محمد جبران رئيسا للمجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب    نتيجة انتخابات نادي القضاة بالمنيا.. عبد الجابر رئيسًا    د. محمد كمال الجيزاوى يكتب: الطلاب الوافدون وأبناؤنا فى الخارج    د. هشام عبدالحكم يكتب: جامعة وصحة ومحليات    ألاعيب سيارات الاستيراد.. واستفسارات عن التحويل للغاز    «المركزية الأمريكية»: الحوثيون أطلقوا 3 صواريخ باليستية على سفينتين في البحر الأحمر    «حماس» تتلقى ردا رسميا إسرائيليا حول مقترح الحركة لوقف النار بغزة    "اتهاجمت أكثر مما أخفى الكرات ضد الزمالك".. خالد بيبو يرد على الانتقادات    استشهاد شابين فلسطينيين في اشتباكات مع الاحتلال بمحيط حاجز سالم قرب جنين    لدورة جديدة.. فوز الدكتور أحمد فاضل نقيبًا لأطباء الأسنان بكفر الشيخ    حقيقة انفصال أحمد السقا ومها الصغير.. بوست على الفيسبوك أثار الجدل    الدكتور أحمد نبيل نقيبا لأطباء الأسنان ببني سويف    رسميًا.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 27 إبريل بعد الانخفاض الآخير بالبنوك    2.4 مليار دولار.. صندوق النقد الدولي: شرائح قرض مصر في هذه المواعيد    أستاذ علاقات دولية: الجهد المصري خلق مساحة مشتركة بين حماس وإسرائيل.. فيديو    3 وظائف شاغرة.. القومي للمرأة يعلن عن فرص عمل جديدة    عاد لينتقم، خالد بيبو: أنا جامد يا كابتن سيد واحنا بنكسب في الملعب مش بنخبي كور    وزير الرياضة يُهنئ الأهلي لصعوده لنهائي دوري أبطال أفريقيا للمرة ال17 في تاريخه    كولر : جماهير الأهلي تفوق الوصف.. محمد الشناوي سينضم للتدريبات الإثنين    "في الدوري".. موعد مباراة الأهلي المقبلة بعد الفوز على مازيمبي    قبل مواجهة دريمز.. إداراة الزمالك تطمئن على اللاعبين في غانا    والد ضحية شبرا يروي تفاصيل مرعبة عن الج ريمة البشعة    رسالة هامة من الداخلية لأصحاب السيارات المتروكة في الشوارع    بعد حادث طفل شبرا الخيمة.. ما الفرق بين الدارك ويب والديب ويب؟    نظر محاكمة 14 متهما في قضية "خلية المرج".. السبت    شعبة البن تفجر مفاجأة مدوية عن أسعاره المثيرة للجدل    عمل نفتخر به.. حسن الرداد يكشف تفاصيل مسلسل «محارب»    دينا فؤاد: الفنان نور الشريف تابعني كمذيعة على "الحرة" وقال "وشها حلو"    حضور جماهيري كامل العدد فى أولي أيام مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير .. صور    تنفع غدا أو عشا .. طريقة عمل كفتة البطاطس    رغم قرارات حكومة الانقلاب.. أسعار السلع تواصل ارتفاعها في الأسواق    السيسي محتفلا ب"عودة سيناء ناقصة لينا" : تحمي أمننا القومي برفض تهجير الفلسطينيين!!    مقتل 4 عمّال يمنيين بقصف على حقل للغاز في كردستان العراق    حريق يلتهم شقة بالإسكندرية وإصابة سكانها بحالة اختناق (صور)    الأمن العام يضبط المتهم بقتل مزارع في أسيوط    العراق.. تفاصيل مقتل تيك توكر شهيرة بالرصاص أمام منزلها    عاصفة ترابية وأمطار رعدية.. بيان مهم بشأن الطقس اليوم السبت: «توخوا الحذر»    "أسوشيتدبرس": أبرز الجامعات الأمريكية المشاركة في الاحتجاجات ضد حرب غزة    الرجوب يطالب مصر بالدعوة لإجراء حوار فلسطيني بين حماس وفتح    الترجي يحجز المقعد الأخير من أفريقيا.. الفرق المتأهلة إلى كأس العالم للأندية 2025    حمزة عبد الكريم أفضل لاعب في بطولة شمال أفريقيا الودية    في سهرة كاملة العدد.. الأوبرا تحتفل بعيد تحرير سيناء (صور)    علي الطيب: مسلسل مليحة أحدث حالة من القلق في إسرائيل    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن ببداية التعاملات السبت 27 إبريل 2024    طريقة عمل كريب فاهيتا فراخ زي المحلات.. خطوات بسيطة ومذاق شهي    استئصال ورم سرطاني لمصابين من غزة بمستشفى سيدي غازي بكفر الشيخ    حظك اليوم برج العقرب السبت 27-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    تهاني شم النسيم 2024: إبداع في التعبير عن المحبة والفرح    قلاش عن ورقة الدكتور غنيم: خلاصة فكره وحرية الرأي والتعبير هي درة العقد    البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة "باتريوت" متاحة الآن لتسليمها إلى أوكرانيا    تعرف علي موعد صرف راتب حساب المواطن لشهر مايو 1445    أعراض وعلامات ارتجاج المخ، ومتى يجب زيارة الطبيب؟    الصحة تكشف خطة تطوير مستشفيات محافظة البحيرة    "ذكرها صراحة أكثر من 30 مرة".. المفتي يتحدث عن تشريف مصر في القرآن (فيديو)    «أرض الفيروز» تستقبل قافلة دعوية مشتركة من «الأزهر والأوقاف والإفتاء»    تعرف على فضل أدعية السفر في حياة المسلم    تعرف على فوائد أدعية الرزق في حياة المسلم    خير يوم طلعت عليه الشمس.. 5 آداب وأحكام شرعية عن يوم الجمعة يجب أن تعرفها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مدير مخابرات صدام يرد علي بول بريمر : الشيعة لا يشكلون 60% من العراق وانتم من انشأتم الطائفية في العراق
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 21 - 09 - 2010

في الكتاب الذي ألفه بول بريمر الحاكم الامريكي الذي عينته الادارة الامريكية بعد احتلالها للعراق بعنوان 'عام قضيته في العراق.. النضال لغد مرجو'.. استعرض الفترة
التي حكم فيها العراق بين آيار 2003 وحزيران 2004 ، والذي احتوي مزيجاً من الوقائع الحقيقية في سرد الاحداث وأخطاء كثيرة قاتلة ذكرها في كتابه هذا ، ودون فيه أمورا ظاهرها حق وباطنها باطل ، وأحتوي علي تناقض فاضح.
ومن أجل كشف الحقائق وتسليط الضوء عليها فقد قام الفريق طاهر جليل الحبوش، مدير المخابرات في عهد الرئيس صدام حسين بالتعليق علي فصول هذا الكتاب.
و'الاتجاه الآخر' تضع ذلك أمام أعين القراء ، كما ورد في هذا المؤلف وستوالي صحفيتنا نشر فصول هذا الكتاب علي حلقات.
