رئيس الوزراء يهنئ شيخ الأزهر بعيد الأضحى المبارك    تراجع أسعار الذهب عالميا مقتربة من أدنى مستوياتها في شهر واحد    رئيس البورصة ل«المصرى اليوم»: جاهزون لاستقبال كافة الطروحات ولدينا شركات تحت القيد أسبوعياً    حملات مكثفة لإزالة التعديات على الأراضي الزراعية في الشرقية    إي اف چي هيرميس تنجح في إتمام خدماتها الاستشارية لصفقة الطرح المسوّق بالكامل لشركة «أرامكو» بقيمة 11 مليار دولار في سوق الأسهم السعودية    تجار الدواجن في الأقصر: الأسعار ستظل مرتفعة مع استمرار تخفيف أحمال الكهرباء    عضو ب«الشيوخ» يثمّن كلمة الرئيس السيسي بمؤتمر إغاثة غزة    حزب الله يعلن مقتل أحد عناصره من جنوب لبنان متأثرا بجرح أصيب به قبل أيام    الأهلى يطلب من منتخب فلسطين الملف الطبى للمهاجم أبو علي    جواو فيليكس: مستعدون لليورو.. والهزيمة أمام كرواتيا أعادتنا للمسار الصحيح    حازم إمام يصدم الزمالك في ملف نادي القرن الأفريقي    كومباني يحدد أول صفقاته في بايرن    بزجاجات المياه.. أولياء أمور طلاب الثانوية العامة بالقليوبية ينتظرون أبناءهم أمام اللجان    السكة الحديد: إجراء بعض التعديلات على القطارات الإضافية خلال عيد الأضحى    وزيرة التضامن تتابع استعدادات تصعيد حجاج الجمعيات الأهلية للمشاعر المقدسة    «نفوق 8 مواشي».. السيطرة على حريقين بمزرعة ومنزل في بني سويف (تفاصيل)    سائق «توك توك» و«حداد» يطعنان شخصين بسبب مشادات بينهم في سوهاج    وزيرة الثقافة تنعى فاروق صبري رئيس غرفة صناعة السينما.. «رمزا للكاتب المبدع»    «الأوقاف» تحدد ضوابط صلاة عيد الأضحى وتشكل غرفة عمليات ولجنة بكل مديرية    «أوقاف شمال سيناء» تقيم نموذج محاكاه لتعليم الأطفال مناسك الحج    حماية العيون من أضرار أشعة الشمس: الضرورة والوقاية    «التضامن الاجتماعي» توافق على قيد جمعيتين بالشرقية    الكويت: أكثر من 30 حالة وفاة وعشرات الإصابات في حريق جنوب العاصمة    رئيس الوزراء اليوناني: تيار الوسط الأوروبي لديه الزخم للتغيير بعد انتخابات البرلمان الأوروبي    اليونيسف: نحو 3 آلاف طفل في غزة يواجهون خطر الموت أمام أعين عائلاتهم    «التعليم» تحدد حالات الإعفاء من المصروفات الدراسية لعام 2025 الدراسي    والدة طالب الثانوية الذي مُنع من دخول امتحان الدين ببورسعيد: «ذاكروا بدري وبلاش تسهروا»    عضو لجنة الرقابة الشرعية: فنادق الشركات المقدمة للخمور تنضم لمؤشر الشريعة بشرط    محافظ الغربية يتابع مشروعات الرصف والتطوير الجارية ببسيون    "مواجهة الأفكار الهدامة الدخيلة على المجتمع" ندوة بأكاديمية الشرطة    أفضل أدعية يوم عرفة.. تغفر ذنوب عامين    محافظ أسوان يشهد حفل التخرج السنوي لمدارس النيل المصرية الدولية    توقيع بروتوكول تعاون ثنائي بين هيئة الرعاية الصحية ومجموعة معامل خاصة في مجالات تطوير المعامل الطبية    ملايين الجنيهات، التفاصيل الكاملة لسرقة شقة الفنان تامر عبد المنعم    تفاصيل مشاجرة شقيق كهربا مع رضا البحراوي    تعرف على التأخيرات المتوقعة لبعض القطارات اليوم بالسكة الحديد    بدأ مشوار الشهرة ب«شرارة».. محمد عوض «فيلسوف» جذبه الفن (فيديو)    طفرة تعليمية بمعايير عالمية    مصطفى مدبولى يهنئ الرئيس السيسى بعيد الأضحى المبارك    بايدن يدرس إرسال منظومة صواريخ باتريوت إلى أوكرانيا    "مقام إبراهيم"... آيةٌ بينة ومُصَلًّى للطائفين والعاكفين والركع السجود    رئيس إنبي: لم نحصل على أموال إعادة بيع حمدي فتحي.. وسعر زياد كمال 60 مليون جنيه    ترتيب مجموعات أفريقيا في تصفيات كأس العالم بعد الجولة الرابعة    وزير الصحة: تقديم كافة سبل الدعم إلى غينيا للتصدي لالتهاب الكبد الفيروسي C    أفلام عيد الأضحى تنطلق الليلة في دور العرض (تفاصيل كاملة)    موعد مباراة سبورتنج والترسانة في دورة الترقي للممتاز والقنوات الناقلة    نقيب الصحفيين الفلسطينيين: موقف السيسي التاريخي من العدوان على غزة أفشل مخطط التهجير    ماذا يحدث داخل للجسم عند تناول كمية كبيرة من الكافيين ؟    استشهاد 6 فلسطينيين برصاص إسرائيلي في جنين بالضفة الغربية    هيئة الدواء: هناك أدوية ستشهد انخفاضا في الأسعار خلال الفترة المقبلة    زواج شيرين من رجل أعمال خارج الوسط الفني    عاجل.. تريزيجيه يكشف كواليس حديثه مع ساديو ماني في نهائي كأس الأمم الإفريقية 2021    الفرق بين الأضحية والعقيقة والهدي.. ومتى لا يجوز الأكل منها؟    خلال 3 أشهر.. إجراء عاجل ينتظر المنصات التي تعمل بدون ترخيص    بالفيديو.. عمرو دياب يطرح برومو أغنيته الجديدة "الطعامة" (فيديو)    عصام السيد يروى ل"الشاهد" كواليس مسيرة المثقفين ب"القباقيب" ضد الإخوان    حظك اليوم| الاربعاء 12 يونيو لمواليد برج الميزان    ناصر أبو بكر: 20 % من صحفيي فلسطين استشهدوا وأصيبوا فى حرب غزة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" .. الحلقة25..مبارك وفتحى سرور واللعب مع الفساد..مبارك أطاح بعبدالحليم موسى من الداخلية بحجة إجراء حوار مع الجماعة الإسلامية بالسجن رغم علمه المسبق
