انتقدت مجلة الفورين بوليسى الامريكية خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما امام زعماء العالم في الأممالمتحدة منوهه انه عرض صورة الولاياتالمتحدة كقوة عظمى مترددة حيث اعلن انه على استعداد لمواجهة القنابل النووية الايرانية وقتل أعداء امريكا بضربات الطائرات بلا طيارلكنه غير مهيأ للشروع في المهمات العسكرية المفتوحة كما في حالة سوريا وغيرها من البلدان المضطربة . اوباما في خطابه أمام قادة و ممثلو 193 دولة الاعضاء بالجمعية العامة للامم المتحدة ، قال " ان الولاياتالمتحدة اصبح لديها من التواضع ما يجعلها تنىء بنفسها و بقدراتها عن التدخل فى تحديد مصير الأحداث داخل بلدان أخرى " و اضاف اوباما "إن فكرة الإمبراطورية الأمريكية قد تكون دعاية مفيدة، ولكنها لا تحرك السياسة الأميركية الحالية أو الرأي العام." وقال اوباما ان "الجدل في الآونة الأخيرة داخل الولاياتالمتحدة حول سوريا أظهر بوضوح ان أمريكا ليست هي الحريصة على أن تزج بنفسها في شؤون الدول الأخرى أو تأخذ على عاتقها التدخل فى كل مشكلة في العالم وان الخطرالحقيقى بالنسبة للعالم الان هو رغبة الولاياتالمتحدة، بعد عقد من الحرب ابتعدت خلالها عن قضاياها الداخلية واكتسبت العداوة في جميع أنحاء العالم الاسلامى فى فك الارتباط بمنطقة الشرق الاوسط وهوما سيخلق فراغ فى القيادة بالمنطقة واكد اوباما أنه في الوقت الحاضرفان أولويات السياسة الخارجية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط ستركز في المقام الأول على اثنين من الأولويات الرئيسية: وهما " سعي إيران للأسلحة النووية والصراع العربي الإسرائيلي" حيث لا توجد دولة أخرى فى العالم مستعدة لملء الفراغ ازاء هاتين المشكلتين وفي حين أنهما ليسا سبب كل المشاكل في المنطقة، لكنهما مصدرا رئيسيا لعدم الاستقرار بالمنطقة منذ فترة طويلة جدا ويمكن المساعدة فى حلهما ليكونا بمثابة الأساس لسلام أوسع نطاقا. وحول معالجة الصراع في سوريا، قال أوباما ان أهداف الولاياتالمتحدة إنسانية إلى حد كبيرو" ليس هناك لعبة كبرى" نريد الانتصارفيها فليس للولايات المتحدة أي مصلحة في سوريا سوى رفاه شعبها وضمان استقرارجيرانها والقضاء على الأسلحة الكيميائية والحرص على ان لا تصبح ملاذا آمنا للإرهابيين . وخلال خطابه امام الاممالمتحدة أكد أوباما التزام واشنطن بالخطة الامريكية الروسية لوضع الأسلحة الكيميائية لنظام الأسد في ظل رقابة دولية، معترفا بأن الرئيس السوري قد اتخذ خطوة أولية إيجابية من خلال الإعلان عن مخزونات الاسلحة الكيميائية .. و اشار اوباما الى ان امريكا لطالما كانت تفضل دائما الحل الدبلوماسي لهذه القضية ، مؤكدا على أهمية قرار مجلس الأمن الذي سيحدد التزامات الرئيس لأسد و ستكون هناك عواقب إذا ما فشل في القيام بذلك. وتقول الفورين بوليسى ان اوباما قدم خطة الولاياتالمتحدةوروسيا كحافز لبذل جهد دولي أوسع لوضع نهاية للصراع فى سوريا ولكنه تهرب من ذكر او التلميح بمسالة إسقاط بشار الأسد ، و اضافت انه على الر غم من تاكيد اوباما على اصرار الولاياتالمتحدة على ضرورة ان يواجه الاسد "عواقب" فشله في الامتثال لالتزامه بنزع السلاح الا انه بدا ايضا مترددا فلم يحدد ما هى طبيعة هذه العواقب خاصة فى الوقت الذى تفضل فيه روسيا اتباع نهج أكثر توافقية لا يتضمن أي تهديد صريح أو ضمني للقوة. كما انتقدت الفورين بوليسى ايضا سياسة أوباما التى اعلنها بشان مصالح البلاد فى منطقة الشرق الاوسط ، حيث قالت المجلة انه بدا متراخيا ازاء "المصالح الأساسية الأمريكية " في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.. حيث تعهد بالتصدي لأى عدوان عسكري ضد شركاء الولاياتالمتحدة في المنطقة، وحماية احتياطيات الطاقة العالمية، ومواجهة التهديدات المزدوجة من الإرهاب وانتشار الأسلحة النووية . حيث قال الرئيس الامريكى " إن الولاياتالمتحدةالأمريكية مستعدة لاستعمال كافة عناصر القوة بما في ذلك القوة العسكرية، لتأمين هذه المصالح الأساسية في المنطقة " ، و لكنه فى الوقت ذاته استبعد تحقيق هذه الأهداف من خلال القوة الامريكية منفردة مشيرا الى اهمية الجهود الدولية المشتركة و لا سيما ان العمل العسكري فى العراق بين انه لا يمكن فرض الديمقراطية بالقوة ، وان أفضل طريقة لتحقيق هذه الأهداف عندما تكون هناك شراكة مع المجتمع الدولي ومع بلدان وشعوب المنطقة . وقد حرص اوباما على الدفاع عن موقف واشنطنوقرارالولاياتالمتحدة للعمل مع النظام الجديد في مصرالذى جاء الى السلطة بعد استبعاد الجيش للرئيس المصرى المنتخب مشيرا الى إنه واحيانا تعمل الولاياتالمتحدة من اجل تحقيق المصالح الأساسية كما فى حالة الوضع فى مصر . وعلى جانب اخرابدى اوباما استعداد واشنطن للتعامل مع منافسيها التقليديين فى اشارة لإيران لتحقيق اهدافها وقال "أننا لا نسعى لتغييرالنظام ونحن نحترم حق الشعب الإيراني للوصول إلى الطاقة النووية السلمية ، لكن نصر على أن تلبى الحكومة الإيرانية مسؤولياتها بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وقرارات مجلس الامن الدولي ". وقال اوباما " انه ينبغي أن نكون قادرين على تحقيق حل يحترم حقوق الشعب الإيراني وفى الوقت نفسه يعطي ثقة للعالم ان البرنامج الإيراني سلمي".