يقول السيد بريمر : 'أنني قادم إلي بغداد من مسافة ثمانية آلاف ميل عن ضاحية واشنطن وجبال فيرمونت ، وكنت أيضا ً قد عدت إلي الحكومة ثانية ، كمدير معين حديثا ً لسلطة الإئتلاف المؤقتة التي أنشئت مؤخرا. وقد وصفتني بعض التقارير الصحفية بأنني " نائب الملك الأمريكي' في العراق المحتل، وباعتباري أرفع موظف أمريكي في بغداد سأكون المبعوث الشخصي للرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش وسأكون صاحب السلطة العظيمة الوحيد , - باستثناء 'الدكتاتور' صدام حسين - الذي سيعرفه معظم العراقيين..
بهذه الذهنية قدم السيد بريمر وبهذا الفكر المتغطرس جاء الدبلوماسي المخضرم , وبهذا الغرور سيحكم صاحب السلطة العظيمة علي حد قوله: نعم لقد عرفك الشعب العراقي 'يا نائب الملك الأمريكي' إنك 'غازي' ولست بابلي أو قريشي هاشمي ولست من أبنائه فكيف يكون رئيسك ملكاً وتكون أنت نائبه وأنتم غزاة و غرباء عن هذا الشعب!!؟
ويقول السيد بريمر : إن عدد سكان العراق '25' مليون نسمة..
انه لامر غريب ان تحكم بلدا تجهل تعداده السكاني وهو '27' مليون نسمة وليس '25' مليونا، حسب القيد المدني العراقي وسجلات البطاقة التموينية، ولكن ربما أعطيك الحق في هذا الجانب, لأنك بالأساس تعني ما تقول : حيث زاد عدد القتلي العراقيين لحين صدور كتابك علي ما يزيد عن المليون قتيل ومليوني جريح ومعوق ومعتقل ومهجر عراقي , لذلك فانك استبقت الأمر واختزلت العدد, لكي تضمن عدم المساءلة في قابل الأيام حين تنجلي الحقيقة بعد الهزيمة المؤكدة, وتظهر تضحيات الشعب العراقي في سبيل اخراجك من بلدهم. وتظهر أيضاً خسائر هذا الشعب في الحرب الأهلية التي أشعلتها والتي ستنقلب عاراً علي إدارتك .
يقول السيد بريمر : كانت قوات الائتلاف التي أطاحت بصدام حسين بعد ثلاثة أسابيع من القتال العنيف مؤلفة من الجنود وقوات المارينز الأمريكي بالدرجة الأولي 'لماذا الإطاحة بنظام صدام حسين ولماذا هذا الغزو ولماذا هذه الأرواح التي أزهقت ولماذا هذا القتال الذي لامبرر له ولماذا دمر العراق ؟'..
الجواب وفق إدعاء الإدارة الأمريكية والبريطانية : لان العراق يمتلك أسلحة الدمار الشامل وبذلك يشكل خطورة علي الأمن العالمي كذلك لأن العراق له علاقة بتنظيم القاعدة.
أما الحقيقة فإن أسلحة الدمار الشامل كانت كذبة افتعلتها ادارة بوش، كما لم تثبت الوقائع وكذلك لم يثبت أن لنظام البعث في العراق علاقة مع تنظيم القاعدة.
وإن العناصر التي نفذت عملية ضرب المركز التجاري الأمريكي في 2001/9/11 لم يكن من بين عناصرها التسعة عشر عراقي واحد.
يقول جورج تنت مدير المخابرات الأمريكية في مذكراته التي نشرت بعد استقالته ' يوم 2001/9/12 حيث لم تمض سويعات علي تفجيرات نييورك والبنتاغون ذهبت إلي البيت الأبيض وكانت الأفكار تثقل ذهني عندما مشيت تحت المظلة التي تؤدي إلي الجناح الغربي وشاهدت ريشارد بيرل خارجاً من المبني فيما أهم بدخوله 0 وبيرل هو أحد عرابي حركة المحافظين الجدد ، وكان ذات يوم رئيس مجلس السياسية الدفاعية ، وعندما أغلقت الأبواب خلفه ، نظر كل منا إلي الآخر وهز رأسه 0 عندما وصلت إلي الباب ، التفت بيرل وقال : " يجب أن يدفع العراق ثمن ما حدث أمس 0 إنهم يتحملون المسؤولية" ذهلت لكنني لم أقل شيئاً0
فقبل ثماني عشرة ساعة ، تفحصت كشوف المسافرين علي متن الطائرات المختطفة الأربع وأظهر ذلك بما لا يدع مجالاً للشك أن القاعدة تقف وراء الهجمات ، وفي الأشهر والسنين التالية ، تفحصنا بعناية احتمال وجود دور تعاوني لدولة راعية 0 ولم تعثر الإستخبارات لا في ذلك الوقت ولا الآن علي أي دليل علي تواطؤ عراقي '..
ثم لماذا حدث يوم 2001/9/13 تناول العشاء الذي جمع جورج دبليو بوش وشخصية سياسية عربية، أي بعد يومين من ضرب المركز التجاري في نيويورك؟ ولماذا في اليوم 2001/9/14 يجتمع بوش مع المسؤولين الأمريكان ويطلب التركيز علي مهاجمة العراق إعلاميا ًوحث الرأي العام الأمريكي والعالمي علي إلصاق التهم بنظام العراق؟
لماذا انتهجت الإدارة الأمريكية منهج التخويف والترهيب والخداع للشعب الأمريكي من نظام العراق؟
إنها الرغبة الصهيونية والمصالح الاستعمارية والجشع المعروف لدي رؤساء الشركات الكبري الذين يسوقون الأحداث ويسحبون شعوبهم إلي الحروب التي تحقق لهم الأرباح المادية0 وكذلك مناهظة الشعوب والحكومات التي لا تسير وفق الهوي الغربي الذي يكيل بمكيالين 0
فلو كان نظام العراق السابق عضواً في مجموعة شركات 'كرلايل ' التي تمتلك عائلة بوش السهم الأكبر فيها كما ديك تشيني وغيره من الأمريكان وبعض العرب المعروفين لما أحتل العراق.
ولو كان 'جيمس باث ' صديقاً العائلتين عائلة بوش وعائلة أحدي الدول الخليجية صديق لصدام حسين لما حصل الاحتلال للعراق.
لعل تحديد فترة ثلاثة أسابيع لتحقيق النصر المزعوم فيه الكثير من التجني علي حقائق التاريخ فالحرب مع العراق بدأت منذ عام 1991 'تلك الحرب' التي واجه العراق فيها '33' جيشاً مسنداً بالقوة الجوية الكونية والتي بدأت بقصف همجي ووحشي طال كل شيء في العراق ولم تنج منه الكنائس قبل المساجد. وكان نصيب كل مواطن عراقي '200' غرام من المتفجرات نتيجة قصف تمهيدي استمر أكثر من '60000' دقيقة بينما يتطلب العلم العسكري '10' دقائق كمعدل للقصف التمهيدي. فالعراق وقبل الشروع بخطة تحرير الفاو بعد احتلالها من قبل الجيش الايراني نفذ قصفا تمهيديا ًلمواضع قوات الإحتلال الإيراني استمر ل '60' دقيقة. وهذا ما أثار جدلا واسعا بين اوساط قيادات الجيش العراقي في حينه.
