أنهت شهرزاد حكاياتها واستراح شهريار بين أحضانها يحاول أن يتخلص من الارق وأراد أن يخبرها بما يعانيه ويقول لها ما يشغل باله لكن لم يصل الي شيء. حاول أكثر من مرة ولم يفلح، وأثناء ذلك دخل الوزير ممتقع الوجه مرتعش الأطراف متوترا يحاول أن ينطق ولم يستطع، فآثار دهشة شهريار واعتدل في جلسته وآثاره دخول الوزير دون استئذان ونظر اليه بطريقة لم يتعود الوزير عليها وقال له: - ما هو السبب الذي جعلك تأتي دون موعد سابق وكذلك دون استئذان..؟ تصلب الوزير في وقفته يحاول أن يتكلم ولكن يتردد ولا يعرف ماذا يقول وكيف يسوق اليه الخبر وأخيرا نطق وقال: - مولاي الملك ساحة القصر مملوءة وكذلك ما يحيط بالقصر. - من هم وماذا يريدون؟ - واسترد الوزير أنفاسه وقال مولاي ان الجميع من الفتيات. وسأله شهريار. وماذا يردن؟ وتوقف الوزير عن الكلام وأخيرا تكلم بعد أن نظر اليه شهريار. - يطالبن برأسك يا مولاي. ترك شهرزاد مكانه وهب واقفا غير مصدق ما يسمع ونظر الي شهرزاد ونظرت اليه وبعد أن تمالك نفسه قال للوزير. - ماذا قلت..؟ - ساحة القصر وما حولها مملوءة بالفتيات ويطالبن برأسك. - هل أصابك خلل أيها الوزير وهل تدري ما تقول؟ ورد عليه الوزير وهو يرتجف ولا يستطيع الوقوف. - نعم يا مولاي فهن موجودات من منتصف الليل كيف دخلن لا أعرف؟ وطلبت قائد الحرس فأخبروني أنه مسجون في احدي غرف القصر وممنوع الوصول اليه وكذلك بقية الحرس. ووقف شهريار. ماذا تقول؟ قائد الحرس مسجون. مَن سجنه؟ - مجموعة من البنات. وأين بقية الجند؟ وكيف دخلوا؟ ومن سمح لهم بالدخول منذ البداية انها مؤامرة دنيئة. وقفت شهرزاد بجانبه تريد أن تريح أعصابه. تربت علي خده بحنان بالغ وقالت له" - لا تشغل بالك يا مولاي بهذه التفاهات وهذا لا يمثل شيئا علي الاطلاق فهن مجموعة من الفتيات المراهقات وسنعرف حالا ماذا يردن وكيف دخلن؟ وأصدر شهريار أوامره للوزير بأن ينصرف ويقومون بتشديد الحراسة عليهن حتي نعرف من سمح لهن بالدخول وماذا تريد كل واحدة منهن؟ - ما رأيك يا شهرزاد؟ - لم يخطر علي بالي مثل هذا الأمر يا مولاي فالجميع سعداء. والخير يملأ البلاد. وانصرف الوزير وعاد شهريار للجلوس بجانب شهرزاد متوترا للغاية وقال: - هل وصلت الوقاحة أن يطلبن رأسي. أيردن قتلي. لماذا؟ وماذا فعلت لهن؟ وقالت شهرزاد: أولا يا مولاي تعرف من هن؟ ومن أين أتين؟ ولماذا هذا الطلب؟ واستدعي الوزير وسأله عن سبب الحضور وماذا يريدن وأصابت شهريار نوبة من الضعف وأصبح تفكيره لا يساعده علي اتخاذ القرار فذهب الي شهرزاد وسألها. - هل في حكاياتك مثل هذه الحكاية؟ - انها جديدة ولم أسمع بمثلها من قبل. وسأل الوزير الذي مازال واقفا وأمره أن يجمع مجلس الوزراء لمعرفة كيف حدث مثل هذا الأمر المخل وتوقف تفكيره تماما ولم يعد يستطيع أخذ أي قرار. لماذا..؟ وكيف؟ وأنا الملك شهريار كيف يتم ذلك. أكيد انها مؤامرة دنيئة لكن من الذي دبر هذه المؤامرة القذرة وما هي أبعادها ومن وراءها؟ فتيات يطلبن برأسي. رأس الملك نفسه. ان هذا فظيع وسأل الوزير. - ماذا يطلبن؟ - ذكرت لجلالتكم أنهن يطلبن رأسك. - ألم تسأل واحدة منهن لماذا هذا الطلب؟ ومن وراءه. - حاولت جلالتكم ولم أصل الي رد. وهدأ شهريار قليلا وطلب من الوزير أن يأتي بواحدة منهن لمعرفة السبب وبعد ذلك يأمر بقتلهن جميعا تقدمت احداهن بثبات وبقوة أمام الملك بعد أن أدت فروض الطاعة ونظر اليها شهريار وبجانبه شهرزاد. - ما هو طلبكن؟ - رأس مولانا الملك. وذهل الملك من الرد السريع ونظر اليها شذرا. - هكذا ببساطة دون اعتبار للملك الذي أمامكم. - هذا طلبنا الذي استقر الأمر عليه. - لماذا؟ - لأنك قتلت العذاري بعد أن فقدن عذريتهن لماذا؟ لا نعرف إلا نوعا من الانتقام لكن ما ذنب اللاتي قتلتهن وما مسئوليتنا هذه مسئوليتك الشخصية يا مولاي وهو نوع من أقسي أنواع الانتقام. وها نحن نطالب برأسك عوضا عما فعلت من مآس. - أولا من أنتن وكيف جئتن؟ - نحن اللاتي كنا عذاري وأمرت بقتلهن. - هل أنتن مازلتن أحياء بعد أن قطع السياف رؤوسكن؟ كيف؟ - لأن السياف كان يأخذ الواحدة منا وبعد الخروج من القصر يتركها ويعود لجلالتكم ويقول تم اللازم يا مولاي. - أي لم تقتل واحدة منكن؟ - لا. يجلس شهريار بجانب شهرزاد والقلق والألم والضعف يظهر عليه واضحا. - كيف تم هذا يا شهرزاد؟ - لا أعرف يا مولاي عليك أن تستدعي الوزير ليحضر هذا السياف من أي مكان حالا. وعاد الوزير خائبا لا ينطق وسأله شهريار. - ماذا بك انطق أين السياف أيها الوزير؟ - وبخوف شديد أجاب يقولون يامولاي انه هرب مع آخر فتاة أمرتم جلالتكم بموتها. - أين ذهب؟ - لا أحد يعرف ولم يدلنا أحد علي مكان هروبه. واتجه شهريار الي شهرزاد قائلا إنها مؤامرة قذرة وسألها ما العمل؟ فقالت له انهن تركن رسائل مع الوزير. وأعطي شهرزاد الرسائل وخرج الوزير وطلب شهريار قراءة الرسائل. فقالت شهرزاد: مولاي ان الرسائل كلها واحدة وفي سطرين. - اقرئي يا شهرزاد. وقرأت شهرزاد "مولانا القاتل أمرت بأن تقتل كل ليلة واحدة منا بعد أن تقضي معها الليل وتفض بكارتها وفي الصباح تدعو السياف لقتلها. فهل بعد كل هذا الانتقام عرفت لماذا خانتك زوجتك الملكة مع عبد أسود. مولانا القاتل هل بعد أن تقضي شهوتك وترضي غرورك ألم تطلب واحدة منهن أن تتركها لحبيبها أو لأبيها أو أنها وحيدة أسرتها وذلك بعدأن تفرغ من لذتك الشهوانية. كم كنت قاسيا مولانا القاتل. والانتقام لشرفك الملوث الذي لم تعرف لماذا؟ أما السياف الرجل الطيب لم يفعل معنا أي شيء فبعد أن يأخذ من أرسلتها لقتلها يخرج بها الي الخلاء الواسع ويتركنا ويقول كل واحدة تفعل ما تريد. أما أنت مولانا القاتل أصبح القتل رغبتك في الصباح والجنس لذتك في المساء فنحن نطالب برأسك بعد أن كنت تنوي قتلنا. ونظر الي شهرزاد وطلب منها أن تستمع جيدا لما يقول. ان هذه مؤامرة ولابد أن أعرف من الذي دبرها واستدعي الوزير: - اسجن كل الموجودات. - ورد الوزير لن نستطيع لأن عددهن كبير وهددوني بإراقة دمي لو قمت بأي عمل ضدهن. أغرب عن وجهي أيها الوزير الفاشل. واتجه الي شهرزاد متسائلا. - من تعتقدين أنه صاحب هذه المؤامرة القذرة؟ ودخلت احدي الفتيات دون استئذان وقالت: - مولانا القاتل. ليست مؤامرة ولكن جئنا لنأخذ بِثأرنا الذي لم تستطع أن تنفذه بدمويتك وجبروتك. - اخرسي. - لن أخرس فورائي كل من حاولت قتلهن وعلي استعداد للموت في سبيل ثأرهن. ونظر شهريار الي شهرزاد نظرة لا تدل علي أي شيء وقال في استعطاف. - شهرزاد لقد استطعت انقاذ بنات جنسك من القتل الذي لم يتم أليس في استطاعتك انقاذ زوجك.. ونظرت اليه شهرزاد طويلا وقالت لم أشعر في يوم من الأيام انك زوجي بل كنت الملك الجبار المتعطش لدماء العذاري من أجل خيالات في ذهنك ولم تصل اليها فاتخذت القتل وسيلة للانتقام. وهذه ليست مؤامرة ضدك كماتدعي أو يصورها لك خيالك المريض انني أنا التي قمت بتنفيذها. لا بل أنت المتسبب بدمويتك وعقلك الطائش.