تواصل مصر حشد كل إمكانياتها لإنقاذ عشرات الجرحى الفلسطينيين الذين يتوافدون على رفح تباعا، ويتم تحويلهم للمستشفيات وفقا لطبيعة الحالات.. ومع مرور الأيام تبرز الهمجية الإسرائيلية تجاه سكان غزة، الذين سقط منهم أكثر من 400، وأصيب نحو ألفين آخرين. اليوم السابع انتقل إلى مستشفى العريش العام للاستماع إلى روايات الجرحى الفلسطينيين عن المجازر الإسرائيلية. محمد حافظ، طفل لم يتجاوز عامه الثانى عشر، من فلسطينيى رفح.. يرقد حالياً فى مستشفى العريش بعد إصابته بجروح خطيرة جراء القصف الإسرائيلى. محمد قال إن القصف الذى بدأ أثناء تواجده فى المدرسة حول شوارع غزة إلى مقبرة جماعية.. وطالبنا قائلاً، بكلمات فاقت كثيراً سنه: "بالله عليكم ما تذكرونى، هل الصهاينة يضربون حماس أم يضربون الشعب المحاصر". زيدان محمد زيدان (37 عاماً) قال: كنت فى المنزل سمعت أصوات القنابل تضرب أنحاء القطاع، وقبل أن أصل إلى سجن السرايا الذى ضربته إسرائيل انفجر صاروخ على بناية قربنا، انهارت على من فيها بحجة أنها مخزن أسلحة لحماس. وأضاف: لحظتها وقعت على رجلى شظية ولم أشعر بنفسى إلا فى مستشفى الشفاء بجوار جريحين آخرين، وأخبرنى أحد الأطباء أنه سيتم علاجى بمصر فحالتى تسمح بالسفر عكس آلاف الحالات التى لو نقلت تموت أو تتدهور حالتها. زيدان شكر الدور المصرى، لكنه أكد أن فلسطينيى القطاع فى حاجة إلى المزيد. مازن رزق الله (21 سنة) مصاب بكسور متفرقة قال: كنا قرب مبنى المحافظة بشارع صلاح الدين، نساعد الجرحى وننقلهم ونتبرع فى الوقت نفسه بالدم، لكن الصهاينة ضربوا المبنى وتناثرت الشظايا على الجميع، كان حظى أن سقطت على أجزاء من المبانى وقبل أن نفكر أنا ومن معى إذ بقذيفة أخرى قربنا لم أشعر بما حدث، لكن أيقنت أن الموت آت والشهادة التى نتمناها قريبة، لكن قدر الله مات 5 معى ونجوت، وأعانى من كسور فى الرقبة والساق اليسرى. من جهته، قال الدكتور طارق المحلاوى وكيل وزارة الصحة بشمال سيناء، إن 95 حالة وصلت حتى مساء اليوم، من الجرحى الفلسطينيين، تم تحويل 30 إلى معهد ناصر و6 حالات إلى الإسماعيلية، واستقبل مستشفى العريش الحالات الأخرى ومن المتوقع أن يستقبل معبر رفح اليوم، حالات جديدة من الجرحى. المهندس آحمد عرابى رئيس الهلال الأحمر المصرى، أكد من جهته، أن أكثر من 500 طن أدوية دخلت لغزة، منها طنان من الأدوية المقدمة من وزارة الصحة المصرية و10 أطنان من لجنة الإغاثة باتحاد الأطباء العرب ونقابة أطباء مصر 14 طنا من الجمعية الشرعية المصرية وكميات متنوعة من الأدوية و90 طنا من قطر والباقى من السعودية وليبيا والمساعدات الطبية والمواد الغذائية من الهلال الأحمر المصرى. كما وصلت إلى المعبر 5 شاحنات مقدمة من الجمعية الشرعية المصرية، بها 75 طنا من الدقيق، وجارى التنسيق مع الهلال الأحمر المصرى لإدخالها إلى قطاع غزة، كما وصلت 20 شاحنة مقدمة من بعض منظمات المجتمع المدنى بها كميات كبيرة من الأدوية والمساعدات الطبية والمواد الغذائية إضافة إلى سيارة إسعاف هدية من إحدى الجمعيات الأهلية إلى الشعب الفلسطينى لخدمة الجرحى والمصابين وقوافل من الجامعات المصرية ومن الحزب الوطنى الديمقراطى الأمانة العامة بالقاهرة. اللواء محمد عبد الفضيل شوشة، محافظ شمال سيناء، قال إنه جارى نقل المعونات للقطاع وإدخال بقايا الدفعة الثالثة من المساعدات القطرية، وإن رفح لن يغلق فى وجه المعونات أو الجرحى الفلسطينيين المساعدات القطرية قرابة 90 طنا من الأدوية والمساعدات الطبية العاجلة والأجهزة التعويضية.