*استمر الحظر النفطي و الحصار الاقتصادي و العلمي و الثقافي بعد ذلك لمدة '12' سنة منع العراق خلالها حتي من استيراد أقلام الرصاص بذريعة أن فيها مادة تدخل في صناعة أسلحة الدمار الشامل والتي اكتشفوا بعد '15' سنة من التفتيش أنها كانت كذبة قذرة *الحديث عن ذلك الحصار طويل وطويل جدا، حيث أنه سيبقي عارا مضافا وجريمة بحق الإنسانية لا تسقط بتقادم الزمن لان ذلك الحصار وباختصار شديد لم يؤذ الحكومة العراقية بالقدر الذي آذي فيه شباب العراق كما انه لم يؤذ شباب العراق بالقدر الذي آذي فيه شيوخ وأطفال العراق، وتسرد أرقام المنظمات الدولية والإنسانية صورا ً مروعة عما عاناه العراقيون من أذي قضي مئات الآلاف من الشيوخ والأطفال نحبهم بسبب نقص الغذاء و الدواء شهداء لكذبة سخيفة.
يقول جورج تنت مدير المخابرات الأمريكية ' إن قدرتنا علي جمع المعلومات من الأقمار الاصطناعية ضعفت ، ويرجع ذلك إلي حدّ كبير إلي تحويل بعضها من شبه القارة الهندية للتركيز علي العراق وحماية رجال الجو ّ الأمريكيين الذين يحرسون منطقتي حظر الطيران حول بغداد '..
في كتابه .. مدير مخابرات صدام يدحض أكاذيب بول بريمر... بريمر كان مصمماً علي زرع الطائفية قبل نزوله من الطائرة لتقسيم الشعب العراقي =
في الكتاب الذي ألفه بول بريمر الحاكم الامريكي الذي عينته الادارة الامريكية بعد احتلالها للعراق والموسوم 'عام قضيته في العراق.. النضال لغد مرجو'.. استعرض فيه الفترة التي حكم فيها العراق بين آيار 2003 وحزيران 2004 ، والذي احتوي مزيجاً من الوقائع الحقيقية في سرد الاحداث وأخطاء كثيرة قاتلة ذكرها في كتابه هذا ، ودون فيه أمورا ظاهرها حق وباطنها باطل ، وأحتوي علي تناقض فاضح .. ومن أجل كشف الحقائق وتسليط الضوء عليها فقد قام الفريق طاهر جليل الحبوش، مدير المخابرات في عهد الرئيس صدام حسين بالتعليق علي فصول هذا الكتاب ..
و'الاتجاه الآخر' تضع ذلك أمام أعين القراء ، كما ورد في هذا المؤلف وستوالي صحفيتنا نشر فصول هذا الكتاب علي حلقات..
ولعله من المفيد التذكر أن هذا الحصار الظالم تخللته ضربات جوية صاروخية كثيرة، أما الحرب الأخيرة فنختصر بالقول أن الضربة الصاروخية الأولي علي بغداد وصلت إلي '3000' صاروخ أرض أرض0.
* فهل يحق بعد هذا لبريمر أن يقول مفتخرا أنه أطاح بصدام حسين خلال ثلاثة أسابيع وهل يحق للرئيس بوش أن يصرح مفتخرا من علي ظهر البارجة الأمريكية ''لقد انتصرنا'' ودموع الفرح التي تشبه دموع التماسيح تتلألأ في عينيه. ولا ندري لماذا لم يوجه كلامه لأرواح أكثر من مليون شيخ وطفل عراقي تسبب بقتلهم والده في بداية التسعينات وإضعاف هذا العدد من العراقيين بعد ذلك, واليوم نراه يتباكي علي حقوق الإنسان كما يتباكي علي احداث وقعت قبل عشرات السنين، في وقت يتجاهل فيه ما فعله أجداده بالهنود الحمر وبزنوج امريكا!!؟
يقول بريمر: إن الشعب العراقي يتكون من النسب التالية:
إن الشيعة يشكلون نسبة 60% وإن الأكراد يشكلون بنسبة 20% أما السنة فيشكلون نسبة19%..
ان هذه النسب الكاذبة ذكرها بريمر قبل هبوط طائرته علي أرض بغداد, ويبدو أنه اعتمدها من التقارير التي زود بها في واشنطن والتي تم الحصول عليها من عملائهم الذين قدموا معهم علي ظهور دباباتهم خلال الغزو كما أوهموهم بتقارير سابقة وكاذبة و ملفقة عن وجود أسلحة دمار شامل هذا أولا.
وثانياً أنه مصمم وقبل نزوله من طائرته علي زرع بذور الطائفية في العراق، لتقسيم الشعب إلي طوائف وقوميات متناحرة لم يألفها الشعب العراقي ولا تشكل حقيقة لواقع هذا الشعب.
والدليل الثابت يتاكد من خلال مؤشر التعداد السكاني لعام 1957 وكذلك التعداد السكاني لعام 1977 حيث لم تكن النسب التي حددها بريمر صحيحة وعلي سبيل الذكر: 'فإن' فئة الأكراد من الشعب العراقي يشكلون نسبة 17% أما الباقي وهم الأغلبية من العرب مع بعض الأقليات، ولم يؤشر التعداد السكاني العراقي عبر تأريخه منذ الاستقلال في المسح السكاني إلي الطائفة الدينية إنما كان العنوان البارز دائما هو القومية والدين أما في الدين الإسلامي فلم يحدث تأشير حول المذاهب.
فمن أين حصل بريمر علي هذه النسب التي لا أساس لها ولم تدونها عموم الحكومات العراقية السابقة في سجلاتها ؟ لذلك نؤكد القول أن ذكر هذه النسب غير الحقيقية يراد بها زرع الطائفية لغرض تقسيم العراق بعد صراع رسم خارطته المحتل وكانت نتائجه القتال بين أبناء الشعب.
يقول بريمر: قلت لزوجتي فرانسي 'علينا أن نتحدث بشأن عمل عرض علني' قالت : ما هو هذا العمل' ؟
قال: 'المساعدة في إعادة تنظيم الأمور في العراق'. وكنا قبل بضعة أيام قد جلسنا في ضاحية واشنطن نشاهد تغطية تلفزيونية 'سي إن إن' فيما الرجال والأولاد العراقيون الذين أسكرتهم السعادة يضربون بأحذيتهم رأس تمثال صدام حسين المقطوع بعد أن أسقطه رجال المارينز الأمريكيون في أعقاب تحقيق الانتصار..
