تمخض من يعرف نفسه بالفنان محمد كريم فولد لنا توأم، قلة الذوق، وسطحية المعرفة، ومع ذلك له فى رقبتنا واجب الشكر، نشكره على تقمصه المبهر للشخصية العنصرية، وتجسيده الرائع لدور الرجل الشهوانى الذى ينحصر تقييمه للمرأة فى جسدها ومدى «سمسمة» تقاطيع وجهها. لا صورة أكثر قبحا يمكن أن يقدمها فنان عن الفن المصرى من تلك الصورة التى قدمها محمد كريم بتعليقاته العنصرية والتميزية عن أمل علم الدين المحامية الدولية وزوجة الفنان العالمى جورج كلونى. ترك محمد كريم مهمة أمل علم الدين كمحامية قطعت أميالا للدفاع عن صحفى مسجون، ولم تسعفه ثقافته أو معرفته أن يرى فى كل هذه القضية التى تحدث جدلا دوليا سوى ملامح أمل علم الدين، ترك الفنان الذى يمكنك أن تكتب ببساطة كل تاريخه الفنى فى نصف ورقة متوسطة الحجم كل شىء وتتبع جسد أمل علم الدين، ثم نضح بما فى بئره من عنصرية، ونشر صورتها وعلق قائلا: (نفسى أعرف جورج كلونى شاف فيكى إيه إحنا مش شايفينه هو عجبه فى أمك إيه؟!). يبدو المقطع الأخير من تعليق محمد كريم ملائما للصدور عن بلطجى على ناصية حارة أو سائق ميكروباص غير مؤهل أخلاقيا للتعامل مع البشر، لا عن فنان تفترض مهنته ومهمته أن يحمل فوق كتفيه هموم الارتقاء بالمجتمع ولغته وذوقه. حسنا ما قول محمد كريم فى أن يكتب أحدهم قائلا: «نفسى أعرف المخرجين شافوا فيك إيه إحنا مش شايفينه.. هم عجبهم فى أمك إيه؟». لم يصعد محمد كريم سلم البطولة بعد، ولم يقدم للناس دورا له أثر، لا يمكنك أن تتذكره، إلا حينما يخبرك أنه هو الحلقة الأضعف فى برنامج المسابقات «ذا فويس»، الأكثر نشرا للممل، والأكثر تدميرا لإيقاع برنامج المسابقات الغنائى المميز، هكذا يمكنك أن تذكر أحدهم بمن هو محمد كريم. وإن لم يتذكر من حولك من هو محمد كريم؟!، يمكنك أن تخبرهم بأنه الفنان الشاب الذى يخبر صحف مصر منذ عام 2010 أن هوليوود تجرى خلفه لكى يشارك فى بطولة أحد أعمالها، وها هى السنة الخامسة على التوالى دون أن نرى كريم على أفيشات أفلام هوليوود، وربما الأخيرة هى سبب عقدته التى أطلقها فى تعليقه البذىء على أمل علم الدين. وأخيرا.. الكثير من القسوة ملأت السطور السابقة، ولكنها قسوة على قدر الجرم، قسوة تطلب من فنان شاب أن يستفيق من غفوته وسطحيته، أن يتفهم ويفهم أن المرأة أغلى وأرفع من أن تكون محل تقييم شهوانى وجنسى وجسدى من قبل الرجال، وأن يستوعب أن الفن لم يرتق بأفكار من يقدمه للناس فليعلم صاحبه أنه لا يصلح أن ينال شرف لقب فنان.