اليوم.. 3 طلبات إحاطة على طاولة «محلية النواب»    الجمعة.. قافلة دعوية كبرى في مساجد الحسنة بشمال سيناء    الخروف ب15 ألف جنيه.. تعرف على أسعار الأضاحي في أسواق الأقصر    جديد أسعار اللحوم اليوم 12 يونيو بمحال الجزارة ومنافذ الحكومة    أسعار النفط ترتفع وبرنت يسجل 82.04 دولارا للبرميل    مفاجأة أسعار الحديد والأسمنت اليوم 12 يونيو.. عز يقفز مجددًا    ارتفاع أسعار الجملة في اليابان بنسبة 0.7% خلال الشهر الماضي    حزب الله يعلن مقتل قيادي و3 من عناصره خلال المواجهات مع إسرائيل    مسئول أمريكي: رد حماس على مقترح وقف إطلاق النار يحمل استفسارات    وكالة الأنباء الفلسطينية: مقتل 8 فلسطينيين وإصابة عدد آخر في قصف إسرائيلي على مناطق في رفح والشجاعية في قطاع غزة    عاجل - "واشنطن بوست" تفتح النار على إسرائيل بشأن حماية المدنيين في حربها على غزة    موعد مباراة الأهلي ضد فاركو في الدوري الممتاز.. والقنوات الناقلة    موعد مباراة سبورتنج والترسانة في دورة الترقي للممتاز والقنوات الناقلة    بدء امتحان الاقتصاد لطلاب الثانوية العامة 2024    عرض شقيق "كهربا" على الطب الشرعي في واقعة تشاجره مع رضا البحراوي    حجاج بيت الله الحرام يتوجهون إلى "مشعر منى" الجمعة لبدء مناسكهم    الرقابة على المصنفات الفنية تجيز عرض فيلم أهل الكهف بهذا التصنيف العمري (خاص)    أفلام عيد الأضحى تنطلق الليلة في دور العرض (تفاصيل كاملة)    أفضل الأدعية والأعمال المستحبة في يوم عرفة    مات كما يتمنى.. وفاة ثلاثيني بكفر الشيخ أثناء أداء مناسك الحج    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الأربعاء 112 يونيو 2024    طقس اليوم 12 يونيو.. اعرف مستجدات الموجة شديدة الحرارة    نقيب الصحفيين الفلسطينيين: موقف السيسي التاريخي من العدوان على غزة أفشل مخطط التهجير    هل يشترط صيام يوم عرفة بصوم ما قبله من أيام.. الإفتاء توضح    ماذا يحدث داخل للجسم عند تناول كمية كبيرة من الكافيين ؟    دون إصابات.. إخماد حريق عقار سكني بالعياط    اتحاد الكرة يحسم مشاركة محمد صلاح في أولمبياد باريس 2024    شولتس ينتقد مقاطعة البديل وتحالف سارا فاجنكنشت لكلمة زيلينسكي في البرلمان    تتخطى ال 12%، الإحصاء يكشف حجم نمو مبيعات السيارات التي تعمل بالغاز الطبيعي    «مشكلتنا إننا شعب بزرميط».. مصطفى الفقي يعلق على «نقاء العنصر المصري»    هيئة الدواء: هناك أدوية ستشهد انخفاضا في الأسعار خلال الفترة المقبلة    تأثير التوتر والاكتئاب على قلوب النساء    عاجل.. تريزيجيه يكشف كواليس حديثه مع ساديو ماني في نهائي كأس الأمم الإفريقية 2021    رئيس الأساقفة جاستين بادي نشكر مصر بلد الحضارة والتاريخ على استضافتها    أوروبا تعتزم تأجيل تطبيق أجزاء من القواعد الدولية الجديدة لرسملة البنوك    رئيس لجنة المنشطات يفجر مفاجأة صادمة عن رمضان صبحي    زواج شيرين من رجل أعمال خارج الوسط الفني    فيديو صام.. عريس يسحل عروسته في حفل زفافهما بالشرقية    هذا ما يحدث لجسمك عند تناول طبق من الفول بالطماطم    والد طالب الثانوية العامة المنتحر يروي تفاصيل الواقعة: نظرات الناس قاتلة    رسميًا.. تنسيق الثانوية العامة 2024 في 5 محافظات    الفرق بين الأضحية والعقيقة والهدي.. ومتى لا يجوز الأكل منها؟    هل الأضحية فرض أم سنة؟ دار الإفتاء تحسم الأمر    خلال 3 أشهر.. إجراء عاجل ينتظر المنصات التي تعمل بدون ترخيص    الرئيس السيسي يهنئ مسلمي مصر بالخارج ب عيد الأضحى: كل عام وأنتم بخير    الكويت: ملتزمون بتعزيز وحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وتنفيذ الدمج الشامل لتمكينهم في المجتمع    ظهور حيوانات نافقة بمحمية "أبو نحاس" : تهدد بقروش مفترسة بالغردقة والبحر الأحمر    رئيس جامعة الأقصر يشارك لجنة اختيار القيادات الجامعية ب«جنوب الوادي»    تفاصيل اصابة 8 اشخاص في حادث علي طريق بالدقهلية    عاجل.. محمود تريزيجيه: لا تفرق معي النجومية ولا أهتم بعدم اهتمام الإعلام بي    تريزيجيه: حسام حسن مدرب كبير.. والأجواء أمام غينيا بيساو كانت صعبة    حازم إمام: نسخة إمام عاشور فى الزمالك أفضل من الأهلي.. وزيزو أفيد للفريق    برلماني: مطالب الرئيس ال4 بمؤتمر غزة وضعت العالم أمام مسؤولياته    بالفيديو.. عمرو دياب يطرح برومو أغنيته الجديدة "الطعامة" (فيديو)    نقيب الصحفيين الفلسطينيين ل قصواء الخلالى: موقف الرئيس السيسي تاريخى    عصام السيد يروى ل"الشاهد" كواليس مسيرة المثقفين ب"القباقيب" ضد الإخوان    حظك اليوم| الاربعاء 12 يونيو لمواليد برج الميزان    اليوم.. «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية بقرية بلة المستجدة ببني مزار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" .. الحلقة 27.. مبارك وعمر سليمان والبحث عن الرجل الثانى.. جهاز المخابرات لعب دوراً مهماً فى مكافحة الإرهاب وأصبح عمر سليمان فى مقدمة الصفوف والمرشح لخلافة مبارك
نشر في اليوم السابع يوم 18 - 07 - 2014

نجا حسنى مبارك من الاغتيال فى أديس أبابا، وبالرغم من أن كثيرا من الأحزاب والتيارات السياسية فى الحكومة والمعارضة أعربت عن فرحها بالنجاة، إلا أن الاغتيال فتح باب الأسئلة عن المستقبل، والرجل الثانى، أو النائب الذى يجب أن يختاره مبارك. لكن الحزب الوطنى وطاقم النظام حول مبارك حول النجاة إلى أمر قدرى وبدأت حملة مبايعة مبكرة لمبارك.