نشر في اليوم السابع يوم 16 - 07 - 2014

كان حسنى مبارك قد قضى فترتين رئاسيتين، وبدا أنه أصبح متمكنا من السلطة قادرا على استعمالها بالشكل الذى يضمن له التفوق والسيطرة، بدا فى صورة الرئيس المتواضع الزاهد فى السلطة، ومع الوقت استطاع إزاحة كل من نافسه، فعل ذلك بسهولة وهدوء وبلا أى درجة من العنف الظاهر، كان يكمن فى سلطته متكتما بأقصى درجة، وهى صفات لازمته طوال فترات حكمه. وبالرغم من أن مبارك حصل على فرص السلطة بشكل متوالٍ فى حياته منذ كان ضابطا طيارا ثم نائبا فرئيس، إلا أنه رفض طوال فترات حكمه الطويلة أن يعطى لمن هم وراءه مثلما فعل سابقيه. حافظ على تركيبة السلطة بالشكل الذى يضمن له الأمن والاستقرار، لكنه لم يفرق بين الاستقرار والجمود. ووصل به الحال للقول بأنه لا يجد شخصا مناسبا يخلفه، بل كان يعلن على الملأ أنه يجد صعوبة فى تشكيل وزارة أو وجود كفاءات، وتجاهل أنه بنظامه وطريقة تفكيره وتمسكه بدوائر ضيقة للحكم، حرم عدة أجيال من حقها فى السلطة، وحرم نظامه من تجديد الدماء. ونما الفساد والجمود على جلد نظامه كالعنكبوت.
وأثبت مبارك مع الوقت أنه ليس الشخص الساذج، وأثبتت سنوات الحكم الاثنى عشر فى فترتين رئاسيتين، أنه كان الأكثر دهاء ممن حوله. دهاء مكنه من الحفاظ على سلطته، وعلى قوة نظام حكمه، لم يسع للعب دور إقليمى أكثر من مجرد الحفاظ على الوضع القائم. يواصل الاستمرار بالرغم من كل الظروف. وبالرغم مما كان يموج حوله من زلازل سياسية وزلازل فعلية، انهارت إمبراطوريات، وتفككت دول، وقامت حروب وبدا مبارك ونظامه قادرين على الاستمرار بقوة الأمر الواقع.
بدا مبارك يتعامل مع الدولة، على أنها عهدة، المهم أن يسلمها، لا يهم فارغة أو حتى كهنة، كان مبارك محظوظا مقارنة بمن سبقوه سواء الرئيس السادات، أو عبدالناصر، وتلقى المزيد من الفرص، التى لا يبدو أنه استغلها جيدا، وكان الأمن هو الهاجس الأول بالنسبة له، طوال فترات حكمه المتعددة، لكن الأهم أنه لم يفكر فى تغيير تركيبة السلطة حوله، ولا الخروج من عزلته التى تزايدت مع مرور الوقت.
كان حسنى مبارك محظوظا، فى لعبة الزمن، وأيضا فى لعبة التوازنات الدولية والإقليمية. كان يتباهى بأنه ليس رجل مغامرات، أو صدمات، كان يقصد طموحات ناصر والسادات، وبالفعل لم يكن من أصحاب المغامرات المحسوبة، لكنه كان يجيد المناورات المعروفة فى عالم السياسة. التى مكنته سنوات من الإطاحة بأكبر منافسيه إلى خارج الصورة، بدون عنف أو دم.
وإذا كان لعبدالناصر مدرسته السياسية التى قامت على الطموح السياسى والإقليمى والمشروع الاجتماعى، وكانت مدرسة السادات هى مدرسة الصدمات، والمغامرات والرغبة فى اقتحام المشكلات ومواجهتها، فإن مبارك لم يكن صاحب مدرسة سياسية، بل إنه تبنى الكثير من المدارس، وظل حتى ما يقرب من ثلث فترة حكمه، عصيا على التصنيف. احتفظ بنظام أمنى متعدد الوجوه أكثر نعومة من نظام ناصر والسادات، لكنه كان أكثر إحكاما وأقل إنجازا، وكان مثاليا فى إضاعة الفرص التى توفرت له.
وقد ترك من حوله دوائر السلطة فى الحزب الوطنى أو الحكومة، وهى دوائر كانت تحيط به وتدور حوله، وتتبعه، لكنها كانت أيضا تحاصره، وتزيد من عزلته متصورا أنه يسيطر على كل الأمور. ودخل مبارك فترته الرئاسية الثانية محتفظا بنفس طواقم السلطة باستثناء مجال واحد لم يتوقف فيه التغيير والتبديل، هو وزارة الداخلية وأجهزة الأمن. وكان الإرهاب والعنف أحد أخطر ما يواجه البلاد، فقد نما الإرهاب على مهل خلال السنوات الست الأولى من حكم مبارك، وكان معه ينمو الفساد. ومبارك يتصور أن الأمن هو الأمن السياسى أو حتى الجنائى، لكن القواعد الحاكمة والتى احتفظ بها مبارك، سمحت بنمو جزر وشبكات للفساد، كان بعضها يتكشف، ويتم القبض على أطرافه، لكن كان الفساد الظاهر أو الذى يتم ضبطه يبدو قمة جبال الجليد الغاطس تحت الماء. وهو جبل كان يمتد أفقيا ورأسيا، ويلتهم حقوق الأغلبية، ليصب فى جيوب أقلية تثرى بلا قانون غير قانون الفساد. كان ملف الخصخصة والقطاع العام هو أهم الملفات التى خلقت جزرا من الفساد.
