عندما طالعتُ الترجمة الألمانية لكتاب "آخر الشهود" لحائزة نوبل هذا العام، سفتلانا ألكسييفتيش، تذكرت علي الفور قصص الكاتب الألماني فولفجانج بورشرت (1921 ذ 1947) التي ترجمت بعضها قبل سنوات إلي العربية في مجموعة حملت عنوان "سن الأسد". تذكرت "ساعة المطبخ" و"الجرذان تنام في الليل أيضا" و"الخبز". في تلك القصص القصيرة عبّر بورشرت عن الحرب بكل بشاعتها من خلال مشاهد إنسانية بسيطة وبكلمات خالية من المحسنات البلاغية. هذه القصص اعتبرها زميله هاينريش بُل "تحفا فنية مكتملة"، ورأي فيها الراحل إبراهيم أصلان "تعبيرا رفيعا عن ضراوة الحروب جميعا، دون كلمة مباشرة واحدة". نصوص سفتلانا ألكسييفيتش التوثيقية، أو بالأحري قصصها القصيرة " في كتبها الخمسة (التي تُرجمت جميعا فور نشرها إلي الألمانية)، تتناول في معظمها، أيضا، الحرب العالمية الثانية، تلك الحرب التي كانت مهيمنة علي طفولتها وشبابها. ، أو كما قالت في في كتابها "ليس للحرب وجه أنثوي": "كنا طوال الوقت نحوض حربا، أو نستعد لخوض حرب أو نتذكر كيف حاربنا ... في المدرسة علمونا أن نحب الموت. كنا نكتب موضوعات الإنشاء حول أمنيتنا أن نموت في الحرب. كنا نحلم بذلك ..." الحرب العالمية الثانية، وحرب أفغانستان، و"الحرب النووية" في تشرنوبيل هذا هو تاريخ الاتحاد السوفييتي كما عاشته ألكسييفيتش. عن ذلك قالت في الكلمة التي ألقتها بمناسبة حصولها علي جائزة السلام الألمانية عام 2013: "كتبتُ خمسة كتب، ولكنني في الحقيقة أعمل منذ أربعين عاما علي كتاب واحد، وهو التاريخ الروسي السوفييتي: الثورة، الغولاغ، الحرب ... تشرنوبيل ... سقوط "الإمبراطورية الحمراء" ... في معظم كتبي يحكي "الإنسان الصغير" عن نفسه. ... هذا الإنسان الذي لا يُسأل أبدا عن رأيه، الذي يختفي بلا أثر، آخذا أسراره معه إلي القبر." من قصص "الإنسان الصغير" اخترتُ مقتطفات من كتابين لحاملة نوبل هذا العام. الكتاب الأول هو "ليس للحرب وجه أنثوي" الذي صدرت طبعته الأولي عام 1984، وفيه تتحدث ألكسييفتش عن الجنديات الروسيات في الجيش الأحمر اللائي شاركن في الحرب العالمية الثانية، واللواتي يُقدر عددهن بنحو مليون. وهذا المقتطف مأخوذ من الطبعة الألمانية الأخيرة (من صفحة 193 حتي صفحة 223) التي صدرت في عام 2013 بترجمة جانا-ماريا براونجارت عن دار هانزر في برلين. أما الكتاب الثاني فهو "آخر الشهود" الذي صدرت طبعته الأولي عام 1985، وفيه يتحدث الأطفال عن رؤيتهم للحرب العالمية الثانية. وقد استندت في هذه المقتطف (من صفحة 28 حتي صفحة 58) إلي الطبعة الألمانية الأولي الصادرة عن دار "نويس ليبن" في برلين عام 1989، وقامت بالترجمة إلي الألمانية جيزيلا فرانكنبرج. من