شعبيا لم يعد يمر يوم أو تمر لحظة إلا ويطرح المصريون سؤالا عن الغد والمستقبل.. فقد كان المصريون يتسامحون مع مبارك وتقبلوه خلال فترتين رئاسيتين وتعاطفوا معه وساندوه فى مواجهة التهديدات الإرهابية، لكنهم كانوا يتوقعون منه تغييرا، أزمة الرجل الثانى بدأت بقوة مع الفترة الثالثة لمبارك، فقد مر الاستفتاء الثالث على رئاسة حسنى مبارك وسط تساؤلات ومعارضة قوية من الأحزاب والتيارات السياسية، التى بدأت تفقد صبرها ورهاناتها على أن يتيح النظام مساحات جديدة من العمل السياسى، أو يتخذ إجراءات يغير فيها الطريقة التى اتبعها طوال فترتين رئاسيتين.
بدت السياسة غائبة عمدا وبدأت دائرة الحكم تضيق على عدد محدود من المستفيدين يشكلون جدارا عازلا مع مبارك. الذى تحول هو الآخر خلال خمسة عشر عاما إلى ديكتاتور من نوع خاص، يرى نفسه ملهما ولا يرى غيره فى الصورة، وكما ذكر الدكتور مصطفى الفقى، كان مبارك يعلن أنه يواجه صعوبة فى البحث عن وزراء.
فرضت قضية الرجل الثانى نفسها بقوة فى أعقاب محاولة الاغتيال التى نجا منها مبارك بمصادفة، كان يفترض أن تمثل إنذارا أخيرا، وأن يستجيب لمطالب بنظام ديمقراطى متعدد يخلق بدائل وصفا ثانيا وثالثا ليجدد نخبة بدا أنها فقدت قدرتها على التجدد، ونظاما فرديا يخلو من إمكانية واضحة لتبادل السلطة، وكانت عملية حرق البدائل مستمرة.
لم تظهر تلك المشكلة من قبل فى عهد الرئيسين جمال عبدالناصر وأنور السادات، كان كل منهما اختار نائبا له، وتم انتقال السلطة بشكل سلس إلى النائب الأول. السادات، ثم حسنى مبارك. كان الغياب فى حالتى عبدالناصر والسادات مفاجئا، لكن وجود نائب لرئيس الجمهورية سهل نقل السلطة.
ثم إن النظام فى عهد كل من عبدالناصر والسادات كان يواصل تطويره من خلال البعثات للخارج، وظهر وزراء ورؤساء جامعات وشركات من المتعلمين فى الخارج وممن حصلوا على الدراسات العليا فى الولايات المتحدة وأوروبا والاتحاد السوفيتى، ومنهم عزيز صدقى، وصدقى سليمان، ومصطفى خليل، ورشدى سعيد، كما كان عبدالناصر حريصا طوال الوقت على إيفاد الضباط فى مهام تدريبية ودراسية فى الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى، ومنهم حسنى مبارك شخصيا، وتم إرسال بعثات تشكلت منها النخب التالية، ومنهم الجنزورى وفتحى سرور ورفعت المحجوب وحسين كامل بهاء الدين، ومصطفى كمال حلمى، ومصطفى الفقى، وأسامة الباز، لكن مبارك لم يفكر طوال فترات حكمه فى تجديد النخبة، وبقيت النخبة السياسية فى عهده وحتى ما يقرب من نهاية حكمه هى نفسها النخبة التى تربت أكاديميا وسياسيا مع عبدالناصر والسادات. وهو ما أدى لحرق عدة أجيال حرمت من حقها فى الترقى واحتلال المناصب.
عندما تولى حسنى مبارك الرئاسة كانت هناك من الفرص ما تجعله متفوقا على سلفيه عبدالناصر والسادات، فقد تولى الرئاسة من دون أن يخوض صراعا على السلطة، كما أنه تسلم البلاد، وقد وقع السادات اتفاقية السلام مع إسرائيل، وأخرج مصر من الحرب المباشرة مع إسرائيل، وارتبط بعلاقات استراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية. ولم يكن أمام مبارك سوى أن يبدأ فورا فى بناء نظام مستقر، وإعادة تشكيل مؤسسات الدولة بالشكل الذى يناسب العهد الجديد، مبارك كان يتحاشى السياسة وهو ما حماه من تصفيات وصراعات، لكنه دخل عالم السياسة وهو فى الخمسين بخبرات نائب طوال 6 سنوات.
