محافظ أسيوط يستقبل مساعد وزير الصحة ويتفقدان مستشفى بني محمديات بأبنوب    جامعة قناة السويس تصنف من أفضل 6.5 % جامعة عالميا وفقا لتصنيف CWUR 2024    حالات الحصول على إجازة سنوية لمدة شهر في قانون العمل الجديد    ارتفاع سعر الذهب العالمية عند أعلى مستوى في 30 يوما    نزع ملكية قطعة الأرض رقم «27س» لإقامة جراج متعدد الطوابق عليها    الكيلو ب 285 جنيها.. تموين جنوب سيناء يوفر لحوم طازجة بأسعار مخفضة    أستاذ طب وقائي يحذر من زيت الطعام المستعمل: مادة خطيرة تدخل في تبييضه    مد فترة التقديم لوظائف القطار الكهربائي الخفيف.. اعرف آخر موعد    البحيرة: توريد 188 ألف طن قمح للشون والصوامع حتى الآن    البيئة تناقش تطوير معالجة المخلفات الطبية    أمين عام الجامعة العربية: نرفض كل التحركات الإسرائيلية في رفح الفلسطينية    قصر «الصخير» يحتضن أول قمة عربية في البحرين.. ماذا نعرف عنه؟    الرئيس الصيني: بكين وموسكو تدافعان عن السلام والنظام العالمي والدور المركزي للأمم المتحدة    إعلام فلسطيني: شهيد ومصابون في قصف إسرائيلي استهدف وسط مدينة رفح الفلسطينية    مراسل «القاهرة الإخبارية»: مستشفيات غزة قد تتوقف عن العمل خلال ساعات    كولر يحاضر لاعبى الأهلي قبل خوض المران الأول فى تونس    صدام جديد مع ليفربول؟.. مفاجأة بشأن انضمام محمد صلاح لمعسكر منتخب مصر    بعد حل أزمته مع التوأم، تعرف على موعد انضمام محمد صلاح إلى معسكر المنتخب الوطني    موعد مباراة المصري والبنك الأهلي بالدوري الممتاز والقناة الناقلة    مترو الأنفاق ينفي وجود اى حالات انتحار داخل المحطات    السجن المشدد 3 سنوات وغرامة 50 ألف جنيه لمتهمين بحيازة 6 طرب حشيش في الشرقية    استبعاد رئيس لجنة بالشهادة الإعدادية بالمنوفية بعد تداول ورقة امتحان الجبر    52.6 مليون جينه إجمالي إيرادات فيلم فاصل من اللحظات اللذيذة في دور السينما    فرقة فاقوس تعرض "إيكادولي" على مسرح قصر ثقافة الزقازيق    يسري نصر الله يحكي تاريخ السينما في مهرجان الفيمتو آرت الدولي الثالث للأفلام القصيرة    الأحد.. الفنان عمر الشناوي حفيد النجم كمال الشناوي ضيف برنامج واحد من الناس    سرطان الأمعاء: ملامح الحالة وأعراضها بعد إصابة برواس حسين    «الرقابة الصحية»: حل 100% من شكاوى المنتفعين ب«التأمين الشامل» خلال أبريل    مواعيد مباريات اليوم الخميس 16 مايو 2024 في الدوري المصري والبطولات العالمية    نجم الترجي السابق ل«أهل مصر»: الأهلي مع كولر اختلف عن الجيل الذهبي    اليوم.. انطلاق الملتقى التوظيفي لزراعة عين شمس    روسيا تعلن إحباط هجوم أوكراني بصواريخ أمريكية على شبه جزيرة القرم    ياسمين عبدالعزيز تنشر صورة مفاجئة: زوجي الجديد    «الإفتاء» تحسم الجدل حول مشروعية المديح والابتهالات.. ماذا قالت؟    تداول 10 آلاف طن و585 شاحنة بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر    تطور جديد في قضية سائق أوبر المتهم بالتحرش بفتاة التجمع    تنظيف كبدة الفراخ بمكون سحري.. «هيودي الطعم في حتة تانية»    طريقة عمل دجاج ال«بينك صوص» في خطوات بسيطة.. «مكونات متوفرة»    حلم ليلة صيف.. بكرة هاييجي أحلى مهما كانت وحلة    «سلامتك في سرية بياناتك».. إطلاق حملة «شفرة» لتوعية المجتمع بخطورة الجرائم الإلكترونية    توقعات الأبراج وحظك اليوم 16 مايو 2024: تحذيرات ل«الأسد» ومكاسب مالية ل«الحمل»    غارات إسرائيلية على منطقة البقاع شرق لبنان    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 16-5-2024    إبراهيم عيسى: "في أي لحظة انفلات أو تسامح حكومي البلاعات السلفية هتطلع تاني"    محمود عاشور يسجل ظهوره الأول في الدوري السعودي    نجمة أراب أيدول برواس حسين تُعلن إصابتها بالسرطان    قدم الآن.. خطوات التقديم في مسابقة وزارة التربية والتعليم لتعيين 18 ألف معلم (رابط مباشر)    أعطيت أمي هدية ثمينة هل تحق لي بعد وفاتها؟ أمين الفتوى بجيب    بوتين يصل إلى الصين في "زيارة دولة" تمتد ليومين    4 سيارات لإخماد النيران.. حريق هائل يلتهم عدة محال داخل عقار في الدقهلية    رسميا.. جدول امتحانات الثانوية العامة 2024 thanwya جميع الشعب مباشر الآن في محافظة القليوبية    منها البتر والفشل الكلوي، 4 مضاعفات خطرة بسبب إهمال علاج مرض السكر    «فوزي» يناشد أطباء الإسكندرية: عند الاستدعاء للنيابة يجب أن تكون بحضور محامي النقابة    الدوري الفرنسي.. فوز صعب لباريس سان جيرمان.. وسقوط مارسيليا    كم متبقي على عيد الأضحى 2024؟    مباشر الآن.. جدول امتحانات الثانوية العامة 2024 thanwya في محافظة القليوبية    قصور الثقافة تطلق عددا من الأنشطة الصيفية لأطفال الغربية    حسن شاكوش يقترب من المليون بمهرجان "عن جيلو"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" .. الحلقة 28..مبارك والجنزورى..الجنزورى جاء ونصف وزراء الحكومة يكرهونه ودخل فى مواجهات مع زكريا عزمى ويوسف بطرس وصفوت الشريف
نشر في اليوم السابع يوم 19 - 07 - 2014

اقترب مبارك من منتصف فترته الرئاسية الثالثة وبدا راغبا فى المزيد من السنوات فى الحكم وهو لا يرى منافسا له وهناك ولاء من قبل الدوائر المحيطة به التى كان بعضها يمارس البيزنيس علنا، وفى هذا الوقت ارتفعت صورة سوزان مبارك زوجة الرئيس التى كانت تتحرك فى حدود ضيقة كما ظهر جمال مبارك فى الصورة بشكل علنى.