كتاب »ليس للحرب وجه أنثوي« من كتاب "ليس للحرب وجه أنثوي" "لم نطلق الرصاص ..." الجبهة بعيون نساء من قوات الإمداد كثيرون شاركوا في الحرب. وفي الحرب هناك الكثير الذي ينبغي عمله. في الحرب لا يطلقون الرصاص ويقتلون فقط، ولا يلقون القنابل ويفجرون ويقاتلون العدو عن قرب فحسب ذ هناك أيضا غسيل لا بد أن يُغسل، وطعام لا بد أن يُطهي، وخبز لا بد أن يُخبز. ثمة أوعية لا بد من تنظيفها، وسيارات لا بد من إصلاحها، ورسائل لا بد من توزيعها، وسجائر لا بد من توريدها. حتي الحرب نفسها لا تتكون من الأشياء الكبيرة فقط، بل أيضا من الأشياء الصغيرة. "هناك جبال من العمل"، تقول الممرضة ألكسندرا يوسيفوفانا ميشوتينا. فالجيش الزاحف إلي الأمام تعقبه "الجبهة الثانية" نساء ورجال يقومون بالغسيل والطهي وتصليح السيارات وتوزيع البريد. (...) "بابا، لماذا الحرب؟" قبل الحرب كنت أعيش سعيدة راضية. في البيت. عند الوالدين. كان أبي قد عاد من الحرب الفنلندية سليما وسالما. سألته: "بابا، لماذا الحرب؟" وسرعان ما نشبت حرب جديدة. كنت ما زلت طفلة، تم إجلاؤنا من مينسك، وترحيلنا إلي ساراتوف. وهناك عملت في إحدي المزارع التعاونية. وذات يوم استدعاني رئيس مجلس إدارة القرية، وقال لي: "إنني أفكر فيك طوال الوقت يا ابنتي." تعجبت، فسألته: "في أي شيء تفكر يا عمي؟" لو لم تكن هذه الساق الخشبية الملعونة! ولكن بسبب هذه الساق الخشبية الملعونة ... لم أفهم حرفا مما قال. فأضاف موضحا: لقد وصلتنا رسالة، ينبغي عليّ أن أرسل شخصين إلي الجبهة، ولكن ليس لديّ أحد. أود لو استطعت أنا الذهاب بنفسي، ولكن هذه الساق الخشبية الملعونة ... أما أنت فلا أستطيع أن أرسلك، فأنت من المُهّجَرين. ولكن ربما تريدين الذهاب؟ ليس لدي سوي فتاتين، أنت وماريا أوتكينا. كانت ماريا طويلة وقوية البنية، أما أنا فلا. كنت متوسطة ... أتذهبين؟ هل سأحصل علي جوارب طويلة؟ كنا نرتدي ملابس مهترئة تماما ماذا كنت سآخذ معي إلي الجبهة؟ - أنت جميلة ولطيفة، بالتأكيد سيعطونك حتي حذاء عسكريا. وهكذا وافقت. نزلنا من القطار، كان هناك رجل يريد أن يستلمنا، رجل ضخم بشارب، ولكننا رفضنا الذهاب معه. لا أعرف لماذا، ولم أسأل عن السبب، فأنا كنت منطوية علي نفسي وصوتي منخفضا، ولم أزاحم أحدا أبدا. لم يعجبنا الرجل. ثم أتي بعد ذلك ضابط وسيم. الصورة المثالية للرجل! أقنعنا الرجلُ بكلامه، فانطلقنا في سيارته. وصلنا إلي السريّة، فرأينا الرجل ذا الشارب الذي ضحك قائلا: ولكنكما لم ترغبا في المجيء معي، أيتها الساذجتان! قرأ الرائد اسمينا بصوت عال، ثم سأل كل واحدة: "ما الذي يمكنك القيام به؟" أجابت الأولي: حلب الأبقار. ثم جاء الدور علي، فسألني: وأنتِ؟ أستطيع غسل الغسيل. أراك فتاة طيبة. هل تستطيعين الطهي أيضا؟ نعم، أستطيع. طوال اليوم كنت أطهو الطعام، وعندما أرجع ليلا، كان ينبغي عليّ أن أغسل غسيل الجنود. ذات مرة أديت خدمة الحراسة. صاح أحدهم: "يا حراسة! يا حراسة!" غير أني لم أستطع الرد ذ كنت منهكة تماما. إرينا نيكولايفنا سينينا، جندية، طباخة سألني ضابط الصف: يا فتاة! كم عمرك؟ 18، لماذا؟ لأننا، لا نستطيع تجنيد القُصّر. يمكنني أن أقوم بكل ما تريد. يمكنني أيضا أن أخبز. عندئذ أخذوني. ناتاليا موخامتديونفا، جندية، خبازة "الحرب بحاجة إلي جنود ... أما نحن فقد أردنا أن نكون جميلات أيضا ..." طوال الحرب كنت أبتسم ... كنت أري أن عليّ الابتسام كثيرا علي قدر الإمكان، علي المرأة أن تكون مشرقة. قبل أن ننتقل إلي الجبهة قال لنا بروفيسور عجوز: "عليكن أن تقلن لكل مصاب إنكن تشعرن بالحب تجاهه. أنجع دواء لديكن هو الحب. الحب يمنح قوة للبقاء علي قيد الحياة. إذا رأيتِ المصاب راقدا، يعاني من آلام مبرحة حتي أنه يبكي، قولي له: "لا تبكِ يا عزيزي. لا تبكي أيها الرجل الطيب ..." "هل تحبينني يا ممرضتي الصغيرة؟" (كان الجميع ينادينا نحن الفتيات بكلمة "ممرضة".) "طبعا، أحبك. هيا، عليك أن تنهض سريعا." كان مسموحا للجنود بأن يسبوا ويلعنوا، أما نحن فلا. إذا صدرت منا كلمة واحدة جافة، كنا نعاقب أشد العقوبات، لدرجة الحبس ... فيرا فلاديميروفنا شيفالديشيفا، ملازم أول، جرّاحة الرجال إنهم مختلفون ... لم يكن باستطاعتهم أن يفهمونا دائما. لكننا كنا نحب العقيد بتيتسن جدا. كنا نطلق عليه "بابا". كان يبدي التفهم لروحنا الأنثوية. بالقرب من موسكو، عند انسحابنا، خلال أسوأ الأوقات، قال لنا: "يا بنات ذ موسكو ليست بعيدة. سأحضر كوافير لكنّ. اصبغن الشعر وصَفِفنه! صحيح أن هذا ضد التعليمات، ولكنني أريد أن تكنّ جميلات. ما زالت الحرب طويلة ذ ولن تنتهي سريعا ..." وهكذا أحضر لنا كوافيرة. صبغنا شعرنا وصففناه. وكنا في غاية السعادة ... سينايدا بروكوفيفنا جوماريفا، عاملة تلغراف من كتاب "آخر الشهود" "إلا عندما ابتسم" جاليا دافيدوفا. 11 سنة. اليوم مديرة في مغسلة. تقيم في مينسك. رأيت عددا كبيرا من الجنود النازيين، ولكني لا أتذكر بوضوح أحدا منهم. كان يبدو لي أن لهم وجها واحدا. لم يبق من ذكراهم لدي إلا الخوف. والجوع. عندما كان يأكل شخص ما بجواري مباشرة شيئا، كنت أغلق عيني بسرعة محاولة الاستغراق في النوم. الاستغراق في النوم قبل أن يبدأ في بلع طعامه. بعد أن انتهت الحرب، مرت سنوات كثيرة كنت خلالها أخاف من الذهاب إلي الفراش، كنت أخاف الاستغراق في النوم. ماذا لو استغرقت في النوم، ثم جاءوا للقبض عليّ؟ أو لو مت؟ أو لو حدث شيء فظيع آخر؟ كان العذاب يأتيني مع الليل. ثم الكوابيس. أما أثناء النهار فكنت أبكي عندما أري الشمس الحبيبة. لم تكن الأيام الغائمة تزعجني. فإذا ظهرت الشمس، كان عليّ أن أفكر في والديّ. لقي أبي وأمي وأختاي مصرعهم. لم يبق سوي أخي علي قيد الحياة. بعد انتهاء الحرب عثر علي خالتي. كان قد تغير جدا لدرجة أنها لم تتعرف عليه إلا عندما ابتسم. عندئذ تعرفت علي ابتسامة أبينا. كنا سعداء للغاية أن رجلا واحدا علي الأقل »أنا ماما« تَمارا بارخيموفيتش. 11 سنة. اليوم سكرتيرة. تقيم في مينسك. كنا مستغرقين في النوم عندما قصفوا معسكر الطلائع. بسرعة عدونا خارجين من الخيام، ورحنا نركض صارخين في أنحاء المكان. "ماما! ماما!" أمسكتْ إحدي المربيات بكتفيّ وهزتني حتي أعود إلي وعيي، إلا أنني واصلت الصراخ: "ماما! ماما!" إلي أن حضنتني قائلة: "أنا ماما!" في نهاية فراشي كانت ملابسي موضوعة، الجيبة والبلوزة البيضاء والشال الأحمر. ارتديت كل شيء، وبدأنا رحلتنا إلي مينسك. قام عديد من الآباء بإحضار أطفالهم في الطريق، ولكن ماما لم تكن بينهم. وفجأة قالوا لنا: "لقد وصل الألمان إلي المدينة!" فرجعنا من حيث أتينا. قال أحدهم إنه رأي أمي، ميتة. منذ تلك اللحظة تكونت ثغرة في الذاكرة. كيف وصلنا إلي بينتسا؟ لا أعرف. كيف وصلتُ إلي ملجأ الأطفال؟ لا أعرف. لا أتذكر إلا أننا كنا كثيرين، وأن كل اثنين كانا ينامان في سرير واحد. عندما غادرت صالة المطعم، قال الأطفال لي: "مامتك جاءت." كنت أحلم في كل ليلة بأمي. وفجأة كانت تقف أمامي. اعتقدت أنها خيال. نظرت: ماما! لم أصدق عيني. راحوا طوال أيام يتحدثون معي بلطف محاولين إقناعي، رغم ذلك كنت أخشي الذهاب إلي أمي. انفجرتْ هي في البكاء، وأنا صرخت: "لا تقتربي مني! أمي ماتت!" استولي عليّ الخوف منها. "ولم أعد أبكي" فولوديا مالاي. 13 سنة. اليوم مقدم شرطة. يقيم في ضاحية ناروتشي، منطقة مينسك. في الثالثة عشرة كنتُ، علي الأرجح مثل كل الفتيان في عمري، أعشق كتب الحرب وأفلامها. أود أن أذكر أيضا أنه لم يكن خافيا علينا نحن الأطفال أن البالغين كانوا خائفين من الحرب، وكانوا يتحدثون دائما عنها. أنا علي سبيل المثال كنت قناصا، وكنت أصوب البندقية علي نحو جيد، وهكذا أرسلوني للمشاركة في مسابقة رماية كانت ستُقام يوم الأحد الثاني والعشرين من يونيو. في ليلة المسابقة لم أنم جيدا بسبب اضطرابي، كل أفكاري كانت تدور حول النتيجة التي سأحققها. في الصباح ذهبت إلي المدرسة، وهناك وجدت فريقنا. رحنا ننتظر القائد العسكري. عندما رأيناه قادما، لاحظنا علي الفور انفعاله. كان أول شخص يقول لنا أن الحرب ضد هتلر قد بدأت، وأننا لن نسافر للاشتراك في المسابقة. بعد ذلك بأسبوع سقطت القنابل