فيما يخص سقوط التمثال من قبل حفنة من الكويتيين الذين رافقوا الغزو وبعض النفر من العراقيين الذين وقعوا في وحل الخيانة امثال جماعة الجلبي وغيرهم بدوافع متعددة لا مجال لذكرها، وأن أحدهم كان عراقياً يدعي كاظم الجبوري وهو بطل العراق في رفع الأثقال، تنكر في ذلك الوقت لوطنيته، إلا أنه عاد ليقول مؤخرا " تحدثت قبل أربع سنوات بفرح شديد بمشاركتي في إسقاط تمثال صدام والآن لا أشعر سوي بالحسرة علي أيامه وأيام نظامه السابق وأضاف الجبوري الذي شاهده الكثيرون في العالم وهو يتسلق سلما مرتفعا مرتديا صدريته السوداء لهدم التمثال المنتصب بميدان الفردوس وسط بغداد في نيسان 2003 : حقيقة أنا نادم علي هدمي التمثال , فمنذ سقوطه, أصبح كل يوم أسوأ من سابقه" .
ثم يقول بريمر: كانت الشبكات التلفزيونية المتنافسة المتلهفة علي 'المشاهد' التي تشد الانتباه مسرورة بما يبثه مراسلها عن الفوضي في شوارع بغداد. ولكن لم يسر وزير الدفاع بذلك ففي أثناء مؤتمر صحفي في البنتاغون في 11/ نيسان أنفجر غاضباً ..... أعلن رامسفيلد 'التقطت إحدي الصحف اليوم ولم استطع أن أصدق. قرأت عناوين رئيسية تتحدث عن الفوضي والاضطراب وكان الأمر شبيه ب 'هني بني ' في قصة السماء ستسقط , لم أشهد قط شيئا مماثلا لدينا بلد تحرر, وشعب أفلت من براثن القمع والاضطهاد الذي مارسه دكتاتور خبيث, وتحرر. المشاهد التي ترونها علي التلفزيون تبث مراراً وتكراراً, وهي الصورة نفسها للشخص نفسه يخرج من أحد المباني حاملاً زهرية, وقد شاهدتموه عشرين مرة وتساءلتم, يا إلهي، أيمكن أن يكون هناك هذا العدد الكبير من الزهريات في البلد بأكمله ؟ ..
ان غضب وزير الدفاع رامسفيلد المفتعل الذي صبه في ذلك المؤتمر الصحفي علي الحاضرين الذي عبر عنه بالقول بأن الأمر طبيعي حيث ينهب السراق لكونهم تحرروا من براثن القمع والاضطهاد الذي مارسه دكتاتور خبيث وهنا أقول : إذا كانت هذه الأفعال نتيجة براثن القمع ، هل نسي رامسفيلد أو تناسي ما حدث في لوس أنجلوس من سلب ونهب أم إن ذلك كان نهب ديمقراطي....؟ وإذا سلمنا أن السرقات كانت نتيجة ضغط الديكتاتورية، فهذا يعني أن الذي حصل في أعقاب إعصار كاترينا من سرقات ونهب علي نطاق واسع وهو الآخر جاء نتيجة الديكتاتورية ثم لماذا التركيز علي سرقة زهرية؟ وعدم الحديث عن سرقات الآثار التي حطمت ونهبت بعد ضرب المتحف العراقي من قبل دبابات أمريكية ليدخل اللصوص المهيئين لفعل أبشع عمل مشين وهو طمس تأريخ العراق وذاكرته التاريخية، خصوصا وإن ذلك المتحف لم تتم حمايته كما حصل مع وزارة النفط العراقية التي لم تخدش جدرانها. يبدو أن للإدارة الأمريكية مفاهيم خاصة في النهب والقتل والهدم كما هو الحال في التعامل في تصنيفها للدول الديمقراطية والدول الديكتاتورية وهو خلاف لمنهج العلوم السياسية التي تدرس في الجامعات ، وخلاف لمواثيق الأمم المتحدة التي باتت ذيل تابع لسياسة القطب الأمريكي الواحد والسائد في العالم. في الحقيقة أن ما حصل هو فوضي عارمة كان سيتعرض لها أي بلد متحضر كان أم متخلف. الذي حصل هو نتيجة طبيعية لنكبة شعب جعله بوش وغيره يعيش حرمانا بشريا غريبا من خلال حصار بشع وطويل فضلا عن أن الذي حصل كان نتيجة طبيعية لحل الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية وترك الأمور تجري علي عواهنها، مما يدل علي أن هذه الفوضي كان مخطط لها كي تكون بداية موضوعية لبناء أعوج ومشوه.
يقول بريمر:
أجبر غارنر علي اتخاذ العديد من القرارات بسرعة في الأيام الأولي التي تلت سقوط بغداد، وقد أسفت بالتحديد اختيار هذا الموقع ' يقصد القصر الجمهوري ' لم يكن القصر غير عملي فحسب، حيث أنه معزول عن الحياة المهنية والثقافية للعاصمة، وإنما كان أيضا مرتبطا ارتباطا لا ينفصم بالنظام البعثي في عقول العراقيين فقد عذب ضباط الاستخبارات العراقية وأعدموا عددا مجهولا من المنشقين في أقبية هذا المجمع ومبانيه الخارجية. وعلمت أنه عندما دخلت أول مجموعة من العراقيين القصر بعد التحرير انهمرت دموعهم عند مشاهدة الأدلة علي خلاعة صدام .
يأسف بريمر علي اختيار غارنر القصر الجمهوري مقرا له . ونحن كذلك نحزن لذلك القرار لكن الفرق بين أسف بريمر وحزننا علي اختيار الموقع يختلف من حيث القصد ، فنحن نحزن لأن الغزاة دنسوا هذا الموقع الذي يمثل رمزا اساسيا من رموز سيادة العراق. وهو يأسف لأن المباني لها علاقة بالنظام البعثي ...فأي حقد هذا الذي يلف دماغ هذا الرجل السادي؟ وإذا كان هذا القصر غير ملائم لمزاجك أيها الحاكم المطلق لماذا عشعشت فيه ومن تبعك من حكومة اللصوص القادمين معك. ثم يقول بريمر بعد يومين من وصوله، إن هذا الموقع شهد قتل وتعذيب عدد من المنشقين في أقبيته ومبانيه الخارجية من قبل ضباط الاستخبارات العراقية، ولم يعلم أن كل العراقيين يعلمون أن لا وجود للأجهزة الأمنية في هذا الموقع بالمطلق ، فقد كان القصر الجمهوري مقرا رسميا وعنوانا للدولة, وهو يضم مكاتب مختصة تعمل وفق سياقات محددة , شأنه شأن أي مقر لدولة ذات سيادة. وليس كما وصفه بريمر وكأنه ثكنة عسكرية. ليحط من قيمة هذا المكان الذي يعتبره العراقيون جزأ مهما من كيانهم الوطني.