لم تشهد فترات حكم مبارك الثلاث تغييرات كبيرة فى شكل الحكومة أو مؤسسات الدولة، 6 حكومات فى 18 عاما، من التكنوقراط و«الاقتصادوقراط» اختفت السياسة، والمحافظون كان يتم اختيارهم من الضباط والقضاة السابقين، وكلاهما فئة ممنوعة بحكم القانون من ممارسة العمل السياسى.
ظلت الوجوه فى عصر مبارك شبه ثابتة، لدرجة أن بعض الوزراء استمروا فى مناصبهم ربع قرن مثل سليمان متولى وزير النقل منذ الثمانينيات ويوسف والى وزير الزراعة ونائب رئيس الوزراء وصفوت الشريف وزير الإعلام. صعدوا داخل الحزب الوطنى، وارتبطوا بعلاقات ضمن شبكات نظام مبارك التحتية.
رحل عاطف صدقى بعد 10 سنوات فى رئاسة الحكومة، وكانت كل ميزاته بالنسبة لمبارك ومن حوله أنه كان هادئا ومطيعا وقادرا على إرضاء كل الأطراف فى السلطة، سواء مبارك وحاشية الرئاسة أو صفوت الشريف وكمال الشاذلى ويوسف والى، وفتحى سرور فى مجلس الشعب ولم يكن متصادما مع المعارضة، فى المجمل كان مطيعا لمبارك وشبيها له فى كونه بلا مشروع سياسى أو اقتصادى.
خرج صدقى واستمرت نفس الحكومة بتعديلات طفيفة مع الدكتور كمال الجنزورى. الذى اعترف بأن مبارك أبدى له عند تكليفه رغبة فى الإبقاء على أغلب الوزراء القدامى، بالإضاقة إلى الوزراء السياديين الداخلية والخارجية والدفاع والإعلام.
حصلت مصر على فرص اقتصادية جيدة مع صدقى تمثلت فى تضاعف تحويلات المصريين فى الخارج وإعفاءات الديون بعد حرب تحرير الكويت واتفاقات مع صندوق النقد الدولى، وتحسنت البنية الأساسية من طرق وكهرباء ومياه وتليفونات، ولكن هذا التحسن سرعان ما تراجع وتوقفت مشروعات للصرف والمياه منذ بداية التسعينيات، مع ما شابها من فساد.
حكومة عاطف لم تنجز شيئا مهما فى الصحة والتعليم فقد تردت أحوال المستشفيات العامة والمركزية، وعجز الفقراء عن تلقى العلاج وتضاعفت نسبة أمراض التهاب الكبد الوبائى والفشل الكلوى والسرطان، وتدهورت أحوال المستشفيات، والبطالة بسبب توقف التعيينات فى الدولة، وتدهور أحوال الصناعة فى ظل سياسة الخصخصة، لتتحول حكومة الدكتور عاطف صدقى إلى مجرد منفذ لتوصيات مبارك وطاقم الحكم بلا خطط.
رحل صدقى وجاء الجنزورى على نفس القاعدة باستثناء أنه رفع راية المشروعات العملاقة وكان مبارك مقبلا على استفتاء لفترة رابعة، وبدت له مشروعات كبرى مثل توشكى وشرق التفريعة، نوعا من الدعاية تجذب إليه القطاعات التى تطالب بمشروع قومى، وهذه المشروعات كانت متزامنة مع عمليات الإقراض من البنوك بلا حدود. وكان علماء اعترضوا على مشروع توشكى، ومنهم فاروق الباز والدكتور رشدى سعيد حذروا من أنه يحتاج إلى إمكانات ضخمة ويعرض مخزون المياه للضياع فى الصحراء.
وكانت حكومة الجنزورى وسنوات نهاية الألفية مثالا على تكلس السلطة، مبارك اتجه أكثر لجمع السلطات فى يديه، ولا يسمح لغير الموالين بالعمل، تولى كمال الجنزورى الحكومة مع وزراء كان يعرف أنهم يكرهونه، وهو يكرههم، وهو أمر بدا فى معارك وصراعات عرفت طريقها إلى الصحف القومية والحزبية التى كانت انعكاسا للصراعات السياسية داخل المطبخ الحكومى، وكانت العلاقة بين وزير الداخلية حسن الألفى ورئيس الوزراء كمال الجنزورى ومعه وزير مجلس الوزراء طلعت حماد سيئة، ولم تكن علاقة الجنزورى بالصحافة والإعلام طيبة وإن كان استخدمها هو أيضا فى مواجهة خصومه، بطبيعة رئيس وزراء تفتقد إلى المرونة، والسياسة ومناوراتها. وبالرغم من أنه كان قادما من دولاب الدولة، ويعرف أن الرئيس حسنى مبارك هو رأس النظام، وبيده تفاصيل دوائر السلطة من حوله ويسمح بها. فبدا الجنزورى عاجزا عن قراءة هذا الواقع.
