لأول مرة بعد عقود تعود لغة الاضرابات للساحة العمالية في مصر وبدأت هذه الموجة من الاضرابات في ديسمبر الماضي في قطاع الغزل والنسيج في دلتا مصر ثم امتدتت لتشمل قطاعات عمال ورش السكك الحديدية وعمال الاسمنت بالإضافة إلي قطاع الغزل خاصة في شبين الكوم وكفر الدوار في منطقة الدلتا ثم يصل الآن إلي الإسكندرية ويظهر في شركة العربية وبوليفارا للغزل والنسيج، ويعد الإضراب العمالي وسيلة من وسائل الضغط يلجأ إليه العمال بعد استنفاد السبل التفاوضية الأخري مع الإدارة حيث انه في حالة فشل السبل الاخري لا يجد العمال أمامهم للحصول علي حقوقهم سوي الاضرابات والاعتصامات لالزام أصحاب الأعمال باحترام حقوق العمال المنصوص عليها في القانون والاتفاقات الدولية. بعض الشركات التي شهدت اضرابات عمالية مقيدة في البورصة المصرية ..ولا شك ان الاضرابات العمالية تعني الكثير بالنسبة لاداء الشركات واسهمها . تأثير سلبي يري عيسي فتحي رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب للمجموعة الاستراتيجية للاوراق المالية أن الاضرابات العمالية لها تأثير سلبي لأنها تؤدي إلي توقف العمل وارتفاع التكاليف بالإضافة إلي أن هذه الاضرابات تعكس صورة عن إدارة الشركة بأنها غير قادرة علي إدارة أعمالها أو أنها مقصرة في أداء عملها بدليل حدوث الإضراب في شركة العربية وبوليفارا للغزل وما نتج عنه من تأثير سلبي علي سعر السهم والذي انخفض من 5.5 جنيه الي5,18 جنيه يضيف عيسي فتحي أن الإضراب الذي يحدث في أي شركة يعتبر من الأحداث الجوهرية التي تكشف عنها الشركة وهو ما جعل البورصة تطلب من الشركة أن تفصح عن هذه الأحداث و بالفعل نفذت الشركة الأمر و أفصحت عما يدور بداخلها من اضرابات اعتصامات و أنهم قاموا بإعطاء العمال أجازة ثلاثة ايام مدفوعة الأجر ذلك لتهدئة الموقف وللوصول لحل يرضي العمال. ثقافة جديدة ويقول معتصم الشهيدي المدير التنفيذي لشركة تروبيكانا للاوراق المالية أن أي قلق يحدث داخل الشركة أو أي شيء يؤثر علي الإنتاج فتأثيره يكون مدمرا للشركة خاصة إذا استمر لفترة طويلة. ويري أن تأثير هذه الاضرابات تختلف في تأثيرها من قطاع لقطاع فمثلا تأثيرها في شركات الاسمنت تختلف عن شركات الحديد و الصلب بالنسبة لإعادة التشغيل وتدوير الماكينات إلا أن التأثير النهائي علي حركة السوق فهو تأثير مدمر خاصة إذا طالت فترة الإضراب. و أكد معتصم علي أن هذه الاضرابات تمثل ثقافة جديدة علي المجتمع المصري بالرغم من أن القانون نظم هذا الموضوع و وضع له الإطارات والنظم التي تحكمه لكونه حقاً من حقوق العمال كوسيلة للحصول علي حقوقهم علي حقوقهم يلجأوا إليها بعد فشلهم في اتباع الطرق التفاوضية الأخري إلا انه علي إدارة الشركة دور كبير في حل المشكلات الخلافات التي قد تنشأ من اختلاف وجهات النظر أما دور البورصة فهو دور تنظيمي ودور شركات التداول هو تنفيذ أوامر العميل لذلك لا توجد لديهم القدرة علي حل هذه المشكلة، وأكد معتصم علي أن نظرة المستثمر للشركة التي قد يحدث فيها مثل هذه الاضرابات نظرة سلبية للإدارة مما يؤدي إلي عدم ثقة المستثمر في هذه الإدارة غير القادرة علي حل المشاكل الداخلية فيها وبالتالي لا يأمن علي استثمار أمواله فيها لهذا فإن لهذه الاضرابات تأثيرا مدمرا علي الشركة من جميع النواحي وهو ما يمتد لسعر الأسهم ولحركة السو. حصة حاكمة ويؤكد محمد عسران العضو المنتدب بشركة بريميير للاوراق المالية أن الإضراب الذي يحدث في الشركات المقيدة في البورصة أو المتداولة يؤثر تأثير سلبي علي حركة التداول وعلي حركة السوق لكنه يري أن الاضرابات السابقة لم تؤثر بشكل كبير وذلك لانه تم احتواؤها سريعا. وطالب أن تعمل النقابات العمالية والأجهزة المعنية بالتدخل لوقف هذه الاضرابات لأننا كشركات تداول نعتبر مساهمين ولا توجد لدينا حصة حاكمة تمكنا من التدخل لفض هذه الخلافات .وأكد عسران علي أن الشركة التي يحدث فيها هذه الاضرابات يجب أن تنهي هذه الأعمال بأسرع وقت وألا تقوم باتخاذ إجراءات بيع للأسهم و في هذه الحالة سيخسر السهم الكثير.