اتهمت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الحكومة المصرية بالتقصير فى مواجهة العوامل المسببة لظاهرة "السحابة السوداء" التى خيمت على سماء القاهرة فى الفترة الأخيرة، وتسببت فى رفع درجة الرطوبة فى الجو وانتشار الدخان بصورة خانقة، وأكدت أن مصر ليست خبيرة فى مجال حماية البيئة. وتقول الصحيفة فى تقرير أعده مراسلها جيفرى فليشمان فى القاهرة، إن أحد أسباب هذه الظاهرة يرجع إلى أن هذا الوقت من العام هو وقت الحصاد وجمع الأرز، ويقوم المزارعون المصريون بحرق قش الأرز، وهو ما يتسبب فى تلويث الجو بصورة ملحوظة. ولكن يرى فليشمان أن هذا ليس العامل الوحيد المسبب ل"للسحابة السوداء"، فهناك الكثير من الأسباب الرئيسية التى تتجاهلها الحكومة وتعجز عن حلها، على رأسها عوادم السيارات وحرق القمامة والمخلفات الصناعية وظاهرة الاحتباس الحرارى. وتنقل لوس أنجلوس تايمز عن الدكتور مصطفى غنيم، وهو متخصص فى أمراض الجهاز التنفسى، قوله إن "الحكومة ووزارة الصحة لم تبذلا الجهود المطلوبة لمعالجة أسباب الظاهرة الحقيقية على الرغم من إصابة الكثيرين بالأمراض بسببها". ويضيف "المشكلة أكبر من حرق قش الأرز لأن الدخان الذى ينتشر بسبب هذه الحرائق تأثيره محدود، وليس من المفترض أن يصل إلى القاهرة بهذا الصورة القوية، فهناك أكثر من 12 ألف مصنع ومليونين سيارة فى القاهرة وحدها". ويشير فليشمان إلى أن السحابة السوداء التى تواجهها مصر منذ عشرة أعوام لها تأثير خطير على صحة الإنسان، خاصة على الأطفال وهؤلاء الذين يعانون أمراض الرمد والصدر، وذلك لأن استنشاق مثل هذا الهواء الملوث قد يتسبب فى الإصابة بسهولة بمرض الربو. وتشكك الصحيفة فى نهاية التقرير من قدرة الحكومة المصرية على العثور على الحل المناسب لهذه الأزمة فى الوقت المناسب، على الرغم من أن الأدخنة السوداء الناتجة عن حرق قش الأرز ستخنق القاهرة على مدار الأسبوعين المقبلين. للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به.