الجنزورى كان قادما على أرضية كراهية من الوزرء والحزب الوطنى ورجال الرئاسة، ومن المثير أن يكون مبارك على علم بكل هذا ثم يصر على اختياره لرئاسة الوزراء، لم يكن الجنزورى يطيق يوسف بطرس غالى، ويصفه «بالفتى»، ويقول إنه جاء بواسطة عبدالشكور شعلان رجل صندوق النقد الدولى، وطلب شعلان أن يعمل يوسف فى مصر، بعد أن ترك الصندوق لأسباب غامضة، ورفضت جامعة القاهرة عودته بسبب خلاف على تقييم شهادته. وتم تعيين يوسف بطرس فى مجلس الوزراء براتب 185 جنيها شهريا.
بعدها دعم الدكتور عاطف صدقى تعيين يوسف بطرس وزيرا، بعد إبعاد عبدالحليم موسى من وزارة الداخلية، وقال صدقى لمبارك «نرسل رسالة إلى الجماعات الإسلامية، أن ينضم إلى الوزارة الدكتور يوسف بطرس بصفته مسيحيا»، وبالفعل استجاب مبارك لإلحاح عاطف صدقى وعينه وزيرا.
الجنزورى اتهم غالى صراحة بأنه تسبب فى إفشال المباحثات مع صندوق النقد الدولى فى أمريكا، أعوام 1993 وما بعدها. وكان يوسف بطرس يكره الجنزورى ويقول عنه إنه رجل معقد وميال إلى الإمساك بكل نشاطات البلد، ويكشف الدكتور بطرس غالى فى مذكراته بدر البدور أنه حاول التوسط بين ابن أخيه ورئيس الوزراء دون جدوى، بينما الجنزورى قال إن بطرس غالى تدخل مرات لصالح بعثة صندوق النقد وإن الجنزورى طلب منه عدم التدخل فيما لا يخصه.
ولم يتوقف العداء مع الجنزورى على يوسف بطرس، وكان هناك طاقم من الوزراء لا يرحبون به وهم صفوت الشريف، وعاطف عبيد، ويوسف والى، ويوسف بطرس غالى، ومحمد إبراهيم سليمان، وكمال الشاذلى. وأيضا حسن الألفى ويتهمه بأنه يتخطاه ويقدم تقاريره إلى الرئيس مباشرة. وفى المقابل كان الألفى يتهم طلعت حماد وزير مجلس الوزراء، بأنه كان يراقب الوزراء ويسعى للتحكم فيهم. وكانت علاقة الجنزورى بزكريا عزمى أيضا عدائية، بما يعنى أن كمال الجنزورى كان فى عداء مع وزرائه وقيادات فى الحزب ومقربين من حسنى مبارك.
الجنزورى اتخذ قرارات شعبية منها رد أموال المواطنين التى تم تحصيلها دون سند قانونى فى حكومة صدقى، وتنفيذ أحكام المحكمة الدستورية، بإلغاء الضريبة على الدخل للعاملين بالخارج وضريبة الأرض الفضاء، وتعويض الفلاحين عن تكلفة مبيدات ثبت عدم صلاحيتها. لكنه تصادم مع مجلس الشعب عندما طلب من النواب عدم توقيع طلبات للوزراء أثناء انعقاد الجلسات، وقرر تخصيص 3 ساعات صباحا قبل انعقاد المجلس لتوقيع طلبات النواب لدوائرهم. كما خفض عدد أعضاء مجلس الشعب فى بعثات الحج السنوية من 150 إلى 27 فقط، وألغى تخصيص تأشيرات لأعضاء مجلس الشعب. وكان كل نائب يحصل على 8 أو 10 تأشيرات وبعضهم كان يتاجر فيها، وطالب الجنزورى وزير الداخلية حسن الألفى ووزير العدل فاروق سيف النصر بعدم اعتماد توصيات النواب للملتحقين بالشرطة والنيابة، كما ألغى طلبات النواب للعلاج على نفقة الدولة، وأوقف منح النواب استمارات معهد التعاون التى كانت مصدر دخل لبعض النواب. وهى إجراءات كانت لصالح القانون لكنها خلقت عداوات لرئيس الوزراء من النواب ومن الوزراء ومن الحزب، لأنها أضرت بمصالح شبكات الحزب الوطنى، التى يقف على قمتها كمال الشاذلى، وصفوت الشريف، ويوسف والى ليضمنوا ولاء النواب، رأى الكبار الشاذلى والشريف ووالى حتى فتحى سرور أن الجنزورى يعمل ضد مصالح الحزب، ويهدد بثورة من النواب، وكان كل هذا يصل لمبارك من قبل القيادات التى تقنعه أن الجنزورى يضر بمصالح الحزب والرئيس شخصيا.
الجنزورى كان يتصور أنه يعمل وحده بعيدا عن شبكات ودوائر تتركز حول حسنى مبارك نفسه، وسلطته، أمنيا وسياسيا، وكان يعرف أنها تتم من خلال صمامات واضحة يسيطر عليها وتدين له بالولاء، حتى لو كانت تحقق مصالح خاصة وتفسد. الجنزورى نفسه اعترف بأنه واجه مبارك بوجود وزراء فاسدين، وأنه رفض تغييرهم وتمسك بهم. فى يوليو 1997، طلب مبارك من الجنزورى إجراء تعديل وزارى. واقترح الجنزورى تغيير بعض الوزراء، خاصة من ليسوا فوق الشبهات. ومنهم محمد إبراهيم سليمان وعاطف عبيد وكمال الشاذلى الذى تولى وزير مجلسى الشعب والشورى منذ 1993 مع أمانة تنظيم الحزب الوطنى، لكن مبارك رفض وقال: مافيش عليهم حاجة. واستمر الجنزورى وهو يعرف أن فى وزارته فاسدين يتمتعون بحماية الرئيس. بما يكشف عن حجم التحول فى مفاتيح السلطة لدى مبارك ودوائر حكمه التى كانت تمتد من الحزب الوطنى ومجلس الشعب إلى القصر حيث زكريا عزمى وأسامة الباز وجمال عبدالعزيز، ممن يمثلون مبارك وأسرته، زوجته سوزان ثابت وابناه جمال وعلاء.