ثم يردف قائلاً: علمت أنه عندما دخلت أول مجموعة من العراقيين القصر بعد التحرير انهمرت دموعهم عند مشاهدة الأدلة علي خلاعة صدام!! ان هذا الادعاء مصاغ كما هو الحال مع أفلام هوليود والحيل السينمائية, ولكن نسي بريمر أن الشمس لا يحجبها غربال, ومن السخرية أن يزايد بريمر في موضوع الخلاعة علي الآخرين.
تعال معي أخي القارئ إلي واقع المكان الذي يتحدث عنه بريمر لنري واقع القصر الجمهوري. بعد الاحتلال. ونضع موازين للخلاعة الحقيقية فالقصر الجمهوري... تحول بفضل سلطة الائتلاف المؤقت ' cpa' إدارة الحكومة العراقية في الفترة من نيسان 2003 إلي حزيران 2004 و قد كان علي رأس السلطة المندوب السامي الأمريكي لويس بول بريمر الثالث كما أطلق عليه المدير السابق لصحيفة الواشنطن بوست, راجيف شاندرا إسكاران , في كتابه الذي يصف فيه الحياة في المنطقة الخضراء بعد الغزو الأمريكي للعراق .
يقول الكاتب راجيف: إن المندوب السامي الأمريكي الذي يقود العراق بعد الاحتلال الذي كان يظهر دائما ببدلته الزرقاء و البسطال العسكري حتي في ذروة الصيف, لم تكن تفارقه الحراسة المشددة المكونة من رجال مفتولي العضلات مزودين بالأسلحة الرشاشة وقد كانوا يرافقونه حتي إلي المرافق, وقد أنيط العمل لتنظيم المدينة بشركة من كارولينا الشمالية, أما تنظيم حديقة المندوب السامي فأنيطت بحرس من القطاع الخاص يحصل كل واحد منهم علي ما يصل إلي ألف دولار يوميا, أما شركة هالبيرتون فقد حصلت علي مئات الملايين من الدولارات مقابل قيامها بإدارة القصر .
حتي أصبحت المنطقة الخضراء بمثابة أمريكا مصغرة في بغداد " كل من يعمل بالقصر يعيش في المنطقة الخضراء, أما في مقطورات بيضاء أو في فندق الرشيد, ولا يوجد للقانون أو الأعراف العراقية مكان في المنطقة الخضراء فالنساء يمارسن الهرولة بالملابس القصيرة ,... ومحال تبيع الخمر والبيرة المستوردة, و النبيذ و غيرها من المشروبات الكحولية, وملهي فندق الرشيد مفتوح ويستقبل الوافدين منهم لقضاء الليالي الحمراء. و يسترسل الكاتب قائلا: في المنطقة الخضراء ما لا يقل عن سبع خمارات:
الأولي: في سرداب فندق الرشيد وتدار من قبل شركة هاليبرتون, مزودة بشاشة تلفزيونية كبيرة , مع طاولة للعب..
الثانية: خمارة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية المتميزة بديكورها المكون من أشجار نخيل سريلانكا, ولكن الدخول بدعوة فقط.
الثالثة: الخمارة علي الطريقة الإنكليزية 'بوب' في المجتمع البريطاني حيث تقدم البيرة الدافئة والرسوم التي تستهزئ بالأمريكان.
الرابعة: خمارة السطح: المدارة من قبل متعاقدين جنرال إلكتريك
الخامسة: الخمارة المقطورة, تديرها شركة بكتل الهندسية.
السادسة: مقهي المنطقة الخضراء, التي تستطيع فيها تدخين النرجيلة و شرب الخمر مع الموسيقي.
السابعة: خمارة ومرقص الرشيد المكان الذي يجب زيارته ليلة الخميس حيث الرقص المختلط والنساء يلبسن الملابس القصيرة والمثيرة, والجو ثقيل مليء بالإثارة الجنسية.
ففي كل خمارة هناك امرأة واحدة لكل عشرة رجال, مع مناوبة في العمل قد تأخذ فترة ستة أشهر بدون إجازة تسمح بالسفر إلي الوطن..
هذا وهناك الكثير من الذي يمنعنا الحياء عن ذكره ولكن ما ذكر هو من شخصية أمريكية معروفة و كتب بهذه وتلك من الممارسات الشائنة.
وهنا نقول لبريمر أن خلاعتكم هي التي تنافي الخلق و القيم الرفيعة ونعود لنسأله عن ماهية آثار الخلاعة التي شوهدت في القصر والتي أبكت العراقيين هل هي جثث لمومسات أم صور خلاعية؟ نعتقد أن علي السفير بريمر توضيح ذلك.
يقول بريمر:
قبل الحرب لم يكن العراق ينتج ما يكفي من الكهرباء لتلبية الطلب لذا اتبع البعثيون تقنين الكهرباء وكان من الطبيعي أن يحصل الشيعة في الجنوب والأكراد في الشمال علي الحصص الدنيا..
انه لامر غريب ان يصدر مثل هذا الكلام المفبرك والذي يراد به زرع الفتنة بين أطياف الشعب العراقي, فإذا عدنا إلي الفكر البعثي وحال الحزب في العراق حتي يوم الاحتلال لعرفنا أنه لا يوجد في قاموسه السياسي منطلقات طائفية او عنصرية. ومن يعمل في محطات توليد الطاقة الكهربائية هم من أبناء الشعب كله علي اختلاف أديانهم و قومياتهم فكيف تحرم شريحة علي حساب شريحة أخري!! ولكي نفضح هذه الفبركة المدسوسة نقول : إن مصادر الطاقة الكهربائية في العراق متعددة ومن أهمها التوليد عن طريق السدود المائية علي نهري دجلة والفرات: ولعل سد دوكان و سد دربنديخان الذين يقعان في المنطقة الكردية أكبر شاهدين وهما من مصادر الطاقة الكهربائية لعموم العراق كما السدود الأخري, و كانت الإدارة الكردية تأخذ حصتها بالكامل ثم تدفع إلي الشبكة الرئيسية الفائض عن الحاجة و كان حالها أي المحافظات الكردية الثلاثة وهي إربيل و السليمانية ودهوك, أفضل حالا من كل المحافظات العراقية وخاصة بعد عام 1991, فكيف كانوا محرومين 'من الطاقة الكهربائية' ؟ إذا كنت يا بريمر تجهل ذلك فأسأل السيدين جلال الطالباني ومسعود البرزاني؟ ولكن نحن نعلم أنك تعرف حقيقة الحال فالواجب يحتم عليك أن تزرع الفتنة. وتشوه صورة النظام السابق لتبرر ما قمت به من تمريب ودمار. أما محطات التوليد الأخري والتي تقع في البصرة وكذلك في المسيب , أليس من يديرها هم من أبنائنا في جنوب العراق!! فكيف من يعمل عليها يحرم أهله منها .
وإذا كان ما تدعيه صحيح فلماذا تؤسس هذه المحطات الضخمة في مناطق شيعية إذا كانت سياسة البعثيين تستهدف حرمان سكان الجنوب من الكهرباء ونجد ان من المفيد ان نعطي للقارئ الكريم صورة بسيطة عن الكهرباء في العراق لكي نفند الإدعات المسمومة والكاذبة.
