هل يعلم أحد كيف كانت حرب تحرير الكويت؟ وما الذى فعلته أمريكا فيها؟ هل يعلم أحد كيف كانت تدار الحرب على العراق؟ وتفصيلات دخولهم إلى قلب بغداد؟ هل تم نشر صور قتال الجنود الأمريكان مع العراقيين بكل تفصيلاتها الدقيقة؟ هل شاهدت صور القتلى والجرحى من الجنود الأمريكان.. أو الجنود العراقيين أو حتى جنود من جيوش التحالف التى بلغ تعداد من شارك فيها أكثر من 30 دولة؟ هل شاهدت هذا على صفحات الجرائد أو فى القنوات التليفزيونية الإخبارية؟ هل أسلوب إدارة العمليات الحربية الأمريكية التى حدثت فى هذا التاريخ معروفة لدى المحللين العسكريين؟ أسئلة كثيرة ومتنوعة.. والإجابة واحدة.. لا أحد يعلم!! وتحضرنى كلمات قالها الطيارون الفرنسيون بعد تحرير الكويت.. وبعد مشاركتهم أمريكا فى الضربات الجوية على العراق.. قالوا إنهم كانوا يشعرون إنهم مثل من يركبون جمالا.. مقارنة بأسلوب عمل الأمريكان فى الاعتماد على تكنولوجية لم يعرفوا لها مثيلا من قبل!! وعلى الرغم من هذا كله إلا أن أحداث 11 سبتمبر كشفت المستور وكشفت خيبة أمل الأمريكان فى أجهزة مخابراتهم.. وفى ذكائهم، واليوم إيران تستعد لتلقى ضربة أمريكية لمنشآتها النووية.. مع احتمال إشراك إسرائيل فى جزئية من العملية.. فهل سيكون أسلوب الضربة مثل سابقتها؟ كله فى الخفاء؟ أم ستكون حربا مفتوحة ومنشورة واستعراضية؟ أعتقد أنها ستكون جديدة وغير مسبوقة وغير مكررة. حروب أمريكا.. بصفتها أقوى دولة فى العالم الآن.. والدولة الوحيدة القادرة على استيعاب تكاليف وعقبات الحرب.. ستكون أيضا غير نمطية.. فقد انتهى زمن الحروب النمطية.. بالنسبة لها على الأقل.. الآن هناك أسلوب الضربات المتتالية السريعة والمحسوبة.. ويعقبها مباشرة موضوع آخر مختلف تماما عن ما حدث.. كشكل مشروع شرق أوسطى أو مشروع تنمية إقليمية أو تحالف عربى أمريكى أو أوروبى اقتصادى.. ويصبح هذا هو موضوع الساعة وهو الأساس.. وهو الهدف.. وتمحو أمريكا الذاكرة بسرعة وتصبح الحرب تاريخا وماضيا لا تخوض فيه.. بعد أن تكون حققت أهدافها فى أيام معدودة. وإيران تسعى بكل الوسائل العلنية والخفية لوقف عجلة الدمار الدائرة.. والمتجهة إليها لأنها تعلم حجم التخلف الذى ستجنيه.. إذا وقعت الحرب... مساعى إيران السياسية لم تترك بابا للتفاوض وتجميع المؤيدين من خلال الزيارات المتتالية لأحمدى نجاد إلى قمة التعاون الخليجى الأخيرة، واجتماعه معهم.. وزيارته للسعودية، وخلق تحالف خاص مع سوريا.. فهل للعرب تأثير ملموس على سير الأحداث الراهنة؟ هل دور العرب محسوب؟؟ هل للعرب رؤية خاصة..؟ أم أنهم ينتظرون الفعل ثم يقومون برد الفعل...؟؟ وهو تصرف من ليس له حيلة!!! تاريخ العرب معروف فى كل الأزمات التى مر بها خلال القرن.. وأقصى ما استطاعوا أن يفعلوه خلال الأزمات والحروب الإقليمية هو اللجوء إلى عصبة الأمم أو الجامعة العربية أو الأممالمتحدة.. بحثا عن حل يرضى الجميع.. ويعطى شرعية.. وثائقية..!!فى صورة قرارات.. ولكن الزمن الآن مختلف تماما عن سابقه... زمن لم يعد هناك فيه تواجد لأقطاب واتجاهات مختلفة متساوية... بل هو زمن ما يطلق عليه، زمن القطب الأوحد....أمريكا.... ولا يحق لأحد أن يبتعد عن هذا القطب.. وإلا تاه، وفقد هويته، وتاريخه، وكيانه، وثرواته.. وعاش كما كان يعيش أجداده منذ مئات السنين.... ولكم فى إيران وفلسطين عبرة... لمن لم يعتبر..