وتوقع كثيرون فى بداية حكم مبارك أن يعين نائبا له، ويقال إنه فكر بالفعل فى تعيين نائب له، وأحيانا كان يحاول إسكات مطالبات خارجية وداخلية، ويروى الدكتور كمال الجنزورى فى مذكراته أن مبارك كان يسأل معاونيه ووزراء والمقربين مثل صفوت الشريف ورفعت المحجوب وأسامة الباز وحسين سالم، والدكتور ممدوح البلتاجى، ومحمود ثابت عم زوجته سوزان، كان يسأل:هل ترى أن أختار نائبا للرئيس؟!
ويذكر الدكتور كمال الجنزورى فى مذكراته التى نشرها تحت عنوان «سنوات الحلم والصدام والعزلة» قصة لافتة أن مبارك استدعاه للرئاسة فى 5 إبريل 1983، وكان وزيرا للتخطيط، وعندما ذهب وجد المشير محمد عبدالحليم أبوغزالة، ودخل مبارك والمستشار النمساوى برونو كرايسكى والملياردير اليهودى كالاهان. وأن حديثا دار على الغداء حول قضية الشرق الأوسط، وتحدث أبوغزالة باستفاضة، وتحدث فؤاد محيى الدين، والتزم الجنزورى الصمت، وقال إن اللقاء لم ينشر عنه شىء، وبعد شهر جاءه مسؤول مقرب من الرئاسة وسأله عن اللقاء الذى جمعه بمبارك وأبوغزالة وفؤاد محيى الدين ومستشار النمسا ورجل الأعمال الأمريكى.. وقال له: هذا اللقاء كان الهدف منه أن يتحدد فيه أمر مهم..
ولما سأل الجنزورى: ما هو؟!..
قال المسؤول بثقة: اختيار نائب رئيس الجمهورية.
ويبدو أن فكرة النائب كانت مطروحة، ويقول الجنزورى إن المسؤول المقرب من مبارك نصحه بعدم اختيار نائب، وعندما سأله مبارك قال له: للأسباب كذا وكذا، وآخرها أنه ستحدث مقارنة بينك وبينه، وسوف يتابع الشعب أداءكما معا، ويعقد المقارنات.
الواضح أن مبارك كان يسأل ويصور الأمر أنه يبحث عن نائب بينما يسر فى نفسه أنه لن يفعل حتى لا يكرر ما جرى مع السادات وعبدالناصر، بل إن مبارك كثيرا ما كان يستخدم حكاية النائب لملاعبة من حوله واستكشاف طموحاتهم. وفى عام 1987 قبل شهور من الاستفتاء على رئاسته الثانية، كان أقوى شخصين فى النظام بعد مبارك هما المشير محمد عبدالحليم أبوغزالة وزير الدفاع، والدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب، والذى كان قدم لمبارك الكثير من الخدمات، وكان يسنده ويقدم الوجه الشعبى للنظام، مدافعا عن الدعم والقطاع العام ومجانية التعليم، كما كان قادرا على إدارة المناورات، وتخطيط عمليات الصراع داخل السلطة، وكان قد شكل مع صفوت الشريف وكمال الشاذلى حلفا سياسيا،
ومع أسامة الباز وجمال عبدالعزيز فى الرئاسة حلفا سياسيا. وكان المحجوب ممن يطالبون مبارك بتعيين نائب أو أكثر، ويبدو أن مبارك لمح فى حديث المحجوب وخطواته رغبة وطموحا لمنصب النائب، وهو ما دفعه مرة لأن يخبر الدكتور المحجوب بأنه ينوى تعيين نائب، وأن كثيرين رشحوا المشير أبوغزالة، وهنا اقترح الدكتور المحجوب على مبارك أن يعين المشير أبوغزالة رئيسا للوزراء، ومدح فى المشير وقال إنه رجل قوى ومحبوب وهو ما تحتاجه البلاد على رأس السلطة التنفيذية، وهنا قال مبارك للمحجوب إن أبوغزالة لن يقبل، وخرج المحجوب وأخبر أبوغزالة أن الرئيس سوف يعينه رئيسا للوزراء لكفاءته، وأن مبارك سيعين المحجوب نائبا قبل الاستفتاء على فترة ثانية.
وقد تلقى أبوغزالة الخبر بغضب، ويقول الجنزورى: فوجئت بصوت المشير عبدالحليم أبوغزالة محتدا: الرئيس لم يبلغنى عن عزمه على اختيارى رئيسا للوزراء، وقال إن المحجوب أبلغه أن الرئيس سيعينه أى المحجوب نائبا له، بينما يعتزم اختيار المشير رئيسا للحكومة.
ويقول الجنزورى: رحت أهدئ من غضبه، وقلت إن الرئيس أراد توصيل رسالة قاطعة إليك.
ما هى؟!
قلت بهدوء: لن تكون أبدا نائبا له.... ولن تكون رئيسا للوزراء، ولن يكون المحجوب هو الآخر نائبا للرئيس. هذه رسالة مفادها الوحيد: لن تكون نائبى ولا تتطلع إلى ذلك.