الأولي. وجدنا أنفسنا تحت القصف. عندما رأيت القتيل الأول، لم أعد أبكي. كل ما أدهشني هو أن الجندي المقتول من الجيش الأحمر كان يرقد وسط حقل الخيار الذي نملكه. وفوقه، فوق رأسه مباشرة، كانت زهرة عبّاد شمس تتمايل مع الريح. حتي ذلك اليوم كنت أعتقد أن الجنود يلاقون حتفهم في ميدان القتال فقط. ولكن تصوراتي عن "ميدان القتال" كانت ضبابية جدا. غير أنني كنت أعرف جيدا، من الكتب طبعا: أن الجنود هناك يهجمون علي العدو وهم يصرخون. ولكن هنا؟ هنا يرقد فتي صغير جدا ... يرقد وسط الخيار الذي رويناه بالأمس. نزعت السلاح عن الميت، وبحثت عن أسلحة أخري، وزيّتُها باجتهاد، ثم وضعتها في صناديق الذخيرة، وقمت بتسمير الصناديق، أو تغليفها بخِرق مشبعة بالدهون، ودفنت الأشياء كلها. كانت أوامر القائد الألماني الأعلي معلقة في كل مكان، وتقول إن عقوبة حيازة الأسلحة الإعدام رميا بالرصاص. كنت قد خبأت خمس بنادق، ورشاشا آليا خفيفا من نوع "ديجتياريف"، ومدفعَ هاون، وعددا كبيرا من الطلقات والقنابل اليدوية. فجأة أصبحت بالغا. وعندما تكوّنت في قريتنا ساريا مجموعة سرية، سُمح لي بالانضمام إليها. »رجوناها أن نلعق الحلة« فيرا تاشكينا. عشر سنوات. اليوم عاملة في مصنع. تقيم في روستوف. توفي أبي قبل نشوب الحرب بعام. وجدت أمي نفسها تعيش مع سبعة أطفال وحدها. كان ذلك صعبا. رغم ذلك شعرنا خلال الحرب أن الحياة في وقت السلم كانت هي السعادة بعينها. كان البالغون يقولون إن الحرب قد اندلعت، ولكن ذلك لم يصبنا بالرعب. لقد لعبنا كثيرا "لعبة الحرب"، وكنا علي معرفة وثيقة جدا بالكلمة. الشيء الوحيد الذي أثار تعجبنا كان نحيب الأم بصوت عال. لم ندرك فيما بعد مدي التعاسة التي كنا نعيش فيها. ما زلت أتذكر أننا كنا نقفز في منتصف الليل من فراشنا، ونعدو هابطين الدرج إلي القبو كي نختبأ من القنابل. من قسوة الجوع كان أخي يقرض حافة الفرن. لملمت أمي آخر ما تملك، وذهبت لكي تستبدل أشياءها ببطاطس وذرة. صنعت لنا من الذرة عصيدة، ووزعتها علينا. غير أننا ظللنا نحدق في الحلة ورجوناها قائلين: هل تسمحي لنا بلعقها؟ ثم جاءت القطعة وواصلت لعق الحلة. أي شيء وجدته القطة بعدنا؟ كان هذا لغزا بالنسبة لي. ظللنا طوال الوقت ننتظر جنودنا. "سوف يسحقون الفاشيين! سيأتون قريبا!" عندما قامت طائراتنا بغارات هجومية، لم أركض بعيدا بحثا عن مخبأ، بل خرجت إلي الشارع لأري قنابلنا وهي تسقط. ذات مرة وجدت شظية. عندما عدت إلي البيت، سألتني أمي والخوف يشلها: أين كنتِ كل هذا الوقت؟ وماذا تخبئين؟ لا أخبئ شيئا. لقد وجدت شظية وأحضرتها معي. إذا أصابتك واحدة، ستعرفين خطورتها. ولكن يا ماما، هذه شظية من قنابلنا نحن. هل من الممكن أن تقتلني؟