فقد كان الريف العراقي قبل حكم البعث 1968محروما من الكهرباء بصورة عامة، وقامت الدولة بجهد عظيم يشهد له عموم الريف العراقي بحملة عظيمة لكهربة الريف وتأسست مديريه عامه أسمها ''مديريه الكهرباء الريفية'' وأنجزت بفخر إيصال الكهرباء لكل قرية عراقية, ولم تكتف بذلك بل وزعت في مناطق الأهوارالنائية محطات كهرباء عائمة لكل أبناء الأهوار في الجنوب وهذا أمر معروف ويشهد له القاصي والداني.
ولكن بعد حرب الخليج الثانية استهدفت محطات التوليد الكهربائية في عموم العراق ودمرت وأصبح البلد يشكوا نقصاً هائلاً في توليد الطاقة الكهربائية, وشمر أبناء العراق عن سواعدهم وأعادوا الكهرباء ولكن ليس علي ما كانت عليه قبل الحرب لأن الحصار الظالم الذي فرضته الإدارة الأمريكية كان السبب وراء ذلك وليس البعثيون كما يقول المندوب السامي بريمر. أذاً فان الإدارة الأمريكية هي التي دمرت الكهرباء ومنعت أصلاحها بالكامل من خلال الحصار الذي فرضته علي العراقيين ومع ذلك يأتي السفير بريمر ليتهم البعثيين علي ذلك، أوليس ذلك مضحكاً ومبكياً في الوقت نفسه! .
يواصل بريمر: قلت حسناً دعونا نتحدث عن الشرطة، تحدث بوب غيفورد مستشار وزارة الداخلية المشرفة علي الشرطة العراقية بنبرة غير عاطفية لقد انهار القانون والنظام الذي كان قائماً تحت حكم صدام انهياراً تاماً وأدت ثلاثة أسابيع من أعمال النهب التي تتم دون رادع إلي حد كبير - يدفعها الغضب المكبوت طويلاً من النظام, أو تديرها فلول البعثيين للتخريب _ إلي تدمير العديد من المباني الحكومية في بغداد .وقد نجت وزارة النفط لأن القوات الأمريكية أمرت بحراسة الموقع . وهي تحتوي علي السجلات وبيانات عن حقول النفط الشمالية والجنوبية _ وهي ميراث الشعب العراقي. كانت أهداف أعمال السلب واسعة الإنتشار فقد سويت بالأرض المباني المرتبطة بالجيش أو بأجهزة استخبارات صدام المتعددة في كل أنحاء البلاد _ لم يبقي حجراً علي حجر في بعض الثكنات. ونهبت عشرات من المنشآت التي تمتلكها الدولة, ولاسيما تلك العائدة إلي وزارة الصناعات العسكرية, ولم يتبقي منها سوي الجدران العارية, بل نهبت حتي المواسير داخل الجدران..
ان أي عاقل او منصف يقرأ هذا الكلام يعلم جيدا أن كل ما حل بالعراق وخصوصا بغداد هو من تدبير المحتل الأمريكي , فلماذا جميع المنشآت الذي أشار إليها بريمر في كتابه أصابها النهب و السلب باستثناء وزارة النفط ؟
في كتابه ..مدير مخابرات صدام يدحض أكاذيب بول بريمر.. كيف تعتبر يا بريمر..النفط ميراث الشعب بينما المتاحف التي نهبت تحت أنظاركم وبتحريض منكم ليست ميراثا له؟ =
يجيب، لأنها كانت محمية من قبل القوات الأمريكية. لكونها تحوي السجلات والبيانات عن حقول النفط - وهي ميراث الشعب العراقي. عن أي ميراث يتحدث وعلي من ينطلي هذا الكلام الفاحش ؟ وهل يعتقد بان ميراث العراق مرهون بحماية المحتل. لقد تمت حماية ما يريد المحتل حمايته أو ما جاء من أجله، أما الباقي فلا يكترث له المحتلون، بل هم الذين حرضوا علي تدمير كل شيء.
من فمك أدينك يا 'نائب الملك' , حيث لم يكن يهمك شيء سوي ما أتيت من أجله وهو النفط الذي كان السبب الرئيس للحرب وليس الذرائع التي صغتموها لتوهموا الناس بها. ثم كيف تعتبر النفط ميراث الشعب بينما المتاحف التي نهبت تحت انظاركم وبتحريض منكم ليست ميراثا للشعب؟ وكذلك أموال الشعب وبنوكه ورصيده الإقتصادي.
يقول بريمر: تلقينا العديد من التقارير عن وقوع هجمات جنسية . فقد كان الاغتصاب من الأدوات الوحشية التي استخدمها صدام حسين للسيطرة علي الشعب, وفي كل مخفر للشرطة تقريباً, ثمة غرفة للاغتصاب وكان أكثرها انشغالاً في أكاديمية الشرطة المركزية ببغداد.
ان هذا كلام رخيص وغير واقعي ويعلم حقيقته الشعب العراقي وإني وبحكم كوني مدير شرطة عام سابق أعتقد أفضل من يرد علي هذا الإدعاء الباطل، لأن الشرطة العراقية الوطنية السابقة شعارها معروف الشرطة في خدمة الشعب وإنها تلاحق كل من يسيء للقانون أما أن توجد غرف في كل مخفر شرطة للاغتصاب فهذا أمر كاذب وسخيف ولا يستحق الرد عليه ويبدو أن 'نائب الملك' الأمريكي لا يفرق بين مركز شرطة أو مخفر شرطة، لأن المخفر في نظام الشرطة العراقية هو ذلك الكيان الذي لا يوجد فيه موقف للأشخاص وهذا مثبت في نظام الشرطة، وإذا حصلت في مكانه الجغرافي حالة تستوجب التوقيف لأي مواطن يودع موقوفا عند المركز التابع له، لذلك كان الأجدر ب بريمر أن يقرأ نظام الشرطة العراقية قبل أن يذكر هذه الكذبة الشنعاء. ولكني سأنصف وأعاون بريمر في هذا الميدان لأقول: ربما يقصد شرطته الحديثة التي شكلها والتي تضم عناصر سيئة انخرطت في هذا السلك بعد الاحتلال وليس من منتسبي الشرطة الوطنية العراقية السابقة.
ويعقب بريمر بقوله: قبل أن ينتهي الاجتماع, أبلغت المجموعة بأنني سأصدر أمراً باجتثاث البعث عما قريب وإنني آمل بإنشاء إدارة عراقية مؤقتة في أواسط حزيران. لكننا لن نسرع في أجراء انتخابات _ لأنه لا يوجد في العراق الآليات اللازمة للانتخابات - لا يوجد إحصاء وقوانين انتخابية, وأحزاب سياسية, وكل الهياكل ذات الصلة التي نعتبرها مسلمات. دعونا لا نغفل الدروس ذات الصلة المستقاة من ألمانية واليابان، الديمقراطيات لا تعمل ما لم تستند البنية السياسية إلي مجتمع مدني صلب، وأحزاب سياسية وصحافة حرة , و قضاء مستقل و مسؤولية صريحة عن الأموال العامة هذه هي أدوات امتصاص الصدمة في المجتمع. وهي التي تحمي الفرد من سلطة الدولة المجحفة إنني والرئيس بوش نتقاسم هذه الأهداف بالنسبة للعراق الحر..
