ارتباط البورصة المصرية بالبورصات العالمية ظل لفترة طويلة مثار جدل بين المتعاملين بها سواء من الخبراء أو المستثمرين، وكان مسئولو سوق المال المصرى يتباهون دائما بزيادة معدلات الارتباط بين البورصة المصرية وغيرها من البورصات، آملين أن يحقق ذلك الارتباط فوائد كثيرة لسوق المال، إلا أن خبراء البورصة قالوا إن ذلك إذا كان يصلح فى أوقات الازدهار فى البورصات العالمية، فإنه لا يصلح الآن فى الوقت الذى تعصف الأزمة العالمية بمعظم أسواق المال العالمية، مشيرين إلى ما حدث فى البورصة خلال الشهرين الماضيين من انهيار شبه تام، رغم عدم وجود مشكلات الأسواق العالمية بها. مسئولو البورصة على رأسهم الدكتور ماجد شوقى رئيسها، قال إن شهادات "الجى دى أر" وهى التى يتهمها الكثيرون دائما أثناء الانهيارات، تعتبر من الأدوات الجيدة فى أسواق المال ولها فوائد كثيرة فهى تعمل على زيادة السيولة فى السوق وتنشيط حركة التداول على الأسهم المصرية، بالإضافة إلى تشجيع المستثمرين الأجانب على العمل فى السوق المصرى. الدكتور عيسى فتحى رئيس الشركة الاستراتيجية للأوراق المالية أكد أنه من الضرورى فك ارتباط البورصة المصرية بغيرها من البورصات، خصوصا فى الفترة الحالية، عن طريق إخراج أسهم الشركات التى يتم تداول أسهمها فى الخارج عن طريق شهادات الإيداع الدولية "الجى دى أر" وأن هذا الطلب إجراء مشروع وصحيح، لأن المستثمرين دائما يتأثرون بالبورصات العالمية خصوصا بورصة لندن، وهى مدرج بها العديد من الشركات الكبرى والمدرجة أيضا فى مؤشر البورصة المصرية الرئيسى مثل أوراسكوم تيلكوم القابضة، أو أوراسكوم للإنشاء والصناعة وغيرها. كلام الدكتور عيسى فتحى هو نفسه ما أكد عليه الاجتماع السنوى لاتحاد المصارف العربية مؤخرا فى بيروت، أثناء مناقشة تأثيرات الأزمة المالية العالمية على أسواق المال العربية، خصوصا المصارف والبورصات، وأكد المجتمعون فى ختام المؤتمر ضرورة فك الارتباط بكل أشكاله بين أسواق المال العالمية والبورصات العربية، حتى لا تتعرض هذه البورصات إلى مزيد من الخسائر التى لا توجد أسبابها فى الأسواق العربية، وإنما تتأثر هذه الأسواق بقدر درجة ارتباطها بالأسواق العالمية.