تولى اللواء عبدالحليم موسى وزارة الداخلية فى أعقاب إقالة زكى بدر بعد تسجيلات الشتائم التى نشرتها المعارضة، وكان مبارك يرى أن زكى بدر رجل أمن محترف كفء، وأنه قادر على مواجهة الجماعات الإرهابية العنيفة، لكنه كان يقول « زكى بدر كويس لكنه مدب ولسانه مفلوت»، وكثيرا ما كان مبارك يعيد ترديد ما يقوله زكى بدر من شتائم، ويقول للمقربين منه إن ما يقوله زكى بدر عن بعض المعارضين صحيح، لكن مش كل اللى يتعرف يتقال. كان مبارك يقصد أن زكى بدر يفتقد إلى الدبلوماسية والسياسة التى تتطلب أحيانا الكتمان. وذكر الكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد أن زكى بدر كان بلديات مبارك، وأن حسنى مبارك عندما كان يذهب للمدرسة ويركب كارتة زكى بدر الذى يصفه مكرم بأنه كان شخصا نظيفا لكن تنقصه الحكمة، ومبارك أقاله لهذا السبب.
كان زكى بدر نفسه تعرض لمحاولة اغتيال ضمن دائرة العنف الذى عاد 1987 وشهد ثلاث محاولات للاغتيال استهدفت بعض الشخصيات السياسية منهم وزيرا الداخلية السابقان حسن أبوباشا والنبوى إسماعيل، ثم محاولة اغتيال مكرم محمد أحمد رئيس مؤسسة دار الهلال، وتمت هذه المحاولات على يد جماعة تدعى جماعة «التوقف والتبيين» وهى إحدى الجماعات التى انشقت عن جماعة التكفير والهجرة التى قامت بقتل الشيخ حسن الذهبى عام 1977. وكانت محاولة اغتيال زكى بدر من الجماعة الإسلامية تعكس درجة أعلى من التدريب لهذه الجماعات، من حيث استخدام أسلحة حديثة فى تنفيذ هذه العملية بعكس الحوادث السابقة، وكانت هذه المحاولة بداية لسلسلة من حوادث الاغتيال أو محاولات الاغتيال ضمن التصعيد من الجماعات الإسلامية.
اتخذت عمليات الجماعة الإسلامية شكلا متتاليا ومكثفا وبدأت باغتيال رئيس مجلس الشعب الدكتور رفعت المحجوب فى أكتوبر 1990 واتهمت الجماعة الإسلامية بارتكابها، وبرأت المحكمة المتهمين لعدم تيقن المحكمة من الأدلة، وبقيت الجريمة ضمن الألغاز، وقد وقع اغتيال المحجوب واللواء عبدالحليم موسى وزيرا للداخلية، وورد فى بعض التقارير أن موسى كان هو المستهدف بالاغتيال. ثم اغتيال الكاتب فرج فودة فى 1992 على يد الجماعة الإسلامية. وكان فودة قد اشترك فى أول مناظرة علنية بين أنصار الدولة الدينية والدولة المدنية، نظمتها الهيئة المصرية العامة للكتاب وأقيمت فى معرض القاهرة الدولى للكتاب قبل شهور من اغتياله، وكان لهذه الواقعة بالتحديد دلالة خطيرة باعتبارها سابقة فى ممارسة العنف المؤدى المباشر ضد أصحاب الرأى والفكر. وإن كانت محاولة اغتيال مكرم محمد أحمد نسبت إلى جماعة تسمى «الناجون من النار»، وهى إحدى الجماعات التى كانت تنمو على خلفية توالد العنف.
وبعد أن أقال مبارك زكى بدر فى أعقاب شتائمه المسجلة التى لم تتوقف فقط عند المعارضة لكنها امتدت للوزراء والحكومة ورئيس الوزراء بل وبعضها وصل إلى مبارك نفسه، وكان زكى بدر لا يتردد فى وصف الوزير أو رئيس الوزراء بأنه «دهل وفلاتى وبتاع نسوان أو خرع ونى ومنسون وأهبل.. إلى آخر قائمة الشتائم»، كما كان كثيرا ما يحرج زملاءه، ويروى الدكتور مصطفى الفقى فى مقال له عن زكى بدر وأذكر أننى قلت له ذات مرة إن زميلى الكاتب الدكتور محمد السيد سعيد -وكان محبوسًا على ذمة التحقيق- يعانى من برودة الجو، وأرجو رعايته فى محبسه ولو ببطانية إضافية فإذا به يقول بصوت مرتفع فى أحد الاجتماعات الرسمية إنه يستأذن فى أن يكون حبس المتهمين من الآن فى «فندق هيلتون» بدلاً من السجن لأنهم أصدقاء الدكتور «مصطفى الفقى» ونريد أن يكونوا سعداء ويقول الفقى إنه شعر بحرج.
وقد اضطر مبارك لإقالة زكى بدر بعد أن طالت شتائمه الجميع، ويومها اتصل برؤساء أحزاب المعارضة الذين شتمهم الوزير واعتذر لهم وطيب خاطرهم، وكان يضحك كلما سمع التسجيلات التى تمتلئ بالشتائم والنكات على المعارضة والحكومة، وأحيانا ما كان يستخدمها مخففة فى التنكيت على وزراء أو معارضين.