مع منتصف التسعينيات كان ظهور سوزان ثابت زوجة مبارك فى الصورة، بشكل ظاهر بعد سنوات كانت فيها بعيدة عن الضوء، ومع الفترة الثانية والثالثة ظهرت أكثر وترأست المركز القومى للطفولة والأمومة، والمجلس القومى للمرأة، وتولت منصب رئيس المؤتمر القومى للمرأة، وتعد المؤسس والرئيس لجمعية الرعاية المتكاملة التى كانت تقدم خدمات متنوعة اجتماعية وثقافية وصحية لأطفال المدارس، كما ترأست جمعية الهلال الأحمر المصرى.
ومشروع «مكتبة الأسرة» ومهرجان القراءة للجميع عام 1993، بالتعاون مع الهيئة المصرية للكتاب ووزير الثقافة فاروق حسنى، بهدف طبع الكتب من جميع فروع العلم والأدب بأسعار مخفضة، تبدأ من جنيه. ومع الوقت أصبحت تحتل مساحة من الرأى العام وتحظى بحراسة واهتمام مثل الرئيس نفسه، وكانت تصطحب معها فى جولاتها وزراء ومسؤولين ومحافظين.
وكان صعود زوجة الرئيس متزامنا مع ظهور جمال مبارك فى الاجتماعات العامة وتصدر الصورة. وكان هناك عدد من الوزراء محسوبين ضمن «وزراء الهانم» وهو ما بدا أنه يمثل مشكلة للدكتور كمال الجنزورى عندما تولى رئاسة الوزراء، وكتب فى مذكراته «كان غياب بعض الوزراء ليكونوا بصحبة حرم الرئيس، يخرجون معها فى جولاتها، وكنت لا أكترث لغياب وزير أو وزيرين، لكن أخذ العدد يتزايد وأصبح مجلس الوزراء ينعقد بغياب ثلاثة وأربعة وزراء. وذات يوم، لاحظت أن عدد المتغيبين زاد كثيرًا، فكلفت مدير المراسم نور فرغل، بالاتصال بمكتب حرم رئيس الجمهورية وإبلاغها الرسالة التالية: هل نلغى اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعى أم نؤجله؟ أم نقلل عدد الوزراء المصاحبين لها فى جولاتها؟! فكان ردها الغاضب: خلاص مش عايزة حد.
كان هذا متزامنا مع صعود جمال مبارك للصورة، كان الجنزورى يرأس اجتماعا يحضره أعضاء مجلس مبارك آل جور، وفوجئ بمدير المراسم يعرض قائمة ترتيب الجلوس، وجمال مبارك ابن الرئيس مرتب له أن يجلس إلى يمين رئيس الوزراء، ويقول «طلبت ترتيب الجلوس، بأن يكون رئيس الجانب العربى وهو الدكتور إبراهيم كامل عن يمينى ورئيس الجانب الأمريكى عن يسارى، على أن يجلس الباقون كل حسب ترتيب الأسماء الأبجدية، وجاء جلوس جمال مبارك قريبًا من آخر القاعة. جمال حضر لقاءً آخر عقد برئاسة مبارك لمناقشة أزمة دول جنوب شرق آسيا، ويقول «الجنزورى» بعد نحو ساعتين مال الرئيس ناحية رأسى قائلًا: جمال يحب أن يسمع هذه المناقشات، فهل يحضر؟ فقلت طبعًا، وحضر جمال بقية الاجتماع وكانت مشاركته مجرد استماع ولم يشارك النقاش».
كانت قصة الجنزورى مع حسن الألفى مثالا على تصاعد الصراع بين وزير الداخلية ورئيس الوزراء، حسن الألفى جاء للوزارة من مباحث الأموال العامة بعد إبعاد اللواء عبدالحليم موسى عام 1993، واستعان بمساعديه كانت الداخلية فى فترة مواجهة الإرهاب لديها إمكانيات ضخمة ووقتها ابتكر اللواء رؤوف المناوى تعبير «الإعلام الأمنى» وكان الهدف منه هو تقديم صورة للداخلية أثناء مواجهتها للإرهاب، وأيضا فتح علاقات مع عدد من الصحفيين الكبار ورؤساء التحرير، ونجح المناوى إلى حد ما فى فتح علاقات مع الإعلام وظفها لتلميع الوزير والدفاع عنه فى صراع كانت كل الأطراف حاضرة فيه، بحثا عن مناصب أو دفاعا عن أماكن فى السلطة، وكان مبارك يبدو راضيا عن صراعات يراها تدور بعيدا عنه حتى لو كانت تصب ضد الدولة.
الألفى بعد 6 أشهر من تولى الوزارة تعرض لمحاولة اغتيال بموتوسيكل مفخخ فجره انتحارى أثناء اتجاه موكبه إلى الوزارة بشارع ريحان. لتبدأ جولة من العنف التى شملت هجمات على مناطق المشتبه فيهم من الجماعات العنيفة. فى هذه الأثناء جرت محاولة اغتيال لرئيس الوزراء عاطف صدقى راح ضحيتها التلميذة شيماء التى تحولت إلى أيقونة أشعلت الغضب الشعبى على الإرهاب. وكانت هناك اتهامات حقوقية للداخلية بالاستخدام المفرط للقوة والسلاح فى مواجهة المسلحين. فى أكتوبر 1995 طعن شابان من الجماعة الإسلامية نجيب محفوظ فى عنقه بسكين لاتهامه بالكفر والخروج عن الملة بسبب رواية «أولاد حارتنا» واتضح بعد القبض عليهما أنهما لم يقرآ أيا من أعمال محفوظ.
وخلال فترة تولى اللواء حسن الألفى وزارة الداخلية تعرض لحملة اتهامات بالفساد من قبل جريدة الشعب التى كانت تصدر عن حزب العمل، وكان الحزب قد انتقل من الاتجاه الاشتراكى إلى الاتجاه الإسلامى بقيادة عادل حسين الذى تولى رئاسة تحرير جريدة الشعب. فى أعقاب انتخابات 1987 وشهد انشقاقا بين الجناح الاشتراكى بقيادة أحمد مجاهد النائب الأول لرئيس الحزب إبراهيم شكرى، فى مواجهة تحالف إسلامى بقيادة عادل حسين ومجدى أحمد حسين وظل الخلاف مستمرا، بمساعدة من يوسف والى أمين عام الحزب الوطنى وقتها وصفوت الشريف.
جريدة الشعب اتهمت اللواء حسن الألفى بأنه يوظف الأمن لخدمة البزنيس وأنه يستغل نفوذه مع وزير التعمير محمد إبراهيم سليمان لصالح شركة ابنه، كما استندت الجريدة إلى نواب فى الحزب الوطنى كانوا يهاجمون الألفى ومنهم النائب فوزى السيد نائب الحزب الوطنى بمدينة نصر، ومعه كمال أحمد وفؤاد بدراوى من المعارضة، اتهموا الألفى بمجاملة ابنه، ومع فتح ملف قضية إبراهيم سليمان الذى تم اتهامه من قبل نواب البرلمان بالتلاعب خلال توليه الوزارة «1990 - 2005» فى مواصفات مشروعات المياه والصرف؛ لمجاملة ابن وزير الداخلية حسن الألفى. ورد الألفى على الاتهامات بأنها جزء من حملة بسبب خلافات بينه وبين رئيس الوزراء الجنزورى الذى دفع عددا من رجاله لتسريب معلومات لإحراجه. وأن عادل حسين كان صديقا لوزير مجلس الوزراء طلعت حماد وأنه كان وراء الحملة. والمثير أن فوزى السيد نائب مدينة نصر اتهم بالاستيلاء والتربح وعرف باسم «حوت مدينة نصر». كما أن طلعت حماد وزير مجلس الوزراء هو الآخر واجه حملات اتهامات من جريدة الأسبوع وجرائد حزبية. وكان واضحا أن صراعات الوزراء ترجمت إلى حملات متبادلة فى الصحف. وكانت هناك حرب تدور خلف الكواليس يديرها صفوت الشريف ويوسف والى وكمال الشاذلى وزكريا عزمى وحسب عليهم الألفى، فى مواجهة كمال الجنزورى وطلعت حماد الذى اتهم أنه كان يستغل نفوذه ويسيطر على الوزراء، وأنه كان يجمع معلومات وملفات، والصحف تنضم لهذا الفريق أو ذاك.
كانت المسائل الأمنية دائما على رأس أولويات مبارك، وكان وزير الداخلية مثل باقى الوزارات السيادية يقع ضمن الوزراء الذين يختارهم مبارك ويتابعهم بنفسه. وفى بداية عام 1997، شن مجهولون هجوما على أتوبيسات سياح أمام فندق أوروبا فى شارع الهرم، واتضح أن وردية الحراسة غادرت فى السابعة وجاءت الأخرى فى الثامنة. وفى وقت الفراغ استغل الإرهابيون هذا الخلل وقتلوا 18 سائحا يونانيا وكان المقصود فوجا سياحيا إسرائيليا، كان قد غادر الإسرائيليون الفندق قبلها بيوم وكان هذا فى بدايات عام 1997.
فترة تولى الألفى شهدت واقعة من أغرب الوقائع، حيث تم الإعلان عن القبض على حنان ترك ووفاء عامر فى شبكة آداب.. لكن الإعلان تم فى وقت غريب وهاجمت الصحافة الداخلية وشرطة الآداب، ولم يعرف السبب فى الإعلان عن القضية وسرعة إغلاقها. إلا أنها دخلت ضمن تفسيرات المؤامرات باعتبار أن تفجير أى فضيحة يكون الهدف منه التغطية على حدث أكبر. وقالت بعض التقارير الصحفية إن مساعدى الوزير حاولوا إنقاذه بالإعلان عن قضية فيها فنانات شهيرات، الصحافة اتهمت الوزارة بالتلفيق وتدخل الجنزورى طالبا من النائب العام إغلاق الملف، وكان هو أيضا يريد التخلص من الوزير.
بعد محاولة اغتيال مبارك فى إثيوبيا خفت وتيرة العنف وتردد وجود مراجعات ومبادرات لوقف العنف، نجح حسن الألفى فى تحجيم الإرهاب وكشف أخطر تنظيماته والقبض على أشرس قياداته.. كان وراء ذلك اللواء أحمد العادلى رئيس جهاز أمن الدولة الذى نجح فى تحديد مرتكبى عملية أديس أبابا وقبلها حذر مبارك من الاغتيال، وقبض على مرتكبى طعن نجيب محفوظ فى رقبته.. وكشف عن سفينة محملة بالسلاح قبل دخولها ميناء بورسعيد.. ودرب فرقة خاصة لمكافحة الإرهاب وحظى على ثقة مبارك، الذى كان الأمن أساس سلطته، لكن هذه الثقة أزعجت الألفى وقرر التخلص منه بوشاية أنه يسجل لأسرة الرئيس، وخرج العادلى وحل مكانه اللواء حبيب العادلى.
وتحالف قطاع من الجماعة الإسلامية مع أيمن الظواهرى وواصلوا الهجمات وفى 17 نوفمبر 1997 نفذت الجماعة هجوما على الدير البحرى بالأقصر قتلت خلاله 58 خلال 45 دقيقة معظمهم سياح سويسريون. هاجمهم ستة مسلحين بأسلحة نارية وسكاكين كانوا متنكرين فى زى رجال أمن مجموعة من السياح فى معبد حتشبسوت. وسارع مبارك بالانتقال إلى مكان المجزرة بعد أن شاهد شريط فيديو صوره أحد السياح المتواجدين بالمنطقة وظهر فيه رجال الشرطة وهم نيام. كان السائح السويسرى هانز كروجر سجل بكاميرته مشاهد أربعة إرهابيين يطلقون النار على السياح ويبقرون بطونهم بعنف وهمجية. بينما الجنود والشرطة نائمون. مرشد سياحى أرسل نسخة من الشريط إلى التليفزيون وإلى مكتب صفوت الشريف الذى عرضه على مبارك وفى التليفزيون، وتوجه مبارك إلى المكان.
وكان الذى أبلغ المشير طنطاوى هو العقيد سامى عنان قائد الدفاع الجوى بالأقصر، وأن مبارك كرمه بعد إبلاغه للرئاسة عن الحادث، فى حين أهملت بقية القيادات الأمنية إبلاغ الرئيس وبعدها طلب عنان إكمال دراساته لأركان الحرب وترقى ليصبح رئيسا للأركان.. كان حسن الألفى مشغولا بمواجهة اتهامات جريدة الشعب ومستندات المستشار طلعت حماد وزير مجلس الوزراء، والجنزورى مشغول بمواجهة وزرائه ومنافسيه، ممن يرون الجنزورى يريد التكويش على السلطة، ووقعت المجزرة وتوجه مبارك إلى الأقصر وكان الألفى يكاد ينطق فإذا بمبارك يرفع صوته يقول للألفى: دا تهريج أمنى. تمت إقالة الألفى فى مكانه، ورفض مبارك اصطحابه معه فى الطائرة.
وتم تعيين اللواء حبيب العادلى أحد قيادات أمن الدولة وزيرا للداخلية. وكان العادلى يرأس جهاز مباحث أمن الدولة وقال لمبارك إنه سبق أن أصدر تقارير تحذر من مذبحة الأقصر، لتبدأ مرحلة جديدة من عمر النظام.
قصة تولى الدكتور كمال الجنزورى رئاسة الوزراء وخروجه المفاجئ تكشف تفاصيل عملية الانحدار فى القرار، ومبارك فى فترته الثالثة بدا يركز على الأمن وعلى أن يظل بلا منافس من أى نوع، وكانت ترددت حكاية أنه من ضمن أسباب إطاحة مبارك بالجنزورى أنه كان يطلب من الحكومة استقباله فى المطار حال عودته من الخارج وقد اعترف الجنزورى نفسه بأن هناك ظل من هذا ويقول أنه كان فى رحلة ناجحة إلى أسيا زار فيها الصين وماليزيا وسنغافورة، وأن مبارك قرر أن يستخدم الجنزورى طائرة رئاسة الجمهورية، وهو أمر لم يحدث من قبل ويشرح أنه بعد عودته من الرحلة وفى اللقاء الأول لمجلس الوزراء، شرحت ما تم بالرحلة، ويقول: بدعابة فى النهاية، نوهت مازحًا بأننى لم أجد أحدًا من الزملاء فى المطار، أو حتى طلبنى أحدهم بالتليفون يقول «حمد الله على السلامة»، وسارعت وزيرة وأبغت زكريا عزمى أن الجنزورى يطلب من الوزراء استقباله كما نفعل مع الرئيس؟
ويقول الجنزورى زارنى فجأة فى اليوم التالى الدكتور أسامة الباز فى المنزل وسألنى: ماذا حدث فى المطار، وما هى حكاية الوزراء الذين لم يذهبوا إلى المطار؟
الجنزورى أكد لالباز أنه كان يمزح لكن الباز قال له إن يكون حريصا: لأن البعض يحاول أن يلقى عليك الغبار ويشوه مكانتك لدى الرئيس.
فى اليوم التالى، جرى لقاء مع الرئيس، فانفردت به وأوضحت له الأمر فرد: «خلاص.. خلاص».
جاء الدكتور كمال الجنزورى وصنع مجيؤه نوعا من التفاؤل، سرعان ما كان جزءا من الانفصام بين الحديث عن اقتصاد حر مع التمسك بكل أسس النظم الشمولية. ضمن سنوات «الرقص على سلالم الرأسمالية». وأهم الانتقادات للجنزورى أنه كان يركز السلطة فى يده لدرجة إشرافه على 18 هيئة عامة أدت إلى تراكم مشكلات وتداخل الاختصاصات وأن حكومته كانت ضحية لمشكلة الدولار وأزمة السيولة وسوء الإدارة داخل حكومة تحول وزراؤها لمراكز قوى وكان الصراع فيها علنيا بين رئيس الحكومة والوزراء. مثل طلعت حماد وزير شؤون مجلس الوزراء الذى دارت شبهات كثيرة حول فساده ترجمتها بلاغات مختلفة للنائب العام. استخدم الخبراء لغة الأرقام فى إدانة الجنزورى حينما أشاروا إلى أنه خرج من الوزارة مخلفا وراءه عجزا فى الميزان التجارى تجاوز 12 مليار دولار وزيادة الدين المحلى إوصلته إلى 200 مليار جنيه مصرى.
الجنزورى طرح فكرة المشروعات القومية الكبرى ولم يقترب من قضية البطالة والصحة وكانت المستشفيات العامة فى عهده فى الحضيض، جرى توسع فى العلاج على نفقة الدولة.
لكن ظل مشروع التأمين الصحى الشامل خارج الاهتمام، كان الجنزورى جزءا من نظام مبارك، وكان هو ومن بعده عاطف عبيد يجيدان الحديث بالأرقام، ويحشو الواحد منهما خطبة وبرامج حكومته بوعود وأرقام لم تكن قادرة أبدا على إزالة الشعور بالانفصال بين الأرقام وما يعيشه المواطنون. كان الوزراء والحكومات تابعين لمبارك أو سكرتارية له كما قال يوسف والى فى أقواله أمام المحكمة التى طلبته لسؤاله عن مسؤوليته عن المبيدات المسرطنة.
الجنزورى دخل فى صراع مع الصحافة وكانت علاقته بالإعلام متوترة، وكان يضيق بالانتقادات والصحافة التى كانت تنشر وتنتقد استغلالا لهامش التعبير. لكن مبارك حرض عليه رجاله فى الصحافة الحكومية بل الحزبية وكتب سمير رجب رئيس تحرير الجمهورية أن الجنزورى «لم ينفذ ما كان يبحث عنه الرئيس من زيادة لمعدل النمو، وخلق فرص عمل جديدة، وتنشيط السياحة، وزيادة مشاريع الإسكان، بالإضافة إلى أنه تمتع بغرور زائد وحب الذات والشللية وتمتعت حكومته بالضعف الإدارى والانفصالية والجزر المنعزلة».
كان سمير رجب، أكثر رؤساء التحرير قربا من مبارك الذى كان يبدى إعجابا بكتابات رجب الغزيرة، وكان يقول إن سمير رجب يكتب خمس مقالات فى اليوم لا يقدر عليها هيكل نفسه. فقد كان مبارك يفضل المقالات السهلة التى تخلو من اللف والدوران أو التحليلات العميقة. وقال الجنزورى إنه رفض منح سمير رجب استثناء تعلية لمبنى جريدة الجمهورية الجديد فى شارع رمسيس.
وقال الجنزورى فى حوار صحفى للمصرى اليوم إن ستة أشخاص أوقعوا بينه وبين مبارك بتوصيل رسالة مفادها أن الجنزورى ينافسك، وأن له شعبية كبيرة فى الشارع. وانتقد الخصخصة والفساد، متجاهلا أنه كان شريكا فى وضع السياسات الاقتصادية وأن الإقراض وتوزيع أراضى المشروعات العملاقة فى شرق التفريعة وبورسعيد كان يتم للمحاسيب من المقربين للحزب الوطنى. وهو أمر بدا فى عهده وبالأمر المباشر. ربما لا يكون الجنزورى فاسدا، بل إن كل التحقيقات والأوراق أشارت إلى أن ذمته كانت سليمة. لكنه كان مسؤولا كرئيس للوزراء عن سياسات كانت بداية أو طريقا لبناء شبكات الفساد.
وبدأت دلائل خروج الجنزورى من عالم مبارك، وكل الاتجاهات تدفع نحو الإطاحة به، وأبلغه عمر سليمان. ولم يسمح له مبارك بتقديم استقالته وقال له: سيأتى إلى مجلس الوزراء من سيأخذها لأننى سأغير الوزارة، وسأراك الأسبوع المقبل.
انتهى خطاب مبارك ويقول الجنزورى: ذهبت إلى مجلس الوزراء لعقد جلسة لتقديم الاستقالة، فوجدت اللواء عمر سليمان، منتظرا بالصالون الملحق بالمكتب، فقال لى مباشرة وبكلمات محددة: لقد أقنعه الذين حوله أنك أصبحت ندّا له.
بعد خروجه تعاملت حكومة عاطف عبيد بإهمال مع مشروعاته. وبعد إبعاد الجنزورى بدا الهجوم على المشروعات، من حكومة عبيد الذى كان وزيرا لقطاع الأعمال فى حكومة الجنزورى. وقائد عملية الخصخصة. تراجع مبارك عن الحماس لمشروع توشكى وتخلى عنه. لم يظهر على الجنزورى بعد رحيله عن الحكومة ثراء غير مشروع، لكن فترة وجوده شهدت عملية بيع الشركة المصرية للتليفون المحمول إلى شركتى موبينيل وفودافون، وهى عملية دارت حولها الأقاويل لكن لم يثبت تورط الجنزورى فى العملية التى تمت بتدخلات مباشرة من أجهزة أمنية مثل أمن الدولة والمخابرات كانت لها أيادٍ فى التحكم بشركات المحمول.
خرج الجنزورى من الوزارة 5 أكتوبر 1999 وانطلقت تحليلات ذهبت للقول إنه دخل عش الدبابير. أو أراد أن يتصرف كرئيس وزراء وليس سكرتيرا للرئيس. ورأى البعض أنه كان يطمح إلى ما هو أكثر من رئيس وزراء.
مبارك وقد أعطاه ظهره، فلم يبق ليشغل منصبا آخر كهدية اعتاد مبارك أن يكافئ بها رؤساء الوزراء. خرج الدكتور على لطفى من رئاسة الوزراء إلى رئاسة مجلس الشورى، وعاطف صدقى إلى رئاسة المجالس القومية المتخصصة، وحتى الدكتور عاطف عبيد حصل على رئاسة المصرف العربى الدولى، وكمال الشاذلى للمجالس القومية المتخصصة رغم بعدها عن تخصصه. لكن الجنزورى لم يحصل على هدايا نهاية الخدمة. مبارك كرم عاطف عبيد ومن بعده إبراهيم سليمان وتجاهل الجنزورى، بما يشير إلى أن نظام مبارك بدأ مع الوقت يتحول إلى نظام ملكى، حيث رضا الرئيس يفتح الأبواب، وغضبه يغلقها.
وكالعادة فى مصر فإن خروج كمال الجنزورى المفاجئ جعله يظهر ضحية الاستقلال فى مواجهة نظام لا يعرف غير التبعية، وبعض من تعاملوا معه لم يروا فيه أكثر من بيروقراطى كان يحب إمساك الخيوط فى يديه. رحل الجنزورى ولم تشهد حكومة عبيد التالية تغييرا كبيرا فقد بقى 19 وزيرا فى حكومة الجنزورى. لم يشملهم التغيير الوزارى.
بعد خروجه انقسم الناس حول الدكتور الجنزورى، البعض قال إنه حاول أن يكون رئيس وزراء فى نظام لا يعرف غير السكرتارية والبعض الآخر اعتبره ورقة من أوراق كثيرة نجح حسنى مبارك فى إحراقها كبخور لكى يستمر هو النجم الأوحد والقادر على الإمساك بكل الخيوط.
◄ مبارك الفرعون الأخير .. الحلقة الأولى:كيف تصرف مبارك فى اليوم التالى للتنحى؟..طلب الاتصال بالنائب والمشير.. وانقبض من مشهد الأفراح فى الشوارع.. وتذكر شاوشيسكو وصدام وقال بلدنا مش كده
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة الثانية:قال لأوباما: أنت لا تعرف وبعدها سأل نفسه:من يكون هذا الشعب ولماذا ثار ضدى؟..عندما سقط الإخوان اعتبره تحقيقا للنبوءة..وأصيب بأزمة بعد تأكده أنه متهم
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة الثالثة.. رحلة أجداد مبارك من البحيرة إلى المنوفية.. قصة صاحب الكرامات..عبد العزيز باشا فهمى توسط لتوظيف والده حاجبا.. وأدخل مبارك الكلية الحربية
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة الرابعة..قصة مبارك وعبد الناصر..دخل مبارك الكلية الحربية عام 1947 بوساطة المحامى الشهير عبدالعزيز باشا فهمى وبعد عامين دخل الطيران
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة الخامسة..مبارك وسوزان الطريق للسلطة..ليلى والدة سوزان البريطانية رفضت خطبة حسنى لابنتها ثلاث مرات بسبب فرق السن والمستوى الاجتماعى
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة السادسة.. قصة أسر العقيد حسنى مبارك فى المغرب.. السادات قال لمبارك بعد عودته من الاتحاد السوفيتى: أنت طلعت عُقر.. وهيكل أشار لمشاركته فى اغتيال زعيم المهدية
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة السابعة.. المخابرات الأمريكية كانت تحتفظ بفيديو عن مبارك وزوجته سوزان وقال باحث أمريكى زوجته الإنجليزية سبب اختياره .. كيف فضل السادات مبارك
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة الثامنة.. مبارك وأبوغزالة.. أسرار الحرب الخفية والإطاحة بالمشير.. خطط مبارك للتخلص من المشير بعد ظهور اسمه مرشحا للرئاسة فى أول اجتماع بعد اغتيال السادات
◄مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة التاسعة.. مبارك يطيح بأبوغزالة بضربة قاضية..صفقة مبارك وحسين سالم لتصدير 10 آلاف حمار للمشاركة فى الحرب بأفغانستان ضد السوفيت
◄مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة العاشرة.. مبارك خطط للإطاحة بمنافسه منصور حسن وقال له: ماتبقاش تلعب معايا تانى..تقرير المخابرات الإيطالية عن مبارك أثار غضب السادات فقال: حسنى بيلعب
◄مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة 11..مبارك وأشرف مروان..عندما هدد مروان: مبارك لا يمكنه منعى من دخول مصر.. أنا ..مبارك تقدم جنازة أشرف مروان وحرص على تبرئته من تهمة الجاسوسية
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة 12.. لماذا أصر مبارك على سجن الفريق الشاذلى؟..مبارك غير صور حرب أكتوبر بالفوتوشوب ووضع نفسه مكان الشاذلى.. وابنة الفريق اتهمته بالتزوير
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة 13.. مبارك واغتيال أنور السادات..مبارك قال: علاء أصيب بفقدان وعى أمام التليفزيون وجمال أخذوه من أمامى بالمنصة بعد إطلاق الرصاص
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة 14.. مبارك وأبوباشا ومعركة عيد الأضحى فى أسيوط..عقب اقتحام مديرية أمن أسيوط وقتل 106 أفتى عمر عبدالرحمن لعناصر التنظيم بصوم 60 يوماً كفارة لعدم مشورته/
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة 15..كيف أقنع فؤاد محيى الدين مبارك برئاسة الحزب الوطنى.. ظهر فى صورة الرئيس المتواضع.. يرتدى ملابس سفارى صناعة مصرية وأمر بعدم نشر التهانى فى الصحف
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" .. الحلقة 16 ..الرئيس الأسبق يستسلم لمؤامرات فؤاد محيى الدين.. عندما قال مبارك ليحيى الجمل: «أول مرة أعرف إن الشيوعيين بيصلوا»
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" ..الحلقة 17.. أسرار حرب مبارك..القصة الكاملة للإطاحة بوزير الداخلية أبوباشا من أجل الحزب الوطنى..مبارك «شخط» فى وزير الداخلية: سامى أخويا مش هيدخل مجلس الشعب
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" ..الحلقة18..مبارك وأسرار مطبخ صفوت الشريف وكمال الشاذلى ..الشريف كان يقدم لمبارك تقريرا يوميا بخطوط سير الوزراء وعلاقاتهم العامة والخاصة
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" ..الحلقة19.. مبارك وعلى لطفى حكومة سكرتارية..مبارك أرسل أسامة الباز لرئيس الحكومة يقول له: الرئيس عاوز يعرف جدول أعمال الاجتماع.. ليحدد ما تناقشونه
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" ..الحلقة 20.. مبارك والإخوان والسعد والريان.. شعار «الإسلام هو الحل» مع شركات توظيف الأموال.. مغامرات السياسة والاقتصاد
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" ..الحلقة 21.. مبارك.. وأسرار الإطاحة بوزير الداخلية أحمد رشدى..هل راح أحمد رشدى ضحية مواجهة المخدرات وصراعات الكبار حول مبارك
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" ..الحلقة 22.. مبارك وعاطف صدقى وشتائم زكى بدر..دخل الدكتور أسامة الباز ليوقع من الرئيس خطاب تكليف الجنزورى فشطب اسمه وكتب عاطف صدقى
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" ..الحلقة 23.. مبارك ولغز اغتيال رفعت المحجوب..اغتيال الدكتور المحجوب تم بدرجة عالية من الاحتراف.. وكان لدى القتلة معلومات دقيقة بتحركاته
◄مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" .. الحلقة24.. مبارك وصدام ولوسى آرتين.. د. مصطفى الفقى: قضية لوسى آرتين مؤامرة للإطاحة بالمشير أبوغزالة.. وخرجت من الرئاسة قبل التسجيلات
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" .. الحلقة25..مبارك وفتحى سرور واللعب مع الفساد..مبارك أطاح بعبدالحليم موسى من الداخلية بحجة إجراء حوار مع الجماعة الإسلامية بالسجن رغم علمه المسبق
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" .. الحلقة 26..مبارك وأسرار الاغتيال فى أديس أبابا..8 محاولات اغتيال وخطف تعرض لها مبارك.. أخطرها تلغيم مطار «برانى» ونسف كوبرى «الفردوس»
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" .. الحلقة 27.. مبارك وعمر سليمان والبحث عن الرجل الثانى.. جهاز المخابرات لعب دوراً مهماً فى مكافحة الإرهاب وأصبح عمر سليمان فى مقدمة الصفوف والمرشح لخلافة مبارك


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة