نفى البابا شنودة، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ما نشرته الصحف عن وجود أكثر من 150 ألف حالة طلاق، مشيراً إلى أن هناك عدداً من الصحفيين لا يمتلكون معلومات حقيقية فيلجأون للاجتهادات، وأن هذا الأسلوب غير لائق ويعد الأمر محض افتراء. وأكد البابا، أنه لا يمكن القبول بالزواج المدنى، لأنه مجرد توثيق فى الشهر العقارى لا يتدخل فيه مشيئة ومباركة الله، مؤكداً أنه لا يمكن تفصيل الشريعة لإرضاء شهوة الإنسان، وأضاف أن الشريعة الدينية لا يمكن أن تتغير بمواجهة التغيرات الزمنية والاجتماعية، فالشرائع السماوية وضعت لتناسب كل العصور. وقال البابا خلال عظته الأسبوعية، التى ألقاها مساء أمس بالكاتدرائية الكبرى بالعباسية، إن هناك أشخاصاً يعشقون تفسير كلام الإنجيل حسب هواهم الشخصى. وقال نحن ملتزمون بتعاليم الإنجيل، ولا يجوز إرضاء هؤلاء الناس على حساب الشريعة، مُستشهداً بكلام "بولس الرسول"، حيث يقول: "لو كنت أُرضى الناسَ فلستُ عبدًا للمسيح"، مشيراً إلى أن هناك نصوصاً قطعية مثل الوصايا العشر التى قالت لا تقتل ولا تزنى إلى آخره، وأنها لا تحتمل تفسيراً آخر، أما روح النص ففى القضايا موضع الخلاف. وأوضح البابا، أنه يحرم ما أحله الله بأنه اتهام خطير، قائلاً "أتحدى من يدعى ذلك بأن يأتى من الإنجيل بما يخالف ما قلته فى قضية الطلاق"، مشيراً إلى أنه لا يمنع الزواج الثانى على الإطلاق، فالزواج الثانى متاح فى حالة وفاة الزوج أو الزوجة وفى حالة الطلاق بالنسبة للطرف البرىء فى واقعة الزنا. وأشار البابا إلى أن البعض تحدث عن السيد المسيح، وقال إنه لم يضع شريعة محددة وأن أقواله كانت رداً على مواقف معينة، مشيراً إلى أن هذا الأمر عارٍ تماماً عن الصحة وكثير من التعاليم المسيحية جاءت من موعظة المسيح على الجبل ولم تكن لها مناسبة معينة. وعن العصبية والغضب، قال البابا إن العصبية تُعد من الأمور غير اللائقة، حيث إنها ستفقد الشخص محبة من حوله، أما عن الغضب، فالغضب لأسباب روحية بحته لا يعد خطئًا، مشيرًا إلى أن الإنجيل ذكر أكثر من مرة مواقف غضب فيها الرب.
