قال الرئيس الأمريكى باراك أوباما، إن الولاياتالمتحدة تعمل مع دول منظمة الأممالمتحدة على منع حرب عالمية ثالثة من خلال تحقيق الديمقراطية وبناء نظام دولى يحقق الكرامة والمساواة للجميع، مشيرا أن هذا هو الهدف من إنشاء المنظمة. وأضاف الرئيس الأمريكى، فى كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدةبنيويورك، أمس الاثنين، أن هناك من يقيد الإعلام والمجتمع المدنى بحجة أن هذا التقهقر فى الحريات ضرورى لمكافحة الإرهاب، وأن البديل هو الأسوأ، وهذا ليس مبررا، ولذلك يجب أن نكون مستبدين مثل الرئيس السورى بشار الأسد. مشيرا إلى أن قوة الدول تعتمد على نجاحها فى تحقيق الديمقراطية. وقال "أوباما"، أن تاريخ العقدين الأخيرين يثبت أن الدكتاتوريات ليست ناجحة، وأن المنظمات غير الحكومية الأمريكية تفضح الفساد، وهذه ليست مؤامرة من المنظمات غير الحكومية الأمريكية لدعم المنظمات والمجتمع المدنى، إنها التكنولوجيا، ومواقع التواصل الاجتماعى، الشعوب تريد أن تقرر كيف يتم حكمها". وأوضح الرئيس الأمريكى أن هناك من يستغل التكنولوجيا فى نشر المعلومات المتطرفة، وهناك تزايد فى رؤوس الأموال والاستثمار التى تستخدم فى دعم العنف والتطرف. وتابع أن هناك من يقول إن المثل العليا فى الأممالمتحدة غير واقعية وأنها من تراث الحرب العالمية الثانية، ويعتبرون أن الغلبة للقوة وليس للمبدأ، وأن الدول القوية هى من ستفرض رأيها على الدول الضعيفة وعلى هذا الأساس رأينا بعض القوى تفرض قوتها على القانون الدولى علما بأن القانون الدولى عامل أساسى فى الارتقاء بالأممالمتحدة. وقال: "نرى استقطابا متعاظما وتوجها لليمين المتطرف ونرى محاوف الناس تستغل لزرع النزاع القبلى والطائفى"، مؤكدا أنه لا يوجد دولة فى العالم يمكن أن تكون بعيدة عن مشاكل الإرهاب واللاجئين والاحتباس الحرارى، وإذا لم يعمل المجتمع الدولى كله معا سيعانى من هذه الآثار، مضيفا: "إن الولاياتالمتحدة ليست معفية من ذلك مهما كانت قوة جيشها واقتصادها..أن أمريكا لن تستطيع وحدها حل مشاكل العالم". وقال أوباما، أن واشنطن تعلمت درسا سيئا مما حدث فى العراق، وكيف لم تستطع القوة العسكرية أن تخلق استقرارا فى أرض أجنبية، لذلك نتعاون مع الدول الأخرى، مضيفا: "يقال أن القوة الوحيدة المهمة لأمريكا هى القوة بالعداء فى الخطاب وإظهار القوة العسكرية وأن التعاون والدبلوماسية لا أمل فيهما..وكرئيس للولايات المتحدة أعى المخاطر التى نواجهها ولا أتردد فى الدفاع عن أى بلد بالقوة للحصول على حقوقه، لكنى أؤمن بأنه لا يمكن الحصول على الحقوق بالقوة، كما لا يمكن أن نعود للوراء". وأشار إلى العقوبات التى فرضت على إيران وكان نتيجتها الوصول إلى اتفاق أكد سلمية البرنامج النووى الإيرانى. وقال "أوباما"، انه على الرغم بأن الولاياتالمتحدة ليس لديها مصالح اقتصادية فى أوكرانيا إلى أنها لا يمكن أن تقف صامتة فى ظل اعتداء على سيادة دولة أخرى، لذلك تم فرض عقوبات على روسيا، "هذه ليست عودة للحرب الباردة". وتابع: "الشعب الإيرانى لديه إمكانيات كبيرة لكن الهتاف بالموت لأمريكا لن يزيد فرص العمل ولن يضر الولاياتالمتحدة". وقال أوباما: "إنه عندما ساعدنا ليبيا لإنهاء حكم ديكتاتور كان على التحالف الدولى أن يكمل مهمته ويبقى حتى تشكيل حكومة وحدة وطنية فى ليبيا وعلينا أن نتعاون بشكل أكبر لتحقيق الاستقرار فى العالم". وفيما يتعلق بسوريا، قال الرئيس الأمريكى، إنه عندما يقتل ديكتاتور العشرات من أبناء شعبه وعندما تقوم منظمات إرهابية بقطع الرؤوس واختطاف الأطفال واغتصاب الناس فيجب أن نتعاون للقضاء على هذه الظواهر ولا بد أن يكون هناك مرحلة انتقالية مدروسة دون بشار الأسد وأن يقوم الشعب السورى ببناء دولته. وتابع: "مهمتنا جميعا أن نعمل ضد هذا التطرف وجزء من جهودنا أن ندعم المسلمين الرافضين للتطرف والإرهاب.. ليس هناك أجوبة سهلة لأزمة سوريا والشرق الأوسط وهذا العمل يتطلب وقتا طويلا. وأشار إلى الولاياتالمتحدة مستعدة للعمل مع أى دولة بما فيذلك إيرانوروسيا لحل أزمة سوريا". وأشار "أوباما"، إلى أن الكوارث التى تحدث فى سوريا لا يمكن أن تحدث فى دول تطبق الديمقراطية الحقيقية". وقال الرئيس الأمريكى: "الديمقراطية الشاملة تجعل أى دولة أقوى، والديمقراطية فى الولاياتالمتحدة قد تكون غير مثالية ولكنها جعلتها الأقوى فى العالم، مشيرا إلى أن الحكومات يمكن أن تكون وطنية تحقق ما تريد دون أن "تشيطن" الدول الأخرى.