قال البابا تواضروس الثانى، إن الجهاز الروحى للإنسان عين وأذن وقلب، لذا فما هى طبيعة ونوع عينيك؟ من الناحية الفسيولوجية يعتبر تركيبها واحدا، ولكن العين هى قلب الإنسان ومدخل للمعرفة والكتاب المقدس يقول: "هى سراج الإنسان"، وفى الصوم يجب أن نحاول تصليح عيوننا الداخلية وفى الفن القبطى نرسم العينين تعبيرا عن أن الإنسان له العين الداخلية والخارجية، ويجب أن ترى العين وتفهم وتترجم بشكل صحيح، ووصايا الرب مستقيمة تنير عينيك، والعين لا تشبع من النظر ولا تمتلئ من السمع. وقسم البابا خلال عظته مساء اليوم، بالكاتدرائية المرقصية بالعباسية العيون إلى عيون شريرة وأخرى نقية، وبدأها بمثال الغنى الذى وصف بالغباء فى الكتاب المقدس بسبب عينيه، قائلا: "هناك عيون طائشة غير مركزة ولا تضبط الأمور، ولا تترجم ما هو أمامها وأقرب مثال هو الغنى الغبى الذى لم يشارك فى خيراته المحتاجين، وهناك عيون شريرة وهى التى دائما تدين وتنقد، وهناك عيون أنانية وأخرى طماعة وهو من يضع فكرة فى الأرض والتراب، وأخرى ممتلئة بشهوات الجسد لا تشبع من النظر، والعين الشهوانية ويسقط الإنسان فى خطايا كثيرة ولا يشبع وعين أخرى شريرة التى بلا رحمة وقاسية". وتابع البابا: "ونحن فى الصوم يجب أن نحسن هذه العين "الشريرة" لتكون جيدة"، واستشهد بمثال أيوب الصديق- فى الكتاب المقدس- الذى قال بسمع الأذن سمعت عنك والآن رأتك عينى، فقد يكون شخص يعرف المسيح سمعا، ولكنه يجب أن تعرفه بعين قلبك، وتشعر به يسكن فى داخلك. واستعرض البابا صفات العين النقية وهى الإيمان والرجاء والرضا، قائلا: "العين النقية والبسيطة هى التى تمتلئ بالإيمان نسميها عين القلب الواعي، وهذه العين ترى العجب، وهناك عين الرجاء نسميها عين "الذهن الصاحى" فتكون رؤية الشخص للأمور إيجابية وأخرى سلبية، وهناك "عين الرجاء" التى ترى المستقبل بشكل أفضل، وهناك عين الرضا التى تنظر للسماويات وليست الأرضيات، والعين النقية تحتاج رؤية المسيح والاتجاه، أى تسير فى استقامة لامتلاك العين النقية. ووضع البابا خمسة تدريبات لتدريب العين لتكون نقيه، وأولها تعلم كيف تقف أمام المسيح عن طريق الصلوات، فأنت هنا تواجه المسيح والتدريب الثانى مطالعة الإنجيل بالقراءة والتأمل، والثالث مشاهدة المواقع المقدسة مثل الأديرة والكنائس، والرابع مصاحبة القديسين بقراءة سير القديسين لفهم حياتهم والتمثل بهم، ومن التقاليد الجميلة أن نطلق على أبنائنا أسماء القديسين والقديسات لنعيش فى معنى هذه الأسماء، والتدريب الخامس، اخدم فى كل مكان يحتاج لخدمتك، فالخدمة العملية لمن لا أحد يخدمهم أى ذوى الاحتياج، فعندما تخدم وسط هؤلاء الناس فتبدأ بالشعور بمشاعر خاصة. واختتم البابا عظته قائلا: "فى الصوم فرصة لعمل الضبط وعدم مشاهدة أشياء غير نقية، فيجب أن تحفظ عينيك طاهرتين".