طفت علي الساحة مؤخرا العديد من حالات توتر العلاقات بين عدد من رجال الأعمال وبغض النظر عن أسباب هذه الخلافات فإن هذا الأمر يؤدي في كثير من الاحيان إلي تأثيرات علي أسهم تلك الشركات ويتوقف التأثير كما يؤكد الخبراء علي نوعية هذه الخلافات وعلاقتها بالشركات المقيدة.. بينما رأي فريق آخر أن تأثيرات الأحداث علي المستثمرين تخضع في مثل هذه الاجواء إلي سيكولوجية المتعاملين. ويجمع الخبراء علي أن هذه الخلافات تعد اخباراً تتوارد إلي السوق وانعكاسها علي أداء الاسهم يعتبر ظاهرة صحية مرتبطة بكفاءة السوق ومدي استجابته وترجمته لمجريات الامور. من جانبه يؤكد محمود المصري المحلل المالي أن خلافات رجال الأعمال قد تؤثر بصورة أو بأخري علي أداء الاسهم الخاصة بهذه الشركات وهذا يعبر عن نضج في السوق عندما يعكس المعلومات الواردة إليه وهذا اقتصاديا هو تعريف السوق الكفء فوفقا لمفهوم الكفاءة يتوقع أن تستجيب أسعار الأسهم في سوق الأوراق المالية وعلي وجه السرعة لكل معلومة جديدة ترد إلي المتعاملين فيه يكون من شأنها تغيير نظرتهم في المنشأة المصدرة للأسهم حيث تتجه أسعار الاسهم صعودا أو هبوطا وذلك تبعا لطبيعة الأنباء إذا كانت سارة أو غير سارة. كفاءة السوق وأضاف أن كفاءة السوق يمكن الحكم عليها من خلال ما تعكسه الأنباء علي أسعار الاسهم سواء كانت تلك المعلومات علي شكل قوائم مالية أو معلومات تبثها وسائل الإعلام أو تحليلات وتقارير حول الحالة الاقتصادية العامة علي أداء المنشأة.. كما يعكس سعر السهم في ظل السوق الكفء توقعات المستثمرين بشأن المكاسب المستقبلية وبشأن المخاطر التي تتعرض لها الأسهم.. ولكن رغم توافر المعلومات لجميع المتعاملين في السوق، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تطابق تقديراتهم المستقبلية والمخاطر المحيطة بها تماما. أضاف المصري أنه يجب أن ننظر لخلافات رجال الأعمال بقدر تأثيرها علي الأسهم المتداولة وأن يتم تقييمها في هذا الاطار. المعلومات المحاسبية ويتفق معه في الرأي محمد سلامة المحلل المالي قائلا إنه لا ينبغي أن نضخم الأمور ولا يجب أن نعتبر خلافات رجال الأعمال أكثر من كونها معلومات ترد إلي السوق ويتم تقييمها بقدر انعكاسها علي أسعار الاسهم المتداولة.. وذلك علي الرغم من الفرق الواضح بينها وبين المعلومات المحاسبية مثل الإعلان عن توزيعات الأرباح ومؤشرات الربحية والتدفقات النقدية والسيولة والمخاطر المالية وعلاقتها بالمتغيرات المختلفة لسوق الأوراق المالية مثل حجم التداول أو العائد المتوقع علي الأوراق المالية أو أسعار الأوراق المالية. وأشار إلي أن هناك فارقاً بين المعلومات المحاسبية وبين أي معلومات أخري فالأولي تعكس أسسا جوهرية سيستمر تأثيرها في السوق لمدة طويلة أما الاخيرة فلا تعدو كونها آثاراً عرضية شأنها شأن أنباء التغيير الوزاري فهي لا تعدو كونها عوامل نفسية قد تؤثر بالسلب أو بالايجاب. أشار إلي أهمية التأهيل النفسي للمتعاملين في البورصة حيث يجب علي الشخص المتعامل بالبورصة أن يكون مؤهلا نفسيا قبل بدء هذه العملية وهذا ما ننادي به دائما حتي