قالت صحيفة "لوس أنجليس تايمز" الأمريكية: إن الإعلام الحكومي في مصر، ممثلا في عدد من رؤساء تحرير الصحف الذين لم يخرجوا عن تبعيتهم للدولة منذ وقبل مجئ الرئيس حسني مبارك، تناضل للتكيف مع التغيرات السياسية التي تجتاح البلاد في الوقت الحالي. وأعربت الصحيفة في تقرير لها بعنوان "وسائل الإعلام المصرية تتكيف مع التغيرات السياسية" عن تأييدها للانتقادات التي توجهها المعارضة لوسائل الإعلام المملوكة للدولة بسبب معارضتها للإصلاحات التي تدعي النظم الاستبدادية في الشرق الأوسط، ومن بينها مصر، أنها بصدد تنفيذها. ونقلت الصحيفة عن مكرم محمد أحمد رئيس تحرير مجلة المصور قوله:" نحاول أن نسلك هذه الطريق الذي لم نعتاد عليه، ولكننا نواجه بمشكلات المرحلة الأولى. ليست عملية سهلة". و قالت "لوس أنجليس تايمز" إنه بالنسبة للنظام الحاكم في مصر، الذي يناضل للسيطرة على مساحة التغيير السياسي، فإن ولاء رؤساء تحرير الصحف القومية مثل أداة قوية لم يتردد الرئيس مبارك في استغلالها في الأوقات الحساسة ولمواجهة المعارضة. ونقلت الصحيفة عن إبراهيم منصور عضو نقابة الصحفيين بالقاهرة قوله: السيطرة على الإعلام في مصر ليس أقل خطورة من السيطرة على الشرطة والجيش.. إنها سيطرة على عقول الشعب. وأضافت: قبل أن يعلن الرئيس مبارك ترشيحه، فقد أجرى مقابلة للتلفزيون المصري، وهو عرض لا يمكن للمعارضة أن تحلم به. وأكدت أن سيطرة الحكومة في مصر على وسائل الإعلام بدأ يثير استياء وانتقادات الغرب. مشيرة إلى ما صرح الرئيس بوش به بشأن ما قاله لمبارك: يجب السماح للمعارضة بمساحة في وسائل الإعلام.. وإذا كانت الحكومة تمتلك تلفزيونا خاصا بها، فيتحتم عليها السماح للمعارضة بمساحة في هذا التلفزيون. وأشارت الصحيفة إلى أن ثمة حرب تدور بين الصحف القومية وصحف المعارضة، حيث قالت: مؤسسات الإعلام الحكومي لا تذكر شيئا عن الاحتجاجات المناهضة لمبارك والمؤيدة للإصلاح. ودائما تنشر البيانات الرسمية التي تصدرها وزارة الداخلية عن الاعتقالات. وانتقدت مجلة روزاليوسف التي أوردت في عدد لها مقالا عن المعارضة بعنوان "المتظاهرون مرضى، صلوا من أجل شفاءهم". فيما أشارت إلى ما ذكرته صحيفة الأهرام عن الاعتداءات والتحرشات الجنسية التي تعرضت لها الصحفيات على أيدي أنصار مبارك بقول الأهرام: لقد قامت صحفية بتقطيع ملابسها ثم اتهمت أنصار الحكومة بفعل ذلك. وأعربت الصحيفة عن تأييدها لما ذهب إليه الكاتب سلامة أحمد سلامة عن استحالة استقلال وسائل الإعلام طالما أنها تتلقى التمويل من الحكومة.