بين مضمون ما ينشر وحجم ما ينشر وطبيعة النشر ذاته. فهناك حراك حدث علي شبكات التواصل الاجتماعي، حيث يستطيع الكاتب الآن الترويج لنفسه بغض النظر عن المضمون، حتي إن دور النشر العربية الكبري صار لها صفحات إلكترونية تجذب شريحة من القراء الشباب". وتطرق إلي الكتاب الجامعي الذي صار يمثل حوالي 90٪ من حجم الكتاب العلمي العربي، وإن كان يهدد هذا المجال اتجاه الجامعات نحو التعليم الرقمي خلال السنوات المقبلة، فضلاً عن أن العديد من الخدمات التعليمية والدوريات في مجالات كالطب والكيمياء والهندسة تقدم بسهولة عبر شركات دولية تتيح خدماتها باشتراكات للجامعات والمكتبات. أما حسن الوزاني، مدير الكتاب والخزانات والمحفوظات بالمغرب، ركز حديثه عن وضع الكتاب في بلاده الذي يرتبط بثقل الجانب التاريخي الذي يتسم بشكل مفارق - من جهة - بالحركة التي عرفها الإنتاج الثقافي المغربي خلال مراحله التاريخية الطويلة، ومن جهة أخري بتأخر ظهور مكونات القطاع بمفهومها الحديث. وأضاف أن الثقل الاقتصادي يظل لقطاع الكتاب بالمغرب محدوداً مقارنة مع القطاعات الاقتصادية الأخري. وفي هذا الإطار حققت مجمل مكونات مجال النشر والطباعة سنة 2013 إنتاجًا يتجاوز 328 مليون دولار ووصل رقم المعاملات إلي حوالي 357 مليون دولار، وذلك من خلال اشتغال 500 مؤسسة نشر ووحدة مطبعية. في نهاية هذه الجلسة التي أدارها الدكتور عماد أبو غازي، وزير الثقافة الأسبق، طلب أحد الحضور من الأجانب أن يطرح سؤالاً، كان حول مدي حرية الإبداع في مصر، وما يتردد عن منع أعمال أدبية من النشر خصوصاً للدكتورة نوال السعداوي، فأجاب أبو غازي قائلاً: "ليست نوال السعداوي وحدها التي تتعرض لمثل هذه المواقف، مؤخراً أُحيل طارق الطاهر رئيس تحرير جريدة أخبار الأدب إلي محكمة الجنح بتهمة خدش الحياء العام بسبب نشره فصلاً من رواية، وفي تصوري أن الإبداع يواجه مشكلة كبيرة بسبب الرقابة الحكومية والشعبية، كما أن هناك تحديات خمسة تواجهنا هي الحرية والقرصنة والتسويق والرقمنة وحماية حق المؤلف".