أبلغ الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأممالمتحدة اليوم الأربعاء بأن الفلسطينيين يستحقون دولة لكن هذا الأمر لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال المحادثات مع إسرائيل. وقال أوباما في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة "أنا مقتنع بأنه لا يوجد طريق مختصر لإنهاء صراع مستمر منذ عقود. السلام لا يمكن أن يتحقق من خلال البيانات والقرارات في الأممالمتحدة".
وجاء في نص خطابه "في نهاية المطاف سيكون الإسرائيليون والفلسطينيون - وليس نحن- من يتعين عليهم التوصل لاتفاق بشأن القضايا محل الخلاف بينهم مثل الحدود والأمن واللاجئين والقدس".
وفي الوقت ذاته، أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنه بعد الانتهاء من العملية العسكرية في العراق هذا العام فانه سيكون لامريكا علاقات وشراكة على قدم المساواة بالإضافة إلى دعم الحكومة وتطلعات الشعب العراقي . وأشار اوباما إلى أنه بعد انتهاء الحرب فى العراق ستعمل الولاياتالمتحدةالامريكية مع شركائها على مواصلة العمليات العسكرية في أفغانستان والتي سوف تنجز بحلول عام 2014 من اجل بناء بلد أفضل في المستقبل ، موضحا أنه بعد سحب القوات الامريكية من أفغانستان ستعمل الحكومة على إرساء اسس الشراكة مع الشعب الافغاني .
وتابع قائلا "إنه لا يوجد مجال للشك بأن زمن الحروب أخذ بالافول "، مشيرا إلى أنه في العراق وأفغانستان يوجد اكثر من مائة ألف جندي امريكي خدموا بتلك الحروب. وأضاف أن هذا العدد سينخفض إلى النصف وسيتابع انخفاضه حتى آخر المهمات العسكرية، موضحا ان تلك العمليات العسكرية كانت هامة من أجل بناء الدولة وحمايتها في الداخل. وأشار أوباما إلى انه منذ 10 سنوات كان هناك جروح مفتوحة نازفة وقلوب مكسورة في المدن الامريكية جراء هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 .
وأضاف الرئيس الأمريكى أن العام الجارى شهد طفرة غير عادية، حيث تحركت أمم فى المضي قدما نحو المطالبة بالسلام والأمن ويطالبون بحقوقهم فى العيش بحرية وكرامة، ومن أبرز الأمثلة على ذلك تحقيق رغبة وإصرار جنوب السودان لنيل استقلالها.
وتابع أوباما بقوله إنه منذ عام واحد شهدت كوت ديفوار انتخابات رئاسية، وعندما رفض الرئيس المنتهية ولايته لوران جباجبو قبول النتائج والتخلى عن الحكم، وقف أمامه العالم كله، وباتت كوت ديفوار الآن تعيش فى ظل حكم من اختارته ليقودها.
ومضى أوباما بعد ذلك إلى الحديث الربيع العربى بدءا من ثورة الشعب التونسى ضد الرئيس زين العابدين بن على، مما أطلق شرارة الثورات الشعبية بعد أن أبرزت قوة التظاهر السلمي وكسرت حاجز الخوف من الحكام، وتونس الآن على أعتاب انتخابات ستقربهم خطوة نحو الديمقراطية التى يستحقونها.
وواصل اوباما الحديث مشيرا إلى أنه منذ عام واحد أيضا كانت مصر تعيش فى ظل حكم رئيس ظل فى منصبه لثلاثين عاما، ولكن الشعب نجح فى إسقاطه خلال 18 يوما فقط بعد أن جذب انتباه العالم إلى ميدان التحرير الذى شارك فيه المصريون بجميع طوائفهم وتوجهاتهم مسلمين ومسيحيين، لينتقل التغيير من مصر إلى العالم العربى.
وأضاف أنه منذ عام أيضا كان يحكم ليبيا أقدم ديكتاتور فى العالم وقد واجه شعبها الشجاع القنابل والرصاص الذي كان يقتل به الديكتاتور شعبه كأنهم جرذان وبالرغم من ذلك أصر الليبيون على أن ينالوا حريتهم، ووقف العالم بجانبهم من خلال الأممالمتحدة وقرارات مجلس الأمن، وانتهى حكم القذافى فى ستة أشهر بعد 42 عاما من الحكم، وهكذا ينبغى للمجتمع الدولى أن يعمل وتتكاتف الأمم . وأكد الرئيس الأمريكي أن مجلس الامن قرر اتخاذ جميع الاجراءات والقرارات اللازمة لمنع وقوع مذابح ضد المدنيين ، مشيرا الى حظر الطيران الذي شاركت في تنفيذه عدة دول عربية لمنع طيران القذافي من قصف المدنيين.
وأشار الى ان الشعب الليبي تمكن من الحصول على حريته خلال ستة أشهر -من القذافي الذي حكم ليبيا لمدة 42 عاما- وسط النيران والقذائف وتمكنوا من الحصول على حريتهم من طرابلس الى بنغازي ومصراتة. وقال ان هذا العام يعتبر تاريخيا ، فقد انتهى نظام القذافي ورئيس ساحل العاج الاسبق لوران جباجبو وبن علي ومبارك وتم القضاء على اسامة بن لادن وعقيدة العنف الذي كان ينتهجها.
وشدد الرئيس الامريكي على ان الولاياتالمتحدةالامريكيةوالاممالمتحدة ستسعيان دائما للحفاظ على هوية وحرية الاشخاص حول العالم دون تمييز بين هويتهم او ديانتهم وضمان حقوقهم ، مشيرا الى ان معيار نجاح الولاياتالمتحدة هو ان يعيش الاشخاص حول العالم في حرية مستدامة وامان ، واكد على ان الاممالمتحدة واعضاءها يجب عليهم ان يمضوا قدما في تأكيد مطالب الشعوب والعمل على ارساء مبادئ العدل وعدم التمييز بين شخص واخر وفقا للدين او العرق او الهوية .
ومضى اوباما قائلا ان القوة الان اصبحت بيد الشعوب بمساعدة التكنولوجيا وبيد الشباب الذي اصبح لديه الشجاعة والقوة ليقف في وجه كل ديكتاتور. وقال ان ايران ترفض الاعتراف بحقوق شعبها وكذلك سوريا التي تقوم بقتل وتعذيب شعبها ، مشيرا الى قتل الالاف من السوريين في شهر رمضان بالاضافة الى نزوح الالاف عبر الحدود السورية ، مشيرا الى ان الشعب السوري اظهر قوة وصلابة لتحقيق العدالة.
واكد ان الولاياتالمتحدة ستقف بجانب الشعب السوري وليس قيادته ، مشيرا الى ان واشنطن فرضت عقوبات قوية على قادة سوريا ، وقال ان الولاياتالمتحدة تؤيد انتقال السلطة استجابة للمطالب الشعب السوري. وشدد على وجود تكاتف جميع القوى وتوحيد الاصوات والوقوف بجانب الشعب السوري ، مؤكدا على انه يجب الاستجابة لمطالب التغيير التي تنادي بها المنطقة.
ولفت الى الشعب اليمني الذي يحتشد بالالاف يوميا في الميادين بما في ذلك الاطفال والنساء ، مشيرا الى انه يوجد من ضحوا بأرواحهم من اجل الاطاحة بالنظام الفاسد.