وهذا الاجتماع عقد بعد وصوله إلي بغداد بيومين علي حد قوله و صرح خلاله أنه سيصدر أمرا باجتثاث حزب البعث. وهذا يعني أنه مزود بهذا الأمر من البيت الأبيض قبل وصوله إلي بغداد وهذا ما أكده الواقع 0
ذكره جورج تنت مدير المخابرات الأمريكية وقال 'كتب بريمر فيما بعد أنه اجتمع مع دوغلاس فيث في البنتاغون ، بعد مرور ثلاثة أيام علي إعلان البيت الأبيض عن تعيينه ، وقبل توجهه إلي بغداد 0 قال: إن فيث حثه علي إصدار أمر بأسرع ما يمكن عند وصوله إلي العراق يمنع أعضاء حزب البعث السابق من الإضلاع بأي دور في الحكومة وقد فعل بريمر ذلك بالضبط يوم 16/ أيار ، بعد أربعة أيام من وصوله إلي العراق ' ..
وكأن حزب البعث العربي الاشتراكي الذي تعداد منتمية يصل إلي المليون عضو ناهيك عن ان عائلة العضو التي هي في نفس الوقت مؤيدة لفكره إن لم تكن منتمية هي الأخري تدخل في هذا الاعتبار، وإذا أخذنا معدل العائلة علي اساس أربعة أشخاص يكون الحاصل خمسة ملايين. هذا الكم الهائل اعتبره بريمر أقل أهمية من ماكنة قمار في إحدي فنادق لاس فيجاس. وحتي لا يساوي الاهتمام بكلبته ميني المالطية التي يحلم بها علي حد قوله في كتابه.
وإذا كان الفكر يجتث ويصبح محرم فأين الديمقراطية التي تتبجحون بها والتي ترغبون بتسويقها ؟
وقد أثبتت مسيرة الأحداث الدامية في العراق منذ 9/4/ 2003 وحتي الآن إن العراق بكل مكوناته الاجتماعية والحضارية والسياسية المتمثلة بحزب البعث وغيره من القوي مستهدف. وكل ما خطط له من خارج الحدود أصبح اليوم واقعا علي الأرض. و يكمل بريمر:
في ذلك الاجتماع بقوله أنه سيؤخر الانتخابات لعدم توفر التعداد السكاني, وكأن العراق قبل الغزو كان قرية في مجاهل الأمزون, وهو وأسياده يدركون تماما أن العراق كان أول دولة في المنطقة أجرت التعداد العام للسكان وكان ذلك عام 1937 واستمر الأمر حتي جاءت بطاقة الحصة التموينية والتي كانت تمثل تعدادا سنويا دقيقا بعد العام 1990 ولكنه حين يقول ذلك لكي يخلق لمن حوله حجج واهية كانت قد صممت في ممرات البيت الأبيض. تعال معي أخي القارئ لنجزئ المتطلبات التي ذكرها بريمر في أعلاه و نناقشها وهي كالآتي:
1. أحزاب سياسية:
كلنا يعلم أن الأحزاب السياسية التي نشأت والتي برزت علي الساحة السياسية بعد الاحتلال كانت كالآتي:
أ- أحزاب دينية طائفية تزيد الفرقة الوطنية حيث أن منتسبي كل حزب من هذه الأحزاب هم من طائفة واحدة فالحزب الإسلامي حزب سني وحزب الدعوة الإسلامية حزب شيعي, وبذلك لن تولد مشاريع هذه الأحزاب إلا الطائفية، تفرق ولا توحد، ضررها كبير ونفعها معدوم . وهذه الأحزاب الطائفية هي التي تصدرت العملية السياسية بفضل مساعدة المحتل الذي مهد لها الساحة باجتثاث البعث ودعمها ماديا ومعنويا كما دعمته وخدمت برنامجها الطائفي.
وتجدر الإشارة إلي أن هذه الأحزاب ترتبط بجهات أجنبية وغيرها..
ب - أحزاب سياسية كانت ولا زالت لها وجود علي الأرض وهما الحزبان الكرديان الحزب الديمقراطي وحزب الاتحاد الوطني وكانت تتعاون وتنسق مع الدولة سابقا ً بغض النظر عن موقفهما وتعاملهما مع المحتل.
ج- أما الأحزاب الأخري فهي إما انها تحمل شعارات فقط ولا تأثير لها علي مستوي الشارع، واما احزاب مجهريه ظهرت بعد الاحتلال وتلاشت.
وأخيرا فإن أي حزب لم يشارك في مؤتمر لندن قبل بدء العدوان علي العراق لم يكتب له النجاح و كثيرة هي الأحزاب التي بزغت وماتت بقدرة قادر.
2. صحافة حرة:
صدرت الكثير من الصحف المحلية بعد الاحتلال منها ما هو وطني ومنها ما هو مأجور ومنها ما يمثل كتلة أو حزبا حتي أصبح عددها يزيد عن المائة صحيفة ومجلة، ولكن وبعد تلك الهبة، سرعان ما تلاشت هذه الصحف ولأسباب متعددة منها بسبب العوز المادي ومنها وهو الاحتمال الأكثر قد تلقي رؤساء تحريرها تهديدات بالقتل والدليل علي صحافة بريمر الحرة هو أن القتلي من الصحفيين تجاوزوا المائتين.' '، وعشرات الجرحي وأغلقت الكثير من الصحف بل تعدي الأمر إلي محاربة فضائيات غير عراقية. كالجزيرة و غيرها.
3. قضاء مستقل:
كيف يمكن أن يكون القضاء مستقلا في بلد غير مستقل ألم يخول الرئيس بوش سفيره بالسلطات القضائية ؟
لقد كان القضاء في العهد السابق للاحتلال يشار له بالبنان، وقد كانت مؤسساته تحظي بمكانة خاصة ومتميزة، فلا يستطيع أي مسؤول عراقي مهما بلغت درجته الوظيفية أو الحزبية أن يتدخل بشؤون القضاء، من أعلي سلطة قضائية إلي ادناها.
ولقد كانت أغلب الكوادر القضائية غير حزبية، وخاصة دوائر الإستئناف والتمييز القانوني حيث تضم نخبة من العناصر التي لها المكانة العلمية وتأريخ العمل النظيف والسيرة الممتازة.
وقد شهد القضاء في عهد البعث قفزة نوعية في كل مؤسساته العلمية والعملية وخير دليل هو تشجيع الدارسين للدراسات القانونية العليا وفتح الكليات المختصة ومنها جامعة صدام للقانون، والمعهد العالي للقضاة وغيرها من المعاهد والمؤسسات.
وقد أغدق النظام العراقي علي القاضي من تحسين وضعه ألمعاشي إلي غاية في الرخاء لكي لا يتأثر، وأكسبه المناعة من الفساد في حكمه أو مداهنة لهذا وذاك والشواهد كثيرة علي ذلك.
وحين يتحدث بريمر عن القضاء المستقل لتأسيس دولة جديدة متجاهلا الإرث العظيم لما كان عليه القضاء قبل الاحتلال إنما ليوحي أن هذا البلد كان يرزح تحت ظل حكومة الغاب والحقيقة كانت عكس ذلك تماما.
ولو كان القضاء مستقلا في ظل الاحتلال كما يدعي بريمر فلماذا شكلت محكمة خاصة لمحاكمة الرئيس صدام حسين ولماذا قانون شرع قانون خاص لهذه المحكمة وفيه الكثير من العيوب والمثالب والتناقضات تشبه تناقضات الإدارة الأمريكية بخصوص التعامل مع موضوع الرئيس صدام حسين وخير دليل تصريح رامسفيلد بأن صدام حسين أسير حرب وسيعامل طبقا لاتفاقية جنيف وبذلك تبدو الإدارة الأمريكية و كأنها تحترم القانون الدولي في الوقت الذي كان احتلال العراق أكبر ضربة أمريكية وجهت للقانون الدولي خلال الألفية الثالثة. إذا فإن الرئيس صدام حسين من الناحية القانونية لا يمكن أن يعتبر أسير حرب من وجهة نظر القانون الدولي حيث تم اعتقاله داخل العراق الذي تعرض لعدوان همجي من الإدارة الأمريكية وحلفائها. بيد أن مقاومة الاحتلال ليست جريمة يعاقب عليها القانون الدولي بل إن العدوان و احتلال أراضي دولة مستقلة ذات سيادة هو الجريمة القانونية بعينها .
وهناك جانب آخر وهو يمكن أن نقول أن صدام حسين ليس أسير حرب لأنه لم يتم القبض عليه وهو في حالة حرب لأن الإدارة الأمريكية أعلنت علي لسان رئيسها جورج بوش انتهاء الحرب علي العراق هذا من جانب. أما في ما يتعلق بالجرائم التي أسندت إليه من قبل المحكمة الخاصة التي شكلت لغرض محاكمته من قبل قضاة عراقيين معينين من المحتل الأمريكي علي أساس أن عملها سيكون طبقا للقانون العراقي, فقد كانت محكمة وصولية ومنحازة سلفا و غير عادلة, وفضائح جلساتها كانت واضحة من خلال الكثير من المخالفات التي مارستها بحق المتهمين ومحامي الدفاع عن المتهمين وقد جرت العادة في أغلب الأحيان أنه حين يتغير نظام حكم بالقوة فغالبا ما تكون المحاكمات صورية .
أريد أن اسأل هل كان إعلان رامسفيلد بعد اعتقال الرئيس صدام حسين بأنه أسير حرب لغاية في نفس بوش أم إن إجراء محاكمته الخاصة دليل واضح علي المآزق الأمريكية في العراق....... ؟
لماذا قتل المحامون الذين توكلوا للدفاع عن الرئيس صدام حسين وبقية المحالين معه للمحكمة الخاصة؟ لماذا يحجز ويطرد محامو الدفاع من جلسات المحكمة؟
وبعدها صدرت احكام علي الرئيس صدام حسين رحمه الله بالإعدام ونفذ الحكم في أقدس يوم عند المسلمين وهو أول يوم عيد الأضحي المبارك. وبعد أيام قليلة نفذ الحكم باخيه برزان إبراهيم الذي ذبح وقطع رأسه خلال التنفيذ . ومن حقنا ان نتسائل كيف نفذ حكم الاعدام بهم دون تصديق الحكم بمرسوم جمهوري وفق الدستور يا نائب الملك ؟ !! أليس هذا خرقا فاضحا لقانون أصول المحاكمات. ثم تأتي مهزلة الحكم علي وزير الدفاع سلطان هاشم ورفاقه من العسكريين من المهنيين والكل تتبجح باستقلال القضاء.
وعلينا ان نذكر ان عدد رجال القانون من الذين قتلوا يزيد عن 29 قاضياً أما رجال القانون الآخرين من محامين وحقوقيين فقد بلغ الآلاف كل هذا حصل بعد دخول المحتل . ثم أين التحقيق بهذه الآلاف المؤلفة من التفجيرات والاغتيالات, والتهجير, والسلب والنهب, وهتك الأعراض, والتدمير كيف تدعوا إلي قضاء أيها السفير وأنت أول من هتك حقوق الإنسان سواء في ممارسة دهم البيوت الآمنة أو تعذيب السجناء بأبعد ما يتخيله العقل. وهل الذي حصل في سجن أبو غريب وغيره قانوني لكي تنادي بضرورة تأسيس قضاء مستقل. إنها السخرية حيث يدعو إنسان إلي الفضيلة وهو في وقت يخوض فيه بمستنقع العصيان والرذيلة .
4. مسؤولية صريحة عن الأموال العامة!!
لقد كانت الأموال العامة في عهد البعث يسودها الأمن المطلق والتلاعب فيها يعد من الكبائر، والدليل أن المحاكم كانت تشهد حين اكتشاف أي فساد قد حصل في تلك الاموال ويحال المتلاعب إلي المحاكم بتهمة الاختلاس مهما كانت درجته، وهناك نظام قانوني حاد ودقيق يحمي الممتلكات العامة التي هي ملك الشعب كله، ولم يخلو البلد من أي تجاوز علي الممتلكات العامة شأنه شان أي دولة في العالم ولكن لم ذلك يكن ظاهرة حادة وإنما كان يعتبر من البلدان التي قلما تشهد التجاوز علي المال العام.
أما بعد الاحتلال: فسوف لا أعلق كثيرا ًعن هذا الأمر لأننا إذا دخلنا فيه فسوف نحتاج الي موسوعات من الكتب كي نغطي هذه الفضائح المالية سواء التي قام بها بريمرشخصيا أو من جاء مع الاحتلال والذين يشتركون في العملية السياسية مع المحتل.
ولكن سأذكر جزء صغيرا مما جاء في كتاب:
Out of IRAQ
الخروج من العراق تأليف جورج ماكغفرن ووليم بولك.
ونظرا لأهمية المعلومات التي يحتويها الكتاب سوف أتطرق إلي لقطة بسيطة منه تخص الموضوع الذي لابد أن نشير إليه، ففي موضوع مطاردة الأرصدة الهاربة يقول الكتاب: ''تقتضي الوضعية الراهنة للأرصدة العراقية صورة عاجلة. نظاماً مستقلاً للمحاسبة والتدقيق, فخلال فترة إدارة العراق من قبل سلطة الائتلاف المؤقتة التي يعني فترة بريمر سلمت الأمم المتحدة مليارات الدولارات المستحقة للعراق في ظل برنامج النفط مقابل الغذاء إلي هذه السلطة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.