الحملات الفكرية والدعائية ضد القرآن لم تطو صفحاتها.. فقد دعت أخيرا احدي الكنائس الأمريكية.. »دون وورلد أوتريتش« إلي تنظيم حملة عالمية ل »حرق القرآن« - يتزعم هذه الحملة قس أمريكي يدعي »تيري جونز« الذي قال »ان علي المسيحيين والكنائس والمسئولين السياسيين أن ينهضوا ويقولوا إن الإسلام ليس مرحبا به في الولاياتالمتحدة« وقد دعا مراكز ومؤسسات دينية مسيحية اخري للمشاركة في حملة »حرق القرآن« واصفا الاسلام بأنه (شيطان). وبالرغم من هذه التصرفات التي تؤدي الي خلق مناخ للاستفزاز والتصادم، فإننا نلتزم المنهج الموضوعي والأخلاقي الذي تعلمناه من القرآن الكريم في الرد علي هذا العدوان.. ومنطقيا لن نحمل المسيحيين كافة والكنائس والأمريكيين والأوربيين خاصة بعد إنشاء ملهي ليلي باسم »مكةالمكرمة«، وزر هذا الجنون والشذوذ والانحراف، ففي كل أمة مجانينها الذين لا يتحمل عقلاؤها تبعة جنونهم. فقد مرت علينا صور مختلفة من الطعن في القرآن والتحريض عليه وهذا يدعونا إلي أن لا نخشي ولا نرتاب من هذه الحماقات. واذا راجعنا نتائج هذه الحملات السابقة؟ ! نجد انه قد هلكت الحملات الغابرة، وهلك اصحابها، وبقي القرآن عزيزا كريما مصانا لم يمسسه سوء.. وإنا لموقنون أن حماقات حرق القرآن ستجد المصير ذاته بلا أدني ريب. قال الله تعالي »إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِكّْرَ وإنَّ لَهُ لَحَافِظُونَ« (9) حافظون له من التحريف والتبديل من حملات الطعن والتشويش ونداءات الحرق والتهديد به. ان الدعوة إلي حرق القرآن، جريمة كاملة، وعدوان علي حقوق المسلمين جميعا .. لاشك في ذلك - فإذا ماتم الحرق. إنما تحرق أوراقا طبع عليها النص المقدس. أما القرآن العظيم فهو محفوظ في صدور الملايين من المسلمين. وحفظ القرآن في الصدور هي الطريقة الأولي في حفظ الكتاب المجيد، منذ تنزل علي قلب الرسول »صلي الله عليه وسلم«، وإلي اليوم. قال الله تعالي »ومَا وكُنت تَتْلو من قبله مِن كَتابٍ ولَاَ تخُطُّه بِيَميَك إذًا لَّارتَاب اْلمٌبْطِلٌون (84) بل وهو آيات بيِناتٌ فِيِ صدور الذين أوتوا العلم وَمَا يجحد بِاَياتنا إلاَّ الظَّالمون (94). هل يفكر مجانينهم في حرق حفظة القرآن أيضا.. فإن فعلوا فقد أعلنوا الحرب الحقيقية علي الإسلام وأهله، وعندئذ يشتعل العالم بأكمله بحرب تعد الحروب الصليبية بالقياس إليها رحلة ترفيهية. إن الداعين إلي حرق القرآن إنما يدعو إلي »حرق الإنجيل نفسه« وذلك أن القرآن هو السجل الأوحد الذي وثق الإنجيل وصدقه - نعم إن هؤلاء الحمقي يحرقون آياته«. وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه »وآية البشري«. »إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسي ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين (54). » فّأّتّتً بٌهٌ قّوًمّهّا تّحًمٌلٍهٍ قّالٍوا يّا مّرًيّمٍ لّقّدً جٌئًتٌ شّيًئْا فّرٌيَْا 72 يّا أٍخًتّ هّارٍونّ مّا كّانّ أّبٍوكٌ مًرّأّ سّوًءُ $ّمّا كّانّتً أٍمٍَكٌ بّغٌيَْا 82 فّأّشّارّتً إلّيًهٌ قّالٍوا كّيًفّ نٍكّلٌَمٍ مّن كّانّ فٌي پًمّهًدٌ صّبٌيَْا 92 قّالّ إنٌَي عّبًدٍ پلَّهٌ آتّانٌيّ پًكٌتّابّ $ّجّعّلّنٌي نّبٌيَْا 03 $ّجّعّلّنٌي مٍبّارّكْا أّيًنّ مّا كٍنتٍ $ّأّوًصّانٌي بٌالصَّلاةٌ $ّالزَّكّاةٌ مّا دٍمًتٍ حّيَْا 13 $ّبّرَْا بٌوّالٌدّتٌي $ّلّمً يّجًعّلًنٌي جّبَّارْا شّقٌيَْا 23 $ّالسَّلامٍ عّلّيَّ يّوًمّ $ٍلٌدتٍَ $ّيّوًمّ أّمٍوتٍ $ّيّوًمّ أٍبًعّثٍ حّيَْا 33« »سورة مريم««. انهم لا يدركون هؤلاء الحمقي الداعين إلي حرق القرآن إنهم يحرقون آية »وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك علي نساء العالمين »آل عمران«. ويحرقون سورة (مريم« البتول الصديقة وهي السورة التي رفع فيها ذكر مريم وعظم شرفها ووثق أيما توثيق. آمّّنّ پرَّسٍولٍ بٌمّا أٍنزٌلّ إلّيًهٌ مٌن رَّبٌَهٌ $ّالًمٍؤًمٌنٍونّ كٍلَِ آمّنّ بٌاللَّهٌ $ّمّلائٌكّتٌهٌ $ّكٍتٍبٌهٌ $ّرٍسٍلٌهٌ لا نٍفّرٌَقٍ بّيًنّ أّحّدُ مٌَن رٍَسٍلٌهٌ $ّقّالٍوا سّمٌعًنّا $ّأّطّعًنّا غٍفًرّانّكّ رّبَّنّا $ّإلّيًكّ پًمّصٌيرٍ الاية 582من سورة البقرة