لا ندخل في دائرة القطيع والعودة مرة أخري إلي نقطة البداية. أوضح أن غالبية المتعاملين بالبورصة يتعرضون لنوع من التوتر، إلا أن هذا التوتر يتحول لدي البعض لنوع من القلق وفي ظل ذلك تأتي سيكولوجية الشائعات بمثابة الفارس الملثم الذي يثير الذعر في أوساط المتعاملين خاصة الذين يعتمدون في تعاملاتهم علي ما تبثه المواقع الاقتصادية الاخبارية ومنتديات البورصة. سيكولوجية المتعاملين ويلتقط أطراف الحديث هاني عزيز محلل مالي قائلا إن مثل هذه الأحداث أو التطورات التي تطرأ علي البورصة مثل أنباء الخلافات بين رجال الأعمال تكون عرضية وتأثيرها مؤقتا مثل أنباء التغيير الوزاري المحتمل وهو من العوامل السيكولوجية المرتبطة بنفسية المتعاملين والتي تترجم الأمر إلي الأسوأ أو الأفضل علي حسب وجهة نظرهم. ويسرد عزيز التسلسل التاريخي للعوامل النفسية وتأثيرها علي سلوك المتعاملين في البورصة سواء بالسلب أو الايجاب قائلا: إن تأثيرات الخلافات الخاصة برجال الأعمال أو المشكلات التي قد تعترض طريقهم انما تنعكس في البورصة فيما يسمي الخوف فهو الشعور أو الاحساس بالرهبة وهو الأكثر خطورة علي المتعاملين في السوق ذلك لأنه عندما يشعر المستثمر بالخوف بغض النظر عن السبب فإن رد الفعل الطبيعي لديه يميل إلي أن يكون عشوائيا وغير موضوعي في أغلب الأحيان. أضاف أن الخوف يتولد عادة لدي الأشخاص منطلقا من أسباب مختلفة منها مثلا: الخوف من وقوع خطر بسبب مشكلة قد تعترض صاحب الشركة التي يتعامل المستثمر علي أسهمها أو انتشار الشائعات في السوق، وتذبذب أسعار الفائدة المصرفية وهكذا وعموما فإن هناك نوعين من الخوف: الخوف من تكبد الخسارة في السوق، والخوف من فقدان فرصة دخول سوق صاعد بقوة تتوقف ملامحه علي الاجواء النفسية السائدة فيه في حينها فإذا كانت ايجابية فإن الاحداث ستترجم لصالح الشركة والعكس صحيح إذا كانت الأوضاع غير مواتية فإن الترجمة ستكون إلي الاسوأ ووقتها سيمتد الخوف من الخسارة في سوق الاسهم إلي كل المتداولين وفقا لحجم استثمار كل منهم في السوق. ويعود عزيز ليؤكد أهمية العامل النفسي في ترجمة الاحداث مستشهدا بما يسمي تحليل حساسية السوق فاحساس المتداولين يحدد إلي أين يتجه السوق وهذا ما يتفق معظم المحللين وعلماء النفس عليه أنه في الأجل القصير يكون للحالة النفسية للمتداول تأثير هائل في السوق. وأكد أنه من الممكن أن تترجم الحالة النفسية الاحداث حتي ولو كانت سيئة إلي أحداث جيدة فالعديد من الشركات المدرجة في السوق كانت تعلن عن أرباح سلبية إلا أن المتداولين كانوا يعرضون أسعارا مرتفعة وكانوا يتوقعون بل يحدوهم الأمل في أن الأرباح المستقبلية سوف تتحسن، واستمر المتداولون علي أمل أن يحقق العديد من الشركات "العوائد" أرباحا كبيرة. ويختتم عزيز قوله بأنه يجب علينا أن نتفهم أهمية العامل النفسي في السوق من أجل البحث عن دلائل يمكن أن توجهنا إلي الفرص الأكثر ربحية وكذلك توجهنا لاتخاذ الخطوات اللازمة لحماية أنفسنا من خسارة أموالنا وهذا يعني أن نكون علي وعي كامل وأكثر عقلانية بما يحدث داخل السوق والانباء المتناقلة إليه.