وكان الجنزورى صادقا كما أن أبوغزالة لم يكن يعلم أن مبارك يجهز لاستبعاده فى أقرب فرصة. وفى أكتوبر 1989 تم إبعاد المشير أبوغزالة، واختار مبارك توقيت غضب الأمريكان على أبوغزالة بسبب قضية سرقة تكنولوجيا الصواريخ، وعبدالقادر حلمى، وأيضا قضية لوسى آرتين، بينما السبب كما يقول الدكتور مصطفى الفقى: أن القلق تسرب إلى قلب مبارك بسبب حب الناس لأبوغزالة، وحب قادة القوات المسلحة له، فوضعه تحت المراقبة وتابع كل تصرفاته خصوصا فى سلاح الطيران، وأشرف بنفسه على حركة الترقيات العسكرية، وحتى بعد إقالته حتى أصابوه بالضربة القاضية فى قصة «لوسى آرتين»، وأرسل مبارك زكريا عزمى إلى أبوغزالة، وطلب منه أن يقدم له الاستقالة، وهو ما استجاب له أبوغزالة. وتضافرت كل هذه العوامل لصالح مبارك، ومهدت له الطريق ليضرب ضربته ويتخلص من منافسه».
كان مبارك بعد عقد ونصف فى الرئاسة تمكن خلالها أن يكون المسيطر على كل الأمور، وكان الدستور يمنحه صلاحيات ومهام لا نهائية يفوض فى بعضها، ويترك بعض الملفات، وخلال فترتيه الأولى والثانية أزاح كل من بدا أنه يمثل منافسا أو بديلا، تخلص من المشير أبوغزالة، واختفى الدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب من الصورة فى نوفمبر 1990، وكان أحد أضلاع دوائر الحكم فى عهد مبارك، وكانت له شخصية قوية وقدرة على المناورة.
كان الحزب الوطنى يعانى أزمة هيكلية وتكوينية جعلته أقل من حزب وأقرب إلى تنظيم سياسى واحد، وتجمع مصالح. والأحزاب المعارضة التقليدية مع الوقت هى الأخرى واجهت أزمة فى تداول السلطة، ودخلت فى أزمات أو صراعات نقلتها من خانة الفاعلية إلى خانة الصراع على منصب الرئيس، دون أن تنتقل إلى الخطوة التالية، أن يتم تفعيلها لتؤدى دورا سياسيا، فى مواجهة الحزب الوطنى الحاكم.
عشرون عاما حتى منتصف التسعينيات لم تقد إلى نخبة سياسية أو التنافس السياسى، لأن الأحزاب قامت ضمن صيغة تجعلها معارضة دون أن تمنحها إمكانية تداول السلطة، الأمر الذى جعل الصراعات الداخلية تستنفد قوتها، ناهيك عن أنها كانت تتركز فى العاصمة، وداخل مقارها، أما الأقاليم أو المكاتب الفرعية فهى مجرد توابع.
أزمة الرجل الثانى ظهرت بشكل واضح، فى الثلث الثانى من حكم الرئيس مبارك، عندما بدأ الناس ينتبهون إلى أن مبارك لم يعين نائبا له، كما ينص الدستور. وبعد تعرض مبارك لأكثر من محاولة اغتيال، خاصة عملية أديس أبابا، ظهر السؤال: ماذا لو تعرض الرئيس مبارك لسوء. لم لا يعين الرئيس نائبا؟ كانت هذه الأسئلة توجه للرئيس فى زياراته الخارجية إلى الولايات المتحدة، أو أوروبا. مبارك ظل لمدة ست سنوات نائبا للرئيس السادات، كانت إجابته فى البداية أنه يبحث عن شخص يصلح لتحمل مسؤولية صعبة، وأن الرئيس السادات كان محظوظا فى العثور عليه.
بعد سنوات تغيرت النغمة، كانت حجة مبارك أنه لا يريد أن يفرض شخصا معينا على الناس، وأن المواطنين هم الذين يختارون، وبالرغم مما يبدو من وجاهة ذلك فقد كانت تحمل نوعا من المصادرة، فالدستور لم ينص على أن يكون النائب رئيسا، لم تكن فكرة توريث الحكم ظهرت بوضوح، لكن كان اسم عمر سليمان رئيس المخابرات يتردد وسط نخب وإن كان لم يشتهر شعبيا حتى نهاية التسعينيات.
فى أكتوبر 1997 كان هناك مؤتمر للدكتور أسامة الباز مستشار الرئيس مبارك للشؤون السياسية فى حضور قيادات الحزب الوطنى كمال الشاذلى ويوسف والى وصفوت الشريف، وسأل أحد طلاب الباز «بعد حادثة إثيوبيا لماذا لا يفكر الرئيس مبارك فى تعيين نائب له حتى الآن»، رد الباز ردا نشر فى اليوم التالى فى الأهرام يفهم منه أن مبارك لا يريد أن يجبر الشعب على نائب يختاره، ويفكر أن يكون منصب نائب الرئيس بالانتخاب مثل الدول الديمقراطية. كان الباز يتحدث عن انتخاب نائب الرئيس والرئيس نفسه بعيدا عن أى اسئلة أو انتخابات.