كانت دائرة العنف بدأت بعد منتصف الثمانينيات من القرن العشرين عقب خروج عدد من المتهمين فى تنظيم الجهاد واغتيال السادات، ومثلت الموجة الثانية للإرهاب، بعد انتهاء الموجة الأولى باغتيال الرئيس السادات 1981، كانت الموجة الثانية أكثر عنفا، وشارك فيها أعضاء الجماعات الإسلامية الأكثر تدريبا، وتصميما، وقع انشقاق داخل تنظيم الجهاد حول «ولاية الضرير» وولاية الأسير بين عمر عبدالرحمن وعبود الزمر. ليبدأ بعض أعضاء تنظيم الجهاد الذين حصلوا على البراءة أو خرجوا بعد السجن سنوات إعادة تشكيل الجماعة الإسلامية، لتشهد مصر فترات عنف تزامنت مع «العائدون من أفغانستان» 1992، وهى تنظيمات ضمت بعض أفراد الجهاد الذين غادروا أفغانستان بعد انتهاء الحرب وتولى طالبان الحكم 1992، ممن لم يتمكنوا من العودة وكانت لديهم قدرات قتالية، ومن المفارقات أن هؤلاء الشباب الذين حملوا السلاح بعد عودتهم من أفغانستان، كانوا نتاجا لعملية دعم وتنظيم وتدريب شارك فيها حسنى مبارك سواء كان نائبا أو رئيسا، بالاشتراك مع المشير محمد عبدالحليم أبوغزالة، وحسين سالم ودربوهم وجهزوهم وأرسلوهم إلى أفغانستان لمواجهة الغزو السوفيتى الشيوعى، وكانوا يحملون اسم مجاهدين، لكنهم عادوا ليعتبروا إرهابيين، ضمن ظاهرة تمثل أكبر عملية تصنيع للإرهاب المؤدلج فى التاريخ الحديث.
ذهب زكى بدر ووقع الاختيار على اللواء عبدالحليم موسى، وكان تاليا لزكى بدر فى منصب محافظ أسيوط، التى أمدت وزارة الداخلية فى عهد مبارك بثلاثة وزراء داخلية متتاليين، لأن محافظة أسيوط وجامعتها تحتضن الجماعة الإسلامية التى نشطت وأعادت تنظيم نفسها بعد الإفراج عن قياداتها المتهمين فى تنظيم الجهاد. وبعد القبض على المتهمين شابت عملية التحريات والضبط للتنظيم مخالفات أدت لتبرئة عدد كبير من المتهمين وصدر حكم ضد 101 متهم من بينهم 50 من طلبة الجامعات 14 منهم من الجماعات الإسلامية
فى جامعة أسيوط التى كونها المحافظ سنة 1972. وبسبب عدم دقة محاضر ضبط المتهمين والأسلحة، جاءت أحكام محكمة أمن الدولة العليا فى قضية تنظيم الجهاد بسيطة ضد المتهمين. وكان خروج عدد من المتهمين بعد سنوات قليلة وتبرئة آخرين مقدمة لإعادة تنظيم الجماعة. التى اتخذت اسم الجماعة الإسلامية. وألف عاصم عبدالماجد وعصام دربالة وناجح إبراهيم ميثاق العمل الإسلامى الذى كان مقدمة لدائرة العنف التى ستستمر حتى نهاية التسعينيات بلا توقف. وتمثل الموجة الثانية الأكثر عنفا للجماعة الإسلامية التى خرجت من تنظيم الجهاد واستقلت فى سياقها بجامعة أسيوط. حكم على بعضهم بالسجن المؤبد وآخرون هربوا إلى أفغانستان، أو دول أخرى. ليعودوا بعد ذلك ضمن ما عرف بتنظيمى «العائدون من أفغانستان»، و«العائدون من ألبانيا».
اللواء محمد عبدالحليم موسى هو خامس وزير داخلية فى عصر مبارك اشتهر بلقب «شيخ العرب» لأنه كان يسعى لحل المشاكل بالمجالس العرفية، فى محافظة أسيوط وتمكن من إنهاء الكثير من تلك المشاكل بالطرق السلمية، تولى الوزارة فى يناير 1990 بعد إقالة زكى بدر، وشهد عهده اغتيال الدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب، فى صيف 1990، والكاتب والمفكر فرج فودة 1992. كما قتلت قوات الأمن متهمين أو مشتبها فيهم لتتسع دائرة العنف وترد الجماعات المسلحة باغتيال ضباط أو مخبرين. وسعى موسى لإجراء حوارات مع قيادات الجهاد والجماعة الإسلامية، عن طريق رموز من رجال الدين مثل الشيخ محمد متولى الشعراوى من أجل عقد هدنة، وكان هو طرفها شخصيا، وتسربت أخبارها قوبلت بهجوم لأن البعض رآها تنتقص من سيادة الدولة، وأنها وضعت الإرهابيين والدولة فى موقف متساو، وحملوا مسؤوليتها لوزير الداخلية عبدالحليم موسى ويبدو أن إقالة عبدالحليم موسى لم تكن فقط بسبب الحوار مع الجماعات فى السجون لأن هذه الحوارات تمت بمعرفة من رئيس الوزراء الدكتور عاطف صدقى، ومن المؤكد أن مبارك كان يعلم بها لأن مثلا هذه الخطوات التى تخص الأمن كانت من بين أهم القضايا التى يهتم مبارك بمتابعتها، لأن الملف الأمنى هو أهم ملفات لم تترك مبارك ولم يتركها طوال فترة حكمه.
ويروى الدكتور كمال الجنزورى فى مذكراته أنه «فى إبريل 1993»، تصاعد الموقف مع الجماعات الإسلامية، وقت أن كان اللواء عبدالحليم موسى وزيرا للداخلية، ورأى أنه من المفيد التهدئة مع هذه الجماعات، وأن تتم المصالحة للحد من صور العنف، وما لها من أثر كبير على الاستقرار السياسى والاقتصادى خصوصا الاستثمار والسياحة. واستأذن اللواء عبدالحليم موسى الدكتور عاطف صدقى ووافقه على ذلك، ولكن بعد فترة حين نشر عن محاولة للمصالحة بين الداخلية وبين بعض الجماعات الإسلامية، وعلم الرئيس بها، وهو ما كان محل رفضه لأنه رأى أن هذا قد يعطى انطباعا للرأى العام والجماعات أن الدولة فى وضع ضعيف، فسأل الدكتور عاطف صدقى: كيف تم ذلك؟ فأجاب إنه لا يعلم، رغم أن اللواء عبدالحليم موسى أكد أنه استأذنه.
وعلى هذا قرر الرئيس خروج اللواء عبدالحليم موسى من الوزارة وتعيين اللواء حسن الألفى بدلا منه. شهادة الجنزورى تؤكد أن القضية كانت أكبر من الحوار، كما أنها تكشف عن كون رئيس الوزراء يتخلى عن وزيره عندما يعلم أن الرئيس غاضب من تصرف ما. وهو أمر يبدو أنه تكرر مع عاطف صدقى عدة مرات.
تمت إقالة عبدالحليم موسى فى أبريل من عام 1993، ليتولى حسن الألفى وزارة الداخلية قادما من أسيوط دون أن تتوقف دائرة العنف. وكانت قضية لوسى آرتين الوزراء تفجرت فى مارس قبل أسابيع من إقالة موسى، ولا أحد استطاع أن يعرف ما إذا كانت إقالة شيخ العرب لها علاقة بالتسجيلات التى أذيعت، لكن موسى خرج، والتزم الصمت مثل غيره من وزراء الداخلية، الذين كانوا هم الأكثر تغييرا فى عهد مبارك كما كان الملف الأمنى على رأس أولويات مبارك، فقد كان يقاوم كثيرا تغيير الوزراء لكنه فى وزارة الداخلية كان يعتبرها مع الدفاع «وزارته شخصيا».
قضية لوسى آرتين تفجرت فى وقت كانت فيه البلاد تواجه إرهابا وصدامات ومحاولات اغتيال فضلا عن مفاوضات للحكومة مع صندوق النقد الذى كان يطالب مصر بالإسراع فى الخصخصة وتصفية القطاع العام والشركات بصرف النظر عن قيمتها أو تأثيرها فى الاقتصاد والصناعة. وقد شهد هذا العام 1993 أول وأخطر عملية تصفية لأحد صروح القطاع العام والصناعة المصرية وهو بيع شركة المراجل البخارية التى كانت أبرز مثال على وجود تواطؤ من قبل الحكومة أو النظام لتصفية الشركة التى يفترض أنها شركة استراتيجية تم بيعها وتفكيكها وكانت الأراضى التى تقع عليه الشركة تقع مباشرة على النيل بمنطقة منيل شيحة وتساوى الأرض وحدها أضعاف الثمن الذى تم به بيع الشركة وتسديد ثمنها بقروض حصل عليها المشترون من البنوك العامة.
كانت وزارة عاطف صدقى تتواصل لسنوات وتحظى برضا مبارك، ولم يكن هناك تغييرات جذرية فقد كان عاطف صدقى رئيس وزراء تكنوقراطى، وهو وصف شاع مع رؤساء الحكومات فى فترة حسنى مبارك، سنوات صدقى شهدت تضاعف أعداد العاطلين من خريجى الجامعات والمدارس الفنية وقدرت أعداد العاطلين فى مصر من منتصف الثمانينيات حتى منتصف التسعينيات بأربعة ملايين عاطل، توقفت الدولة عن توظيف الخريجين. وأعلنت اتجاهها إلى اقتصاد السوق وبدأت بالفعل خطوات بينما الموظفون والأطباء فى المستشفيات والعمال وكل الفئات محدودة الدخل تعمل وتتلقى أجرا ثابتا لم تدخل عليه تغييرات. التسعينيات شهدت عددا من الكوارث ففى 14ديسمبر1991 وقعت كارثة بحرية حين اصطدمت
العبارة «سالم إكسبريس» والتى ترفع علم «بنما» بحقل للشعاب المرجانية على مسافة كيلومترات من ميناء سفاجا، وانشطرت إلى نصفين.. كانت العبارة تحمل 624 راكباً. نجا منهم 178 راكباً فقط. مالك السفينة سالم عبدالرازق صرح بأن مسؤوليته طبقاً للقانون تتمثل فى دفع التعويضات لأسر الضحايا لمن يثبت وفاته وطبقاً لما هو موضح بوثيقة التأمين وهو خمسون ألف جنيه للمتوفى. اختفى سالم بعد هذا التصريح ولم يتعقبه أحد. اما رئيس الوزراء الدكتور عاطف صدقى فقد أعلن تكليف لجنة بمتابعة صرف تعويضات الضحايا بعد انتهاء تحقيقات النيابة.
مثلما شهدت بداية التسعينيات تصاعد العنف من الجماعات الجهادية ضد الدولة، فقد تزامن انحسار هذا العنف مع تصاعد الفساد. وهو فساد ارتبط بالخصخصة وتصفية القطاع العام. كانت حكومة عاطف صدقى أنهت مهامها وسط تضاعف البطالة وعجز الموازنة والكوارث.
وتفجرت قضية الفساد التى كان الحباك أعلى مراحلها. كان الإرهاب يزيد من قبضة أمنية للنظام، الذى حرص على أن تظل اللياقة الأمنية فى أعلى صورها، بينما يتهاون فى مواجهة الفساد الذى كان يشكل تهديدا لأساسات الدولة، فالخصخصة كانت تجرى بلا قواعد غير الرغبة فى التخلص من القطاع العام والشركات، من دون حسابات لنتائج التصفية، على العمال، أو إعادة توزيع الثروة، كانت الشركات تباع، وتصفى ليتم تفكيكها. والاتجار فى أراضى الشركات وأصولها، من دون أن تقوم بدائل لها. وهو إهدار للثروة العامة كانت له آثاره الاجتماعية والاقتصادية، ضمن حالة من تآكل أساسات الدولة التى كان نظامها مشغولا بتضخيم آلته الأمنية متجاهلا تهديدات أكثر خطرا.
كانت الخصخصة فى الدول الأوروبية تعنى نقل ملكية الشركات والمصانع والمشروعات الخدمية من الدولة إلى القطاع الخاص. لكنها فى مصر تحولت إلى عملية تصفية للصناعات وتفكيك أصول الشركات لتتحول إلى مشروعات عقارية أو سياحية والنتيجة بطالة وغياب للصناعات.
كان ملف شركة المراجل البخارية واحدا من أخطر ملفات الخصخصة. منذ عام 1992، كانت حكومة عاطف صدقى قائمة وكانت تضم اثنين من رؤساء الحكومات التالية كمال الجنزورى وكان وزيرا للتخطيط والدكتور عاطف عبيد الذى كان وزيرا لقطاع الأعمال فى حكومة صدقى ثم حكومة الجنزورى. شركة المراجل البخارية تأسست فى يوليو 1962 كإحدى ركائز الصناعة الوطنية من برنامج مصر النووى وتم انتزاع أراضٍ لها بقرار جمهورى لإقامة مصنع شركة النصر للمراجل البخارية وأوعية الضغط فى منيل شيحة بالجيزة على مساحة 31 فدانا و22 قيراطا كانت تنتج قواعد مدافع الهاون وأجهزة تطهير الأفراد للحرب الكيماوية وأوعية الضغط للقوات البحرية وأفران صهر الصلب وتقطير البترول وحوائط تبريد الأفران وأبراج وأفران الأسمنت وأوعية الضغط العالى وأجزاء محطات الكهرباء.
شركة بهذه الخطورة بدأ برنامج الخصخصة بتصفيتها كانت تحقق أرباحا إلا أنه منذ صدور قانون 203 لعام 91 تم اتخاذ عدد من الخطوات لتصفيتها وتحويل تبعيتها للشركة القابضة للصناعات الهندسية تنفيذا لاستثمارات توسع وإحلال وتجديد خلال العام المالى 91 92 تقدر ب 1. 62 مليون جنيه ثم تراجع بنك الاستثمار القومى عن التمويل مما ضاعف أعباء الشركة المالية والفوائد على الديون وخلل هيكلى وتمويلى، ثم بدأت بعد ذلك خطوات البيع بعرض الشركة القابضة للصناعات الهندسية فى سبتمبر 92 مذكرة بشأن خصخصة الشركة طبقا لالتزامات الحكومة المصرية بوصايا صندوق النقد الدولى، وفى يوليو 1993 تقرر تشكيل لجنة للتفاوض مع ثلاث شركات هى انسالدوا بابكوك اسيا براون مع الاستعانة بخبرة بكتل الامريكية وفى فبراير 94 تمت دعوة مجلس إدارة الشركة القابضة للصناعات الهندسية للنظر فى مذكرة لجنة التفاوض وافق عليها وزير قطاع الأعمال عاطف عبيد، قبل مجلس الإدارة. وتزامن هذا مع قضية الرشوة التى اتهم فيها عبدالوهاب الحباك رئيس الشركة القابضة للصناعات الهندسية ودخل فيها السجن وكان أحد رجال عاطف عبيد. وفى 13 فبراير 1994 قررت الشركة بيع الأصول الثابتة بشركة المراجل البخارية بمبلغ 11 مليون دولار والمخزون ب6 ملايين دولار بقيمة إجمالية 17 مليون دولار بعدها اشترى رجل الأعمال
محمد عبدالمحسن شتا حصة الشريك الأجنبى وتغير اسم الشركة وانتزع المستثمر المصرى 11 فدانا من أراضى الشركة وهدم ما عليها من مبانٍ وكانت ورشا لتصنيع الغلايات الصغيرة ومخزنا ومركز التدريب الألمانى التابع للشركة كان يضخ العمالة المدربة للشركة وسوق العمل. وشهد مجلس الشعب استجوابا حول تصفية المراجل البخارية، قدمه النائب البدرى فرغلى، لكن الاستجواب تم إفساده بفضل طريقة الدكتور أحمد فتحى سرور رئيس البرلمان، بالعودة إلى الجدول واستخدم زعيم الأغلبية كمال الشاذلى أعضاء مجلس الشعب فى التعتيم على الاستجواب. كانت الأراضى التى تم بيعها تساوى فى قيمتها أضعاف السعر الذى باعت وزارة قطاع الأعمال به الشركة. التى كانت تصفيتها ملازمة لاستمرار قضية الفساد المتهم فيها عبدالوهاب الحباك رئيس الشركة بتكوين ثروة 100 مليون جنيه من الرشاوى والكسب غير المشروع. وكان مجلس الشعب اعتاد أن يلعب لعبة تمرير الخصخصة بما فيها من فساد وتواطؤ، ويصمت عليه، وهو أمر سوف تكشفه أحكام قضائية ببطلان خصخصة شركات منها المراجل، لتؤكد أن الأمر لم يكن خصخصة وإصلاحا اقتصاديا، وإنما سرقة واضحة ولعب مع الفساد.
فى عام 1994 وقعت كوارث السيول فى زاوية عبدالقادر غرب الإسكندرية حيث انهارت قناطر أدت إلى غرق الزاوية. كما امتدت السيول إلى عدد من قرى الصعيد مثل قرية درنكة فى أسيوط، فى نوفمبر 1994 نزلت السيول من جبل أسيوط الغربى العالى والمُلاصق للقرية، التى تجاور صهاريج النفط التابعة الجمعية التعاونية للبترول، فى الفجر ولأن اندفاع المياه كان قويا وسريعا، فلقد أحدث شرارة بالاحتكاك مع إحدى عربات قطار نقل الوقود، مما أشعل النار دخلت السيول القرية محملة بنار مُشتعلة، وأتت على الأخضر واليابس وقتلت عدد تجاوز ال200 شخص، وقتها، لأن وقت الفجر، يكون أغلب الناس فى بيوتهم ويومها لم ينج إلا من كان خارج القرية.. كشفت الكارثة عن عدم وجود مخرات للسيول. فضلا عن غياب الأمان حيث وضعت صهاريج تخزين البنزين فى طريق السيول. التى نزلت على القرية فأحرقتها.
ويومها زار الرئيس حسنى مبارك القرية بعد الكارثة التى اعتبروها طبيعية بالرغم من غياب أى خطط لمنع السيول فى درنكة وغيرها. وكان مبارك ظهر فى التليفزيون وهو يواسى الضحايا، وكانت له مواقف مثيرة منها أنه التقى سيدة عجوز فى درنكة قالت له إن زوجها وأولادها وكل أقاربها ماتوا فى الحريق. فرد مبارك قائلا: عال عال. وكلمة عال تستخدم للتعبير عن الفرح وليس فى كارثة مثل درنكة. كانت نكتة لكن التعامل مع الكارثة كشف عن غياب الاستعداد والاعتماد على رد الفعل وليس الفعل.
وتكررت حالات السيول والغرق فى الصعيد وسيناء. لتكشف عن غياب النظام أو التوقع للكوارث وبدت حكومة عاطف صدقى تسمى حكومة الكوارث، ويومها جرت مطالبات كثيرة بضرورة تغيير الحكومة، لكن مبارك كان يرد بانه لايريد تغيير أشخاص أو وجوه ولكن يريد تغيير سياسات وانتهت النتيجة إلى استمرار الوجوه والسياسات. خاصة وأن السياسة كانت مصادرة لصالح الحزب الوطنى.
وشهدت الأعوام من الزلزال 1992 حتى عام 1996 عدة كوارث أيضا لسقوط عمارات وأبراج اتضح أنها كلها مبنية فى الثمانينيات حيث سقطت عمارات فى مدينة نصر ومصر الجديدة.
كانت سنوات التسعينيات شهدت تفجر قضايا فساد كان من أشهرها قضية المهندس على عبدالغنى رئيس شركة الأسمنت الذى اتهم بتضخم الثروة، وإهدار المال العام والفساد. وفى عام 1996 تفجرت واحدة من أكبر قضايا الفساد عندما تم القبض على المهندس عبدالوهاب الحباك رئيس الشركة القابضة للصناعات المعدنية والذى تقع تحت إدارته 20 شركة بتهم تضخم الثروة والرشوة جهاز الكسب غير المشروع أحال الحباك إلى الجنايات التى قضت بسجنه 10 سنوات وغرامة 25 مليون دولار أمريكى و5 ملايين جنيه مصرى. وإلزامه وزوجته وأولاده برد مبلغ 4 ملايين و672 ألف دولار وتوفى أثناء قضائه العقوبة وبعد وفاة الحباك كشفت هيئة الرقابة الإدارية أنه حصل أثناء رئاسته لشركة النصر للأجهزة الكهربائية «فيليبس» على عمولات من الموردين الأجانب ووكلائهم بمصر، حوالى 91 مليون جنيه، وعمولات مقابل إسناد عملية توريد 225 جهاز جولد ستار لشركتى النصر وتليمصر لمدة 7 سنوات متوالية،. كانت الرقابة الإدارية قد أحالت المتهم عبدالوهاب الحباك بتهمة الكسب غير المشروع الذى بلغ أكثر من 100 مليون جنيه من أموال حصل عليها عن طريق العمولات من بعض الشركات الأجنبية التى كانت تتعامل مع الشركات المصرية الصناعية حيث كان رئيسا للشركة القابضة للصناعات الهندسية والتى تتبعها20 شركة صناعية، وأحالت النيابة المتهم إلى المحكمة التى أصدرت حكما سابقا بسجنه لمدة عشر سنوات ورد المبلغ المتحصل عليه وغرامة مثلها وطعن فى النقض وتمت إعادة محاكمته أمام دائرة جديدة ايدت الحكم. ويومها كانت قضية الحباك اكبر قضايا الفساد وكان الحباك يعمل تحت رئاسة عاطف عبيد وزير قطاع الأعمال. مع بداية الخصخصة.
وكان الفساد بدأ يعشش فى نظام مبارك كالعنكبوت، صحيح أن مبارك كان يعلن أنه لا تستر على فساد، لكن الأمر كان قد تشعب وبدا عصيا على الإحاطة، فضلا عن وجود أنواع من الفساد تتم بالقانون، أو باسم الخصخصة والصالح العام، وكان من يتم ضبطهم فى قضايا فساد يدخلون فى محاكمات طويلة تنتهى عادة بجهود المحامين وتستغرق شهرا وسنوات وبعضها ينتهى بالبراءة استنادا لاختلاف طرق الحساب أو التلاعب فى الأرقام وصعودبة إعادة الأموال المهربة. كان مبارك يسير فى طريق الخصخصة لكن بقوانين النظام الاشتراكى وهو ما جعل الفساد يتسع، فضلا عن استمرار الكوارث والمشكلات الكبرى.
◄ مبارك الفرعون الأخير .. الحلقة الأولى:كيف تصرف مبارك فى اليوم التالى للتنحى؟..طلب الاتصال بالنائب والمشير.. وانقبض من مشهد الأفراح فى الشوارع.. وتذكر شاوشيسكو وصدام وقال بلدنا مش كده
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة الثانية:قال لأوباما: أنت لا تعرف وبعدها سأل نفسه:من يكون هذا الشعب ولماذا ثار ضدى؟..عندما سقط الإخوان اعتبره تحقيقا للنبوءة..وأصيب بأزمة بعد تأكده أنه متهم
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة الثالثة.. رحلة أجداد مبارك من البحيرة إلى المنوفية.. قصة صاحب الكرامات..عبد العزيز باشا فهمى توسط لتوظيف والده حاجبا.. وأدخل مبارك الكلية الحربية
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة الرابعة..قصة مبارك وعبد الناصر..دخل مبارك الكلية الحربية عام 1947 بوساطة المحامى الشهير عبدالعزيز باشا فهمى وبعد عامين دخل الطيران
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة الخامسة..مبارك وسوزان الطريق للسلطة..ليلى والدة سوزان البريطانية رفضت خطبة حسنى لابنتها ثلاث مرات بسبب فرق السن والمستوى الاجتماعى
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة السادسة.. قصة أسر العقيد حسنى مبارك فى المغرب.. السادات قال لمبارك بعد عودته من الاتحاد السوفيتى: أنت طلعت عُقر.. وهيكل أشار لمشاركته فى اغتيال زعيم المهدية
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة السابعة.. المخابرات الأمريكية كانت تحتفظ بفيديو عن مبارك وزوجته سوزان وقال باحث أمريكى زوجته الإنجليزية سبب اختياره .. كيف فضل السادات مبارك
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة الثامنة.. مبارك وأبوغزالة.. أسرار الحرب الخفية والإطاحة بالمشير.. خطط مبارك للتخلص من المشير بعد ظهور اسمه مرشحا للرئاسة فى أول اجتماع بعد اغتيال السادات
◄مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة التاسعة.. مبارك يطيح بأبوغزالة بضربة قاضية..صفقة مبارك وحسين سالم لتصدير 10 آلاف حمار للمشاركة فى الحرب بأفغانستان ضد السوفيت
◄مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة العاشرة.. مبارك خطط للإطاحة بمنافسه منصور حسن وقال له: ماتبقاش تلعب معايا تانى..تقرير المخابرات الإيطالية عن مبارك أثار غضب السادات فقال: حسنى بيلعب
◄مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة 11..مبارك وأشرف مروان..عندما هدد مروان: مبارك لا يمكنه منعى من دخول مصر.. أنا ..مبارك تقدم جنازة أشرف مروان وحرص على تبرئته من تهمة الجاسوسية
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة 12.. لماذا أصر مبارك على سجن الفريق الشاذلى؟..مبارك غير صور حرب أكتوبر بالفوتوشوب ووضع نفسه مكان الشاذلى.. وابنة الفريق اتهمته بالتزوير
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة 13.. مبارك واغتيال أنور السادات..مبارك قال: علاء أصيب بفقدان وعى أمام التليفزيون وجمال أخذوه من أمامى بالمنصة بعد إطلاق الرصاص
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة 14.. مبارك وأبوباشا ومعركة عيد الأضحى فى أسيوط..عقب اقتحام مديرية أمن أسيوط وقتل 106 أفتى عمر عبدالرحمن لعناصر التنظيم بصوم 60 يوماً كفارة لعدم مشورته/
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة 15..كيف أقنع فؤاد محيى الدين مبارك برئاسة الحزب الوطنى.. ظهر فى صورة الرئيس المتواضع.. يرتدى ملابس سفارى صناعة مصرية وأمر بعدم نشر التهانى فى الصحف
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" .. الحلقة 16 ..الرئيس الأسبق يستسلم لمؤامرات فؤاد محيى الدين.. عندما قال مبارك ليحيى الجمل: «أول مرة أعرف إن الشيوعيين بيصلوا»
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" ..الحلقة 17.. أسرار حرب مبارك..القصة الكاملة للإطاحة بوزير الداخلية أبوباشا من أجل الحزب الوطنى..مبارك «شخط» فى وزير الداخلية: سامى أخويا مش هيدخل مجلس الشعب
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" ..الحلقة18..مبارك وأسرار مطبخ صفوت الشريف وكمال الشاذلى ..الشريف كان يقدم لمبارك تقريرا يوميا بخطوط سير الوزراء وعلاقاتهم العامة والخاصة
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" ..الحلقة19.. مبارك وعلى لطفى حكومة سكرتارية..مبارك أرسل أسامة الباز لرئيس الحكومة يقول له: الرئيس عاوز يعرف جدول أعمال الاجتماع.. ليحدد ما تناقشونه
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" ..الحلقة 20.. مبارك والإخوان والسعد والريان.. شعار «الإسلام هو الحل» مع شركات توظيف الأموال.. مغامرات السياسة والاقتصاد
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" ..الحلقة 21.. مبارك.. وأسرار الإطاحة بوزير الداخلية أحمد رشدى..هل راح أحمد رشدى ضحية مواجهة المخدرات وصراعات الكبار حول مبارك
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" ..الحلقة 22.. مبارك وعاطف صدقى وشتائم زكى بدر..دخل الدكتور أسامة الباز ليوقع من الرئيس خطاب تكليف الجنزورى فشطب اسمه وكتب عاطف صدقى
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" ..الحلقة 23.. مبارك ولغز اغتيال رفعت المحجوب..اغتيال الدكتور المحجوب تم بدرجة عالية من الاحتراف.. وكان لدى القتلة معلومات دقيقة بتحركاته
◄مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" .. الحلقة24.. مبارك وصدام ولوسى آرتين.. د. مصطفى الفقى: قضية لوسى آرتين مؤامرة للإطاحة بالمشير أبوغزالة.. وخرجت من الرئاسة قبل التسجيلات


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.