هل توقفت المصانع عن إنتاج الذهب عيار 14؟ رئيس الشعبة يوضح    جدول مباريات اليوم الأربعاء.. الجولة الرابعة من الدورة الرباعية المؤهلة إلى الدوري المصري    الجيش الأمريكي: تدمير منصتي إطلاق صواريخ للحوثيين في اليمن    ارتفاع أسعار النفط وسط تفاؤل بزيادة الطلب    محاكمة عصام صاصا في اتهامه بتعاطي المخدرات ودهس عامل.. اليوم    دون إصابات.. إخماد حريق عقار سكني بالعياط    ET بالعربي: "خطوبة شيرين عبد الوهاب على رجل أعمال.. وحسام حبيب يهنئها    عاجل- أسعار الفراخ البيضاء في بورصة الدواجن اليوم الأربعاء 12-6-2024    اتحاد الكرة يحسم مشاركة محمد صلاح في أولمبياد باريس 2024    تتخطى ال 12%، الإحصاء يكشف حجم نمو مبيعات السيارات التي تعمل بالغاز الطبيعي    نقيب الصحفيين الفلسطينيين: نستعد لمقاضاة إسرائيل أمام الجنائية الدولية    مصرع طفل غرقا في ترعة بكفر الخضرة بالمنوفية    طلاب الثانوية العامة يؤدون امتحان الاقتصاد والإحصاء.. اليوم    «مشكلتنا إننا شعب بزرميط».. مصطفى الفقي يعلق على «نقاء العنصر المصري»    حكم الشرع في خروج المرأة لصلاة العيد فى المساجد والساحات    هيئة الدواء: هناك أدوية ستشهد انخفاضا في الأسعار خلال الفترة المقبلة    تأثير التوتر والاكتئاب على قلوب النساء    مقتل طفل وعدد من الإصابات في قصف إسرائيلي لمنزل في رفح    أوروبا تعتزم تأجيل تطبيق أجزاء من القواعد الدولية الجديدة لرسملة البنوك    رئيس الأساقفة جاستين بادي نشكر مصر بلد الحضارة والتاريخ على استضافتها    حبس شقيق كهربا 4 أيام لاتهامه بسب رضا البحراوي    العثور على جثة شخص مشنوق بالطريق الصحراوي بالكيلو 17 العامرية بالإسكندرية    رئيس لجنة المنشطات يفجر مفاجأة صادمة عن رمضان صبحي    فيديو صام.. عريس يسحل عروسته في حفل زفافهما بالشرقية    زواج شيرين من رجل أعمال خارج الوسط الفني    أيمن يونس: أحلم بإنشاء شركة لكرة القدم في الزمالك    عيد الأضحى 2024.. الشروط الواجب توافرها في الأضحية والمضحي    عاجل.. تريزيجيه يكشف كواليس حديثه مع ساديو ماني في نهائي كأس الأمم الإفريقية 2021    رؤساء مؤتمر الاستجابة الطارئة في غزة يدينون عمليات قتل واستهداف المدنيين    هذا ما يحدث لجسمك عند تناول طبق من الفول بالطماطم    ظهور حيوانات نافقة بمحمية "أبو نحاس" : تهدد بقروش مفترسة بالغردقة والبحر الأحمر    الكويت: ملتزمون بتعزيز وحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وتنفيذ الدمج الشامل لتمكينهم في المجتمع    بيمكو تحذر من انهيار المزيد من البنوك الإقليمية في أمريكا    "بولتيكو": ماكرون يواجه تحديًا بشأن قيادة البرلمان الأوروبي بعد فوز أحزاب اليمين    ليست الأولى .. حملات المقاطعة توقف استثمارات ب25 مليار استرليني ل" انتل" في الكيان    رسميًا.. تنسيق الثانوية العامة 2024 في 5 محافظات    الفرق بين الأضحية والعقيقة والهدي.. ومتى لا يجوز الأكل منها؟    هل الأضحية فرض أم سنة؟ دار الإفتاء تحسم الأمر    خلال 3 أشهر.. إجراء عاجل ينتظر المنصات التي تعمل بدون ترخيص    الرئيس السيسي يهنئ مسلمي مصر بالخارج ب عيد الأضحى: كل عام وأنتم بخير    البنك المركزي المصري يحسم إجازة عيد الأضحى للبنوك.. كم يوم؟    الحق في الدواء: إغلاق أكثر من 1500 صيدلية منذ بداية 2024    يوسف الحسيني: القاهرة تبذل جهودا متواصلة لوقف العدوان على غزة    رئيس جامعة الأقصر يشارك لجنة اختيار القيادات الجامعية ب«جنوب الوادي»    رمضان السيد: ناصر ماهر موهبة كان يستحق البقاء في الأهلي.. وتصريحات حسام حسن غير مناسبة    تريزيجية: "كل مباراة لمنتخب مصر حياة أو موت"    حازم إمام: نسخة إمام عاشور فى الزمالك أفضل من الأهلي.. وزيزو أفيد للفريق    63.9 مليار جنيه إجمالي قيمة التداول بالبورصة خلال جلسة منتصف الأسبوع    بالفيديو.. عمرو دياب يطرح برومو أغنيته الجديدة "الطعامة" (فيديو)    نقيب الصحفيين الفلسطينيين ل قصواء الخلالى: موقف الرئيس السيسي تاريخى    عصام السيد يروى ل"الشاهد" كواليس مسيرة المثقفين ب"القباقيب" ضد الإخوان    حظك اليوم| الاربعاء 12 يونيو لمواليد برج الميزان    وزير الخارجية الجزائري يبحث مع أردوغان تطورات الأوضاع الفلسطينية    رويترز عن مسئول إسرائيلي: حماس رفضت المقترح وغيّرت بنوده الرئيسية    اليوم.. «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية بقرية بلة المستجدة ببني مزار    شيخ الأزهر لطلاب غزة: علّمتم العالم الصمود والمثابرة    يوافق أول أيام عيد الأضحى.. ما حكم صيام اليوم العاشر من ذي الحجة؟    قافلة مجمع البحوث الإسلامية بكفر الشيخ لتصحيح المفاهيم الخاطئة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" ..الحلقة19.. مبارك وعلى لطفى حكومة سكرتارية..مبارك أرسل أسامة الباز لرئيس الحكومة يقول له: الرئيس عاوز يعرف جدول أعمال الاجتماع.. ليحدد ما تناقشونه
نشر في اليوم السابع يوم 10 - 07 - 2014

فى السنوات الأولى لحكم حسنى مبارك، ومنذ اللحظة الأولى لتوليه الرئاسة، بدأ مبارك فى إدارة الدولة بخبراته عندما كان نائبا للرئيس السادات طوال 6 سنوات، وحرص على أن يبقى هو صاحب القرار الأول والأخير، ولم يلجأ لتشكيل مؤسسات للرئاسة والحزب والحكومة، لكنه حرص على أن تكون هذه المؤسسات مكونة من أفراد، يتبعونه مباشرة وينفذون إرادته، وفى نفس الوقت يتحاشى أن تقوم حوله تحالفات خارج دائرته الشخصية. وهى طريقة فردية فى الحكم، مثلما كان الرئيس عبدالناصر والسادات، لكن الفرق أن الرئيس عبدالناصر كان يمتلك مشروعا سياسيا واجتماعيا واقتصاديا سعى لتحقيقه من خلال نخبة كانت تمثل مخزونا للخبرات تعلمت فى الأربعينيات والخمسينيات، ووظفها عبدالناصر فى بناء مشروعه الاقتصادى والسياسى وتنظيمه السياسى. وفعل السادات نفس الشىء، لكن مبارك بدا حريصا على الأمن أولا، ثم الاستمرار فى السلطة، مع الاحتفاظ بمفاتيحها. ولم يمانع من نمو تحالفات سياسية من حوله، بشرط أن تتبعه وتدين له بالولاء. سواء فى الجيش المؤسسة الأقوى، أو فى الحزب الوطنى، الذى التفت قياداته حول مبارك وأقنعته أنه فى حاجة إليه ليستمر فى السلطة.
ولهذا نمت تحالفات السلطة حول مبارك الذى بدا قادرا على انتزاع السلطة من دون أن يكون قادرا على استخدامها فى بناء مشروع سياسى يعطيه شرعية أبعد من شرعية الضربة الجوية فى حرب أكتوبر. لكنه اختبر طريقة المركز والأطراف من حوله وتصور أنها ناجحة طالما هو مستقر فى قمة السلطة من دون منافسين. وهو ما ظهر فى طريقة اختيار رؤساء الحكومات، والوزراء، وإبعادهم. وأيضا فى الاستسلام لنصائح ومشورات، ترزية السياسة والقوانين، ممن تحلقوا حوله وكونوا مراكز للسلطة، واحتفظوا له بالقيادة من دون منافسة.
كانت انتخابات مجلس الشعب انتهت فى 84، ورحل فؤاد محيى الدين رئيس الوزراء الطموح السياسة القادر على إدارة المناورات، وتولى الفريق كمال حسن على رئاسة الوزراء لفترة، قبل أن ينسحب لأسباب صحية، وفكر مبارك فى إسناد رئاسة الحكومة للدكتور كمال الجنزورى لكنه واجه رفضا من الحزب والوزراء الكبار، فاختار الدكتور على لطفى، ولم تكن هناك أسباب أو أهداف واضحة لاختيار رؤساء الوزارات أو استبعادهم، ولا تشابه أو تناقض، إنما فقط هو التبعية والرغبة فى أن يكون رئيس الحكومة سكرتيرا جيدا ومطيعا.
كلف حسنى مبارك الدكتور على لطفى رئيسا للوزراء فى 4 سبتمبر 1985 ليستمر فيها حتى 9 نوفمبر 1986. تم تكليف لطفى وهو فى طريقه إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وروى هو نفسه أنه تلقى تليفونا فى الولايات المتحدة طلب منه فيه مبارك العودة ويحكى على لطفى أنه كان فى أمريكا وفجأة اتصل بى السفير المصرى هناك، سألنى: إنت فين؟ إحنا قالبين الدنيا عليك. وبعدها ب5 دقائق وجدت الرئيس على التليفون. خير يا ريس؟ قال لى تعال فورا. وكررت: خير يا ريس؟ قال لى: هناك منصب كبير فى انتظارك.. إنت هتبقى رئيس وزارة.
على لطفى حكى ذلك فى حديث للأهرام بعد تنحى مبارك بشهور طويلة، وقال إنه اعتذر عن المنصب وأن مبارك فوجئ باعتذاره، فيقول «طلب منى الرئيس أن أفكر، استمهلته 24 ساعة، فكلمنى بعد 5 دقائق، ولم يعطنى أية فرصة للتفكير، فقبلت»، ويقول على لطفى إن مبارك قال له إنت كده بتخلى بيه، وتسيبنى لوحدى.. فقلت له: تحت أمرك يا ريس.
لم يكن هناك تفسير لتكليف الدكتور على لطفى أو سبب لإقالة حكومته. كان الاقتصاد مرتبكا وحائرا، بالرغم من المؤتمر الاقتصادى الذى عقد برعاية مبارك عام 1982، وكان الدكتور على لطفى قد أعلن فى أكثر من موضع عن ضرورة أن تتخلص الدولة من القطاع العام، وأنه ليس من دور الدولة أن تبيع البقالة، وكان هناك ارتباك فى الأجور والأسعار وحديث عن زيادة الإنتاجية وقال على لطفى «كنت أرفض أن أكون رئيسا لحكومة يكون من ضمن مهامها شوى الفراخ وقلى السمك، ولا أطالب بأن تنسحب الدولة ولكنى أطالبها بأن يتغير دورها فالحكومة بجانب مسؤوليتها عن التعليم والمياه والكهرباء ليس من مسؤوليتها أن تنتج ولكن أن تراقب السوق لمنع الغش التجارى وتحمى المستهلك وتراقب الودائع فى البنوك».
لكن الحقيقة أن الاقتصاد ظل فى حالة ارتباك، البطالة تتزايد والهجرة إلى الخارج مستمرة، والتردد بين اقتصاد موجه واقتصاد رأسمالى ظاهرة، وبدأت الهجمات على القطاع العام واستمرار تدخل الدولة فى الاقتصاد. وانعكس كل هذا فى الإعلام الحكومى والحزبى. خاصة حزب الوفد وجريدته، التى صدرت فى عام 1984 وبدأت بحملة واسعة ضد القطاع العام، وكل ما يمت بصلة إلى الاقتصاد الاشتراكى والستينيات، بل وصل الأمر إلى المطالبة بهدم السد العالى، واعتباره كان سببا فى خراب مصر زراعيا واقتصاديا. واستمرت هذه الحملة سنوات، وكانت تعبر عن تيار فى الاقتصاد داخل الحكومة، يساند الحملة ويرى أنها تخدم سياسته. بينما كانت جريدة الأهالى وحزب التجمع الذى يجمع اليسار والناصريين، يرد على هذه الحملة ويعتبرها مقدمة لتصفية منجزات ثورة يوليو.
وظل الجدل قائما بين أنصار الاتجاه الاشتراكى وأنصار تصفية القطاع العام وانتهاج اقتصاد السوق، والمثير أن مبارك ترك الجدل محتدما بل إن نظامه السياسى كان يضم كلا الاتجاهين، من ينادون بالشمولية والنظام المغلق ومن ينادون باقتصاد السوق والانفتاح واحتفظ بكل الأنظمة الاقتصادية فى نظام واحد، ومن الصعب تبين اشتراكية النظام من رأسماليته لكن الأهم أن النظام السياسى بقى مغلقا بلا أى تقدم. وكانت سياسة مبارك واختياراته تعبيرا عن هذا الارتباك، فهو يضع الدكتور رفعت المحجوب على رأس مجلس الشعب، والمحجوب من المدرسة الاشتراكية الشمولية، بينما يختار على لطفى رئيسا للوزراء وهو من مدرسة الاقتصاد الحر ومن دعاة إنهاء دور الدولة وتصفية القطاع العام. بينما كان صفوت الشريف يمثل مركز المعلومات والثقة والتقارير عن كل المسؤولين والسياسيين وأداة مبارك فى مواجهة المعارضة بل ومواجهة منافسيه داخل النظام. وكان مبارك حريصا على الاستعانة بأشخاص متناقضين ومتنافسين، ليصب الأمر كله عند الرئيس.
ويروى الدكتور يحيى الجمل فى حديث له بجريدة الشرق الأوسط عندما عين السادات مبارك نائبا لرئيس الجمهورية جمعتنا جلسة مشتركة تضم كلا من السادات ومبارك وأسامة الباز ورفعت المحجوب، وأثناء الجلسة وجه السادات كلامه لكل من المحجوب والباز قائلا: «حسنى أهو، ما يعرفش حاجة (واصل)، وعليكو إنكم تعلموه وتفهموه». ثم قال لمبارك:
«وأنت يا حسنى اللى يقولك عليه الباز والمحجوب تعمله، فاهم؟».. ويقول الجمل إن مبارك لم ينطق بكلمة واحدة. ويقول الدكتور يحيى الجمل: كانت علاقتى برفعت المحجوب شخصيا فكانت طيبة فى البداية، وهو الذى دعانى إلى التنظيم الطليعى مع الدكتور عبدالعزيز حجازى، لكن عندما أصبح رئيسا لمجلس الشعب وأصبحت أنا عضوا فيه بدأ يتحسس الخطر منى، خاصة بعد أن تردد كثيرا ترشيحى لرئاسة مجلس الشعب بدلا منه وكتب البعض ذلك فى الجرائد، فأصبح يحرص على عدم إعطائى الكلمة داخل المجلس، وفهمت من الدكتور مصطفى الفقى بعد ذلك أنه كان يشعر أنى أمثل له نوعا من الخطر.
ثم إن الدكتور رفعت المحجوب كان من الأصوات المؤثرة فى اتجاه مبارك لقبول رئاسة الحزب الوطنى، وتحالف فترة مع كل من صفوت الشريف وكمال الشاذلى للسيطرة على الحزب الوطنى، قبل أن يختلف معه صفوت الشريف، ويبدأ فى التجسس عليه وعلى آرائه لصالح مبارك. حيث كان صفوت الشريف، قد حظى بثقة مبارك، من خلال التقارير اليومية التى كان يقدمها للرئيس صباحا، ويلخص له كل الأنباء عن تحركات الوزراء والمسؤولين. ولعب دورا فى الصراعات السياسية التى جرت خلال هذه الفترة، وكان الشريف يجيد توظيف الإعلام الرسمى وأيضا صحف المعارضة من خلال تسريبات لعب بها دورا فى تصفية الحسابات أو تخفيض صعود بعض الشخصيات.
ويروى الدكتور على لطفى أنه عندما كان رئيسا للوزراء.. كان من عادتى أن أرتب أوراقى قبل الذهاب إلى مجلس الوزراء، وهناك يكون المكتب الصحفى قد أعد لى كل الجرايد. كنت أرد على كل ما يثار فيها. وذات يوم، بعدما أنهيت أعمالى، فوجئت بالرئيس يتصل ويقول لى: إيه يا دكتور على إنت رايح مجلس الوزراء النهارده لابس بدلة لونين ولم أعرف كيف أرد عليه. رئيس الجمهورية يكلم رئيس الوزراء فى مثل هذه الأمور. قلت له: والله يا أفندم أنا لا أهتم بالشكليات، أنا أهتم بالموضوع. عندما أصحو من النوم لا أفكر ماذا ألبس، أنا أفكر فيما سأفعل لمصر. فقال لى: طيب يا سيدى وانتهت المكالمة. ويقول على لطفى: كان صفوت الشريف هو الذى يبلغه بهذه الأشياء. كانت هذه مهمته. كان موصلا جيدا للأخبار، ليركب ويصل، وقد وصل. لكن أين هما الآن ويقول على لطفى: كان صفوت الشريف، قبل أصل إلى بيتى، ينقل له كل شىء وكان هو الأساس.
والقصة التى حكاها على لطفى أثناء رئاسته للوزراء، ترددت على ألسنة عدد كبير ممن عملوا بالقرب من مبارك، إنه كان يفضل دائما أن يكون على علم بكل التفاصيل، خاصة تلك التى تتعلق بخصوصيات الوزراء، وكان يحب الاستماع للوشايات. وأيضا أن يكون صاحب القرار الأول ويتعامل مع الوزراء على أنهم سكرتارية. وكان صفوت الشريف ينقل لمبارك كل شاردة وواردة فى اجتماعات الحكومة أو مجلس الشعب.
وكان مبارك يحرص على معرفة كل التفاصيل خاصة تلك التى تتعلق بالقرارات الحكومية.
ويقول على لطفى مرة اتصل بى الدكتور أسامة الباز وطلب أن يقابلنى فى بيتى فى الزمالك، قال لى: يا ريت تعرض كل حاجة على الرئيس. وفهمت إن الرئيس، يريد أن يمسك بكل الخيوط فى يده. وأن يكون صاحب القرار وحده، وأنا مجرد سكرتير عنده. ويقول قلت للدكتور أسامة: الرئيس يريد أن يتحكم فى كل كبيرة وصغيرة، وهذا يبطل صلاحياتى كرئيس للوزراء. ويضيف: مرة طلب منى أسامة أن أعرض على الرئيس جدول أعمال مجلس الوزراء، فقلت له: حتى جدول الأعمال، وهو مجرد عناوين، أما التفاصيل فعادة تكون هناك تقارير يعرضها الوزراء كل فى مجاله، ونناقشها داخل المجلس. لكن الباز قال لى: معلهش.. معلهش، هو عايز يعرف كل حاجة، علشان يقولك دى تتناقش ولا لأ. ويؤكد على لطفى: كان مبارك كان يريد أن يهيمن على كل شىء، ويعتبر رئيس الوزراء، مجرد سكرتير خاص له.
وكان مبارك حريصا على التعامل مباشرة مع وزراء الداخلية والخارجية والدفاع بعيدا عن رئيس الوزراء، وكما قال الدكتور على لطفى: للأسف كنت أعرف بهذه اللقاءات من الجرايد.. استقبل الرئيس أمس وزير الدفاع وفلان الفلانى من الوزراء دون علمى، وقلت له مرة: كيف أعمل يا ريس مع هذا الوزير؟ ثم ما العمل إذا أعطيته توجيهاً مخالفاً لتوجيهك؟ قال لى: ما فيهاش حاجة، دى وزارات سيادية.كان يريد، كما يحدث فى مسرح العرايس، أن يمسك بكل الخيوط.
كانت السنوات الأولى من حكم مبارك هى التى شهدت بناء طريقته فى الحكم، وتشكلت مفاتيح للنظام، لم تتغير أغلبها طوال ثلاثة عقود، تقوم على أن يظل هو الوحيد متصدر الصورة، ويسمح بقيام تحالفات ومصالح من حوله طالما تصب فى صالحه واستمراره واستقراره. وتشكلت دوائر السلة فى الحزب من صفوت الشريف ويوسف والى وكمال الشاذلى والمحجوب لفترة، وفى الرئاسة دوائر لأسامة الباز، وزكريا عزمى وجمال عبدالعزيز، وفى المقابل كانت عين مبارك على الجيش، ليضمن الولاء، ومع هذا فقد ظلت الفترة الرئاسية الأولى لمبارك، تشهد ارتباكا اقتصاديا وسياسيا، استقر فى النهاية لصالح المغامرات الاقتصادية والسيطرة السياسية.
◄ مبارك الفرعون الأخير .. الحلقة الأولى:كيف تصرف مبارك فى اليوم التالى للتنحى؟..طلب الاتصال بالنائب والمشير.. وانقبض من مشهد الأفراح فى الشوارع.. وتذكر شاوشيسكو وصدام وقال بلدنا مش كده
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة الثانية:قال لأوباما: أنت لا تعرف وبعدها سأل نفسه:من يكون هذا الشعب ولماذا ثار ضدى؟..عندما سقط الإخوان اعتبره تحقيقا للنبوءة..وأصيب بأزمة بعد تأكده أنه متهم
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة الثالثة.. رحلة أجداد مبارك من البحيرة إلى المنوفية.. قصة صاحب الكرامات..عبد العزيز باشا فهمى توسط لتوظيف والده حاجبا.. وأدخل مبارك الكلية الحربية
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة الرابعة..قصة مبارك وعبد الناصر..دخل مبارك الكلية الحربية عام 1947 بوساطة المحامى الشهير عبدالعزيز باشا فهمى وبعد عامين دخل الطيران
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة الخامسة..مبارك وسوزان الطريق للسلطة..ليلى والدة سوزان البريطانية رفضت خطبة حسنى لابنتها ثلاث مرات بسبب فرق السن والمستوى الاجتماعى
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة السادسة.. قصة أسر العقيد حسنى مبارك فى المغرب.. السادات قال لمبارك بعد عودته من الاتحاد السوفيتى: أنت طلعت عُقر.. وهيكل أشار لمشاركته فى اغتيال زعيم المهدية
مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة السابعة.. المخابرات الأمريكية كانت تحتفظ بفيديو عن مبارك وزوجته سوزان وقال باحث أمريكى زوجته الإنجليزية سبب اختياره .. كيف فضل السادات مبارك
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة الثامنة.. مبارك وأبوغزالة.. أسرار الحرب الخفية والإطاحة بالمشير.. خطط مبارك للتخلص من المشير بعد ظهور اسمه مرشحا للرئاسة فى أول اجتماع بعد اغتيال السادات
◄مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة التاسعة.. مبارك يطيح بأبوغزالة بضربة قاضية..صفقة مبارك وحسين سالم لتصدير 10 آلاف حمار للمشاركة فى الحرب بأفغانستان ضد السوفيت
◄مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة العاشرة.. مبارك خطط للإطاحة بمنافسه منصور حسن وقال له: ماتبقاش تلعب معايا تانى..تقرير المخابرات الإيطالية عن مبارك أثار غضب السادات فقال: حسنى بيلعب
◄مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة 11..مبارك وأشرف مروان..عندما هدد مروان: مبارك لا يمكنه منعى من دخول مصر.. أنا ..مبارك تقدم جنازة أشرف مروان وحرص على تبرئته من تهمة الجاسوسية
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة 12.. لماذا أصر مبارك على سجن الفريق الشاذلى؟..مبارك غير صور حرب أكتوبر بالفوتوشوب ووضع نفسه مكان الشاذلى.. وابنة الفريق اتهمته بالتزوير
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة 13.. مبارك واغتيال أنور السادات..مبارك قال: علاء أصيب بفقدان وعى أمام التليفزيون وجمال أخذوه من أمامى بالمنصة بعد إطلاق الرصاص
مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة 14.. مبارك وأبوباشا ومعركة عيد الأضحى فى أسيوط..عقب اقتحام مديرية أمن أسيوط وقتل 106 أفتى عمر عبدالرحمن لعناصر التنظيم بصوم 60 يوماً كفارة لعدم مشورته/
مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة 15..كيف أقنع فؤاد محيى الدين مبارك برئاسة الحزب الوطنى.. ظهر فى صورة الرئيس المتواضع.. يرتدى ملابس سفارى صناعة مصرية وأمر بعدم نشر التهانى فى الصحف
مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" .. الحلقة 16 ..الرئيس الأسبق يستسلم لمؤامرات فؤاد محيى الدين.. عندما قال مبارك ليحيى الجمل: «أول مرة أعرف إن الشيوعيين بيصلوا»
مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" ..الحلقة 17.. أسرار حرب مبارك..القصة الكاملة للإطاحة بوزير الداخلية أبوباشا من أجل الحزب الوطنى..مبارك «شخط» فى وزير الداخلية: سامى أخويا مش هيدخل مجلس الشعب
مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" ..الحلقة18..مبارك وأسرار مطبخ صفوت الشريف وكمال الشاذلى ..الشريف كان يقدم لمبارك تقريرا يوميا بخطوط سير الوزراء وعلاقاتهم العامة والخاصة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.