قاوم مبارك اختيار نائب له طوال فترة حكمه، وهو أحد الألغاز التى ظلت بلا تفسير منطقى. وارتبطت بتفسيرات ميتافيزيقية، تقارب عالم العرافة وألغاز قراءة الطالع. فى زمن كان العالم يشهد قفزات علمية وتكنولوجية ومعلوماتية تقارب ما حصدته البشرية طوال قرون. وبموازاة هذا النمو المعلوماتى، والتكنولوجى، نمت على سطح الأحداث معتقدات وتفسيرات ميتافيزيقية، لجأ إليها بعض المفسرين فى محاولة لفك طلاسم التغييرات المفاجئة. لقد عاصر حسنى مبارك الكثير من التحولات الكبرى، ظن طوال الوقت أنه نجا من تأثيراتها. وكان محظوظا، ومن بين الأقاويل التى أحاطت بفترة رئاسة مبارك واعتقاداته. نقلت مصادر عن مقربين لمبارك أنه كان يرفض تعيين نائب، تنفيذا لنصيحة إحدى العرافات، والتى قيل إن مبارك كان يلجأ إليها، وأنها حذرته من تعيين نائب له، وقالت إنه سوف يفقد سلطانه بعد عشرة أيام فقط من تعيين نائب. لم تتوفر الكثير من المعلومات عن تلك العرافة المجهولة، البعض قال عنها تنتمى لإحدى مدن الدلتا، والبعض الآخر قال إنها من الصعيد. إلا أن مبارك تنحى بالفعل بعد عشرة أيام من اختيار عمر سليمان نائبا له. ذكرت قصص العرافة المجهولة، بينما عرف مبارك أنه كان علمانيا فى تفكيره، مع علاقة بالدين تشبه علاقة الكثير من المصريين، فهو ليس متعصبا لكنه ليس معاديا أو رافضا للإسلام. كان يحرص على إحياء المناسبات الدينية مثل ليلة القدر وصلاة الأعياد والجمعة فى بعض الأحيان. كما أنه حرص على إبقاء المادة الثانية فى الدستور، التى تعتبر «الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع»، لكنه كان ككل أبناء الطبقة الوسطى المصرية، مؤمنا بمدنية الدولة، مع رفض التصادم مع التدين المجتمعى.
قد يرتاح أنصار التفسيرات الميتافيزيقية لقصة العرافة، خاصة وأن تولى حكم حسنى مبارك للسلطة، أحاطته دائما حالة غموض، حتى اللحظات الأخيرة له فى الحكم. ولو كانت العرافة صادقة ربما نبهته إلى أن يجدد نظام حكمه.
قصة مبارك والعرافين لها ظل من الحقيقة، وهى قصة نقلها الكاتب الصحفى ياسر رزق، رئيس مجلس إدارة «أخبار اليوم» عن قادة عسكريين، وقال إن مبارك عندما سافر إلى السودان نهاية الخمسينيات، التقى بعراف فى جنوب السودان، قرأ له طالعه وقال له: إنك ستصبح ملك مصر. وهنا ضحك مبارك لكن العراف أكد له الموضوع، وعندها نبه مبارك الضباط معه ألا يذكروا شيئا عن كلام العراف، حتى لا يصل للرئيس عبدالناصر. بعض المقربين من مبارك قالوا إن نفس العراف السودانى هو الذى حذره من تعيين نائب، وقال له إن تعيين نائب ينهى ملكك فى أيام.
قصة مبارك والعرافين والسحرة قد تقدم تفسيرا لاستمرار حاكم مثل مبارك فى منصبه الرئاسى لأكبر دولة عربية دون أن يمتلك مشروعا سياسيا، ثم إنه نجا من كل الكوارث ومحاولات الاغتيال. لكنها لا تكفى لتفسير هذه الاستمرارية. كما أن مبارك، نجح فى بناء نظام أمنى قوى لديه قرون استشعار، واستفاد من تهديدات إرهابية، فى تقوية نظام أمنى لنفسه ونظامه. ونجح أيضا فى إيجاد نقاط توازن مع المجتمع والأجهزة المختلفة فى الدولة. وإن كان التوازن المبالغ فيه على السطح، يهمل تحولات اجتماعية، تنمو على سطحها جماعات تخصم من سلطة الدولة، لصالح سلطة الجماعة أو التنظيم. حيث كان أبناء الطبقات الفقيرة، ممن لا ينتمون للطبقة الوسطى أو العائلات الكبرى والقبائل، يلجأون للجماعات الإسلامية بأنواعها العنيفة، أو السلفية الدعوية، ليحتموا بالمجموع من ضعف الفقر والفردية، خاصة وقد شعروا أن المجتمع والدولة يعطونهم ظهورهم.
فى يناير 1996 تولى الدكتور كمال الجنزورى رئاسة الوزراء بعد سنوات من انتظارها، كان الدكتور الجنزورى «تكنوقراطى عتيد» من داخل جهاز الدولة لكنه كان أيضا خاليا من السياسة، مثله مثل الدكتور عاطف صدقى كان الحديث يدور عن الخصخصة والإصلاح الاقتصادى، ولا يتطرق إلى الإصلاح السياسى.
ويروى الجنزورى أن حكومة الدكتور عاطف صدقى قدمت استقالتها، وتلقى الجنزورى اتصالا من نور فرغل مدير المراسم بمجلس الوزراء «ليهمس فى أذنى أن أطلب زوجتى فورا بالمنزل وسمعت زوجتى تقول إن السيد جمال عبدالعزيز سكرتير الرئيس طلبنى لأتصل بك فى المجلس لتذهب إلى الرئيس الساعة السابعة.. خرجت فورا. وقابلت الرئيس، وقال مباشرة: كمال ستشكل الوزارة، فكر فيمن يدخل ومن يخرج. وشعرت من الحديث أن النية متجهة إلى الإبقاء على القدامى وهم كثر». ويقول الجنزورى «إن عدد الوزراء الجدد لم يتجاوز عدد الأصابع، فى حين تجاوز بحكومة الدكتور عاطف صدقى الخمسة عشر وزيرا. حلفت الحكومة اليمين 4 يناير»، ويقول الجنزورى إنه حرص على أن تكون هناك ألفة بين الوزراء مع أن «أن بعضهم لم يكن سعيدا باختيارى رئيسا للوزراء، ومن هؤلاء من كانوا على اتصال بالرئاسة وزكريا عزمى»، وأذكر منهم: صفوت الشريف، وعاطف عبيد، ويوسف والى، ويوسف بطرس غالى، ومحمد إبراهيم سليمان، وكمال الشاذلى». ولا يتوقف طوال مذكراته عن اتهامهم بالتآمر، وبالرغم من أن الجنزورى كان محافظا ووزيرا طوال عقود لم يبد أنه قادر على تفهم لعبة السياسة وقد تولى وبينه وبينهم ترسبات وتراكمات.
كان الجنزورى مطروحا لرئاسة الحكومة عدة مرات لكن تدخل الدكتور المحجوب وزكريا عزمى وأسامة الباز أدى لأن يستبعده مبارك ويختار عاطف صدقى، الأمر الذى جعله غير مرحب به فى حكومة صدقى والذى حاول ابتعاده من وزارة التخطيط، الجنزورى اصطدم من البداية مع زكريا عزمى رئيس الديوان ويقول الجنزورى «فى اليوم الثالث أو الرابع من تشكيل الوزارة، إذ كنت مع الرئيس، وبعد انتهاء اللقاء رافقته إلى خارج المبنى، وقرب السيارة وقف يتكلم وأنا أنصت، وجاء أشرف بكير أمين أول الرئاسة، يلمس كتفى لإنهاء الكلام، نظرت بعيدا، لاحظت زكريا عزمى واقفا يهز رأسه إليه ليفعل ذلك. وبعد أن غادر الرئيس استوقفت زكريا وقلت له: لا تفعل ما فعلت لأنى أعرف أن أشرف بكير لا يشير إلىّ بالانصراف إلا بطلب منك، لا تفعل ذلك ثانية، لأنى أعلم تماما متى أتكلم ومتى تنتهى المقابلة». ويضيف الجنزورى «أعتقد أن الدكتور زكريا عزمى قبل الأمر على مضض».
السياسة التى كانت صناعة المحترفين من كهنة النظام، ممن أطاحوا بكل إمكانات التطور السياسى وحافظوا على كل شىء فى حده الأدنى، يوسف والى وصفوت الشريف وكمال الشاذلى وفتحى سرور ومعهم زكريا عزمى. وكانت الفرصة سانحة أمام حسنى مبارك أن يبنى كيانا ديمقراطيا. لكن الفرص انتهت إلى حكم متسلط هرمى تتركز كل السلطات فيه بأيدى الرئيس، ومن حوله هؤلاء الحكام الحقيقيون.
الجنزورى حاصل على دكتوراه فى الاقتصاد من أمريكا، وشغل منصب أستاذ بمعهد التخطيط، ثم وكيل وزارة، فمحافظ الوادى الجديد 1976، ومحافظ بنى سويف 1977، ووزير التخطيط 1982، واستمر فى الحكومات حتى كلفه مبارك برئاسة الوزراء عام 1996، وقال له الرئيس فى خطاب تكليفه للجنزورى: «نحن على أبواب مرحلة متقدمة فى الإصلاح الاقتصادى، وتحقيق نهضة كبرى تستثمر كل طاقات المجتمع.. ومن هنا كان اختيارى للدكتور كمال الجنزورى لخبرته وكفاءته، ولكى يعطى دفعة قوية وحيوية للمرحلة المقبلة».
حكومة الجنزورى لم تكن مختلفة عن حكومات مبارك، كانت حكومة سكرتارية نجحت وفشلت بعيدا عن أى تغيير فى طريقة اتخاذ القرار، مبارك الرئيس المركز وحوله مسؤولون ينفذون.. والدكتور الجنزورى عرف عنه أثناء توليه وزارة التخطيط التكتم وعدم التعامل مع الإعلام، وتحويل وزارة التخطيط إلى سر حربى، وهو أمر لم يكن متناسبا مع التحولات الاقتصادية، التى جعلت التخطيط أمرا ثانويا، الجنزورى عمل مع الدكتور إسماعيل صبرى عبدالله وزير التخطيط فى بدايات عصر الرئيس السادات، وجاء الجنزورى ومعه المشروعات العملاقة.
منتصف التسعينيات طرحت أسئلة مهمة حول المشروع القومى كانت المعارضة وبخاصة اليسار والناصريون يرون أن القادة الذين نجحوا فى بناء مصر من محمد على إلى عبدالناصر كان لديهم مشروع قومى يجمع الناس حوله. وحاول الجنزورى أن تكون حكومته هى حكومة المشروعات الكبرى أو العملاقة. وقدم أربعة مشروعات دفعة واحدة، «توشكى»، ثم غرب خليج السويس، ومشروع توصيل المياه لسيناء «ترعة السلام»، انتهاء بمشروع شرق تفريعة بورسعيد. مشروع توشكى بدا وسط زفة وضجة إعلامية تم الحشد له على أنه سينشئ دلتا جديدة لمصر وسيكون مثل السد العالى، وسيخلق مساحات أراض زراعية إضافية، كما أنه سيوفر فرص عمل.
طرح الجنزورى فكرة المشروعات القومية ولم يلتفت إلى كون هذه المشروعات ترتبط عادة بحالة سياسية كاملة، كان السد العالى ليس مجرد مشروع لتخزين المياه، وعندما حاول كتاب ومنظرو الحزب الوطنى عقد مقارنة بين المشروع القومى لجمال عبدالناصر والمشروع القومى لحسنى مبارك، اعتبر بعضهم أن مترو الأنفاق، أهم من السد العالى، وأن الإنجازات فى عهد مبارك أكثر مما جرى فى مصر منذ عهد محمد على، بل واعتبروا حصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل فى الأدب من إنجازات مبارك.. واستفزت هذه الأطروحات مفكرين وكتابا منهم اقتصاديون وسياسيون، ومنهم سعد الدين وهبة، الذى كان أحد قيادات الحزب الوطنى الذى قال إن السد العالى لم يكن مجرد مشروع لتخزين المياه، ولكنه كان مدرسة فى الحشد ومشروعا ثقافيا غير من مفهوم البناء، وأصبح مدرسة فى البناء خرجت منها المقاولون العرب وحسن علام، كما كان مدرسة فى الرى المصرى خرجت وزراء الرى حتى بداية الألفية.
جاء الجنزورى بمشروعاته الكبرى ومصر تعانى من حالة جمود سياسى يسيطر عليها ويمسك بخيوطها عدد محدود من كهنة الحزب الوطنى، منذ الثمانينيات. الشعب معزول والتنظيم السياسى المسيطر هو الحزب الوطنى بأغلبيته المصنوعة. جرت انتخابات 1990 وانتخابات 1995 وأنتجت برلمانات الأغلبية الميكانيكية. وفى برلمان 1990 ذى الأغلبية من الحزب الوطنى، ظهر للمرة الأولى نوعيات النواب المتهمين والمتورطين فى الفساد، وكان النائب عايد سليمان المتهم بالاتجار فى المخدرات أبرز النوعيات المتهمة التى دخلت البرلمان، وشهدت البرلمانات التالية 1995 وما بعده نفس النوعيات. حيث كانت الترشيحات تتم باختيار كبار كهنة الحزب، وظهر نواب المخدرات والقروض، وهاربون من الخدمة العسكرية. وبدا المجلس التشريعى مخترقا ومقاعده قابلة للبيع بين كبار قيادات الحزب الوطنى الذين انشغلوا بمضاعفة ثرواتهم واستغلال مواقعهم السياسية فى السلطة، للحصول على مكاسب مادية تمثلت فى أراض وفيلات ومساكن فاخرة، ومشروعات كانت تحصل على التصاريح بالنفوذ وتمنح للأبناء بشكل علنى، أو شبه علنى.
كانت المنافسة على السلطة تدور كلها بعيدا عن كرسى الرئاسة، كانت العملية السياسية تدار بشكل احترافى من قبل أشخاص لا يتجاوزون العشرة، ومعهم مئات من التابعين والمستفيدين. لم تبد من بداية التسعينيات أية صراعات حول السلطة، وتحديدا سلطة مبارك الذى بدا متربعا على قمة الأحداث غير عابئ بما يدور حوله، وكانت الصراعات حول السلطة هى صراعات حول المركز الثانى أو الثالث، أما المركز الأول فقد كان محجوزا للرئيس وحده، وكان الاستقرار يعنى البقاء فى نقطة توازن، مركزها الرئيس الذى تدور حوله كل التفاصيل فى البلاد.
قبل الفترة الثالثة للرئاسة كانت سلطات مبارك فى الدستور لا نهائية فهو الذى يرأس الحكومة، ويعينها، ويعفيها، ويختار الوزراء ويعفيهم من مناصبهم، ويقترح القوانين، ويرأس اجتماعات الحكومة، ويقترح القوانين، ويرأس المجلس الأعلى للشرطة، والمجلس الأعلى للقضاء. وكانت الحكومة مجرد سكرتارية تنفذ تعليمات أو أوامر الرئيس، ومن الصعب أن تتحرك خارجه. وقد تجاوزت صلاحيات الرئيس الفعلية الصلاحيات الدستورية، وتحول مع سنوات التسعينيات إلى المصدر الرئيسى للتشريع والتنفيذ، مع تحكم فى السلطة القضائية. وبالرغم من التحولات السياسية التى شهدها العالم نحو مزيد من توزيع السلطة، فقد ظل مبارك ممسكا بكل الصلاحيات فى يده. وترك لمن حوله مهمة تنظيم السلطة من حوله.
بدأت منذ ما بعد منتصف التسعينيات عملية إعادة توطين نظام مبارك وبنائه، استنادا إلى التوسع فى الأمن بكل أنواعه، من الداخلية إلى المخابرات، وصولا إلى فرض السيطرة الأمنية على الأجهزة الأمنية، بحيث يصعب الانقلاب أو الخروج. لقد تمت إعادة هيكلة الجيش والشرطة لتحاشى أى احتمالات للتمرد أو العصيان، وكانت أجهزة المعلومات لعبت دورا مهما فى مكافحة الإرهاب والقضاء عليه، ولعل هذا هو ما دفع باللواء عمر سليمان إلى مقدمة الصفوف، وبعد سنوات سيظهر إلى العلن وسط تحولات دولية فى شكل السلطة وأجهزة الأمن.
◄ مبارك الفرعون الأخير .. الحلقة الأولى:كيف تصرف مبارك فى اليوم التالى للتنحى؟..طلب الاتصال بالنائب والمشير.. وانقبض من مشهد الأفراح فى الشوارع.. وتذكر شاوشيسكو وصدام وقال بلدنا مش كده
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة الثانية:قال لأوباما: أنت لا تعرف وبعدها سأل نفسه:من يكون هذا الشعب ولماذا ثار ضدى؟..عندما سقط الإخوان اعتبره تحقيقا للنبوءة..وأصيب بأزمة بعد تأكده أنه متهم
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة الثالثة.. رحلة أجداد مبارك من البحيرة إلى المنوفية.. قصة صاحب الكرامات..عبد العزيز باشا فهمى توسط لتوظيف والده حاجبا.. وأدخل مبارك الكلية الحربية
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة الرابعة..قصة مبارك وعبد الناصر..دخل مبارك الكلية الحربية عام 1947 بوساطة المحامى الشهير عبدالعزيز باشا فهمى وبعد عامين دخل الطيران
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة الخامسة..مبارك وسوزان الطريق للسلطة..ليلى والدة سوزان البريطانية رفضت خطبة حسنى لابنتها ثلاث مرات بسبب فرق السن والمستوى الاجتماعى
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة السادسة.. قصة أسر العقيد حسنى مبارك فى المغرب.. السادات قال لمبارك بعد عودته من الاتحاد السوفيتى: أنت طلعت عُقر.. وهيكل أشار لمشاركته فى اغتيال زعيم المهدية
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة السابعة.. المخابرات الأمريكية كانت تحتفظ بفيديو عن مبارك وزوجته سوزان وقال باحث أمريكى زوجته الإنجليزية سبب اختياره .. كيف فضل السادات مبارك
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة الثامنة.. مبارك وأبوغزالة.. أسرار الحرب الخفية والإطاحة بالمشير.. خطط مبارك للتخلص من المشير بعد ظهور اسمه مرشحا للرئاسة فى أول اجتماع بعد اغتيال السادات
◄مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة التاسعة.. مبارك يطيح بأبوغزالة بضربة قاضية..صفقة مبارك وحسين سالم لتصدير 10 آلاف حمار للمشاركة فى الحرب بأفغانستان ضد السوفيت
◄مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة العاشرة.. مبارك خطط للإطاحة بمنافسه منصور حسن وقال له: ماتبقاش تلعب معايا تانى..تقرير المخابرات الإيطالية عن مبارك أثار غضب السادات فقال: حسنى بيلعب
◄مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة 11..مبارك وأشرف مروان..عندما هدد مروان: مبارك لا يمكنه منعى من دخول مصر.. أنا ..مبارك تقدم جنازة أشرف مروان وحرص على تبرئته من تهمة الجاسوسية
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة 12.. لماذا أصر مبارك على سجن الفريق الشاذلى؟..مبارك غير صور حرب أكتوبر بالفوتوشوب ووضع نفسه مكان الشاذلى.. وابنة الفريق اتهمته بالتزوير
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة 13.. مبارك واغتيال أنور السادات..مبارك قال: علاء أصيب بفقدان وعى أمام التليفزيون وجمال أخذوه من أمامى بالمنصة بعد إطلاق الرصاص
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة 14.. مبارك وأبوباشا ومعركة عيد الأضحى فى أسيوط..عقب اقتحام مديرية أمن أسيوط وقتل 106 أفتى عمر عبدالرحمن لعناصر التنظيم بصوم 60 يوماً كفارة لعدم مشورته/
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة 15..كيف أقنع فؤاد محيى الدين مبارك برئاسة الحزب الوطنى.. ظهر فى صورة الرئيس المتواضع.. يرتدى ملابس سفارى صناعة مصرية وأمر بعدم نشر التهانى فى الصحف
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" .. الحلقة 16 ..الرئيس الأسبق يستسلم لمؤامرات فؤاد محيى الدين.. عندما قال مبارك ليحيى الجمل: «أول مرة أعرف إن الشيوعيين بيصلوا»
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" ..الحلقة 17.. أسرار حرب مبارك..القصة الكاملة للإطاحة بوزير الداخلية أبوباشا من أجل الحزب الوطنى..مبارك «شخط» فى وزير الداخلية: سامى أخويا مش هيدخل مجلس الشعب
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" ..الحلقة18..مبارك وأسرار مطبخ صفوت الشريف وكمال الشاذلى ..الشريف كان يقدم لمبارك تقريرا يوميا بخطوط سير الوزراء وعلاقاتهم العامة والخاصة
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" ..الحلقة19.. مبارك وعلى لطفى حكومة سكرتارية..مبارك أرسل أسامة الباز لرئيس الحكومة يقول له: الرئيس عاوز يعرف جدول أعمال الاجتماع.. ليحدد ما تناقشونه
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" ..الحلقة 20.. مبارك والإخوان والسعد والريان.. شعار «الإسلام هو الحل» مع شركات توظيف الأموال.. مغامرات السياسة والاقتصاد
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" ..الحلقة 21.. مبارك.. وأسرار الإطاحة بوزير الداخلية أحمد رشدى..هل راح أحمد رشدى ضحية مواجهة المخدرات وصراعات الكبار حول مبارك
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" ..الحلقة 22.. مبارك وعاطف صدقى وشتائم زكى بدر..دخل الدكتور أسامة الباز ليوقع من الرئيس خطاب تكليف الجنزورى فشطب اسمه وكتب عاطف صدقى
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" ..الحلقة 23.. مبارك ولغز اغتيال رفعت المحجوب..اغتيال الدكتور المحجوب تم بدرجة عالية من الاحتراف.. وكان لدى القتلة معلومات دقيقة بتحركاته
◄مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" .. الحلقة24.. مبارك وصدام ولوسى آرتين.. د. مصطفى الفقى: قضية لوسى آرتين مؤامرة للإطاحة بالمشير أبوغزالة.. وخرجت من الرئاسة قبل التسجيلات
مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" .. الحلقة25..مبارك وفتحى سرور واللعب مع الفساد..مبارك أطاح بعبدالحليم موسى من الداخلية بحجة إجراء حوار مع الجماعة الإسلامية بالسجن رغم علمه المسبق
مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" .. الحلقة 26..مبارك وأسرار الاغتيال فى أديس أبابا..8 محاولات اغتيال وخطف تعرض لها مبارك.. أخطرها تلغيم مطار «برانى» ونسف كوبرى «الفردوس»


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة